الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي يفوز بجائزة "كونكور "
ــــــــــ.
"... لقد نزل الخبر شفيفا، على مسامع الكثيرين من محبي الأدب المغربي، ومن مُعِزِّي الشعر فيه، ومن مُقَدِّري شاعرية عبد اللطيف اللعبي.. واعتبروه، تتويجا ليس لمنتوج المبدع فقط، بل هو تتويج لكل الذائقة الأدبية المغربية. بل إن المسارات الكثيرة التي ظلت تأخذها تلك الجائزة في فرنسا، كونها ظلت تتهم على أنها تحابي بعض دور النشر، وبعض الأسماء، وبعض « اللوبيات» الأدبية في باريس، تجعل منها هذا الموسم، في شق الشعر، إنما تستعيد الكثير من صدقيتها وقيمتها، لأنها تكمل باسم من حجم عبد اللطيف اللعبي. الرجل الذي خبر الدنيا والناس، وذاق من محن الأيام، ما جعله يخرج منتصرا للإنسان فيه، ومعليا للشاعري فيه لغة وسلوكا.. ورغم أن الكثيرين، قد يكونون اختلفوا مع الرجل في هذا الحساب السياسي أو ذاك، في هذا الاجتهاد الأدبي أو تلك المغامرة الشعرية، إلا أنهم جميعا يجمعون على أنه ابن وفي للسامي من الأدب المغربي، وأنه ظل من القلائل الذين يُعلون من معنى «المغربي» كإبداع وكتربية سلوكية وكقيمة إنسانية حضارية..(...)
أن يكون اللعبي مغربيا، أن يكون بيننا، شاعرا وإنسانا، هو واحد من علامات القوة المغربية. القوة الآتية من حسن تنظيم التعدد والاختلاف، ومن حسن تجريب خصوصية التغريد بحرية وبإصرار - كمغاربة - أدبيا وإبداعيا، مما يهبنا جميعا أن نتمايز في سماء القيَم بين باقي الاجتهادات التي تتلألأ في سماء البشرية.. بهذا السلوك وهذا المنجز الحضاري، نكتسب معنى خاصا اسمه «المغاربة»، في هدوء وبلا ادعاء، أو نرجسية مرضية.. نحن هنا، لأن منا عبد اللطيف اللعبي والكثيرين من أمثاله، من أبناء تربة البلاد، الذين حين يتدافعون لإنتاج القيَم، للإبداع سلوكيا فيها - وبعزة ـ إنما يهَبون لنا جميعا معنى تحمل استحقاق الحياة.."
لحسن لعسيبي