وقفت ، والبحر ، وأحشائي
ننظر شطا يطيله الغياب
يبدو رجما من الغيب
تتكهنه عرافة منذورة للعذاب
وقفت .. أرجم رذاذ العباب
داخلي ؛ تربع حبة القلب
أنشأ لسراب
أساطينا
ورفع عن الوهم الحجاب .
وقفت والبحر يسبحني
من زبد يمس أخمص الخراب
إلى عمق فيه خراب ..
خرب كأني سفين حرب
إبتلع لطول تطحلبه
في عمق البحر
كل ماء البحر.
وقفت ..
وذا البحر أمامي وورائي
ومن كل فج يضيق يأتي قلبي
شارعا موجا من حراب
يغرق أسماكي
علها تصير سمادا لليباب
يطفو رملي
مانعا عنه شمسا تغرب
كلما لاح لي أفق يُذهب
بالألم لون السواد .
وقفت ، وأنا المنظور
في حلكة الصمت للكلام ؛
ستَتَكلمُني عرافة قدري
تصتاد من يمي ظلي
وتضل بوصلة رشدي
تنادي :
ته .. ته .. في يمك
لن تدلك نجمة من ضباب .
وقفت أنادي ؛
لو ناديتني حيا لتعلمت سحب
الوخز عن حشوي
وما سد الملح جرحي
لو ناديت الجرف بالقلب :
أن صد عني
رصاص موج يمي
ما صار ألف ثقب .. وثقب
يسمون غربالا القلب ..
لقدإستهلكتني
ورميتني عقب
سيجارة تذخن حقدها بوجهي .
وقفت جنب حلم
أنهكته السباحة
يرنو إلى ظله المبتل
سأخذ إياه ضربة شمس ؛
إذا لم يفق كلانا
فاق أحدنا
وشرع يبحرني
فهنا .. يوجد بحر
وهنا بحر
أينما أقمت وجهك ثمة بحر
بحر يسبحني
وبحر أسبحه .