العراق يدخل عامه السابع تحت الاحتلال و عملائه بأكثرمن أربعة ملايين بين قتيل وجريح ومعوق حلقة (7)


ان موقف الحزب الشيوعي العراقي – الأتجاة الوطني الديمقراطي من زمرة حميد مجيد موسى العميلة ، يتمثل في كونها ارتدت عن النضال الوطني والطبقي وتحالفت مع الغازي واصبحت تابعا ذليلا ، خادما لاجندة المحتل والاحزاب الطائفية والعشائرية والقومية العنصرية ، وساهمت مساهمة كبيرة في تعريض الوطن العراقي لخطر التقسيم والتفتت وللإبادة الجماعية للشعب العراقي ، اذ يناشد كافة الشيوعيين الوطنيين للالتفاف حول الحزب الشيوعي العراقي- الأتجاة الوطني الديمقراطي من أجل أنقاذ العراق وشعبه من المجرمين القتلة الذين أستباحوا دم أبنائه الابرار, من أجل طرد غزاة المحتلين وعملائه , وأستعادة وحدة وسيادة العراق , وأستعادة دورالحزب بين الجماهير لتحقيق مصالحها الأساسية , ولخدمة العراق بالدرجة الأولى ونواصل العمل من أجل حقوق ومصالح شعبنا. هذه الثوابت الوطنية الواضحة التي جسدتها الحركة الوطنية ومقاومتها العراقية الباسلة , كما تدل على أنتصارات الحركات اليسارية في أمريكا اللاتينية ومواقفها الصريحة الواضحة بجانب مقاومة الشعوب ضد الاحتلال، كما في فلسطين والعراق، بان قاعدة البناء المستقبلي لأي بلد كان في العالم، لن تكون راسخة ما لم تستند الى مفاهيم نيل الحرية وتحقيق العدالة والمساواة ومحاربة الاحتكار والهيمنة الاستعمارية باشكالها المختلفة ومهما كانت مسمياتها بجهد المقاومة . ولا يشكل العراق استثناء لهذا المسار على الرغم من تهافت أمريكا ومستخدميها المحليين على محاولة تقطيع أوصاله لتسهل عملية ابتلاعه , أن غاية من التحذيرات المتكررة بأن 'الأمن هش'. انه سلاح ذو حدين. فهم بحاجة إليه لابقاء حالة القلق والخوف وعدم الأستقرار، خاصة في صفوف المتعاونين معهم، ليطالبوهم بالحماية والبقاء وعدم الأنسحاب، كما صرح الرئيس الامريكي اوباما وتلته جوقة العملاء والخونة ، الا بطريقة 'مدروسة'. لقد انغمرت الحكومات العميلة، صنيعة امريكا، في العراق، بارتكاب مجازر لم يشهد لها الشعب العراقي مثيلا، الى حد دفع الكثير من الناس، كما يفعل بعض المثقفين العراقيين اليوم، الى القاء اللوم على النفس وجلد الذات والقبول بمفهوم ان القسوة متجذرة في الشعب نفسه، مما يدفع أبناء الشعب الى قتل بعضهم البعض. ويتسابق عدد من مثقفي الاحتلال العراقيين في البحث، بعين واحدة، عن أمثلة القسوة في تاريخنا لتعميمها حاضرا ومستقبلا، لتقديم نظرية متكاملة عن ' تخلف العراقي وقسوته وهمجيته'، لئلا يشعروا بعار التعاون مع المحتل. قبل ستة سنوات صرح بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الأمريكي وقتها قائلا: 'كان صدام هو العدو الحقيقي.. نعتبر أنفسنا عمليا في حالة حرب منذ غزو الكويت (من قبل العراق) عام 1990'. ويعتبر وولفويتز ووزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني مهندسي الحرب على العراق. وبرغم ذلك أقر وولفويتز في أعقاب الحرب بعدم وجود أدلة حقيقية على صلة تربط بين العراق وتنظيم القاعدة، ولكن يبدو أن مسألة الحرب كانت مخططه سلفا بهدف تنفيذ مهمة بوش وحكومته المتمثلة في 'نشر الديمقراطية وإسقاط النظام الحاكم'. إذ كشفت صحيفة
'نيويورك تايمز' أن الكثير من 'الخبراء العسكريين' الذين كانوا يظهرون على شاشات التلفاز للتعليق على الحرب كان يتم 'إعدادهم' لذلك مسبقا من قبل البنتاغون والحكومة. ولعل كلمات عملاق الاعلام روبرت ميردوخ التي قال فيها:'لا يمكننا التراجع وتسليم الشرق الأوسط بأكمله إلى صدام' هي أبلغ دليل على تأثير الإعلام على سير تلك الحرب. ويمتلك ميردوخ محطة'فوكس نيوز' التي أيدت التدخل العسكري الأمريكي في العراق. أما صحيفة 'نيويورك تايمز' الرائدة في الاعلام الامريكي فاعتذرت للقراء بعد الحرب، مشيرة إلى أنها نشرت 'الكثير للغاية' من تصريحات وتأكيدات مصادر حكومية كما هي دون التحقق منها ومراجعتها. وكتبت الصحيفة في أحد أعدادها بعد بدء الحرب: 'نتمنى لو كنا طرحنا تلك التأكيدات للتساؤل
والتشكيك بشكل أكبر'. القرن 21 لم يكتمل عقده الأول بعد , ولا بد أنه سيشهد حروبا ومجازر وجرائم من كل نوع , إلا انني أقول وأجزم أن الحرب على العراق ستظل جريمة القرن , فالرئيس باراك أوباما يقول سحب القوات الأمريكية من العراق خلال 18 شهراً، وليس إنسحاب أمريكا من العراق , والفراق شاسع بين الاثنين فأمريكا باقية في العراق بشركاتها ومخابراتها وعملائها في العملية السياسية الاحتلالية , واضح جدا مدى تأثير الأحزاب الكردية العميلة وأحزاب متنفذة مدعومة من إيران تحديدا على قراراتها مع علم الجميع , أن الاحتلال وما نتج عنه باطل فالدستور اللقيط والأنتخابات باطلة وغير شرعية حيث غيبت الملايين من شرائح ذات أهمية من المجتمع العراقي , أن حكومات الاحتلال المتعاقبة ارتكبت جرائم بشعة لم ترتكب مثلها ما قبل الغزو, والآن لو نسأل أي مواطن عراقي باستثناء القادمين على ظهور دبابات الاحتلال عن حال العراق قبل الغزو وبعده , فإن إجابة الأغلبية الساحقة ستكون لصالح عراق ما قبل الغزو والإبادة والخراب والجرائم ضد الإنسانية,
لو نحصي بشكل بسيط فيما يتعلق بكافة مجالات النمو والتقدم ومحدداتها المعروفة فإن الأرقام توضح الفارق الكبير وخاصة في مجال التعليم والبحث العلمي والصحة والعمالة والبنية التحتية وتأميم النفط والحكم الذاتي , في مجال الصحة , قبل الغزو ,وبالرغم من ظروف الحصار الخانق كان لدى العراق 18 كلية طب وست كليات لطب الأسنان وأربعة للصيدلة وعشرات من كليات ومعاهد ومدارس التمريض ومعاوني ومساعدي الأطباء.. كان لدى العراق أكثر من 39000 سرير طبي بمستشفيات تعليمية رصينة ومستشفيات مدن وأقضية ونواحي ومراكز طبية , وكان لدى العراق أكثر من 34000 طبيب مسجل 20% منهم اختصاصيون , وكان العراق يخرج أكثر من الف طبيب سنويا , ولدى العراق دراسات تخصصية عليا لأكثرمن 30 اختصاص تمنح البورد العراقي لأكثر من 250 طبيب سنويا . قامت هذه الكوادر وبكفاءة عالية بواجبها تجاه جرحى ومعوقي حرب طويلة التي فرضت على العراق , كان العراق فيها محاصرا علميا , الدستور العراقي السابق يكفل للمواطنيين حق التعليم والعلاج الحكومي مجانا بكل مراحل التعليم ولكل اختصاصات الطب العلاجي والوقائي.