العراق يدخل عامه السابع تحت الاحتلال و عملائه بأكثر من أربعة ملايين بين قتيل وجريح ومعوق حلقة (3)





الاستنتاج: هناك استهداف واضح لصحة الإنسان العراقي وسلامته ومسخ هويته والمس في عملية تعليمه وتربيته من اجل القضاء على إمكانيات العراق وثروته العلمية ضمن مخطط يستهدف إضعاف العراق وتقسيمه واستنزاف ثرواته ينفذ من خلال ابتداع عمليه سياسيه ومؤسسات خدمية بنيت على أساس المحاصصة العرقية والطائفية التي تتعارض مع الكفاءة والنزاهة و الإعمار. ان أسلوب الحرب الشاملة التي تمارسها الويلات المتحدة الامريكية ضد الشعوب تعني بان كل شئ هي أهداف محتملة , مصانعهم ومدنهم وحتى المدنيون منهم هم أيضاً أهداف قابلة للضرب, فقد قاموا بسحق و تدمير إرادة الألمان و اليابانيين. لقد كانت الكلفة باهظة جداً. حيث تضمنت مقتل عشرات الآلاف من مدنيي دول المحور في أراضيهم وداخل بيوتهم. لقد أدت الحرب الشاملة في عام 1945 الى أن تقوم 3000 طائرة حربية أمريكية وبريطانية بقصف درسدن في ألمانيا. وحسب التقديرات حينذاك فقد أدى هذا القصف الى مقتل ما يقرب من 135000 ألمانيا معظمهم من المدنيين. و خلال أيام قامت طائرات أمريكية بشن هجوم صاعق على مدينة طوكيو أدى الى مقتل 84000 يابانيا و إصابة ما يزيد على 40000 آخرين. و بعد أشهر قليلة من ذلك قامت الطائرات الأمريكية بإلقاء قنابلها النووية على مدينتي "هيروشيما" و "نكازاكي". لقد أصبح كل شخص وكل شئ هدفاً للعدوان. لقد خاضت الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية أربعة حروب كبيرة. الحرب الكورية كانت مأزقاً وحرب فيتنام كانت خسارةً و حرب الخليج الأولى كانت هي النصر الوحيد الواضح لنا. وحرب العراق اليوم لا تزال تتأرجح على ميزان الهزيمة النكراء للويلات المتحدة الأمريكية . الأحمق مجرم الحرب جورج بوش صاحب السجل الاكثر سواداً، من خلال اللقاء الذي اجرته معه محطة الـ (ABC) الأميركية ، فقد إعترف بوش وعرّى نفسه واسقط ورقة التوت عن عوراته الكارثية في العراق وغيره، وقال: إن "أكبر ما يأسف عليه" في فترة رئاسته هي المعلومات الاستخباراتية الخاطئة عن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل!! وان أشد ما أندم عليه خلال فترتي الرئاسية هو فشل الاستخبارات فيما يتعلق بمدى التهديد الذي مثله الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للولايات المتحدة».وهكذا فقد اختار المجرم الإرهابي جورج بوش الطريق الاسهل لكي يبرر جرائمه الكبرى وسياساته المتهورة، إختار طريق الاعتراف بالغباء والجهل بالحقائق وغياب المعلومات الدقيقة، بدلا من أن يعترف بارتكابه "جرائم" بكامل قواه العقلية وبمنتهى "سبق الاصرار والترصد"، ظنا منه أنّ هذا "الأعتراف" سيعفيه عن مسؤولياته عن جرائم الحرب وشن العدوان، وإرهاب العالم تحت شعار "مكافحة الإرهاب" وكأنما هو يحارب الإرهاب بالإرهاب!.. . لقد انفضحت سياسات اكبر قوة عالمية في كونها مبنية على الغش والكذب والخداع والاباطيل. الم يعترف "كولن باول" انه كذب على المجتمع الدولي بعرض صور زائفة وادلة باطلة على امتلاك صدام اسلحة الدمار الشامل؟ والملفت للغرابة ان المجرم الحرب بوش يوجه اعتذاره واسفه الى الشعب الاميركي ولا يوجه كلمة اعتذار واحدة للشعب العراقي!، الذي دفع ثمنا باهضا لهذه المغامرة الرعناء، دفع بمليون ونصف المليون شهيد، وضعفهم من الجرحى والمعاقين، و أكثر من خمسة ملايين مشرد ومهجر خارج العراق وداخله خلال فترة زمنية قياسية، لم يشهد لها العالم مثيلا ، ومليون ونصف المليون ارملة وخمسة ملايين يتيم، إضافة إلى تدمير اقتصاد دولة كانت مزدهرة وغنية فعادت إلى العصور الوسطى، لم يصدر أي اعتذار للعراقيين، فهل يصدق أحد في العالم أن رئيس دولة عظمى يشن الحروب ويفتك بالبشروينشر الفوضى
والخراب والإبادة استناداً إلى تقارير كاذبة و غير دقيقة وغير موثقة؟ هل إنّ أرواح البشر ومصائر الدول والحكومات والشعوب بهذا الرخص وإلى الدرجة التي تشن الحروب ضدها لمجرد الاشتباه بأنها (قد...!) تهدد أمن الولايات المتحدة؟! ‏ وبغض النظر عمّا إذا كانت اعترافات بوش الأولية ناتجة عن جهل وغباء أو عن هروب من تحمل مسؤولية عن جرائم اقترفت عن سابق إصرار وترصد، فإن ما أقدمت عليه هذه الإدارة على مدى السنوات الستة الماضية هي جرائم بحق الإنسانية بكل المعايير، ولا يمكن أن تغتفر. ‏ والأدهى من ذلك أن العرب وغير العرب ليصور تصريحات بوش بأنها "اعتراف جرئ بالخطأ"، وأن الاعتراف بالخطأ كما هو معلوم "فضيلة"، وهي فضيلة أخرى ستضاف إلى سجل بوش المليء بالفضائل!! الدموية ، ليس أقلها غزو العراق تحت حجج واهية. ماذا سيقدم اعتراف بوش لملايين الامهات الثكالى ولملايين الزوجات اللواتي حرمتهن حرب بوش العدوانية من ازواجهن، ماذا سيقدم اعتراف بوش للمراة الماجدة العراقية التي فقدت زوجها واصبحت بعده المعيل الوحيد لاسرتها ولم تستطع ان توفر لهم لقمة عيش!! وماذا ستقدم هذه الاعترافات الغوغائية لملايين الاطفال اليتامى الذين حرمتهم حرب بوش الارهابية من آبائهم؟ اين وعود بوش منذ ست سنوات بانه سيحول العراق الى جنة للديمقراطية.. وهاهو غادر كرسي الرئاسة وقد ترك العراق نهبا للصوص والفاسدين وميليشيات الغدر وفرق الموت؟ اية ديمقراطية بناها بوش في العراق غير ديمقراطية الخنوع والركوع من قبل الاذلاء الذين نصبّتهم دبابات المحتل حكاما للعراق؟ إن الأحمق مجرم الحرب بوش باعترافه الأخير يستحق وإدارته محاكمة دولية عادلة، محاكمة تضعه في قفص الاتهام في المحكمة الجنائية الدولية، ولكن هذا لن يحدث أبدا، فقتل شعب بأكمله مسألة فيها نظر. ونسأل من سيدفع فاتورة هذه الاخطاء الكارثية، بعد إستشهاد أكثر مليون ونصف المليون عراقي، ومن سيدفع فاتورة تدمير بلد العراق آمن وتحويله الى خرائب؟ والسؤال الاكبر الذي يدور في مخيلة العراقيين متى سيعتذر اشقاؤنا العرب الذين اعانوا بوش في جريمة عدوانه ووضعوا جيوشهم واراضيهم ومطاراتهم وامكاناتهم المادية في خدمة الجهد العدواني لتدمير شقيق لهم هو العراق؟ العراق الذي وقف معهم في كل الحروب مع الكيان الصهيوني وأعداء الأمة, وفتح ذراعيه ليستقبل العمال العرب , وقبول طلاب العرب في جامعات العراقية مجانا ومع منحة مادية , العراق لم يغدر يوما لأي قطر عربي , بل هم من تأمروا على العراق وسرقوا نفطه ورفعوا من حجم صادرات النفطية من أجل أضرار بالأقتصاد العراقي وتحقيق أجندة الأنجلو امريكي استعماري الجديد, رغم العراق خارج من حرب دامت ثمانية سنوات باصرار وتعنت الخميني وحكومته الدكتاتورية العدوانية التوسعية , بدعم وتأييد من المعارضة ( الأجنبية) العراقية العميلة , يجب على أمم متحدة أن تلجأ إلى مقاضاة وتحميل مجرم الحرب جورج بوش وإدارته كل ما سبّبه من تخريب ودمار للعراق، بعد تحرير العراق وأقامة حكومة وطنية تعددية تؤمن بالمجتمع المدني الديمقراطي والتداول السلمي الديمقراطي للسلطة عبر صناديق الاقتراع والحياة الدستورية, تكون قادرة أن تمسك بتلابيب مجرم الحرب بوش وإدارته لتحصل على تعويضات مادية بحجم ما سببه من دمار، وأيضا دول عربية فاعلة تمتلك موقفها وقرارها بحيث يمكنها رفع دعوى قضائية على بوش وإدارته لأنه غزا بلدا عراقيا عربيا وفعل به ما فعل.

الهوامش
________
1) جهاد الخازن