السجود والركوع يفيدان أربطة الجسم والمفاصل ..

أكدت نتائج دراسة طبية قام بها فريق من الأطباء بقسم الأمراض الروماتيزمية والعلاج التأهيلي بكلية الطب في جامعة الأزهر ... أن أداء حركات الصلاة يفيد جميع عضلات ومفاصل وأربطة الجسم ويعمل على صيانتها بصفة دائمة وأن درجة انقباض العضلات تختلف من عضلة إلى أخرى ، طبقاً للوضع الحركي للمصلي من الوقوف إلى الركوع إلى السجود ، وقد استغرق إجراء هذه الدراسة عامين قام فيها الفريق بإجراء الرسم الكهربي للعضلات ..

وأسفرت النتائج عن أنه في مرحلة القيام يأخذ المصلي ثلاثة أوضاع مختلفة يبدأ أولها بالوقوف واضعاً اليدين على جانبي الجسم مع النظر إلى موضع السجود ... ثم وضع التكبير ، حيث يرفع المصلي يديه ممدودة الأصابع ويجعلها حذو المنكبين أو يرفعهما حتى يحاذي بهما أذنيه ، وأخيراً يقف المصلي واضعاً يده اليمنى على ظهر كف اليد اليسرى ، وكل من الرسغ والساعد ويضعها جميعاً على الصدر ..
وقد وجد في هذه المرحلة أن العضلات التي تشارك في الحركة هي ذات الرءوس الأربعة الفخذية ، وعضلة الفخذ الخلفية ، والعضلة القصبية الأمامية ، وعضلات جدار البطن الأمامي ، والعضلات المجاورة للعمود الفقري ، والعضلات الحرقفية الكشحية ، والمستديرة العظمية ، والمستعرضة الظهرية ، والعضدية الكعبرية ، وذات الرءوس الثلاثة العضدية ، وذات الرأسين العضدين والدالية ، والعضلة الباسطة الزندية ، والعضلة الرامية الطويلة ، والعضلة القابضة للأصابع والعضلة المرفقية ..

أما في مرحلة الركوع فتبدأ بتكبير المصلي وركوعه ، حيث يبسط ظهره ويضع كفيه على ركبتيه وكأنه يقبض عليهما بين أصابعه ..
وقد وجد أن العضلات التي تعمل في أثناء هذه المرحلة هي عضلات جدار البطن الأمامي ، والعضلة الحرقفية الكشحية ، والعضلات ذات الرءوس الأربعة الفخذية ، وعضلات بطن الساق ، وعضلات الفخذ الخلفية ، والعضلة القصبية الأمامية ...
وتنتهي هذه المرحلة بأن يرفع المصلي رأسه ويعتدل قائماً ..

أما في مرحلة السجود والتي تبدأ من رفع المصلي رأسه واعتداله قائماً للتكبير ثم السجود ، حيث يضع يديه على الأرض بعد ركبتيه تبعاً للهدي النبوي الشريف ... فعلى المصلي – لكي يكون سجوده صحيحاً – أن يسجد على سبعة أعضاء وهي :
الكفان ، الركبتان ، والقدمان ، والجبهة والأنف .
وقد أثبت الرسم الكهربائي للعضلات أن العضلات التي تعمل في هذه المرحلة هي : عضلات القدم الداخلية ، وعضلات بطن الساق ، وعضلات الفخذ الخلفية ، والعضلة ذات الرءوس الأربعة الفخذية ، والعضلة القصبية الأمامية ..
وبذلك فقد أكدت نتائج البحث أن جميع عضلات الجسم تشترك في أداء الصلاة ، فبينما تنقبض العضلة الرباعية انقباضاً تاماً في أثناء الوقوف عند فرد الركبيتن فإن عضلات الوجه تنقبض بشكل متباين للتعبير عن درجة انفصال المصلي وانشغاله الكامل عن كل ما حوله بقراءة القرآن الكريم ..

كما أوضحت النتائج أن الصلاة إلى جانب كونها عبادة وفرض على المسلم ، فإنها تجعل المسلم يمارس رياضة منظمة تساعده على بقاء مفاصله وعضلاته وأربطة جسمه تعمل في حالة جيدة ، مما يساهم في المحافظة على صحة الجسم وصيانته من الأمراض .. بل إن الصلاة يمكن أن تكون مؤشراً فعالاً لإصابة أي عضلة أو مفصل بالجسم حيث تظهر الأعراض المرضية أو آثار الإصابة بوضوح على المصلي في وقت مبكر ..
المصدر :
كتاب / ثبت علمياً ج2
محمد كامل عبد الصمد ..