صرخة نبعت من أفواه العديد من النساء الغربيات صاحبها إحساس بالظلم والقهر.فالمرأة الغربية مهدور حقها وهي في بلدها سلعة رخيصة لا حول لها ولا قوة،فليس لها حق يصان أو كرامة تحافظ عليها،دائمة التعرض للاستبداد والظلم في حياتها.هذا هو الواقع الذي يحاول الغربيون إخفائه ليصوروا لنا نحن العرب بأننا نحن المتخلفون، يحاولون خداعنا بشعار الحرية والديموقراطية التي لايعرفون أساسا لها في مجتمعهم.فأين الحرية وجرائم الخطف والاغتصاب وانتهاك الأعراض تجاوزت نسبا خيالية في محيطهم ولكنهم يخفونها لئلا ينكشف ستار الفساد والضياع والتخلف الذي سكن واقعهم،أين الديموقراطية والمرأة حالها كحال الرجل في العمل ولكنها أقل منه في المناصب الإدارية ولا تعرف الراحة والاستقرار؟هل الحرية بأن تخرج فتاة في سن الثامنة عشر أي في مقتبل عمرها لتصارع وحوش الحياة وتتحمل مسئولية نفسها ويتخلى أهلها عنها؟هل الحرية بأن تبقى المرأة خائفة من أن ينتهك عرضها في أي لحظة أثناء سيرها في الشارع أوحتى في منزلها ولاتحد بجانبها من يحميها ويدافع عن حقها؟هل الديموقراطية تكمن في التفرقة بين البشر نظرا لاختلاف لون البشرة؟هل الحرية في أن يفقد الوالدين احترامهم ولا نولي لهم اهتماما بعد سن الثامنة عشر؟
يحاول الغربيون خداعنا بهذه الأفلام الزائفة التي تصور عكس واقعهم،ولكن المضحك في الأمر أننا نحن العرب وقعنا في هذا الفخ الذي نصبوه لنا،فيتمنى الكثير من لو أنه كان غربيا ليكون حرا طليقا لايحاسبه أحد أو يسيطر على تصرفاته.فأصبحنا نحاكي الغرب في كل شيء طعامهم وتصرفاتهم وأخلاقهم وعلمهم الذي هو أساسا لنا نحن المسلمين،وحتى في مجال الأزياء سيطر الطابع الغربي على حياتنا ولكن كما قلت الطابع الزائف الذي يحاول الغرب تصويره لنا ونحن بطبيعتنا(نأخذ الظاهر ولا نبحث في اللب) .مع العلم أنه من الواجب أن يسبقنا الغربيون في التقليد ،ولكن مشكلتنا أننا لانعلم مكامن القوة فينا. هل تعلم أن كتب بعض العلماء المسلمين تدرس في الغرب؟ هل تعلمين أن بعض النساء الغربيات كما ذكرت يتمنين الارتباط برجل مسلم أيا كانت جنسيته لكي ينلن ماتناله المرأة المسلمة من صون للكرامة وحماية للعرض وعلو منزلتها في الدين؟ هل تعلمين أن عارضة الأزياء هناك لاتأكل ولا تشرب وتعيش فقط على الفيتامينات والحبوب وإذا زاد وزنها كيلوا واحدا ترمى في الشارع وتخسر عملها؟
هل هذه هي الحرية التي نبحث عنها نحن العرب؟ فشبابنا يبحث عن العلم هناك ونحن المسلمين منبع ذلك العلم الذي يسافر البعض بحثا عنه في بلاد الغرب. أليس لدينا عقول تفكر وتخترع وتبتكر؟بالتأكيد نملكها ولكننا نفتقر إلى الثقة بأنفسنا.
في النهاية لا أقول إلا (بئس امرئ لا يعرف قدر نفسه) سنبقى ضعفاء لأننا على قناعة بداخلنا بهذا الضعف الذي استوطن نفوسنا ، وسيبقى الغرب هم الأقوى لأننا نحن من جعلهم الأقوى.
كتبه: سارة النعيم
كاتبه سعودية - صحيفة إخبارية الشمال الالكترونية
