الشمسُ تحجبُها الغيومُ
تُطِلُّ مِنْ خلْفِ السِّتارِ
وتنوحُ مِنْ وَلَهٍ ..
تنوحُ
أسًى على موتِ النهارِ
وعيونُ أمِّي عُلِّقَتْ
في صورتِي ..
فوقَ الجدارِ
وتلومني :
يا ابْنِيَ قدْ طالَ انتِظاري
فمتى تعودُ
فتنْطفي في القلبِ ناري؟
وأبي ينادي :
أينَ يا عكّازِيَ المحبوبَ
سافرتَ بعيداْ
وترَكْتَ لي الآلامَ والهمَّ وحيداْ
آسى على ما حلّ بي
وأصوغ أحزاني قصيداْ
عُدْ يا بُنَيَّ
لتَرجِعَ الأيّامُ عيداْ
وحبيبتي
طُبِعَتْ على الخدِّ أصابعها النحيلَهْ
غابتْ تُفَكِّرُ في اللقاءِ
تصوغُ أحلاماً جميلهْ
وعيونُها في الأُفْقِ مِنْ شبّاكِها
قدْ عُلِّقَتْ
سهْرانةً
حَيْرى
كَلِيلَهْ
ما في الظلامِ سوى الهمومِ
وعَبْرةٍ سقطتْ ثقيلهْ
وأنا هنا
في غربتي
في وَحْشَتِي
في وحدتي
أجْرَعُ هَمِّي
وأحِنُّ في وَلَهٍ
أحِنُّ إلى صدى هَمَساتِ أمّي
ومسامعي
اشتاقت إلى صوتِ أبي
يرجِعُ بِاسْمِي
ويدِي
إلى الحبِّ الحنونِ هَفَتْ
إلى لَمسٍ
وتطويقٍ
وضَمِّ
يا لَهْفَ نفسي
كيف لا تشتاقُ أوْرِدَتي
لِدَمِّي .......؟!
أحمد عبد الحميد ديب