زهرة الأيام
مساء التجريد المطلق
لم أجد إلا تجريد الكون والمساء
والبحر والشفق
والغابات والحفيف
والمطر الناعم الشفيف
وهمسات من بوح ريف
تتعانق كلها معا وتتداخل لتصنع هذا التجريد الخالب
كانت الألوان تتحدث وهي تمسك بالحفيف
وكانت مناقير طيور الجنة تتسابق لرسم هذا الندى
على صفحة المدى الرائق
أو لعلها بتلات زهرة الأيام وقد هجرن ريشة الرسم
ليرسمن بالخفقات مثل هذا التكوين المدهش
لوحتك أيتها الغريدة تفسرنا وتبعثرنا ثم تلملمنا
فماذا أبقيت لنا نحن الشعراء
وأنت تعزفين على أوتار القلوب بهذه الرقة والشفافية
سيمضي وقت طويل قبل أن نستطيع
أو ربما نجرؤ على كتابة قصيدة بعد العزف الطليّ هذا
وإذا كنا محظوظين
فسنكتب من بعض إلهامات هذا الإنثيال
شكرا ملونا لك أيتها الشاعرة