النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أميركا والمنطقة.. بعد الهزيمة

  1. #1 أميركا والمنطقة.. بعد الهزيمة 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    أميركا والمنطقة.. بعد الهزيمةبقلم جبران كوريةانطلق الحديث عن انسحاب قوات الاحتلال الأميركية من العراق، من جديد وبقوة، وشغل الرأي ‏العام في جميع أنحاء العالم.‏والحديث عن الانسحاب الأميركي من العراق المحتل أطلقه الرئيس الأميركي جورج بوش الذي تحدث ‏علناً عن قرار أميركي ببدء سحب قوات الاحتلال الأميركي - البريطاني من العراق في فصل الربيع ‏من هذا العام.‏ويمثل القرار الذي أعلنه الرئيس بوش تحولاً هاماً في السياسة الأميركية التي يقودها المحافظون ‏الأميركيون الجدد في الشرق الأوسط وبدء مرحلة جديدة في المنطقة والعالم.‏وعندما يتحدث رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم عن أن القوات التي بعث بها إلى العراق، في ‏سياق سياسة أميركية للسيطرة على العالم وثرواته النفطية، ستبدأ الانسحاب من الأراضي ‏العربية فهو يلغي من جهة كل التصريحات التي أدلى بها عن بقاء قوات الاحتلال في العراق حتى ‏تحقيق النصر النهائي ويعلن من جهة أخرى للعالم أن الولايات المتحدة ليست الدولة القادرة ‏على كل شيء وأن القوة العسكرية التي تملكها لا تملك القدرة على قهر شعب يتمسك باستقلاله ‏وسيادته ويحمل السلاح لمقاومة المعتدين والدفاع عن أرض الوطن.‏والذين تخيلوا مع العدوان الأميركي على العراق أن الاحتلال الأميركي قدر محتوم باق وعلى ‏شعوب العالم أن تتقبله وترضخ له أصيبوا، وسيصابون، بخيبة أمل كبيرة وسيجدون أن مصائر ‏الشعوب ليست بيد الولايات المتحدة وقدراتها العسكرية بل بيدها هي عندما تحزم أمرها ‏وتقدم التضحيات في الدفاع عن أوطنها ودولها الوطنية.‏لقد تحمّل الرئيس جورج بوش المسؤولية الكاملة عن شنّ الحرب على العراق مستنداً إلى اتهامات ‏للنظام العراقي ظهر فيما بعد أنها كانت مختلقة و(مفبركة) وستاراً للأطماع التوسعية التي ‏ميّزت السياسة الأميركية العدوانية للمحافظين الجدد بعد سقوط الاتحاد السوفياتي ومنظومة ‏البلدان الاشتراكية في أوروبا. وها هو الرئيس الأميركي نفسه يعلن بعد حرب عدوانية تقترب ‏من نهاية عامها الثالث أن قوات الاحتلال ستترك العراق.‏هذا الرئيس يعلن أمام العالم ليس فقط أن الإدارة كذبت على الشعب الأميركي عندما ادعت أن ‏النظام العراقي كان يملك أسلحة دمار شامل وأنه يتعاون مع منظمة القاعدة - التي أرست ‏الولايات المتحدة أسسها في أفغانستان - بل كذلك كذبت عليه عندما ادعت في بداية شهر أيار ‏من العام 2003 وبلسان الرئيس بوش «أن العمليات القتالية الأساسية في العراق قد ‏انتهت».‏لقد قال الرئيس بوش يومها، ومن على ظهر حاملة الطائرات (يو. أس. أس. ابراهام ‏لينكولين) الراسية قبالة السواحل الأميركية على المحيط الهادي:‏‏«لقد انتهت العمليات القتالية الأساسية في العراق». «في معركة العراق سادت الولايات ‏المتحدة وحلفاؤنا. واليوم ينهمك ائتلافنا في تأمين هذا البلد واعادة بنائه. في هذه ‏المعركة قاتلنا من اجل قضية الحرية ومن أجل سلام العالم. إن أمتنا وائتلافنا فخوران بهذا ‏الإنجاز».‏ومما قاله الرئيس بوش أيضاً: «إن معركة، العراق هي انتصار واحد في الحرب على الإرهاب التي ‏بدأت في 11 أيلول 2001 ولا تزال مستمرة».‏‏«إن تحرير العراق هو تقدم حاسم في الحملة على الإرهاب. لقد أزلنا حليفاً للقاعدة وقطعنا ‏مصدراً لتمويل الإرهاب. إن أي شبكة إرهابية لن تحصل على أسلحة للدمار الشامل من النظام ‏العراقي».‏ومقارنة ما أعلنه الرئيس بوش مؤخراً عن قرار البدء بسحب قوات الاحتلال من العراق، بما ‏كان قد أعلنه في بداية شهر أيار 2003 بما أعلنه عن «إنتهاء العمليات القتالية الأساسية ‏في العراق»، تُظهر وقبل كل شيء، أن حكام الولايات المتحدة، لا يتمتعون بالمصداقية وأنهم ‏يكذبون على شعبهم وشعوب العالم ولا يحترمون مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان ‏ويطمحون إلى إلغاء سيادة واستقلال دول العالم.‏لقدانتصر الشعب العراقي على الغزاة بصموده ومقاومته الوطنية وتضحياته ودفع ثمنا ‏غالياً جداً للتأكيد على تمسكه بوحدة العراق أرضاً وشعباً وبانتمائه العربي وأسقط الوهم ‏الذي أشيع ويشاع عن أنه ما من قوة في العالم تستطيع في الوقت الحاضر إلحاق الهزيمة ‏بالولايات المتحدة.‏وتضحيات الشعب العراقي ومقاومته الوطنية الباسلة لم تنقذ مستقبل العراق الواحد الموحد ‏فقط بل ساهمت بانتصاراتها في حماية أقطار عربية أخرى وفي تدمير أسس اتجاهات التخاذل ‏والاستسلام في الساحة العربية. واذا كانت الولايات المتحدة الأميركية أرادت من غزوها ‏العراق استكمال تنفيذ استراتيجيتها القائمة على بسط سيطرتها على العالم ووضع يدها على ‏مخازين النفط الموجود قيد الاستثمار والمكتشفة في مختلف مناطق العالم وكذلك على طرق نقلا ‏النفط، فإن هزيمتها في العراق تشكل حدثاً تاريخياً ومدخلاً إلى بدء انحسار التمدد العسكري ‏الأميركي في العالم وبداية انطلاقة جديدة لحركة التحرر الوطني العربية وحركة توحيد النضال ‏الوطني والقومي العربي في ظل الظروف والمعطيات الجديدة التي ظهرت في العالم بتأثير انفراد ‏الولايات المتحدة بشغل مركز القطب الوحيد في العالم.‏إن هزيمة الولايات المتحدة في العراق كانت مرئية منذ البداية رغم الوهن الذي كان قد ‏أخذ برقاب التضامن العربي والعمل العربي المشترك ومعاهدة الدفاع العربي المشترك الموجود ‏في محفوظات جامعة الدول العربية. وقد ساهم الوضع الداخلي في الولايات المتحدة في الضغط ‏الشديد على الإدارة الأميركية لحملها على إنهاء الحرب وسحب قوات الاحتلال من العراق واعادتها ‏إلى الولايات المتحدة.‏ودلت الأرقام التي حملتها استقصاءات الرأي في الولايات المتحدة على أن شعبية الرئيس بوش ‏قد هبطت من حيطان الثمانين بالمائة إلى الأربعين بالمائة. كما شهدت المناقشات في الكونغرس ‏انتقادات شديدة في عنفها لسياسة الإدارة الأميركية وحربها العدوانية في العراق، ولعبت ‏الحملة، التي تقودها أمهات العسكريين الأميركيين الذين سقطوا في العراق، ضد الحرب في هذا ‏البلد العربي دوراً هاماً جداً في تنظيم حملة شعبية واسعة النطاق في الولايات المتحدة ‏للمطالبة بوقف الحرب في العراق وإعادة الجنود الأميركيين الذين تفاقمت خسائرهم إلى الوطن. ‏ وطوّقت التصريحات التي أدلى بها سياسيون أميركيون الإدارة الأميركية في داخل الكونغرس وخارجه، ‏كما طوقت الحركات الشعبية المعادية للحرب الإدارة الأميركية في أوساط الرأي العام الأميركي ‏ولاحقت الرئيس بوش إلى البيت الأبيض ومزرعته الخاصة ومنزله في كروفارد، وأصبح اسم السيدة ‏سيندي شيهان والدة أحد ضحايا الجيش الأميركي في العراق رمزاً للحركة الشعبية المعادية ‏للحرب. كما برز اسم السيد سيلستي زابالا التي فقدت ابنها أيضاً وقادت مظاهرات واعتصامات ‏معادية للحرب في العراق في الأوساط الشعبية والإعلامية.‏ومن أهم التصريحات التي أدلى بها سياسيون وبرلمانيون أميركيون ضد سياسة الحرب في العراق، ما ‏قاله وزير الخارجية السابق كولين باول في حديث مع شبكة (سي. ان. ان) التلفزيونية ‏الأميركي.‏باول الذي ألقى خطاباً في مجلس الأمن لتبرير العدوان على العراق قال لمشاهدي التلفزيون ‏الأميركيين «كان (يعني الخطاب) وصمة لأنني أنا الذي قدم هذا العرض أمام العالم باسم الولايات ‏المتحدة وسيكون باستمرار جزءاً من نتائج عملي. إن ذكرى هذا العرض مؤلمة».‏ويزيد من أهمية الضغوط الدخلية على ادارة الرئيس بوش أن الانتخابات النصفية للكونغرس ‏تقترب أكثر فأكثر خاصة وأن التقارير المنشورة في وسائل الإعلام الأميركية تشير إلى ان ‏احتمالات فشل المحافظين في تأمين الأكثرية تفوق الميول إلى ترجيح فوزهم.‏والهزيمة الأميركية في العراق ليست هزيمة عسكرية فقط بل هي هزيمة سياسية وأخلاقية، وإذا ‏كانت الإدارة الأميركية الحالية قد شكلت في السابق لجاناً للتحقيق في عوامل انهيار سمعة ‏الولايات المتحدة في العالم تحت عنوان: «لماذا يكرهوننا؟» فإن ما اقترفته قوات الاحتلال ‏الأميركي في العراق استفز العرب جميعاً ومعهم المسلمون وشرائح كبيرة جداً في الرأي العام ‏العالمي. وقد تحولت الجرائم في سجن ابي غريب وغوانتنامو وتلعفر والقائم والفلوجة إلى ‏وصمة عار في صورة الولايات المتحدة في مختلف أنحاء العالم. ولا قيمة في هذا الجانب لتبجحات ‏الرئيس بوش ومزاعمه عن نشر الديموقراطية في العراق وأفغانستان، وقد عمت القناعة لدى ‏الرأي العام الأميركي وفي مختلف بلدان العالم بأن الإدارة الأميركية تحجب الحقائق عن الرأي ‏العام وأنها تزوّر الحقائق وتخالف المواثيق والقوانين الدولية وأن الرئيس بوش في دفاعه عن ‏مواقفه لا يقول الحقيقة وهو يخفي الحقائق عن الشعب.‏ولم تنفع جهود الإدارة الأميركية في اقناع الرأي العام في الولايات المتحدة والعالم بأن هذه ‏الدولة العظمى تحظى بتأييد عالمي كبير، وتزداد القناعة في العالم بأن الدولة العظمى ‏الوحيدة حالياً لا تحظى بتأييد غير شروط لدى الدول التي يقال أنها حليفة لواشنطن فالعالم ‏الرأسمالي ليس صفاً واحداً وراء الولايات المتحدة. والتناقضات داخل هذا العالم تتنامى ‏وتزداد وتتفاقم عواملها وهي سمة من سمات الواقع داخل هذا العالم وان لم تصل بعد إلى أبعد ‏من التمايز في المواقف من أهم القضايا الدولية.‏والعرب ليسوا بعيدين عن التأثر بما يجري في الولايات المتحدة والعراق والادارة الأميركية ‏تعمل بكل ما هو متيسر لها من عوامل التأثير على الأوضاع العربية والتطورات الداخلية في ‏البلدان العربية من أجل تنفيذ أهداف الاستراتيجية الأميركية الشاملة في منطقة الشرق ‏الاوسط. وما يجري في فلسطين ولبنان وما يجري حول سوريا هو شاهد على أن الولايات المتحدة ‏المهزومة في العراق تعمل بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتنفيذ خطة «الفوضى الخلاقة» ‏والوصول إلى ما تتصوره من نجاحات تخفي آثار الهزيمة في العراق. إنهم يريدون فرض حل في فلسطين ‏يستجيب لتطلعات إسرائيل. ويعملون في فلسطين للتخلص من المقاومة المسلحة ولفرض إدارة ‏فلسطينية مطواعة للولايات المتحدة وإسرائيل فوق ما تبقى من الأرض الفلسطينية بيد ‏الفلسطينيين ويعملون في لبنان لتحطيم العلاقات اللبنانية - السورية ونزع سلاح المقاومة ‏وتوطين اللاجئين الفلسطينيين بعد نزع سلاحهم وإيجاد تسوية مع إسرائيل باسم السلام كما ‏يعملون لتطويق سوريا واضعافها وإلغاء دورها المؤثر في التسوية العامة في المنطقة وفرض ‏تسوية عليها تنفي التأثير السوري في فلسطين ولبنان والعراق وتنهي موضوع الأراضي السورية ‏التي تحتلها إسرائيل.‏وهكذا يمكن للمرء إيجاد تفسير للتحركات والضغوطات الأميركية في لبنان وسوريا وفلسطين ‏واكتشاف الأيدي التي تعبث في داخل العلاقات بين البلدان العربية وفي الأوضاع داخل هذه ‏البلدان وحولها.‏وإذا كانت هزيمة الولايات المتحدة الأميركية تسير في طريقها الطبيعي في العراق فإن المناورات ‏والمحاولات الأميركية ستستمر باستماتة لا سابق لها، الأمر الذي يدعو العرب إلى اللجوء إلى ‏سلاحهم الأقوى والأمضى وهو التضامن العربي والعمل العربي المشترك والتصدي للسياسة ‏الأميركية التي تحمل في جوفها المصالح الأساسية لإسرائيل حليفة الولايات المتحدة وقاعدتها ‏الأساسية في المنطقة.‏إن التصدي للسياسة الأميركية - الإسرائيلية ومناوراتها وأهدافها في المنطقة هو الذي يحفظ ‏لكل بلد عربي استقلاله وسيادته وليس العكس
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد : أميركا والمنطقة.. بعد الهزيمة 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمود الحسن
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    الجحيم
    العمر
    41
    المشاركات
    503
    معدل تقييم المستوى
    19
    اذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بد أن يستجيب القدر

    اللهم اجعل هذا الخطاب هو بداية النهاية
    آمين
    محجوب بأمر من السيد الوزير
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12/10/2012, 02:08 PM
  2. أسباب النصر و الهزيمة
    بواسطة أبوأويس في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 16/04/2010, 04:18 PM
  3. حتمية الفشل وعلامات الهزيمة .
    بواسطة جاسم الرصيف في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22/07/2008, 02:19 AM
  4. الأنتحار على أسوار بغداد :ستراتيجية تأكيد الهزيمة الأمريكية
    بواسطة محمد دغيدى في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13/01/2007, 01:08 PM
  5. 1967 : الهزيمة التاريخية الكبرى ..كيف انهزم العرب
    بواسطة سليـمـكم في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25/09/2004, 11:23 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •