العراق يدخل عامه السابع تحت الاحتلال و عملائه بأكثر من أربعة ملايين بين قتيل وجريح ومعوق حلقة (4)


هل يعقل ان يعم الحب في زمن الكوليرا والطاعون؟ أو ان تبرعم أزهار الديمقراطية في عتمة الخوف القابع فوق الجفون؟ وهل يمكن ان يستمر الزيف والتزوير الى ما لا نهاية في افواه حكام القتل واللصوصية ومليشيات الموت كل الذي حصل في العراق من فوضى ودمار وقتل وإرهاب ومجازر وصلت أعداد الضحايا فيها وبحسب كل المنظمات الدولية إلى ما يزيد على المليون ونصف وهنا الحديث يتم عن الذين قتلوا ولا يشمل الجرحى والمعوقين واليتامى والأرامل وغيرهم. وهو لا يشمل أيضا المهجرين سواء في داخل العراق الذين وصل عددهم إلى ما يزيد على المليونين من العراقيين أو أولئك الذين اضطروا إلى اللجوء إلى خارج البلاد والذين زاد عددهم على الأربعة ملايين من أبناء الشعب العراقي. كل هذا وغيره من الكوارث الإنسانية والاجتماعية والصحية والبيئية والثقافية والاقتصادية كان نتيجة مجرم الحرب بوش وعملائه الذين أرادوا من خلالها إلغاء الدولة العراقية بما فيها من تاريخ وحضارة وشعب عريق من مختلف القوميات والطوائف. أما وقد مضى على بداية
تلك الحرب اللعينة ستة أعوام بل طويلة جدا في مآسيها ، لا بل كانت مليئة بلحم أجساد أطفال وحرائر العراق وتلونت بلون الدم الذي انسكب في شوارع كل المدن والأرياف العراقية، وجدران كونكريتيه تفصل بين أحياء المدن كما يفعل الصهاينة في فلسطين، ومن الأنجازات الأخرى "لحكومة" (العراق الأمريكي –الإيراني ) تولي
ميليشيات أميه تحمل شهادات مزورة جاءت بها من إيران وبودابست ولندن واشنطن لتستولي على إدارة الدولة ومواردها, وذبح لعائلات بأكملها وسطو على تاريخ العراق وحضارته تمثل في المتحف العراقي وسرقة في وضح النهار للمكتبة الوطنية ومكتبة وزارة الأوقاف مرورا بجرائم وفضائح أبو غريب التي أرادت أميركا من خلالها أن تقول إن ديمقراطيتها فعالة، وكأن كل ما حدث في العراق لم يرق إلى تلك الجرائم وان أبو غريب كان الفعل الأكثر قبحا في العراق والعالم بأسره . لقد كانت كل يوم لقد كانت كل يوم من أيام تلك السنوات مليئة بدم أبناء النهرين، كانت حافلة بالقتل والإرهاب، كانت مخيفة خوفا بعيدا عن التصور أو الخيال. لقد مضت تلك السنوات والعيون تراقب وضمائر "لا بد انها ميتة" تتفرج. سنوات كارثية طويلة مرت بكل ما فيها من تفاصيل وألوان مرعبة وبكل ما فيها من قتل ونهب وفساد وإفساد
واغتصاب وترويع لتكشف الكثير من حضارة بوش وديمقراطيته وحرصه على القيم الإنسانية وجرائم أمريكا . رغم فضح الأكاذيب والتضليل واسع النطاق لازال العملاء والخونة في " حكومة " الاحتلالية يسوقون الادعاءات بتقدم العملية السياسية الاحتلالية والرفاه الاجتماعي وتحسن الأوضاع الأمنية، فهذا المجرم جلال صهيوني يسمي الاحتلال( تحرير) والذي وصف المجرم الجزار رافسنجاني أثناء زيارته لبغداد بأنه " نعمة من الله" كما وان العميل الذليل جواد المالكي الذي
لا يستطيع السير خارج المنطقة الخضراء، يحاول تجميل البشاعة المطلقة التي تحصل في العراق بالمكاسب والانجازات التي يعددها على مدار الساعة في وسائل إعلامه الكاذبة والمسمومة ومنها (الدستور) سيء الصيت والمختلف عليه وانتخابات (البرلمان) الاحتلالي غير شرعي وحصل التزوير حسب قولهم , من أجل تقوية مشروعه الطائفي الأستعماري الخياني ، دون أن يصدق مع نفسه ويكون شجاعا ولو لمرة ويتحدث عن الجرائم التي ارتكبوها مع المحتلين بحق أبناء شعبنا الأبي. العراق الجديد المرتبطين جملة وتفصيلا بأمريكا وإسرائيل وإيران قد استغلوا وجودهم لغرض السرقة والنهب للمال العام بعد أن طردوا أما لخيانتهم للعراق أو سرقاتهم أو انحطاط أخلاقهم وعادوا برفقة الاحتلال ليحكموا العراق كونهم من أصحاب المظلومية والنضال بخيانة الوطن ..! ولم يستطيعوا حجب هذه الممارسات عن أنظار أبناء شعبنا والعالم حتى وصل العراق إلى أن يحتل ثاني مرتبة بدول الفساد المالي والإداري فاستحوذوا على كل شيء فيه واحتكروها لمصلحة أحزابهم الطائفية والكردية والمذهبية والفئوية والعشائرية, إن التصرفات والأعمال التي قام بها المحتلون وأذنابه في "حكومة " الاحتلالية التي أنشاها المحتل من خلال قتل الأبرياء وسرقة ثروات البلاد وارتكابهم جرائم حرب وإبادة بشرية وهذا ما حصل في الفلوجة وتل عفر والنجف وديالى وبغداد والقادسية والبصرة والموصل واسط وميسان وفي كل بقعة من أرض الرافدين يعتبر ذلك كافيا لأدانتهم وتقديمهم إلى محاكم عادلة لينالوا جزاؤهم العادل ولابد أن يأتي اليوم وهو قريب بأذن الله الذي يقفون به إمام إرادة الشعب ليحاكموا عن كل الانتهاكات التي مارسوها خلافا للشرعية الدولية والقانون الدولي. وهذا اليوم "رئيس" حكومة الاحتلال الرابعة يتراجع عن عنجهيته حول اتفاقية ألاذعان بخصوص عدم انسحاب القوات المحتلة بحجة توفير الأمن والاستقرار في المناطق التي ينسحب منها المحتل. أما إطراء خائن الأمة عمرو موشي فهو لسبب واحد هو استلام ثمن الموقف الخياني لجامعته المتهرئة الفاشلة. الا أنها، في الوقت نفسه، صورة نتائج التدخل العسكري الامريكي في العديد من دول العالم . أنها صورة السلفادور وفيتنام وبقية دول امريكا اللاتينية وعشرات الدول الاخرى، يجمعها مع واقع العراق، المستنسخة حرفيا بكل وحشيتها ، جشع الامبريالية الامريكية الغازية الإرهابية وعبودية الحكومات العميلة وجرائم فرق الموت المتعاونة جميعا، بمستويات متعددة ومتشابكة بشكل معقد، تحت مسمى نشر 'الديمقراطية'. الديمقراطية التي بات مذاقها المر يثير الغثيان. أن هدفي من أشارة إلى السلفادور بالتحديد لعاملين. الأول هو أعلان نتائج الانتخابات العامة فيها أخيرا, والثاني هو كونها أحدى بلدان امريكا اللاتينية التي عاشت على مدى عقود، في ظل الحرب الأهلية او التهديد بقيامها، ومن ثم تباطئها أو تسريعها حسب حاجة الادارة الامريكية وحكوماتها العميلة، وكما يحدث حاليا، في العراق المحتل. بالنسبة الى العامل الاول يأتي فوز اليسار في انتخابات السلفادور، اخيرا، تأكيدا لقوة اليسار ودحرا للسياسة الامريكية. فها هو اليسارالمناهض للامبريالية الامريكية يعود الى الحكم، كما في فنزويلا، وبوليفيا، ونيكاراغوا، وبدرجات أخرى في بقية دول أمريكا اللاتينية، وبعد ما يقارب الثلاثة عقود من محاربة امريكا المستمرة له، وبعد عقود التدخل الامريكي، عبر مساندة الحكومات الداعمة للسياسة الامريكية ماليا وسياسي أواعلاميا، مما يدل
على ان الفكر اليساري المناهض للامبريالية وتوسعها الجشع الدموي على حساب الشعوب، لم يمت كما يتوهم الجميع وبضمنهم "الحزب الشيوعي العراقي"- زمرة حميد مجيد موسى العميلة ، الذي كان سكرتيره العام، من اوائل المهرولين لعرض خدماتهم على المحتل الامبريالي الاستعماري الجديد.

ناجي حسين

الهوامش
-- --------------
1) هيفاء زنكنة