صور
كانت الريح قد طلبت مني أن أنثر صوره ذكراه خياله في معتقلها و أسلمها زمام الأمر فيما يخصه فقدمت لها الطاعة وحققت مطلبها . قمت بفتح خزانة الذاكرة و أخرجت كل الصور الضاحكة الباكية قمت بنزع صور ة الحب من شخصه وألبستها للريح علّها تمنحها لمن أحبّ أن يعرف نفسه فينظر فيها فتملؤه حباً لمن يستحقه نزعت صورة القسوة عنه مزقتها ودفعت بها نحو زوبعة تخفيها إلى الأبد لأحمض صورة الحنان له
مزقت صورة عينيه الدافئة التي أخفت وراء دفئها بحار مظلمة جليدية تقتل كل من يحاول التزلج داخلها
وفتحت ألبوم صور الذاكرة في كل صورة صمت أخرس الكلمات .... في كل صورة حب للإجرة فالحب أصبح كمساكن العقد السياحي ستة أشهر وننتقل لحب آخر أو بالأحرى لمسكن جديد ريثما نصل الوطن الأم ...
في ألبوم الذاكرة آلاف الصور المندمجة حتى اختلطت القديمة بالحديثة ...أصبحت القديمة تضفي لمستها المغبرة على الحديثة حتى أصبح الغبار يملأهما في آن معاً وما من صور مستقبلية فما زالت تحت إطار النيجاتيف لم يتم تحميضها بعد .... ترى هل من نيجاتيف يحمل وهم صورته بعد أن مُزّقت صورته وتناثرت في الريح ؟
هل تعيد الذاكرة تجميعهاأم تلتقط صورة أخرى تطبعها في المخيلة وتحتفظ بالنيجاتيف في جيبها المخفي .........
كُتبت عام \2006\