صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 12 من 24

الموضوع: أصول أهل السنة والجماعة

  1. #1 أصول أهل السنة والجماعة 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    إن أهل السنَّة والجماعة يسيرون على أصول ثابتة وواضحة في الاعتقاد والعمل والسلوك وهذه الأصول العظيمة مستمدة من كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان وهذه الأصول تتلخص فيما يلي:
    الأصل الأول
    الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره

    الإيمان بالله: هو الإقرار بربوبيته وإلوهيته يعني الإقرار بأنواع التوحيد الثلاثة واعتقادها والعمل بها وهي توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات فتوحيد الربوبية معناه توحيد الله بأفعاله من الخلق والرزق والإحياء والإماتة وأنه رب كل شيء ومليكه، وتوحيد الألوهية معناه إفراده بأفعال العباد التي يتقربون بها إليه إذا كان مما شرعه الله، كالدعاء والخوف والرجاء والمحبة والذبح والنذر والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والصلاة والصوم والحج والإنفاق في سبيل الله وكل ما شرعه الله وأمر به لا يشركون مع الله غيره فيه لا ملكاً ولا نبياً ولا ولياً ولا غيرهم. وتوحيد الأسماء والصفات معناه: إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات وتنزيه الله عما نزه عنه نفسه أن نزهه عنه رسوله من العيوب والنقائص من غير تمثيل ولا تشبيه ومن غير تحريف ولا تعطيل ولا تأويل كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى/11]. وكما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف/180].
    والإيمان بالملائكة : معناه التصديق بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله خلقهم من نور، خلقهم لعبادته وتنفيذ أوامره في الكون كما قال تعالى: {بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ، لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء/26 ، 27]. {جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} [فاطر/1].
    والإيمان بالكتب: يعني التصديق بها وبما فيها من الهدي والنور وأن الله أنزلها على رسله لهداية البشر، وأعظمها الكتب الثلاثة التوراة والإنجيل والقرآن، وأعظم الثلاثة القرآن الكريم وهو المعجزة العظمى قال تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء/88].
    ويؤمن أهل السنَّة والجماعة بأن القرآن كلام الله منزَّل غير مخلوق - حروفه ومعانيه - خلافاً للجهمية والمعتزلة القائلين بأن القرآن مخلوق كله حروفه ومعانيه، وخلافاً للأشاعرة ومن شابههم القائلين بأن كلام الله هو المعاني، وأما الحروف فهي مخلوقة - وكلا القولين باطل. قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ} [التوبة/6]. {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} [الفتح/15].
    فهو كلام الله لا كلام غيره.
    والإيمان بالرسل: يعني التصديق بهم جميعاً من سمى الله منهم ومن لم يسم من أولهم إلى آخرهم. وآخرهم وخاتمهم نبينا محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، والإيمان بالرسل إيمان مجمل والإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم إيمان مفصل واعتقاد أنه خاتم الرسل فلا نبي بعده، ومن لم يعتقد ذلك فهو كافر والإيمان بالرسل يعني أيضاً عدم الإفراط والتفريط في حقهم خلافاً لليهود والنصارى الذين غلوا وأفرطوا في بعض الرسل حتى جعلوهم أبناء الله كما قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة/30].
    والصوفية والفلاسفة فرطوا في حق الرسل وتنقصوهم وفضلوا أئمتهم عليهم، والوثنيون والملاحدة كفروا بجميع الرسل. واليهود كفروا بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، والنصارى كفروا بمحمد. ومن آمن ببعضهم وكفر ببعضهم فهو كافر بالجميع، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً، أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا} [النساء/150-151].
    وقال تعالى: {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} [البقرة/ 285].
    والإيمان باليوم الآخر: يعني التصديق بكل (1) مما أخبر الله به ورسوله من عذاب القبر ونعيمه والبعث من القبور والحشر والحساب ووزن الأعمال وإعطاء الصحف باليمين أو الشمال والصراط والجنة والنار، والاستعداد لذلك بالأعمال الصالحة وترك الأعمال السيئة والتوبة منها.
    وقد كفر باليوم الآخر الدهريون والمشركون. واليهود والنصارى لم يؤمنوا به الإيمان الصحيح المطلوب وإن آمنوا بوقوعه {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} [البقرة/111].
    {قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ} [البقرة/80].
    والإيمان بالقدر: يعني الإيمان بأن الله علم كل شيء ما كان وما يكون وقدر ذلك في اللوح المحفوظ وأن كل (2) وكفر وإيمان وطاعة ومعصية فقد شاءه الله وقدّره وخلقه، وأنه يحب الطاعة ويكره المعصية. وللعباد قدرة على أفعالهم واختيار وإرادة لما يقع منهم من طاعة أو معصية - لكن ذلك تابع لإرادة الله ومشيئته - خلافاً للجبرية الذين يقولون إن العبد مجبر على أفعاله ليس له اختيار. وللقدرية الذين يقولون إن العبد له إرادة مستقلة وأنه يخلق فعل نفسه دون إرادة الله ومشيئته.
    وقد ردّ لله على الطائفتين في قوله تعالى: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ} [التكوير/29].
    فأثبت للعبد مشيئة رداً على الجبرية الغلاة وجعلها تابعة لمشيئة الله رداً على القدرية النفاة والإيمان بالقدر يكسب العبد صبراً على المصائب وابتعاداً عن الذنوب والمعائب. كما يدفعه إلى العمل ويبعد عنه العجز والخوف والكسل.
    الأصل الثاني
    ومن أصول أهل السنَّة والجماعة أن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فليس الإيمان قولاً وعملاً دون اعتقاده، لأن هذا إيمان المنافقين، وليس هو مجرد المعرفة بدون قول وعمل لأن هذا إيمان الكافرين الجاحدين. قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل/14].
    وقال تعالى: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام/33].
    وقال تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} [العنكبوت/38].
    وليس الإيمان اعتقاداً فقط أو قولاً واعتقاداً دون عمل لأن هذا إيمان المرجئة والله تعالى كثيراً ما يسمي الأعمال إيماناً قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} [الأنفال/2-4].
    وقال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة/143].
    أي صلاتكم إلى بيت المقدس، سمى الصلاة إيماناً.
    الأصل الثالث
    ومن أصول أهل السنَّة والجماعة: أنهم لا يكفرون أحداً من المسلمين إلا إذا ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام أما ما كان من الكبائر التي هي دون الشرك ولم يدل دليل على كفر مرتكبها - كترك الصلاة تكاسلاً - فإنهم لا يحكمون على مرتكبها - أي الكبائر - بالكفر وإنما يحكمون عليه بالفسق ونقص الإيمان. وإذا لم يتب منها فإنه تحت المشيئة - إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه لكنه لا يخلد في النار - قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء/48].
    ومذهب أهل السنَّة في ذلك وسط بين الخوارج الذين يكفرون مرتكب الكبيرة وإن كانت دون الكفر وبين المرجئة الذين يقولون هو مؤمن كامل الإيمان ويقولون: لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
    الأصل الرابع
    ومن أصول أهل السنَّة والجماعة وجوب طاعة ولاة أمور المسلمين ما لم يأمروا بمعصية فإذا أمروا بمعصية فلا تجوز طاعتهم فيها وتبقى طاعتهم بالمعروف في غيرها ، عملاً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء/59].
    وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد)[قطعة من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه في موعظة النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة]. ويرون أن معصية الأمير المسلم معصية للرسول -صلى الله عليه وسلم- عملاً بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من يطع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني) [أخرجه البخاري (4/7137)، ومسلم (4/جزء 12/ص223/نووي)]. ويرون الصلاة خلفهم والجهاد معهم والدعاء لهم بالصلاح والاستقامة ومناصحتهم.
    الأصل الخامس
    ومن أصول أهل السنَّة تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين إذا ارتكبوا مخالفة دون الكفر لأمره -صلى الله عليه وسلم- بطاعتهم في غير معصية ما لم يحصل منهم كفر بواحٍ، بخلاف المعتزلة الذين يوجبون الخروج على الأئمة إذا ارتكبوا شيئاً من الكبائر ولو لم يكن كفراً ويعتبرون هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والواقع أن عمل المعتزلة هذا هو أعظم المنكر: لما يترتب عليه من مخاطر عظيمة من الفوضى وفساد الأمر واختلاف الكلمة وتسلط الأعداء.
    الأصل السادس
    ومن أصول أهل السنَّة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما وصفهم الله بذلك في قوله تعالى لما ذكر المهاجرين والأنصار وأثنى عليهم قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر/10].
    وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) [أخرجه البخاري (3/3673)، ومسلم (6/جزء 16/ص92، 93/ نووي )]. خلافاً للمبتدعة من الرافضة والخوارج الذين يسبون الصحابة ويجحدون فضائلهم. ويرى أهل السنَّة أن الخليفة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين فمن طعن في خلافة واحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله لمخالفته النص والإجماع على خلافة هؤلاء على هذا الترتيب.
    الأصل السابع
    ومن أصول أهل السنَّة والجماعة محبة أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتوليهم عملاً بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (أذكركم الله في أهل بيتي) [أخرجه مسلم (5/جزء 15/ص180،نووي)، والإمام أحمد (4/366، 367)، وابن أبي عاصم في "كتابه السنَّة" برقم [1551] (ص629)].
    ومن أهل بيته أزواجه أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن، فقد قال الله تعالى - بعد ما خاطبهن بقوله: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ} [الأحزاب/32]. ووجه إليهن نصائح ووعدهن بالأجر العظيم -: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب/33].
    والأصل في أهل البيت قرابة النبي صلى الله عليه وسلم، والمراد بهم هنا الصالحون منهم خاصة، أما قرابته غير الصالحين فليس لهم الحق كعمه أبي لهب ومن شابه، قال تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد/1].
    فمجرد القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم والانتساب إليه من غير صلاح في الدين لا يغني صاحبه من الله شيئاً، قال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا عباس عم رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً. يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً. يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً) [أخرجه البخاري (3/برقم 4771)، (2/2753)، ومسلم (1/جزء 3/ص80، 81/نووي)].
    وقرابة الرسول الصالحون لهم علينا حق الإكرام والمحبة والاحترام، ولا يجوز لنا أن نغلو فيهم فنتقرب إليهم بشيء من العبادة أو نعتقد فيهم أنهم ينفعون أو يضرون من دون الله لأن الله سبحانه يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا} [الجن/21].
    {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} [الأعراف/188].
    فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك فيكف بغيره فما يعتقده بعض الناس بمن ينتسبون لقرابة الرسول اعتقاد باطل.
    الأصل الثامن
    ومن أصول أهل السنَّة والجماعة التصديق بكرامات الأولياء - وهي ما قد يجريه الله على أيدي بعضهم من خوارق العادات إكراماً لهم كما دل على ذلك الكتاب والسنَّة. وقد أنكر وقوع الكرامات المعتزلة والجهمية وهو إنكار لأمر واقع معلوم - ولكن يجب أن نعلم أن من الناس في وقتنا من ضل في موضوع الكرامات وغالى فيها حتى أدخل فيها ما ليس منها من الشعوذة وأعمال السحرة والشياطين والدجالين - والفرق واضح بين الكرامة والشعوذة - فالكرامة ما يجري على أيدي عباد الله الصالحين. والشعوذة ما يجري على يد السحرة والكفرة والملاحدة بقصد إضلال الخلق وابتزاز أموالهم، والكرامة سببها الطاعة. والشعوذة بسببها الكفر والمعاصي.
    الأصل التاسع
    ومن أصول أهل السنَّة والجماعة في الاستدلال اتباع ما جاء في كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم باطناً وظاهراً واتباع ما كان عليه الصحابة من المهاجرين والأنصار عموماً واتباع الخلفاء الراشدين خصوصاً حيث أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين) [تقدم تخريجه].
    ولا يقدمون على كلام الله وكلام رسوله كلام أحد من الناس. ولهذا سموا أهل الكتاب والسنَّة. وبعد أخذهم بكتاب الله وسنة رسوله يأخذون بما أجمع عليه علماء الأمة وهذا هو الأصل الثالث الذي يعتمدون عليه بعد الأصلين الأولين: الكتاب والسنَّة. وما اختلف فيه الناس ردوه إلى الكتاب والسنَّة عملاً بقوله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء/59].
    فهم لا يعتقدون العصمة لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتعصبون لرأي أحد حتى يكون موافقاً للكتاب والسنَّة ويعتقدون أن المجتهد يخطئ ويصيب، ولا يسمحون بالاجتهاد إلا لمن توفرت فيه شروطه المعروفة عند أهل العلم. ولا إنكار عندهم في مسائل الاجتهاد السائغ. فالاختلاف عندهم في المسائل الاجتهادية لا يوجب العداوة والتهاجر بينهم كما يفعله المتعصبة وأهل البدع. بل يحب بعضهم بعضاً ويوالي بعضهم بعضاً ويصلي بعضهم خلف بعض مع اختلافهم في بعض المسائل الفرعية بخلاف أهل البدع فإنهم يعادون أو يضللون أو يكفرون من خالفهم.
    -------------------------------------
    المصدر: كتاب "من أصول أهل السنة والجماعة"

    للشيخ ( صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ) .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    يثبت لأهميته ...
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 الأصل الأول : ( 1 ) الايمان بالله ( * ) 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "أن تؤمن بالله". والإيمان بالله - عز وجل - يتضمن الإيمان بأربعة أمور:
    الإيمان بوجود الله، والإيمان بربوبية الله، والإيمان بألوهية الله، والإيمان بأسمائه وصفاته.
    أولاً: الإيمان بوجود الله:
    وهو أن تؤمن بأن الله تعالى موجود، والدليل على وجوده العقل، والحس والفطرة، والشرع.
    أولاً: الدليل العقلي:
    فالدليل العقلي على وجود الله ـ عز وجل ـ أن نقول: هذا الكون الذي أمامنا ونشاهده على هذا النظام البديع الذي لا يمكن أن يضطرب ولا يتصادم ولا يسقط بعضه بعضاً بل هو في غاية ما يكون من النظام {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }يس40 فهل يعقل أن هذا الكون العظيم بهذا النظام البديع يكون خالقاً لنفسه؟ كلا لا يعقل، لأنه لا يمكن أن يكون خالقاً لنفسه إذ إن معنى ذلك أنه عدم أوجد موجوداً، ولا يمكن للعدم أن يوجد موجوداً، إذاً فيستحيل أن يكون هذا الكون موجداً لنفسه، ولا يمكن أيضاً أن يكون هذا الكون العظيم وجد صدفة، لأنه على نظام بديع مطرد، وما جاء صدفة فالغالب أنه لا يطرد ولا يمكن أن يأتي صدفة لكن على التنزل.
    ويذكر عن أبي حنيفة - رحمه الله - وكان معروفاً بالذكاء أنه جاءه قوم دهريون يقولون له: أثبت لنا وجود الله فقال: دعوني أفكر، ثم قال لهم: إني أفكر في سفينة أرست في ميناء دجلة وعليها حمل فنزل الحمل بدون حمال ، وانصرفت السفينة بدون قائد، فقالوا : كيف تقول مثل ذلك الكلام فإن ذلك لا يعقل ولايمكن أن نصدقه؟ فقال: إذا كنتم لا تصدقون بها فكيف تصدقون بهذه الشمس، والقمر، والنجوم، والسماء، والأرض، كيف يمكن أن تصدقوا أنها وجدت بدون موجد ؟!.
    وقد أشار الله تعالى إلى هذا الدليل العقلي بقوله:] {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ }الطور
    وسئل أعرابي فقيل له: بم عرفت ربك؟ والأعرابي لا يعرف إلا ما كان أمامه فقال: البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، ألا تدل على السميع البصير؟ بلى.
    ثانياً: الدليل الحسي:
    فهو ما نشاهده من إجابة الدعاء مثلاً فالإنسان يدعو الله ويقول : ياالله فيجيب الله دعاءه ويكشف سوءه ويحصل له المطلوب وهو إنما قال: ياالله إذاً هناك رب سمع دعاءه، وأجابه، وما أكثر ما نقرأ نحن المسلمين في كتاب الله أنه استجاب لأنبياء الله: {وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ }الأنبياء76 {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }الأنبياء83 والآيات في هذا كثيرة والواقع يشهد بهذا.
    ثالثاً: الدليل الفطري:
    فإن الإنسان بطبيعته إذا أصابه الضر قال: (يا الله) حتى إننا حدثنا أن بعض الكفار الموجودين الملحدين إذا أصابه الشيء المهلك بغتة يقول على فلتات لسانه: (يا الله) من غير أن يشعر، لأن فطرة الإنسان تدله على وجود الرب ـ عز وجل ـ {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }الأعراف172
    رابعاً: الدليل الشرعي:
    وأما الأدلة الشرعية فحدث ولاحرج، كل الشرع إذا تأمله الإنسان علم أن الذي أنزله وشرعه هو الرب - عز وجل - قال الله تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82 فائتلاف القرآن وعدم تناقضه وتصديق بعضه بعضاً كل ذلك يدل على أن القرآن نزل من عند الله - عز وجل - وكون هذا الدين بل كون جميع الأديان التي أنزلها الله - عز وجل - موافقة تماماً لمصالح العباد دليل أنها من عند الله ـ عز وجل ـ.
    ولكن حصل على جميع الأديان تحريف وتبديل وتغيير من المخالفين لشرائعه: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء46 لكن الدين الذي نزل على الأنبياء كله يشهد بوجود الله - عز وجل - وحكمته وعلمه
    ثانياً: الإيمان بربوبيته:
    ومعنى (الرب): أي الخالق، والمالك، والمدبر، فهذا معنى ربوبية الله ـ عز وجل ـ، ولا يغني واحد من هذه الثلاثة عن الآخر، فهو الخالق الذي أوجد الأشياء من عدم {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الأنعام101، {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }فاطر1
    فالذي أوجد الكون من العدم هو الله الخالق، المالك أي خلق الخلق وانفرد بملكه له كما انفرد بخلقه له، وتأمل قول الله تعالى في سورة الفاتحة: ]مالك يوم الدين[. وفي قراءة أخرى سبعية: ]ملك يوم الدين[ وهي قراءة سبعية متواترة، وإذا جمعت بين القراءتين ظهر معنى بديع، الملك أبلغ من المالك في السلطة والسيطرة، لكن الملك أحياناً يكون ملكاً بالاسم لا بالتصرف، وحينئذ يكون ملكاً غير مالك، فإذا اجتمع أن الله تعالى: ملك ومالك تم بذلك الأمر: الملك، والتدبير.
    ولهذا نقول: إن الله - عز وجل - منفرد بالملك، كما انفرد بالخلق، كذلك أيضاً منفرد بالتدبير، فهو المدبر لجميع الأمور وهذا بإقرار المشركين، فإنهم إذا سئلوا من يدبر الأمور؟ فسيقولون: الله فهو المنفرد بالتدبير: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }السجدة5
    سئل أعرابي: بم عرفت ربك؟ قال: بنقض العزائم وصرف الهمم. فالإنسان يعزم أحياناً على الشيء عزماً وتصميماً أكيداً وفي لحظة يجد نفسه قد عزم على تركه ونقض العزم، وقد يهم الإنسان بالشيء متجهاً إليه ثم ينصرف بدون سبب، وهذا يدل على أن للأشياء مدبراً فوق تدبيرك أنت، وهو الله ـ عز وجل ـ.
    فإن قال قائل: كيف تقول : إن الله منفرد بالخلق، مع أنه أثبت الخلق للمخلوق وسمي المخلوق خالقاً. قال سبحانه: {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }المؤمنون14 وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم ، يقال للمصورين: "أحيوا ما خلقتم"؟.فالجواب: أن خلق الإنسان ليس خلقاً في الحقيقة، لأن الخلق هو الإيجاد من العدم، والإنسان عندما يخلق لا يوجد من عدم، لكن يغير الشيء من صورة إلى صورة أخرى.
    وكذلك (الملك) فإن قال قائل: كيف تقول: إن الله منفرد بالملك مع أن الله سبحانه أثبت الملك لغيره فقال: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ }المؤمنون6 وقال: ]أو ماملكتم مفاتحه[؟.
    فالجواب: أن يقال: إن ملك الإنسان ليس كملك الله، لأن ملك الله - عز وجل - شامل لكل شيء، ولأن ملك الله تعالى ملك مطلق غير مقيد، أما ملك الإنسان للشيء فهو غير شامل، فمثلاً الساعة التي معي لا تملكها أنت/ والساعة التي معك لا أملكها أنا، فهو ملك محدود ليس شاملاً، كذلك أيضاً ليس ملكاً مطلقاً فأنا لا يمكنني أن أتصرف في ساعتي كما أريد، لأنني مقيد بالشرع الذي هو المصلحة، فلو أراد إنسان تكسير ساعته مثلاً فإن ذلك لا يجوز ولا يملك شرعاً أن يفعل ذلك، لأن النبي، صلى الله عليه وسلم ، نهى عن إضاعة المال فكيف بإتلافه؟
    ولهذا قال العلماء: إن الرجل لو كان بالغاً عاقلاً له زوجة وأولاد، وهو سفيه في المال لا يتصرف فيه تصرف الرشيد فإنه يحجر على ماله.
    لكن الله - عز وجل - يتصرف في ملكه كما يشاء، يحيي ويميت، ويمرض ويشفي، ويغني ويفقر، ويفعل ما يشاء على أننا نؤمن بأنه - عز وجل - لا يفعل الشيء إلا لحكمة.
    إذاً فهناك فارق بين ملك الخالق وملك المخلوق. وبهذا عرفنا أن قولنا: إن الله منفرد بالملك قول صحيح لا يستثنى منه شيء.
    وكذلك التدبير، فإنه قد يكون للإنسان، فإنه يدبر مثل أن يدبر خادمه أو مملوكه، أو سيارته، أو ماشيته فله تدبير، لكن هذا التدبير ليس كتدبير الله، فهو تدبير ناقص ومحدود. ناقص إذ لا يملك التدبير المطلق في ماله فأحياناً يدبر البعير لكن البعير تعصيه، وأحياناً يدبر الإنسان ابنه فيعصيه كذلك، وكذلك هو تدبير محدود فلا يمكن أن يدبر الإنسان إلا ماله السيطرة والسلطة عليه التي جعلها الشارع له وبهذا صح أن نقول: إن الله منفرد بالتدبير كما قلنا : إنه منفرد بالخلق، والملك.
    ثالثاً: الإيمان بألوهيته:
    وهو أن يؤمن الإنسان بأنه سبحانه هو الإله الحق، وأنه لا يشاركه أحد في هذا الحق لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولهذا كانت دعوة الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم هي الدعوة إلى قول: ]لا إله إلا الله[. {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }الأنبياء25 {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }النحل36
    لو أن أحداً آمن بوجود الله، وآمن بربوبية الله، ولكنه يعبد مع الله غيره فلا يكون مؤمناً بالله حتى يفرده سبحانه بالألوهية.
    وقد يقول قائل: إن الله تعالى أثبت وصف الألوهية لغيره فقال تعالى عن إبراهيم: {أَئِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ }الصافات86 وقال تعالى: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }القصص88 إلى غير ذلك من الآيات فكيف يصح أن تقول: إن الله متفرد بالألوهية؟
    فالجواب: أن الألوهية المثبتة لغير الله ألوهية باطلة، ولهذا صح نفيها نفياً مطلقاً في مثل قول الرسل عليهم الصلاة والسلام لأقوامهم: ]اعبدوا الله مالكم من إله غيره[لأنها آلهة باطلة {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }الحج62
    رابعاً: الإيمان بأسمائه وصفاته:
    وهذا معترك الفرق المنتسبة للإسلام بالنسبة لإفراد الله تعالى بالأسماء والصفات، فقد انقسموا إلى فرق شتى أصولها ثلاثة:
    الأول: الإيمان بالأسماء دون الصفات.
    الثاني: الإيمان بالأسماء والصفات.
    الثالث: الإيمان بالأسماء وبعض الصفات.
    وهناك غلاة ينكرون حتى الأسماء، فيقولون: "إن الله - عز وجل - ليس له أسماء ولا صفات" لكننا تركناها لأنها متشعبة.
    السلف الصالح الذين كانوا على ماكان عليه النبي، صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه يقرون بالأسماء والصفات اتباعاً لما جاء في كلام الله - عز وجل - قال تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }الأعراف180 وهذا دليل إثبات الأسماء لله تعالى، وأما الدليل على إثبات الصفات فقوله تعالى: ]ولله المثل الأعلى[ ومعنى ]المثل الأعلى[ أي الوصف الأكمل، ففي الآيتين عموما: أحدهما: في الأسماء. والآخر: في الصفات. أما التفاصيل فكثيرة في القرآن والسنة.
    وهناك من يثبت الأسماء دون الصفات فيقول: إن الله سميع بلا سمع، وبصير بلا بصر، وهذا هو المشهور في مذهب المعتزلة.
    والفريق الثالث: يثبت الأسماء وبعض الصفات، فيثبت من الصفات سبعاً وينكر الباقي، والسبع هي:
    1.الحياة.
    2.والعلم.
    3.والقدرة.
    4.والسمع.
    5.والبصر.
    6.والإرادة.
    7.الكلام.
    جمعها السفاريني في عقيدته بقوله:
    له الحياة والكلام والبصر سمع إرادة وعلم واقتدر
    بقـدرة تعلقت بمـمكـن كـــذا إرادة فعِ واستبنِ
    يقولون: إن هذه الصفات دل عليها العقل فنثبتها، وما عداها فالعقل لا يدل عليها فلا نثبتها.
    فيقولون: إن الموجودات دالة على إيجاد، والإيجاد يدل على القدرة، فلا يمكن إيجاد بلا قدرة وهذا دليل عقلي، ويقولون إن التخصيص يدل على إرادة أي كون هذه شمساً ، وهذا قمراً ، وهذه سماء، وهذه أرضاً كل ذلك يدل على إرادة وأن الذي خلقها أراد أن تكون على هذا الوجه، وهذا دليل عقلي أيضاً.
    وإذا نظرنا في الخلق وجدناه خلقاً محكماً متقناً، والإحكام يدل على العلم، لأن الجاهل لا يتقن.
    فثبتت الآن ثلاث صفات: القدرة، والإرادة، والعلم.
    ثم قالوا: إن هذه الثلاث لا تقوم إلا بحي ومن ثم ثبت أنه حي، فالحي إما أن يكون سميعاً بصيراً متكلماً، أو أعمى أصم أخرس، والصمم، والعمى، والخرس صفات نقص، والسمع، والبصر، والكلام صفات كمال، فوجب ثبوت الكمال للحي.
    لكن لو قال لنا قائل: مما وصف الله به نفسه أن له وجهاً كما قال سبحانه: ] وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ[ وأنا لا أعقل من الوجه إلا مثل وجه المخلوق فيلزم من إثبات الوجه لله التمثيل، لأن القرآن عربي، والوجه هو ما يتعارف بين الناس وأكمل الوجوه وجوه البشر، فوجه الله كوجه الإنسان مثلاً فماذا نقول له؟
    نقول له: إن هذا الفهم فهم خاطئ، لأن الوجه مضاف إلى الله، والمضاف بحسب المضاف إليه، فوجه الله يليق بالله، ووجه الإنسان يليق بالإنسان، ونقول له أيضاً: أنت لك وجه، والأسد له وجه، والهر له وجه، فإذا قلنا : وجه الإنسان، ووجه الأسد، ووجه الهر، فهل يلزم من ذلك التماثل؟! فلا أحد يقول: إن وجهه يماثل وجه الهر، أو الأسد أبداً.
    إذاً نعرف من هذا أن الوجه بحسب ما يضاف إليه، فإثباتنا لصفات الله - عز وجل - لا يستلزم أبداً المماثلة بين الخالق والمخلوق بدليل السمع وبدليل العقل.
    الثاني: التكييف: أي إن صفات الله - عز وجل - لا تكيف تقديراً بالجنان ولا نطقاً باللسان، ودليل ذلك سمعي وعقلي أيضاً.
    الدليل السمعي قوله تعالى: ]ولا يحيطون به علماً[ وقوله: {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }البقرة255على أحد التفسيرين وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }الأعراف33 وقوله: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36 فمن كيّف صفة الله فقد قال على الله مالا يعلم.
    أما الدليل العقلي لامتناع التكييف فإننا نقول: لا يمكن لأي إنسان أن يعرف كيفية الشيء إلا بمشاهدته، أو مشاهدة نظيره، أو الخبر الصادق عنه.
    مثل: لو أني شاهدت مسجلاً بعينه فإني أعرف كيفيته لأنني شاهدته بعيني أو مشاهدة نظيره مثل أن يأتيني رجل ويقول: عندي سيارة واشتريتها موديل 88 مثلاً، وصفتها كذا، ولونها كذا، فإنه يمكنني معرفة هذه السيارة، مع أني لم أشاهدها، لأني أعرف نظيرها وأشاهده.
    ومثال الخبر الصادق عندي مثل: أن يأتيني رجل ويقول : عندي بعير صفته كذا وكذا، وعليه الوسم الفلاني، فهذا عرفت كيفيته بالخبر الصادق.
    إذا طبقنا هذه القاعدة العقلية على صفات الله ـ عز وجل ـ، فإنه لا يمكن أن نعرف صفات الله - عز وجل - بهذه الوسائل الثلاث، لأننا لم نشاهد ولم نشاهد نظيراً ولم نخبر عنه.
    ولهذا قال بعض العلماء : إذا قال لك الجهمي: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كيف ينزل؟
    فقل: إن الله أخبرنا أنه ينزل ولم يخبرنا كيف ينزل، فعلينا أن نؤمن بما بلغنا وأن نمسك عما لم يبلغنا. ونظير ذلك قول مالك - رحمه الله - حين سأله سائل: ]الرحمن على العرش استوى[كيف استوى؟ فأطرق الإمام مالك برأسه تعظيماً لهذا السؤال وتحملاً وتحسباً له حتى علاه الرحضاء ـ أي العرق ـ ثم رفع رأسه وقال قولته الشهيرة التي تعتبر ميزاناً لجميع الصفات قال له: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة". {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأعراف180
    فكل من سأل عن كيفية صفة من صفات الله قلنا له: أنت مبتدع فوظيفتك أن تؤمن بما بلغك وتسكت عما لم يبلغك.
    -------------------------------
    ( * ) منقول للفائدة .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 الأصل الأول : ( 2 )الايمان بالملائكة ( * ) 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    الإيمان بالملائكة
    الملائكة: جمع ملك وأصل (ملك) كما يقول النحويون الذين يحللون ألفاظ اللغة العربية يقولون : أصله (مألك)، ثم زحزحت الهمزة إلى مكان اللام وقدمت اللام فصار (ملأك)، ثم حذفت الهمزة للتخفيف فصار (ملك) .
    فالملائكة إذاً هم الرسل كما قال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }فاطر1
    وإذا أردنا أن نعرفهم نقول: هم عالم غيبي خلقهم الله - عز وجل - من نور: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ }الأنبياء20 يقومون بأمر الله، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6
    والإيمان بالملائكة أحد أركان الإيمان الستة، فهذا مرتبته في الدين، ومن أنكر الملائكة فهو كافر، لأنه مكذب لله، ورسوله، وإجماع المسلمين.
    كيف نؤمن بالملائكة؟
    أولاً: بأسماء من علمنا اسمه منهم، ثانياً: بأوصاف من علمنا وصفه، ثالثاً: بأعمال من علمنا عملهم.
    أولاً: نؤمن بأسماء من علمنا اسمه:
    كجبريل، وميكائيل، وإسرافيل، ومالك، ورضوان، وملك الموت، ومنكر، ونكير، فجبريل، وميكائيل، وإسرافيل كل منهم موكل بما فيه الحياة:
    فجبريل: موكل بما فيه حياة القلوب وهو الوحي، لأن جبريل هو الذي جعله الله تعالى وكيلا في نزول الوحي على الرسل، كما قال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ 193 عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ 194 بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }الشعراء195
    وإسرافيل: موكل بالنفخ في الصور الذي به حياة الأجساد عند البعث.
    وأما: ميكائيل: فهو موكل بالقطر، والنبات، وبالقطر والنبات تكون حياة الأرض.
    ولهذا جمع النبي، صلى الله عليه وسلم ، بين هؤلاء الملائكة في حديث استفتاح صلاة الليل، فكان يستفتح صلاة الليل بقوله: "اللهم رب جبرائيل، وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
    وأما (مالك): فهو موكل بالنار لقوله تعالى عن أهل النار: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ }الزخرف77
    وأما (رضوان): فموكل بالجنة واسمه هذا ليس ثابتاً ثبوتاً واضحاً كثبوت مالك لكنه مشهور عند أهل العلم بهذا الاسم، والله أعلم.
    وأما السادس (ملك الموت): وقد اشتهر أن اسمه (عزرائيل)، لكنه لم يصح، إنما ورد هذا في آثار إسرائيلية لا يتوجب أن نؤمن بهذا الاسم، فنسمي من وكل بالموت بـ(ملك الموت) كما سماه الله - عز وجل - في قوله: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }السجدة11
    والسابع والثامن وهما (منكر ونكير): وهما الملكان اللذان يسألان الميت في قبره، وقد ورد في ذلك حديث في الترمذي ضعفه بعض العلماء وقال : إنه لا يمكن أن يطلق اسم (منكر ونكير) على الملائكة الذين ] لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون [.
    على كل حال فهما الملكان اللذان يسألان الميت عن ربه، ودينه، ونبيه.
    ثانياً: الإيمان بأوصاف من علمنا وصفه:
    علمنا بما صح عن النبي، عليه الصلاة والسلام، أنه رأى جبريل على صورته التي خلقه الله عليها وله ستمائة جناح قد سد الأفق، وهذا يدل على عظمته، ومع ذلك فإنه من الممكن أن يأتي على غير هذه الصفة، كما أتى على صورة رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر، ، ، ولكن هذا التحول من الصورة التي هو عليها إلى صورة البشر إنما كان بأمر الله، وقد تمثل جبريل بشراً لمريم بنت عمران كما قال تعالى: {فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً }مريم17
    ومن أهم مايجب الإيمان به أن نؤمن بأن كل شخص معه ملكان يكتبان عمله كما قال الله تعالى : إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ{17} مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ{18} رقيب حاضر من هؤلاء الملائكة.
    فإياك أيها المسلم أن يكتب هذان الملكان عنك ما يسوؤك يوم القيامة فكل شيء تقوله وتلفظ به فإنه مكتوب عليك: ]ما يلفظ من قول[ سواء كان لك، أو عليك، أو لغواً لا لك ولا عليك، فاحرص يا أخي على ضبط اللسان حتى لا يكتب عليك كلمات تسوؤك يوم القيامة. ولما دخلوا على الإمام أحمد - رحمه الله - وكان مريضاً فإذا هو يئن أنين المريض فقيل له : يا أبا عبد الله: "إن طاووساً ـ وهو أحد التابعين ـ يقول : إن أنين المريض يكتب عليه" فأمسك عن الأنين، فأنين المريض قد يكتب عليه، فما يلفظ الإنسان من قول إلا لديه رقيب عتيد يكتب عمله، وإذا كان يوم القيامة يخرج له كتابه: وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً{13} اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً{14}.
    -----------------------------------
    ( * ) منقول للفائدة .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 07/02/2009 الساعة 12:42 PM
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 الأصل الأول : ( 3 ) الايمان بالكتب ( * ) 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    الايمان بالكتب
    الإيمان بكتب الله - عز وجل - التي أنزلها على الرسل، وما من رسول إلا أنزل الله معه كتاباً قال تعالى : {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحديد25 وقال تعالى: ] {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }البقرة213 فما من رسول إلا أنزل الله معه كتاباً يهتدي به الناس.
    كيف نؤمن بالكتب؟
    الإيمان بالكتب: أن نؤمن بما علمنا اسمه باسمه، والذي علمنا اسمه من هذه الكتب: القرآن، والتوراة، والإنجيل، والزبور، وصحف إبراهيم، وصحف موسى ـ إن قلنا إنها غير التوراة ـ ومالم نعلم اسمه نؤمن به إجمالاً، لأن الله تعالى لا يضيع خلقه بل سينزل عليهم الكتب ليبين لهم الحق، هذا من حيث الإيمان بالكتب.
    أما من حيث قبول ماجاء فيها من خبر، فيجب أن نقبل كل ماجاء في هذه الكتب من الخبر، ولكن لا يعني أن نقبل كل خبر فيها الآن، لأنها دخلها التحريف والتغيير والتبديل، لكن نقول: إننا نؤمن بكل خبر جاء في التوراة، أو في الإنجيل، أو في الزبور، أو في صحف إبراهيم.
    مثال ذلك: في صحف إبراهيم: "لا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ماسعى" وعلمنا ذلك من قوله تعالى: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى{36} وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى{37} أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى{38} وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى{39} وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى{40} ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى{41} وقوله تعالى: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا{16} وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى{17} إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى{18} صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى{19}.
    فما صح من هذه الكتب فإنه يجب علينا أن نقبل خبرة بدون تفصيل هذا بالنسبة للأخبار.
    أما بالنسبة للأحكام ـ أي مافي الكتب المنزلة من الأحكام ـ ففيه تفصيل: فما كان في القرآن فإنه يلزمنا التعبد به، وماكان في الكتب السابقة نظرنا إن كان مخالفاً لشريعتنا فإننا لا نعمل به لا لأنه باطل،بل هو حق في زمنه ،ولكننا لا يلزمنا العمل به،لأنه نُسخ بشريعتنا وإن وافق شريعتنا فإننا نعمل به لأن شريعتنا أقرته وشرعته،ومالم يكن في شرعنا خلافه ولا وفاقه فإن العلماء قد اختلفوا في ذلك فمنهم من قال: هو شرع لنا. ومنهم من قال: ليس بشرع لنا.
    فالذين قالوا : إنه شرع لنا استدلوا بمثل قوله تعالى: {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ }الأنعام90 واستدلوا كذلك بأن ماسبق من الشرائع لولا أن فيه فائدة لكان ذكره نوعاً من العبث، والراجح: أننا نعمل به.
    مثال ما يخالف شريعتنا كقوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ }الأنعام146
    فاليهود حرم الله عليهم كل ذي ظفر مثل الإبل، وكذلك كل ذي رجل غير مشقوقة أي مالها أصابع ولا فرق بعضها من بعض فهو حرام عليهم، ومن البقر والغنم حرم الله عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما، أو الحوايا أو مااختلط بعظم. فهذا منسوخ بشريعتنا، فإن الله تعالى قد أحل لنا ذلك.
    وأما مثال ما وافق شريعتنا فكثير مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183 وأمثلة ذلك كثيرة.
    وأما مالم يرد شرعنا بخلافه فمثاله الأخذ بقرينة الحال: كحكم سليمان بين المرأتين المتنازعتين، حيث دعا بالسكين ليشقه بينهما فوافقت إحداهما وامتنعت الأخرى فحكم به للتي امتنعت مع أنها هي الصغرى، لأن امتناعها دليل على أنها أمه، وهذا لم يرد مثله في شرعنا بعينه، وإن كان قد ورد ما يدل على اعتبار القرائن من حيث الجملة. ولكن القول الراجح فيه: أنه شرع لنا، وأننا نعمل به لما ذكرنا من الدليل من القرآن.
    ----------------------------
    ( * ) منقول للفائدة .
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 الأصل الأول : ( 4 ) الايمان بالرسل ( * ) 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    الإيمان بالرسل
    الإيمان بالرسل أحد أركان الإيمان الستة، والرسل ينقسمون إلى قسمين رسل من البشر، ورسل من الملائكة قال الله تعالى:] إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ{19} ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ{20} مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ{21} والمراد بالرسول هنا جبريل وهو رسول ملكي، وقال تعالى: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ{40} وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ{41} وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ{42} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ{43} والمراد به محمد، صلى الله عليه وسلم ، وهو رسول بشري لكن المراد بقولنا: الإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، المراد بالرسل هنا البشر لأن الرسول الملكي داخل في قولنا: ]وملائكته[.
    الرسول البشري تعريفه عند جمهور أهل العلم: "أنه من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه" وأول الرسل نوح ـ عليه الصلاة والسلام ـ وآخرهم محمد ، صلى الله عليه وسلم ، لقوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }النساء163 والدليل على أن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتمهم قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الأحزاب40 .
    فإن قلت: هل آدم رسولٌ أم لا ؟
    فالجواب: أنه ليس برسول لكنه نبي، كما جاء في الحديث الذي أخرجه ابن حبان في صحيحة أن النبي، صلى الله عليه وسلم سئل عن آدم: أنبي هو؟ قال: "نعم نبي مكلم". ولكنه ليس برسول والدليل قله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }البقرة213 وقوله، صلى الله عليه وسلم ، في حديث الشفاعة: "إن الناس يذهبون إلى نوح فيقولون: أنت أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض". وهذا نص صريح بأن نوحاً أول الرسل.
    كيف نؤمن بالرسل؟
    الإيمان بالرسل أن نؤمن بأسماء من علمنا اسمه منهم، وأن نؤمن بكل خبر أخبروا به، وأن نؤمن بأنهم صادقون فيما قالوه من الرسالة، أما من لم نعرف اسمه منهم فنؤمن به إجمالاً، فإننا لم نعرف أسماء جميع الرسل لقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ }غافر78
    وأحكام الرسل السابقة من ناحية إلزامنا بها، أو لا، فالقول فيها كالقول في أحكام الكتب.
    فإن قال قائل: كيف نجمع بين كون محمد، صلى الله عليه وسلم ، خاتم النبيين وبين ما صح به الحديث من نزول عيسى بن مريم في آخر الزمان؟
    فالجواب: أن عيسى ـ عليه السلام لا ينزل على أنه رسول، لأن رسالته التي بعث بها كانت سابقة قبل رسالة النبي، صلى الله عليه وسلم ، ولأنه إذا نزل فلا يأتي بشرع من عنده، ولكنه يجدد شرع النبي، صلى الله عليه وسلم ، وبهذا يزول الإشكال بين كون محمد، صلى الله عليه وسلم ، خاتم النبيين وبين نزول عيسى بن مريم آخر الزمان.
    -------------------------------
    ( * ) منقول للفائدة .
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    إن أهل السنَّة والجماعة يسيرون على أصول ثابتة


    لماذا لا نقول المسلمون بدل ( أهل السنة والجماعة)

    نحن السنة نحن الأمة الإسلامية
    لنبتعد إذن عن هذه التقسيمات التي تزيد القسم وتضر بدين الله أشد الضرر
    خاصة في هذا الوقت من التخلف الفكري والانقسام الطائفي وعبث الساسة بالمذاهب الدينية والخلافات الفكرية ، التي كان كانت يوماً ملحاً في كل مجلس لصغار طلاب العلم

    ولنتكلم باسم دين الله كما نزل وكما عرف
    وكما ثبته الله في كتابه العزيز وقول نبيه صلى الله عليه وسلم

    وأركان الإيمان هي لكل المسلمين ولم يخص الله بها أحداً:

    قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيدا } [النساء: 136].

    وقال عز وجل: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير } [البقرة: 285].

    ‎‎ وقال عز وجل: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين } [البقرة: 177].


    وهذه الأركان علمها جبريل في الحديث الشريف :

    "....قال: يا محمد أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً ) قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره "

    لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإسلام أن تشهد...."
    ولم يقل السنة

    أرجو أن نعرف أن اللفظ في هذا الزمان يأخذ على غير ما خلق له

    لندخل تحت عباءة الإسلام ونتقي كل الشرور


    أما هذه :

    ومن أصول أهل السنَّة والجماعة وجوب طاعة ولاة أمور المسلمين ما لم يأمروا بمعصية فإذا أمروا بمعصية فلا تجوز طاعتهم فيها وتبقى طاعتهم بالمعروف في غيرها ، عملاً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء/59].


    فهذا الكلام والله يخرج غالب أهل السنة من إسلامهم لا من سنيتهم فحسب
    وإن ولاة أمور المسلمين اليوم هم ولاة للأمريكان وللصهاينة
    ولا نرى خروجاً من أهل السنة لهم ومن الذين آمنوا
    ( أصلحنا ورحمنا الله)


    ومن أصول أهل السنَّة تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين إذا ارتكبوا مخالفة دون الكفر لأمره -صلى الله عليه وسلم- بطاعتهم في غير معصية ما لم يحصل منهم كفر بواحٍ، بخلاف المعتزلة الذين يوجبون الخروج على الأئمة إذا ارتكبوا شيئاً من الكبائر ولو لم يكن كفراً ويعتبرون هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والواقع أن عمل المعتزلة هذا هو أعظم المنكر: لما يترتب عليه من مخاطر عظيمة من الفوضى وفساد الأمر واختلاف الكلمة وتسلط الأعداء.

    أما هذه فما دليلها

    والله ليست من أهل السنة ولا الجماعة ولا الإسلام

    إنما وظفت سياسياً

    وأذكرك بقول أهل السنة:

    حين قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( من رأى في اعوجاجاً فليقومه، فقال له رجل: سنقومك ولو بهذا السيف، فأجابه: الحمد لله الذي جعل في أمة محمد من يقوم عمر ولو بالسيف)






    لك كل الشكر



    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    18
    معدل تقييم المستوى
    0
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة



    ومن أصول أهل السنَّة والجماعة وجوب طاعة ولاة أمور المسلمين ما لم يأمروا بمعصية فإذا أمروا بمعصية فلا تجوز طاعتهم فيها وتبقى طاعتهم بالمعروف في غيرها ، عملاً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء/59].


    فهذا الكلام والله يخرج غالب أهل السنة من إسلامهم لا من سنيتهم فحسب
    وإن ولاة أمور المسلمين اليوم هم ولاة للأمريكان وللصهاينة
    ولا نرى خروجاً من أهل السنة لهم ومن الذين آمنوا
    ( أصلحنا ورحمنا الله)




    اتق الله ولا تتفوه بما لا علم لك به فإن عذاب الله شديد

    تؤدي تعاليم دينك وتقيم شعائره دون أن تمس لك شعرة ولم يجبروك على فعل منكر أو معصية فاتق الله .

    وإن كنت تحصر ولاة أمر المسلمين وما يقومون به في مسائل معينة فهذا *****.

    و أنا أراك تدندن حول الغزو وسيطرة الغرب في أكثر من موضع وكأن هذا البلاء حديث عهد بالمسلمين وكأنه هم ولاة الأمر الوحيد وقد غاب عنك انه منذ فجر الإسلام والأمة تمر بمحطات تكون غالبة أحيانا ومغلوبة في أحيان أخرى . فالله غالب أمره وهو العزيز الحكيم .

    وما ذكر أعلاه أصول قالها الله و وضحها رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يأت بها أخونا من بنيات أفكاره فلا تجادل فيما ليس لك به علم ... " و اعلم أنه لا يشاد الدين أحد إلا غلبه "
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 12/02/2009 الساعة 09:03 AM
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة

    لماذا لا نقول المسلمون بدل ( أهل السنة والجماعة)

    نحن السنة نحن الأمة الإسلامية
    لنبتعد إذن عن هذه التقسيمات التي تزيد القسم وتضر بدين الله أشد الضرر
    خاصة في هذا الوقت من التخلف الفكري والانقسام الطائفي وعبث الساسة بالمذاهب الدينية والخلافات الفكرية ، التي كان كانت يوماً ملحاً في كل مجلس لصغار طلاب العلم

    ولنتكلم باسم دين الله كما نزل وكما عرف
    وكما ثبته الله في كتابه العزيز وقول نبيه صلى الله عليه وسلم

    وأركان الإيمان هي لكل المسلمين ولم يخص الله بها أحداً:

    قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيدا } [النساء: 136].

    وقال عز وجل: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير } [البقرة: 285].

    ‎‎ وقال عز وجل: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين } [البقرة: 177].


    وهذه الأركان علمها جبريل في الحديث الشريف :

    "....قال: يا محمد أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً ) قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره "

    لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإسلام أن تشهد...."
    ولم يقل السنة

    أرجو أن نعرف أن اللفظ في هذا الزمان يأخذ على غير ما خلق له

    لندخل تحت عباءة الإسلام ونتقي كل الشرور




    الأستاذ الفاضل / طارق
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    أعتقد أن مأساتنا الحقيقة لا تكمن فى الأسماء .. بل هى لاتشكل لنا أية مشكلة ، الحقيقة المحزنة فى المسميات ، والخلاف أعمق مما نتصور .. ولا أعتقد أن هناك شيعيا - مثلا - يغضب اذا خاطبته كشيعى .. والفرق والتقسيمات موجودة شئنا أم أبينا .. وقد تنبأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة عام .. والأمثلة كثيرة سأكتفى بذكر واحد منها فقط :
    ذلك المرجع الذى أصدر فتواه الشهيرة بقتل أهل السنة ( كذا بلفظه ) ودعودته الفجة لأشياعه من المتعصبين المغالين الى حمل السلاح فى مواجهتهم .. كيف يمكننا عدّه من أهلها ؟؟ ( الفتوى موجودة وموثقة بالصوت والصورة ) .
    وأسماء الفرق متعارف عليها منذ بداياتها بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم ، ولكل اسم منها سببه ومناسبته التى يضيق المجال لحصرها هنا .. ومصطلح ( أهل السنة والجماعة ) - وهى الفرقة الناجية - التى أخبر عنها نبى الرحمة فى الحديث المشهور ، وهم من على منهجه صلى الله عليه وسلم وصحابته وسلف الأمة الذين اتفقت الأمة على صحة معتقدهم واتباعهم والاقتداء بهم ، والذين نحتاج الى دراستهم وموافقتهم والتعرف على معتقدهم فى عصرنا الذى كثر فيه اللغط والطعن فى الدين .. وهذا المنهج نعرضه لمن يعمل به على اختلاف الزمان والمكان لأنه منهج الفرقة الناجية .



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة

    أما هذه :

    ومن أصول أهل السنَّة والجماعة وجوب طاعة ولاة أمور المسلمين ما لم يأمروا بمعصية فإذا أمروا بمعصية فلا تجوز طاعتهم فيها وتبقى طاعتهم بالمعروف في غيرها ، عملاً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء/59].


    فهذا الكلام والله يخرج غالب أهل السنة من إسلامهم لا من سنيتهم فحسب
    وإن ولاة أمور المسلمين اليوم هم ولاة للأمريكان وللصهاينة
    ولا نرى خروجاً من أهل السنة لهم ومن الذين آمنوا
    ( أصلحنا ورحمنا الله)




    أما هذه فما دليلها

    والله ليست من أهل السنة ولا الجماعة ولا الإسلام

    إنما وظفت سياسياً

    وأذكرك بقول أهل السنة:

    حين قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( من رأى في اعوجاجاً فليقومه، فقال له رجل: سنقومك ولو بهذا السيف، فأجابه: الحمد لله الذي جعل في أمة محمد من يقوم عمر ولو بالسيف)






    لك كل الشكر



    أتفق معكم - أستاذ طارق - تماما فى أن حكام اليوم ليسوا أمثلة تحتذى ..لكن الاتهام بالعمالة والخيانة فى المسألة الوطنية ؛ شأنه شأن الاتهام بالكفر فى الدين .. وكلاهما أمر خطير .. ويحتاج الى دلائل قاطعة وبراهين ساطعة .. ولهما بعد ذلك من التداعيات التى نعرفها .. ولا يجب أن ينبنى على الظن .. أو العلاقات الوقتيية بين أنظمتنا التى تتأرجح بين الضعف والقوة .. ولو صح ذلك عنهم فالاسلام حجة عليهم لا لهم .
    ولعمرى .. انه لركن ركين فى منهجنا .. وأصل نبيل من أصول عقيدتنا .. وهو يحسب للاسلام لا عليه .. ودليل ساطع على سماحته وحفظه لمقدرات الأمة وثرواتها .. وتأكيد على بناء قوة المسلمين وتوحيد صفوفهم فى مواجهة عدوهم .. ( وسوف أفرد لهذا الأصل بحث مستقل أنقل من خلاله آراء العلماء وأقوالهم حوله ) .. وواجبنا الدعاء لولاة الأمور والنصح لهم اذا تيسر ذلك .. والعمل على اصلاح الرعية وتنشئتها حتى يصلح ربنا لنا رعاتنا .


    أما عن استنادك لقول الفاروق - رضى الله عنه - فهذا - فى اعتقادى - لا يخرج عن اطار السمع والطاعة أيضا لولى الأمر .. فلو أمرك الحاكم بتقويمه فلا يسعك حينها الا السمع والطاعة .. ناهيك عن كون الحاكم هنا هو الفاروق .. والرعية هم صحابة النبى صلى الله عليه وسلم وحوارييه ..
    تحياتى وتقديرى لشخصكم الكريم .
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10 الأصل الأول : ( 5 ) الايمان باليوم الآخر 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    الإيمان باليوم الأخر
    ونؤمن باليوم الآخر ، وهو يوم القيامة الذي لا يوم بعده ، حين يبعث الناس أحياء للبقاء : إما في دار النعيم، وإما في دار العذاب الأليم.
    فنؤمن بالبعث وهو إحياء الله تعالى الموتى، حين ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الثانية {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ }الزمر68 فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين، حفاة بلا نعال، عراة بلا ثياب، عرا بلا ختان {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }الأنبياء104
    ونؤمن بصحائف الأعمال تعطى باليمين، أو من وراء الظهور بالشمال : فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ{7} فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً{8} وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً{9} وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ{10} فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً{11} وَيَصْلَى سَعِيراً{12}
    وقال تعالى ( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً{13} اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً{14} ) .
    ونؤمن بالموازين توضع يوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً ] فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ{8} [وقال تعالى( فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ{6} فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ{7} وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ{8} فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ{9} وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ{10} نَارٌ حَامِيَةٌ{11})
    ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله، صلى الله عليه وسلم ، خاصة، يشفع عند الله تعالى بإذنه ليقضي بين عباده، حين يصيبهم من الهم والكرب مالا يطيقون فيذهبون إلى آدم، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى حتى تنتهي إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
    ونؤمن بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها، وهي للنبي، صلى الله عليه وسلم ، وغيره من النبيين، والمؤمنين، والملائكة.
    وبأن الله تعالى يخرج من النار أقواماً من المؤمنين بغير شفاعة، بل بفضله ورحمته.
    ونؤمن بحوض رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من رائحة المسك، طوله شهر، وعرضه شهر، وآنيته كنجوم السماء حسناً وكثرة، يرده المؤمنون من أمته، من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك.
    ونؤمن بالصراط المنصوب على جهنم، يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فيمر أولهم كالبرق، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وأشد الرجال، والنبي، صلى الله عليه وسلم ، قائم على الصراط يقول: "يا رب سلم سلم". حتى تعجز أعمال العباد، فيأتي من يزحف، وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة، تأخذ من أمرت به، فمخدوش ناج، ومكردس في النار.
    ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة ، من أخبار ذلك اليوم وأهواله، أعاننا الله عليها.ونؤمن بشفاعة النبي، صلى الله عليه وسلم ، لأهل الجنة أن يدخلوها. وهي للنبي، صلى الله عليه وسلم ، خاصة.
    ونؤمن بالجنة والنار ، فالجنة دار النعيم، التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين، فيها من النعيم ما لا عين رأت، ولا إذاً سمعت، ولا خطر على قلب بشر {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }السجدة17
    والنار دار العذاب، التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين، فيها من العذاب، والنكال ما لا يخطر على البال {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً }الكهف102
    وهما موجودتان الآن ، ولن تفنيا أبد الآبدين {رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً }الطلاق11 ] إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً{64} خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً{65} يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا }الأحزاب66
    ونشهد بالجنة لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين، أو بالوصف.
    فمن الشهادة بالعين: الشهادة لأبي بكر،وعمر، وعثمان، وعلي، ونحوهم ممن عينهم النبي، صلى الله عليه وسلم.
    ومن الشهادة بالوصف: الشهادة لكل مؤمن، أو تقي.
    ونشهد بالنار لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين، أو بالوصف.
    فمن الشهادة بالعين: الشهادة لأبي لهب، وعمرو بن لحي الخزاعي، ونحوهما.
    ومن الشهادة بالوصف: الشهادة لكل كافر، أو مشرك شركاً أكبر، أو منافق.
    ونؤمن بفتنة القبر ، وهي سؤال الميت في قبره عن ربه، ودينه، ونبيه {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ }إبراهيم27 فيقول المؤمن: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد. وأما الكافر والمنافق فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته.
    ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }النحل32
    ونؤمن بعذاب القبر للظالمين الكافرين {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ }الأنعام93
    والأحاديث في هذا كثيرة معلومة، فعلى المؤمن أن يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة من هذه الأمور الغيبية، وأن لا يعارضها بما يشاهد في الدنيا، فإن أمور الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا لظهور الفرق الكبير بينهما. والله المستعان.
    رد مع اقتباس  
     

  11. #11 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المنعم جبر عيسي مشاهدة المشاركة
    [/size][/font]

    الأستاذ الفاضل / طارق
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    أعتقد أن مأساتنا الحقيقة لا تكمن فى الأسماء .. بل هى لاتشكل لنا أية مشكلة ، الحقيقة المحزنة فى المسميات ، والخلاف أعمق مما نتصور .. ولا أعتقد أن هناك شيعيا - مثلا - يغضب اذا خاطبته كشيعى .. والفرق والتقسيمات موجودة شئنا أم أبينا .. وقد تنبأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة عام .. والأمثلة كثيرة سأكتفى بذكر واحد منها فقط :
    ذلك المرجع الذى أصدر فتواه الشهيرة بقتل أهل السنة ( كذا بلفظه ) ودعودته الفجة لأشياعه من المتعصبين المغالين الى حمل السلاح فى مواجهتهم .. كيف يمكننا عدّه من أهلها ؟؟ ( الفتوى موجودة وموثقة بالصوت والصورة ) .
    وأسماء الفرق متعارف عليها منذ بداياتها بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم ، ولكل اسم منها سببه ومناسبته التى يضيق المجال لحصرها هنا .. ومصطلح ( أهل السنة والجماعة ) - وهى الفرقة الناجية - التى أخبر عنها نبى الرحمة فى الحديث المشهور ، وهم من على منهجه صلى الله عليه وسلم وصحابته وسلف الأمة الذين اتفقت الأمة على صحة معتقدهم واتباعهم والاقتداء بهم ، والذين نحتاج الى دراستهم وموافقتهم والتعرف على معتقدهم فى عصرنا الذى كثر فيه اللغط والطعن فى الدين .. وهذا المنهج نعرضه لمن يعمل به على اختلاف الزمان والمكان لأنه منهج الفرقة الناجية .






    أتفق معكم - أستاذ طارق - تماما فى أن حكام اليوم ليسوا أمثلة تحتذى ..لكن الاتهام بالعمالة والخيانة فى المسألة الوطنية ؛ شأنه شأن الاتهام بالكفر فى الدين .. وكلاهما أمر خطير .. ويحتاج الى دلائل قاطعة وبراهين ساطعة .. ولهما بعد ذلك من التداعيات التى نعرفها .. ولا يجب أن ينبنى على الظن .. أو العلاقات الوقتيية بين أنظمتنا التى تتأرجح بين الضعف والقوة .. ولو صح ذلك عنهم فالاسلام حجة عليهم لا لهم .
    ولعمرى .. انه لركن ركين فى منهجنا .. وأصل نبيل من أصول عقيدتنا .. وهو يحسب للاسلام لا عليه .. ودليل ساطع على سماحته وحفظه لمقدرات الأمة وثرواتها .. وتأكيد على بناء قوة المسلمين وتوحيد صفوفهم فى مواجهة عدوهم .. ( وسوف أفرد لهذا الأصل بحث مستقل أنقل من خلاله آراء العلماء وأقوالهم حوله ) .. وواجبنا الدعاء لولاة الأمور والنصح لهم اذا تيسر ذلك .. والعمل على اصلاح الرعية وتنشئتها حتى يصلح ربنا لنا رعاتنا .



    أما عن استنادك لقول الفاروق - رضى الله عنه - فهذا - فى اعتقادى - لا يخرج عن اطار السمع والطاعة أيضا لولى الأمر .. فلو أمرك الحاكم بتقويمه فلا يسعك حينها الا السمع والطاعة .. ناهيك عن كون الحاكم هنا هو الفاروق .. والرعية هم صحابة النبى صلى الله عليه وسلم وحوارييه ..
    تحياتى وتقديرى لشخصكم الكريم .

    تبدأ كل مشكلة في ما أرى من النقل

    وكلما قلنا في المربد بضرورة عدم النقل ونقل كل المواضيع المنقولة للعوابر
    نتريث بعدها ونقع فيما نقع دائماً من مثل هذه المشاكل:

    نبدأ بأهم نقطة وهي ما تركز في أذهاننا من دوافع للمذهبية وهي ربما أحاديث موضوعة أو منكرة أو فيها اختلاف واضح، أو فهم خاطىء حول نص أو حديث ( طبعاً أنا لا أقصد المشرف الكريم لكن الموضوع عام كلنا واقع فيه):


    والفرق والتقسيمات موجودة شئنا أم أبينا ..وقد تنبأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة عام .. وأسماء الفرق متعارف عليها منذ بداياتها بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم ، ولكل اسم منها سببه ومناسبته التى يضيق المجال لحصرها هنا .. ومصطلح ( أهل السنة والجماعة ) - وهى الفرقة الناجية - التى أخبر عنها نبى الرحمة فى الحديث المشهور ،
    لعلك تقصد هذا الحديث:

    تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة

    أما هذا الحديث فكما إن العقل والمنطق لا يقبل به
    كذلك إليك ما قيل عنه:


    --------------
    حديث مشهور جداً ولكن منكر وليس له أصل وغير محفوظ وفيه من لا يجوز الإحتجاج به


    تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة ، أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم ، فيحلون الحرام ، ويحرمون الحلال
    الراوي: عوف بن مالك - خلاصة الدرجة: منكر - المحدث: يحيى بن معين - المصدر: تاريخ بغداد - الصفحة أو الرقم: 13/309


    تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة . . الحديث
    الراوي: عوف بن مالك - خلاصة الدرجة: منكر ليس له أصل - المحدث: يحيى بن معين - المصدر: تهذيب التهذيب - الصفحة أو الرقم: 10/460

    تفترق أمتي على إحدى وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ، قالوا : من هم ؟ قال : الزنادقة أهل القدر
    الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: غير محفوظ - المحدث: العقيلي - المصدر: لسان الميزان - الصفحة أو الرقم: 3/374

    خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتمارى في شيء من الدين فغضب غضبا شديدا لم يغضب مثله ثم انتهرنا فقال يا أمة محمد لا تهيجوا على أنفسكم وهج النار ثم قال بهذا أمرتكم أو ليس عن هذا نهيتكم أليس قد كان هلك من كان قبلكم بهذا ثم قال ذروا المراء لقلة خيره ذروا المراء فإن نفعه قليل ويهيج العداء بين الإخوان ذروا المراء فإن المراء لا تؤمن فتنته ذروا المراء فإن المراء يورث الشك ويحبط العمل ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري ذروا المراء فإن المماري قد تمت خسارته ذروا المراء فكفاك إثما أن لا تزال مماريا ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة ذروا المراء فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة في وسطها ورياضها وأعلاها لمن يترك المراء وهو صادق ذروا المراء فإن أول ما نهاني عنه ربي عز وجل بعد عبادة الأوثان وشرب الخمر المراء ذروا المراء فإن الشيطان قد أيس أن يعبد ولكنه رضي منكم بالتحريش وهو المراء في الدين ذروا المراء فإن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وسبيعن فرقة وإن أمتي ستفترق على ثلاثة وسبعين فرقة كلهم على الضلالة إلا السواد الأعظم قالوا يا رسول الله وما السواد الأعظم قال ما أنا عليه وأصحابي من لم يمار في دين الله ولم يكفر أحدا من أهل التوحيد بذنب ثم قال إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء قالوا يا رسول الله ومن الغرباء قال الذين يصلحون إذا فسد الناس ولا يمارون في دين الله ولا يكفرون أحدا من أهل التوحيد بذنب
    الراوي: أبو الدرداء و أبو أمامة الباهلي و أنس بن مالك و واثلة بن الأسقع - خلاصة الدرجة: [فيه] كثير بن مروان وهو صاحب حديث المراء منكر الحديث جدا لا يجوز الاحتجاج به - المحدث: ابن حبان - المصدر: المجروحين - الصفحة أو الرقم: 2/230

    تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحلون الحرام ويحرمون الحلال
    الراوي: عوف بن مالك الأشجعي - خلاصة الدرجة: ليس له أصل - المحدث: يحيى بن معين - المصدر: تهذيب الكمال - الصفحة أو الرقم: 19/132

    افترقت بنو إسرائيل على سبعين فرقة وتزيد أمتي عليها فرقة ليس فيها أضر على أمتي من قوم يقيسون الدين برأيهم فيحلون به ما حرم الله ويحرمون به ما أحل الله
    الراوي: عوف بن مالك الأشجعي - خلاصة الدرجة: [ أنكر على نعيم بن حماد ] - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 8/253

    تفترق أمتي على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . قالوا : ومن هم يا رسول الله ؟ قال : الزنادقة وهم أهل القدر
    الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: [فيه] الأبرد بن الأشرس ليس بالمعروف - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 3/516

    والذي نفسي بيده لتفترقن في الحنيفية على ثلاث وسبعين فرقة فيكون اثنتان وسبعون في النار وفرقة في الجنة
    الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: [فيه] مبارك بن سحيم في بعض رواياته مناكير - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 8/27

    إن بني إسرائيل افترقوا على اثنين وسبعين فرقة وإن هذه الأمة تفترق على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة قالوا يا رسول الله ومن تلك الفرقة الواحدة قال الجماعة جماعتكم وأمراؤكم
    الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: [فيه] محمد بن يعقوب بعض أحاديثه فيه إنكار - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 7/361

    تفترق هذه الأمة بضعا وسبعين فرقة شرها فرقة قوم يقيسون الرأي يستحلون به الحرام ويحرمون به الحلال
    الراوي: عوف بن مالك الأشجعي - خلاصة الدرجة: سرقه سويد الأنباري وهو إلى الضعف أقرب - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 4/497

    تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة إني لأعلم أهداها قالوا ما هي يا رسول الله قال الجماعة
    الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: غير محفوظ - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 8/536
    __________________
    رد مع اقتباس  
     

  12. #12 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    وستجد هذا الحديث كثيراً قد ورد دون نهايته :
    افترقت بنو إسرائيل على سبعين فرقة وتزيد أمتي عليها .
    أو :
    ((افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقةً، وتفرّقت النّصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقةً، وتفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقةً)) "

    أي دون كلها في النار إلا واحدة
    وقد تجده خالياً من ذكر اختلاف النصارى
    وستجد تحفظ الدكتور القرضاوي حوله وهذه إشاره له


    وقد ورد في منهاج السنة حوله :



    فإن هذا الحديث إنما يرويه أهل السنة بأسانيد أهل السنة والحديث نفسه ليس في الصحيحين بل قد طعن فيه بعض أهل الحديث كابن حزم وغيره ولكن قد رواه أهل السنن كأبي داود والترمذي وابن ماجه ورواه أهل الأسانيد كالإمام أحمد وغيره )


    (/3/456) منهاج السنة

    ----

    وأما ما قاله الشوكاني في فتح القدير 2/56: أما زيادة: كلها في النار إلا واحدة، فقد ضعفها جماعة من المحدثين بل قال ابن حزم: إنها موضوعة. وكذلك ما نقله زاهد الكوثري عن ابن الوزير أنه قال في كتابه: العواصم والقواصم: إياك أن تغتر. بزيادة: كلها في النار إلا واحدة، فإنها فاسدة ولا يبعد أن تكون من دسيس الملاحدة وقد قال ابن حزم:" إن هذا الحديث لا يصح .
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مقال: أصول اعتقاد أهل السنة في معاملة ولي الأمر
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04/05/2012, 07:03 PM
  2. بعض ممن ألف و رد على ابن تيمية من علماء السنة والجماعة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02/05/2012, 08:23 PM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02/05/2012, 07:33 PM
  4. لزوم ما لا يلزم
    بواسطة الباز في المنتدى الشعر
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 24/02/2008, 06:21 PM
  5. : مَنْ أهل السنة والجماعة ؟ وما أبرز صفاتهم ؟
    بواسطة بلقاسم في المنتدى إسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11/04/2007, 05:38 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •