سيومي خليلأرهقني حمل فيل ، كان لونه الذي لم أعرف تسميته يحجب أشعة الشمس عني . تخيلت نفسي في شارع هندي ، يناديني معبد هندوسي لممارسة طقوس العبادة داخله . لم أكن مبتعدا عن شقتي إلا بمسافة مائة فيل كالذي أحمله ، ومع ذلك أحسست أني سأخر كناقة قطعت الصحراء الكبرى . إعتقدت السيارة البيضاء الكبيرة التي وقفت أمامي تابعة لهيئة الدفاع عن الحيوان . لم أحب حيوانا أكثر من حبي لفاطمة التي تركتها نائمة تحت السرير ، هذا الفيل لم أحبه إطلاقا ، فهو لم يمكث عندي إلا ليلة واحدة ، وها أنا سأذهب به إلى مكان سيجد فيه من يحبه . ترجل رجلان من السيارة البيضاء الكبيرة ، وتقدما نحوي ، بدأت أبتلع ريقي ، فجأة تقيأت ، لقد كان الريق به مذاق سيجارة رخيصة . أحد الرجلين بدا لي من طائفة السيخ ، له شارب ويعتمر قبعة السيخ . الآخر خمنت أنه أحد المقاتلين البوذيين الذين يجيدون فنون الدفاع عن النفس . لا شك أنهما يعرفان الفيل ، سيعرفني بهما ، ولن أرفض دعوة لتعلم شعائر بوذا . تحركت مسافة عشرة أفيال مبتعدا عنهما ، ولأن الفيل إزداد ثقله بإزدياد سرعتي أحسست أن إحدى ساقي إنفصلت عن ركبتي . أردت أن أعرف ما يقع بين الركبة والساق ، فكرت أن أضع الفيل على الأرض ، لكني كنت أعلم أني لن أستطيع حمله من الأرض لثقله ، لقد أسقطته في المرتين السابقتين على ظهري ولم أحمله من الأرض ، كان في مكان يعادل قامتي . بقيت واقفا لا أعرف ماذا أفعل ، قررت أن أترك ساقي وأعرج .. هكذا مشيت أفيالا آخرى وأنا أعرج . كان الفيل لا يدري بالذي يقع حوله . لعنت فكرتي وإستمريت في المشي الأعرج . سمعت نداء يناديني أن أقف دون حراك ولا
القصة القصيرة
أحاول مد يدي إلى جيبي ولا أرفع بصري إلى السماء ولا أفكر في الهروب ولا .. ولا … تقدم السيخي جهتي وهو يلاعب شاربه ويتمعن جيدا في فيلي . ضممت الفيل جيدا إلى صدري . خفت من البوذي فهو لم يبدو لي متمسكا باللاعنف البوذي . الفيل نام دون حراك على صدري… لقد فكرت في أن روح هذا الفيل مستنسخة عن زعيم روحي ينظم الإثنان أمامي إلى طائفته ، لهذا سيعتبرانه زعيما لهما، لكني لن أتخلى عنه إلا بمقابل كبير . رأيت البوذي يتكلم ، ولأنه بوذي فلن يتكلم لغة الضاد ، لكني فهمت ما قاله ، لأنه تكلم الدارجة المغربية بطلاقة . خمنت أنه عاش لزمن طويل بالمغرب . لم أكن أعرف المكان الذي يبحثان عنه ، لكني أرشدتهما إلى متجر بائع الدمى الذي إقتنيت منه دميتي .
في المستشفى رميت الفيل جنب رأس إبن أخي النائم في دعة .
أقسمت أني لن أحمل فيلا أبدا . ما حملته لم يكن دمية ؛ ربما من صنعها أراد أن يحيل بوزنها الثقيل إلى شبهها مع الفيل الحقيقي .
أضف الى مفضلتك