النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: العود النحاسى

  1. #1 العود النحاسى 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    العمر
    44
    المشاركات
    21
    معدل تقييم المستوى
    0
    العود النحاسى

    انكسر العود النحاسى من السماء الحبلى فى طريقه إلى الترائب الناعمة .. شق الماء مجراه بداخلى و أيقنت حتماً أنها تنتظر بضفائر حرة و المصباح , و كان الضوء الخافت أشبه بفريسة تتوكأ على ساقين بلا لحم و دم , و أنشودة الصندل تزج بريقها فى عظم ظهرى وتمضغ الفقرات ..
    بمعاناه .. بلعت ريقى و أزحت دار الكتب , و لفظت آخر أنفاس الإستسلام , وأحسست بشئٍ ما يصلبها على متن التراجع , فاكفهر وجهى و التمست لها أعذار العذارى .. تدحرجت حبات الماء على وجهها وبدأت السماء تركل العود النحاسى رويداً رويداً حتى اختفى وجهها تماماً و جاءها المخاض , فتغلّفت النوافذ بالضباب و المسحوق الأبيض ..
    تمكن منا العفاف و دنوت منها أطرح بعض ((الشناشل)) وتجاهلت الأصوات التى صدعت رؤوس المآذن و المدائن ـ ورؤسنا ـ وعانيت بإمتعاض آلام الإنتظار و التوجس ؛ خيفة السقوط ! و أن تدكها جنود الهوى و معاويل الدناسة على أعتاب الشناشل و الجداول ..
    نظرت فى مركز عينيها السوداوين , فخرج شعاع الرضا المنبثق من سلسلة الظهر مثل الريشة لا تعرف لها مرفأ ,و تجهل أين تركض .. خاطبتنى عن دموع الشمعة المحترقة و نزيفها فى ليلٍ دموى , ثم تبخرت حبات اللؤلؤ المنسدلة بحذرٍ على وجنتها الممتزجة بروح الصندل , وتوقفنا عن الإنشاد لما كان الرعد ناقوساً متدلى من سقف الحجرة يزجع بنود الإتفاق , وهمهمات التدنس كانت تحرض المدافع و تهدد الحوانيت ....
    خرجت شهقة القذيفة تهدد أراضى الله , وتهدد الأعواد النحاسية فى بياتها الليلى و تصارح حبات الرُطب بقذارة الأيادى الناهبة كما اعترفت سلفاً للجنادب , لكن الأرغول كالتنين يلطم بذنبه يميناً و يساراً كل ما حوله , ويخدش بأظافره حياء القبور و ينبش جثث الطاهرين .. آااه .. أف عليك يا هذا.. استبحت لحمى و نطف البلاد .
    عاودتنى تتلمس فىّ القوة وتعض شفتاها كحياء الزهور بعدما تنام الشمس .. لم تصارحنى بالرغبة , فالقذائف لن تعوق مجرى الحياة , ولن تمنع النبض المعلق بداخلى و داخلها ( كالباندول ) , ثم انصهرت فينا ثلة من مشاعر التوحد و الإعتصام .. لكن اشتدت غارات الأهوج بالخارج متسلقاً الكرم و جدران المنازل .. و رعشة تهزنا مثل حياء البيوت البكر و تستفز عذريتها .
    نظرت إلى جبينها المعصوم و سمعتها تتمتم بحمد الله , فرجعت أسد النوافذ و أمنع التسلق , لكن ولجت الرائحة إلى العروق المثخنة و رأيت الثوب الأبيض ينام فى أكثر من بقعةٍ حمراء.
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: العود النحاسى 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية عائده محمد نادر
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    368
    معدل تقييم المستوى
    16
    الزميل القدير
    محمد ابراهيم سلطان
    نص رائع
    أبدعت فيه كثيرا
    أريدك هكذا دوما
    هنا اليوم كتبت ملحمة بديعة فلاتترك نصوصك بعد اليوم تتراجع ولاقيد أنملة محمد
    تحياتي لك زميلي وبني
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. يا عازف العود رفقا منك بالوتر
    بواسطة احمد ال رشراش في المنتدى الشعر
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 10/12/2008, 06:48 PM
  2. يا عازف العود رفقا منك بالوتر
    بواسطة الشاعر العراقي في المنتدى الشعر
    مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 11/09/2008, 10:54 PM
  3. العود أحمد ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 18/03/2008, 03:39 PM
  4. ريح ( أم ّ المخازي ) !! جاسم الرصيف
    بواسطة جاسم الرصيف في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02/03/2008, 12:16 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •