القلب يهفو شوقا ويبكي لوعة وحزنا لقرب أعظم يوم وموقف مهيب تشهده الأمة المحمدية في مشارق الأرض ومغاربها ....
يوم تذوب فيه العصبيات ، وتلتقي القلوب ، وتسكب العبرات راجية من الله ربها المغفرة والتوبة من الآثام والذنوب ....
يوم يعرف المسلمون حقيقة الدنيا وقد تجردوا من لباسهم سوى ثوب مخيط يستر عوراتهم ....
إنه يوم عرفة ينادينا يا أخوة الإيمان
يوم وقف فيه خير الأنبياء والمرسلين نبيّنا الأميّ محمد صلى الله عليه وسلم معلنا في خطبة الوداع أصول الحقوق الإنسانية ، وحرمة الدماء والأموال والأعراض ....
" إن دماءكم و أموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا وإن كل شيء من أهل الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين و دماء الجاهلية موضوعة و أول دم أضعه دماءنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد فقتله هزيل و ربا الجاهلية موضوع و أول ربا أضعه ربانا ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله و استحللتم فروجهن بكلمة الله و إن لكم عليهن أن لا يوطين فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح و لهن عليكم رزقهن و كسوتهن بالمعروف و إني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله و أنتم مسؤولين عني ما أنتم قائلون ؟ فقالوا : نشهد إنك قد بلغت رسالات ربك و نصحت لأمتك و قضيت الذي عليك فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء و ينكسها إلى الناس : اللهم أشهد اللهم أشهد"
سنن أبي داود