قصيدة ( ما بعد اللقاء )
للشاعر الدكتور / محمد أبو الفتوح غنيم


اذا ما الـتقينا .. وذابَ اللقـاءْ
أُحـسُّ البكاءْ
أعـود وحيداً الى وحدتـى
أقلِّـبُ حولىَ أوراقَ صمتى
أكـررُ نفسى
فأغـلقُ خلـفى
نوافـذَ هذا الضجـيج الدميم
وأجمعُ سمتى
وأفـتحُ نافـذةً فى الضلوعْ
أطـلُّ عليكِ
أراكِ تلوحـينَ فى كل ركنِ
معـلقةً فى حبـالِ الوريدْ
تجـوبين همساً حنايا العروقْ

****

وينسابُ طـيفُكِ فى كلِ شىء
عـلى شرفتى ..
وفى الأمـنيات ..
وفى الأغـنيات ..
وفـوق بساطِ الرؤى الحالماتْ
وبين سطـورِ الكتاب أراكْ
تجـيئين فكره
تحولـينَ بينى وبين الكتابْ
تجـيئين معنى
بكل قصـيده
مسافـرةً فى الخيالِ المسافرْ
مع اللانهايـه .....
أراكِ بعـينىَ طعمَ الهدايه
وهـمسَ السنابلْ
ولـونَ الفصولْ
ورقـصَ الفراشاتِ بين الحقولْ
وأنتِ اخضرار المـدى فى الربيعْ
وريـق الندى فوق خد الورودْ
وأنتِ الـربيعْ
وعند الشـتاءِ
كـدفء الشتاءْ
وحـين المطر
نشـيدُ المطرْ
وبـوحُ الرياحِ لغصنِ الشجرْ
ولـمعُ البروقِ
بوجه سماءٍ وافـقٍ يغيم

****

ووحـدى هنا
أُلـملمُ بعضىَ الذى قد تلاشى
على حافـةِ الصمتِ
فـى المستحيلْ
وأجـمعُ ذكرى من الياسمينْ

****

مـناى العزيزْ
أمـدُّ إليكِ اليدا
وأُهـدى مع الأمسِ شوقَ الغدا
تعـالى إلىَّ
فإنـى أذوبْ
كقطرةِ طلٍّ طواها الشعاعْ
كـشمسِ الغروبْ
كبرعـمِ زهرٍ بكفِ الصقيعْ
تعالى إلىَّ
فإنى أضـيعْ


الدكتور محمد أبو الفتوح غـنيم
القاهرة ، مارس 1996 م
من ديوانه ( سطور من كتاب الأمس )