الليلة الثالثة عشر
إنها ليلة ليلاء ومفترق طرق بكتاباتي
سأتوقف عن النزف الليلة وأكتب لزميلتي
ورفيقة الدرب والعمر الطويل ألأخت
شمس القلوب
شمس العراق
وأهديها ماجال بخاطري لهذا اليوم
ترحيباً بها بيننا ولمن لم يعرفها
ومن هي بالنسبة لي
انها الأخت الحنون
والأم الفاضلة
أرحب بها هنا لتشاركني لياليي الالف
وساعةٌ للموت
أليك زميلتي وأختي
الأهداء
إلى
لبانة شعري سليلةالنرجس ملكة الخواطر
.
.
.
في البِدء كنتِ أنتي وَكُنت أنا
نَمشيَ دهراً فَوقَ دَهرُنا
نَشرَحُ لليلُ تَواريخ نَجمِنا
وَنأمُر الشَمس بتَقبيلُ شَوَارِعُنا
يُبصِرُ الأعمى قَوسَ كَلِماتِنا
وَيَسمَعُ الأصَم صُراخ أكبادِنا
قُلتِ
مَنْ أنتَ وكَيفَ مَرَرتَ مِن هُنا
فأجَابَكِ نَورساً أنَهُ دُجى لكِ وَسَنا
دِجلةُ والفُرات يَصبان في عَينيهِ شَجنا
وَمَا بَينَ الضِفَتين لهُ مَوطِنا
أصيلُ العودِ لايَنتَمي لِلقَلى
يُخبِرُكِ الفَجرُ والبَذر عَنهُ وَسَلي بغداد
صَمتِ وَحزن طفولَتكِ يَجرُ أذيالُنا
وَالعَبرةُ مُنذُ الأزل تُجهِض لِقائُنا
أيا هِياماً بِالإعتِذار تَسقي حُقولِنا
غَدا الحِلمُ يافِعاً في وِديانُنا
كَم
ضَحِكت أشجَارُ المُنى في وجهِ رَبيعُنا
وَأنحَنى كِبرياءُ الشِتاء لِوِدنا
أيا فَاكِهةُ الصَباح وَحَلوى مَسَائِنا
أيا قَصِيدة أتعَبَت شُعَرائِنا
في وَجهِكِ بِشارة النَرجسُ وَعَبثُ آهاتِنا
وفي الشِفاهُ رطوبَة لِجَفافُ أروَحُنا
بِالأمسُ
كُنا أرواحاً نُحَلِقُ فَوق أكتافِ ثِيابُنا
واليَومُ
نَحنُ مَدينةُ صَمت والحُزن يَسكُننا
مَن سَيَكسيَ أغتِرابُ قَافيتُنا
وَمن سيَستَقطِبُ الوَهجُ لِحروفِنا
يا
عصفورةٍ بِالعُتمةِ تَوازنَا
والأرقُ المظلِمُ تَكَدسَ في أحداقِنا
أأضعُ النفسُ في حُجرةٍ أم قبر
يا نافِذتُنا
مالي أراكِ خَشباً يُمهدُ لِتَابوتِنا
أأحزِمُ اللَحَظاتُ وَأُهَدِمُ سِياجُ آمالِنا
بَعد أن أصَابت الشِقوقُ حيطانُنا
الأرتِطام فَندَ هِمَمُنا
يا أختي ويا أنتي ويا حَرفي
ما حيلَتُنا
أنَقبَلُ التَشَرد نَوماً لَنا
أنُثخِن المَنامَ في ثَغرِ كابوسِنا
أنسَمت حَماسُ هَيجانُنا
أم نَجعلُ التَشَبُثَ يَمتَدُ إلى أحشائِنا
يارفيقتي
كَم ضَامِرة هي حَياتُنا
وَالغَثَيان بَات قَرين لِغِذائِنا
جوعِنا مُنبثِقاً في أفواهِنا
وَمَساميرُ الرَحيلُ دَقت جُدرانَنا
أهٍ وألفُ أه
كَائِنُ الأمنياتِ لا يَلوكنا
والأفراحُ وَضَعتنا في صَندوق صَدأنا
هَرَبت الشُعلَةُ مِـنا
وَجمرةُ اليأس وَحدها تَظِلَنا
أشتَعلنا أحتَرَقنا وَالهَمُ زَفرنا
والأخضِرار غَادر عَهدنا
مَن يُمَهدُ لِغرس سَاقيةُ حُبَنا
وأي كَريم لا يَهَابُ الجَفافُ يُنجِدُنا
وَيحي أأطلبُ الغِناءُ بَعدَ بُكائَنا
وأنهُ مازالَ بِالأمكَانُ حَرثَ أرضِنا
مُحال يَا أنتي ويا أنا
أن تَسمعُ الأقدار صَوت أنينُنا
فَرجائي
ودعائي تَبقينَ نَسمة في شُرفَتنا
باسِمة الثُغرٍ في تَشاريفُ حِلمُنا
وقَبَساً يومِضُ في حلكِ أنهيارُنا
يَتراءى في هَيئةُ زهرة جلنار تَشُمنا
سأموتُ أنا
وتَحينَ أنتِ أغنيةٍ في أسماعِنا
تَلوحُ في مَطل عَزفها أفاقِنا
وسأعترِفُ لِمشاعِرُ طُهرنا
أنهُ لا غروبَ بَعدَ شروقنا
وأذرفُ الدَمعُ حَتى يَتلألأ قَمَرُنا
وأُحدِثَ النِجومُ عَن سِرنا
أنها أنثى مِن نار وأرجوانا
مَاتَ ساقيها
عَطشَانا
مع اجمل التحيات وصادق المنى