الزميل ..
د . اسد محمد
اضافة على الموضوع من وحي ما كتبته ..

السؤال الكبير ..

كيف نخرج من دوامتين .. غير مترابطتين فعليا ..

توظيف رجال الدين , للدين , " في المقدس والمدنس " , للبقاء متسلطين ..

توظيف رجال السياسة للدين , للبقاء الى الابد ..

في المجتمعات العربية الاسلامية المعاصرة " والمستقبلية " ..

على وقع تداعيات اغتيال الحريري في لبنان , والاعمال التخريبية ذات الصبغة الدينية في العراق ..

في السلطة الدينية ..

-------------

الاسلام دين سماوي , والقران الكريم المتفق على نصه وحرفيته , والمختلف على تفسيره , هو المرجع الاول , باجماع الفرق الاسلامية كبيرها وصغيرها ..

الشورى في الاسلام , بعد النبي العربي ( ص ) , هي التي استطاعت ان تحول الصراع الحقيقي على السلطة , " الخلافة " , من صراع عائلي ذو ابعاد قبلية واقتصادية , الى صراع سياسي بكل ما لهذه الكلمة من معنى ..

وهي التي سمحت بطريقة او بأخرى , ولكن سلميا , في تناقل الخلافة من الاول الى الرابع , و ليبقى الاختلاف قائما ولكن مضبوطا , تحت مظلّة اصحاب الرسول ومعاصريه , وغبار حركة الجيوش العربية المسلمة ..

ثم ظهر الصراع على السلطة بقوة , بين علي ومعاوية , وحسم لصالح معاوية نهائيا , وهذه حقيقة .

وكل ذلك حصل قبل حوالي الف واربعمائة سنة .. انه زمن طويل وبعيد .

لم يغير هذا الصراع في الاسلام , ولم يكن سببا في الاجتهادات الدينية والاختلافات في التفسير والحديث وصولا الى الفرق الاسلامية .

/ بمعنى , ان اسلام هذه الفرق جميعها وصحته او عدمها , لا علاقة له بالموقف من علي او معاوية , وانما بحقيقة الاسلام ونبيه وكتابه والاركان , ويكون الفصل في ذلك , لرب البيت يوم تقوم الساعة , ولعلها قريبة . / .

وفي الحركة الفكرية التي نشأت عن معاصري هذا الصراع السياسي , " المتكلمين " في هذا الامر , واولهم الخوارج , وصولا الى الفكر المعتزلي , يبدو واضحا مسار تطور الاحداث السياسيه ثم التوظيف الديني الذي تلا ذلك كلّه ..

بالعودة الى علي ومعاوية , " كخليفتين " , كانا بطريقة او بأخرى " ظالمين معا " . وكمسلمين , فان حسابهما عند رب العالمين يوم الحساب .

ومرّت كل هذه السنين , وبقيت حركة الفكر الاسلامي السياسي محدودة ومحصورة بالمبدأ الذكي والواقعي فعلا , " الفتنة اشد من القتل " .

في تحول الكلام في الصراع على الخلافة بين علي ومعاوية , ومع مرور الزمن وتغير الحكام , الى ( المقدس والمدنس ) , استطاع رجال الدين بقوة واستمرارية , توظيف هذا الصراع السياسي بامتياز وباجماع المعاصرين له , وتحويل احدهما وكل ما يخصه تاريخيا الى مقدس , والاخر وكل ما يخصه الى مدنس , عند الفريقين معا وبنفس " التسلط " , والى يومنا هذا .

ومع بداية تفكك الدولة العربية الاسلامية , ازداد رجال الدين قوة وسيطرة وقدرة على التحليل والتحريم , والاخطر اطلاق الفتاوى التي ماكان ليتجرأ , لا رسول الله ( ص ) , ولا الأربعة الأول على اطلاقها , ولا يزال الحال على ما هو عليه الى يومنا هذا .

بالعودة ايضا , الى علي ومعاوية , لا ينص القران الكريم , لا تصريحا ولا تلميحا , لأي منهما , ولا قال فيهما النبي العربي ( ص ) , ما لم قاله في غيرهما من الصحابة الاول , بما يجعل احدهما مؤمنا والاخر كافرا , واحدهما مقدسا والاخر ليس كذلك ..

اذا لا كرامة لهما معا , في صراعهما على السلطة , ولو كره ذلك المسلمون " السنّة والشيعة معا " , مهما قال رجال الدين المتسلطين على الجمهور بارادته .

السؤال المعاصر والمستقبلي ..

كيف نخرج من التوظيف الديني .. ؟

الجواب .. بسيط ..

بالخروج من الرغبة الارادية في ان نكون جزءا من هذه السلطة السياسية والدينية , لايستطيع لا السياسي ولا رجل الدين التسلط على احد الا اذا رغب واراد في ان يكون جزءا من هذه السلطة ومكاسبها ومنافعها ..

اذا عندما يكتب الواحد منا انها حرب سنية وشيعية مثلا , فهو يريد ان يقول عن نفسه انه سني والشيعة كفرة او العكس , او هو يريد ان يقول ان علي مؤمن ومعاوية كافر او العكس , وهو يريد ان يكون حكما وجزءا من صراع سياسي قبل 1400 سنة .. الان , وهو يريد ان يتسلط على الاخر ويتحكم به ..

وهو يريد مقابل الغاء الاخر , وشتمه وسبه وتكفيره , مكانة اعلى بين جمهوره ومرتبة ارقى بين نظارئه من الشتامين , وسموا على ما دونه من الاقل تطرفا وعصبية وغباء .

وكذلك الحال عندما يقول الواحد منا ان الحريري " سني " , وحسن نصر الله " شيعي " , اذا هو معنا او ضدنا , بغض النظر عما فعله وما قامت به يداه ومن هو صديقه ومن هو عدوه , ولمن وجه السلاح والمال ..

ان هذا كله لا علاقة له لا بالاسلام ولا بالايمان ولا بالمؤامرة الكونيه بايادي داخليه على أي شيء ..

ان على هذا المثقف العربي المسلم , الان وهنا , يجب ان يقرر ويلتزم , من هو عدوه , المسلم الاخر , او الاسرائيلي الامريكي ..

وعليه ان يقرر , هل هو يد الله على الارض , ليحلل ويحرم ويطلق الفتاوى ويقتل , او يبرر القتل ..

او هو انسان ايضا , وللجميع الحق , وعلى الله الحساب والاجر والثواب ..

ثم اخيرا واساسيا ..

هل ينتمي الواحد منا , الى الوطن بدينه مهما كان , او الى الدين في أي وطن كان ..

واخيرا .. هل تحتاج الى شيخك " الفاني اكثر منك " , في السياسة ..؟