صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 13 إلى 24 من 24

الموضوع: أصول أهل السنة والجماعة

  1. #13 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,620
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المنعم جبر عيسي مشاهدة المشاركة
    [/size][/font]

    الأستاذ الفاضل / طارق
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    أعتقد أن مأساتنا الحقيقة لا تكمن فى الأسماء .. بل هى لاتشكل لنا أية مشكلة ، الحقيقة المحزنة فى المسميات ، والخلاف أعمق مما نتصور .. ولا أعتقد أن هناك شيعيا - مثلا - يغضب اذا خاطبته كشيعى .. والفرق والتقسيمات موجودة شئنا أم أبينا .. وقد تنبأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة عام .. والأمثلة كثيرة سأكتفى بذكر واحد منها فقط :
    ذلك المرجع الذى أصدر فتواه الشهيرة بقتل أهل السنة ( كذا بلفظه ) ودعودته الفجة لأشياعه من المتعصبين المغالين الى حمل السلاح فى مواجهتهم .. كيف يمكننا عدّه من أهلها ؟؟ ( الفتوى موجودة وموثقة بالصوت والصورة ) .
    وأسماء الفرق متعارف عليها منذ بداياتها بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم ، ولكل اسم منها سببه ومناسبته التى يضيق المجال لحصرها هنا .. ومصطلح ( أهل السنة والجماعة ) - وهى الفرقة الناجية - التى أخبر عنها نبى الرحمة فى الحديث المشهور ، وهم من على منهجه صلى الله عليه وسلم وصحابته وسلف الأمة الذين اتفقت الأمة على صحة معتقدهم واتباعهم والاقتداء بهم ، والذين نحتاج الى دراستهم وموافقتهم والتعرف على معتقدهم فى عصرنا الذى كثر فيه اللغط والطعن فى الدين .. وهذا المنهج نعرضه لمن يعمل به على اختلاف الزمان والمكان لأنه منهج الفرقة الناجية .






    أتفق معكم - أستاذ طارق - تماما فى أن حكام اليوم ليسوا أمثلة تحتذى ..لكن الاتهام بالعمالة والخيانة فى المسألة الوطنية ؛ شأنه شأن الاتهام بالكفر فى الدين .. وكلاهما أمر خطير .. ويحتاج الى دلائل قاطعة وبراهين ساطعة .. ولهما بعد ذلك من التداعيات التى نعرفها .. ولا يجب أن ينبنى على الظن .. أو العلاقات الوقتيية بين أنظمتنا التى تتأرجح بين الضعف والقوة .. ولو صح ذلك عنهم فالاسلام حجة عليهم لا لهم .
    ولعمرى .. انه لركن ركين فى منهجنا .. وأصل نبيل من أصول عقيدتنا .. وهو يحسب للاسلام لا عليه .. ودليل ساطع على سماحته وحفظه لمقدرات الأمة وثرواتها .. وتأكيد على بناء قوة المسلمين وتوحيد صفوفهم فى مواجهة عدوهم .. ( وسوف أفرد لهذا الأصل بحث مستقل أنقل من خلاله آراء العلماء وأقوالهم حوله ) .. وواجبنا الدعاء لولاة الأمور والنصح لهم اذا تيسر ذلك .. والعمل على اصلاح الرعية وتنشئتها حتى يصلح ربنا لنا رعاتنا .



    أما عن استنادك لقول الفاروق - رضى الله عنه - فهذا - فى اعتقادى - لا يخرج عن اطار السمع والطاعة أيضا لولى الأمر .. فلو أمرك الحاكم بتقويمه فلا يسعك حينها الا السمع والطاعة .. ناهيك عن كون الحاكم هنا هو الفاروق .. والرعية هم صحابة النبى صلى الله عليه وسلم وحوارييه ..
    تحياتى وتقديرى لشخصكم الكريم .
    أتابع معك أخي الكريم عبد المنعم بقية التفاصيل:

    ربما لا يختلف اثنان حول ما ذكرت من خطب لقتل أهل السنة وما ابه
    وراجع أرشيف المربد لتر كيف كانت حربنا الإعلامية على من يقتل على الهوية

    لكن بالوقت ذاته كان هناك من يحلل قتل الشيعة

    ونحن كما ننكر على هؤلاء فإنا نتبرأ وننكر على الطرف الثاني

    أما عن الساسة وما أدراك ما الساسة

    وأعجب كيف اتفقت الأنظمة العربية المعتدية على التضامن لتشكيل موساد عربي صهيوني مشترك

    ربما دماء الأطفال في غزة لم تنشف بعد
    لا تظن أني أنطلق من موقف رسمي أو حكومي
    كنا ومازلنا ننادي بتحسين العلاقات العربية التركية لأن تركيا بلد إسلامي وتجمعنا به أواصر قوية تاريخية ومصيرية رغم تباين هذا الموقف مع الموقف الرسمي( وأغلب الشعوب العربية كذلك)

    انظر لموقف الشارع العربي تعرف موقفي

    وعليه فإن هذه الحكومات العربية لا تطعن في وطنيتها

    بل تطعن في دينها وإسلامها

    كم يطعن فينا نحن الشعوب لتخاذلنا في نصرة أهلنا في غزة والعراق والصومال والسودان ...


    رغم ذلك فنحن ندعو لكل الحكام العرب بالصلاح بدون استنثاء وهذه هي تعاليم ديننا

    ولسنا بمحبي سلطة أو نقاتلهم عليها

    بل نريدهم في أماكنهم لكن بشرع الله، ينادون بمطالب شعوبهم لا أكثر ولا أقل

    أنصح دائماً بمعرفة الأمور السياسة
    كي تتضح لنا الصورة ونعرف كيف تستغل المذاهب أبشغ استغلال في تأجيج الخلافات بين المسلمين
    وتثبت الكراسي

    كمثال:

    بالأمس قرأت لأحد الشيوخ فتوى بحرمة الاقتتال في الصومال والدم الصومالي خط احمر

    أين كانت فتاوى هذا الشيخ حين كانت القوات الأمريكية ثم الأثيوبية ثم علامء أمريكا

    نادى هذا الشيخ بعدم الاقتتال مع المنشخ عن المحاكم وهو رئيس الصومال الحالي

    إذا أردت معرفة مقصد هذا الشيخ فاعرف موقف ورضى أمريكا من رئيس الصومال الحالي

    الأمور واضجة جلية

    والاختراقات الأمنية لهذه الجماعات بل عمالة بعضها أصبحت جلية



    إن من الحكمة التبصر في الأمور وعدم حقنها بمزيد من وقود الطائفية

    لأن الغاية هي تأجيجها




    رد مع اقتباس  
     

  2. #14 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,620
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سيد عبدالعظيم مشاهدة المشاركة
    اتق الله ولا تتفوه بما لا علم لك به فإن عذاب الله شديد

    تؤدي تعاليم دينك وتقيم شعائره دون أن تمس لك شعرة ولم يجبروك على فعل منكر أو معصية فاتق الله .

    وإن كنت تحصر ولاة أمر المسلمين وما يقومون به في مسائل معينة فهذا *****.

    و أنا أراك تدندن حول الغزو وسيطرة الغرب في أكثر من موضع وكأن هذا البلاء حديث عهد بالمسلمين وكأنه هم ولاة الأمر الوحيد وقد غاب عنك انه منذ فجر الإسلام والأمة تمر بمحطات تكون غالبة أحيانا ومغلوبة في أحيان أخرى . فالله غالب أمره وهو العزيز الحكيم .

    وما ذكر أعلاه أصول قالها الله و وضحها رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يأت بها أخونا من بنيات أفكاره فلا تجادل فيما ليس لك به علم ... " و اعلم أنه لا يشاد الدين أحد إلا غلبه "
    هناك مثل قديم يقول : رمية من غير رام

    شف يا صديقي
    لا تحمل نفسك وزر غيرك ، ولا تدافع عمن جرمتهم أقوالهم وأفعالهم
    ولا تغلق مفاتيح عقلك
    ولا تدخل نفسك شرور الميتافيزيقيا التي تفسر بها تاريخ الأمة وتبرر خنوعها وذلها وعمالتها

    إن من المصائب التي نزلت بأحوالنا : هي الفلسفة والميتافيزيقيا

    فأنت تبرر واقعنا المخزي بالقياس على أحداث تاريخية ماضية


    لا تقس فأن أول من قاس هو إبليس

    والقياس المقصود هو السىء

    فأنت تقيس واقعاً نصنعه بأيدينا بواقع لا يد لنا فيه ولا نعلم تفاصيله الحقيقية.
    ولعمري إن هذا الارتباك من ارتباك العقل ودخوله في التصنيف الميتافيزقي
    ولعل جل أهل هذه الأمة يعيش لا واقعية عبثية غريبة كالتي تطرح عبر فكرك
    وما كان ذلك إلا من اختلاط آليات التفكير
    ولعمري إن لهذا الاختلاط بواعث .
    وبذلك أنت أجدر الناس أن تأخذ بنصائحك أعلاه

    أما عن أداء تعاليم الدين وشعائره
    فوالله نحن نثمن ذلك ونرفع ونجله ونذكره في كل مجلس
    لكن الحق أجدر أن يتبع
    وأجدر أن يسمع
    وقد قيل قول أشد من قولي لرجل خير من الذين تدافع عنهم:

    فقد قال رجل لعمر بن الخطاب : سنقومك بحد السيف
    فقال عمر رضي الله عنه
    الحمد لله الذي وجد في أمة محمد من يقومني ولو بحد السيف

    وبشكل عام فإن ردي الذي اقتبست يظهر ويتضمن شموله وعمومه على كل المسلمين من أهل السنة


    رد مع اقتباس  
     

  3. #15 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    [quote=طارق شفيق حقي;72848]
    لعلك تقصد هذا الحديث:

    تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة

    أما هذا الحديث فكما إن العقل والمنطق لا يقبل به
    كذلك إليك ما قيل عنه:


    --------------
    حديث مشهور جداً ولكن منكر وليس له أصل وغير محفوظ وفيه من لا يجوز الإحتجاج به


    استاذنا الكريم / طارق
    بورك جهدك .. وأعتذر لتعبك ..
    لكن للحديث طرق أخرى صحيحة وكثيرة .. أذكر لك منها اختصارا :

    ( افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة ، فواحدة في الجنة و سبعين في النار ، و افترقت النصارى على اثنين و سبعين فرقة فواحدة في الجنة و إحدى و سبعين في النار ، و الذي نفسي بيده لتـفـترقن أمتي على ثلاث و سبعين فرقة ، فواحدة في الجنة و ثنتين و سبعين في النار ، قيل يا رسول الله من هم ؟ قال : هم الجماعة )
    الراوي: عوف بن مالك - خلاصة الدرجة: إسناده جيد رجاله ثقات - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1492



    ( افترقــــت اليهود على إحدى أو اثنتين و سبعين فرقة ، و تفرقت النصارى على إحدى أو اثتتين و سبعين فرقة ، و تفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة )
    الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: مخرج في "السلسلة الصحيحة" - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 203


    ( تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة ، والنصارى مثل ذلك ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة )
    الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: شرح الطحاوية - الصفحة أو الرقم: 260

    ( افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة ، وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة )
    الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4596

    تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ) )
    الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3240

    ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم قال الجماعة )
    الراوي: عوف بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3241

    ( إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة )
    الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3242

    ( ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك . وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة ، قال من هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي )
    الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2641

    تحياتى لكم ...
    رد مع اقتباس  
     

  4. #16 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة
    وستجد هذا الحديث كثيراً قد ورد دون نهايته :
    افترقت بنو إسرائيل على سبعين فرقة وتزيد أمتي عليها .
    أو :
    ((افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقةً، وتفرّقت النّصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقةً، وتفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقةً)) "

    أي دون كلها في النار إلا واحدة
    وقد تجده خالياً من ذكر اختلاف النصارى
    وستجد تحفظ الدكتور القرضاوي حوله وهذه إشاره له


    وقد ورد في منهاج السنة حوله :





    (/3/456) منهاج السنة

    ----

    وأما ما قاله الشوكاني في فتح القدير 2/56: أما زيادة: كلها في النار إلا واحدة، فقد ضعفها جماعة من المحدثين بل قال ابن حزم: إنها موضوعة. وكذلك ما نقله زاهد الكوثري عن ابن الوزير أنه قال في كتابه: العواصم والقواصم: إياك أن تغتر. بزيادة: كلها في النار إلا واحدة، فإنها فاسدة ولا يبعد أن تكون من دسيس الملاحدة وقد قال ابن حزم:" إن هذا الحديث لا يصح .

    الكلام عن حكم زيادة الثقة وأنواعها فيه تفصيل ذكره ابن الصلاح في مقدمته، وبين أن منها الزيادة المخالفة المنافية لما رواه سائر الثقات، وحكمها الرد. ومنها زيادة ليس فيها منافاة ومخالفة أصلا لما رواه الثقات وهي مقبولة .. قال ابن الصلاح: وقد ادَّعَى الخطيب فيه (أي في هذا النوع) اتفاق العلماء. انظر مقدمة ابن الصلاح ــ ص 251 من تحقيق الدكتورة عائشة عبد الرحمن ــ رحمها الله تعالى. والزيادة في هذا الحديث من ذلك النوع الثاني فيما سلم من أسانيده مجردا أو بعد الاعتبار، وهي مروية من طرق عن عدد من الصحابة. وأما الطعن في حديث الترمذي وأبي داود الأصل فيؤدي إلى إسقاط هذا الكلام كله؛ فلم يعد معه زيادة على رواية ثقة أصلا، وبذلك يرجع الكلام إلى ترك حديث افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة سواء في ذلك الرواية الأصل من طريق محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، أو الروايات المشتملة على زيادة الحكم بهلاك جميع الفرق إلا واحدة، ولم يقل أحد من أهل العلم: إن البخاري ومسلما ــ رحمهما الله ــ قد استوعبا الصحيح المجرد؛ بله أن يقال: إنهما قد استوعبا المصحح أو المحسن بعد الاعتبار والنظر في تعدد طرقه.
    وقد قال ابن الوزير عن تلك الزيادة في مبدأ كلامه: إنها زيادة فاسدة غير صحيحة القاعدة لا يؤمن أن تكون من دسيس الملاحدة. وأشار بعد ذلك إلى أنها غير ملائمة للكتاب والسنة في الحكم بهلكة أكثر الأمة في النار، على حين تتضافر آي الكتاب وصحاح السنة على بيان أن الله تعالى قد تجاوز لهذه الأمة عن النسيان والخطأ، وأنها خير الأمم ... وهذا الإشكال لا يتعلق بالنظر في أسانيد رواية الحديث؛ لكن بدرايته، وقد دفعه ابن الأمير الصنعاني بأربعة وجوه:

    أولها: القول بجواز أن هذه الفرق المحكوم عليها بالهلاك قليلة العدد، لا يكون مجموعها أكثر من الفرقة الناجية؛ فلا يتم أكثرية الهلاك ولا يَرِدُ الإشكال. ولا يكون ذكر العدد في الحديث لبيان كثرة الهالكين، وإنما هو لبيان اتساع طرق الضلال وشعبها، ووحدة طريق الحق. ونظير ذلك ما ذكره أئمة التفسير في قوله تعالى: ( وأنَّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السـبل فتفرَّق بكم عن سبيله ) (الأنعام/ 153) من أنه جمع السبل المنهي عن اتباعها لبيان شعب طرق الضلال وكثرتها وسعتها، وأفرد سبيل الهدى والحق لوحدته وعدم تعدده.
    وذلك الوجه ــ وإن لم يكن أول ما يتبادر إلى ذهن الناظر في الخبر ــ يناسب فيما أرى ما جاء في روايات الزيادة من بيان الفرقة الناجية بأنها السواد الأعظم، والجماعة، والجماعات.
    وثانيها: أن الحكم على تلك الفرق بالهلاك والكون في النار حكم عليها باعتبار ظاهر أعمالها وتفريطها، كأنه قيل: كلها هالكة باعتبار ظاهر أعمالها محكوم عليها بالهلاك وكونها في النار، ولا ينافي ذلك كونها مرحومة باعتبار آخر من رحمة الله لها وشفاعة نبيها وشفاعة صالحيها لطالحيها. والفرقة الناجية وإن كانت مفتقرة إلى رحمة الله لكنها باعتبار ظاهر أعمالها يحكم لها بالنجاة لإتيانها بما أمرت به وانتهائها عما نهيت عنه.
    وثالثها: أن ذلك الحكم مشروط بعدم عقابها في الدنيا، وقد دل على عقابها في الدنيا حديث «أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة إنما عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل والبلايا».. قال: أخرجه الطبراني في الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان، عن أبي موسى؛ فيكون حديث الافتراق مقيدا بهذا الحديث في قولـه: «كلها هالكة» ما لم تعاقب في الدنيا، لكنها تعاقب في الدنيا فليست بهالكة.
    وحديث أبي موسى الأشعري ــ رضي الله عنه ــ الذي ذكره ابن الأمير صحيح .. أخرجه الإمام أحمد في مسنده ــ 4/ 410 بلفظ «إنما عذابها في الدنيا القتل والبلايا والزلازل». وقال: قال أبو النضر: «بالزلازل والقتل والفتن» . وكرره ص 418. وأخرجه أبو داود في سننه ــ 4/ 105 بلفظ مقارب ليس فيه ذكر البلايا في آخره. وقال الألباني: صحيح. وأخرجه الحاكم في المستدرك ــ 4/ 283، 491 فذكر عذابها في الدنيا بالقتل والزلازل والفتن. وقال في الموضعين: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الحافظ الذهبي في الموضعين وقال في التلخيص: صحيح.
    ورابعها: أن الإشكال في حديث الافتراق إنما نشأ من جعل القضية الحاكمة به وبالهلاك دائمة، بمعنى أن الافتراق في هذه الأمة وهلاك من يهلك منها، دائم مستمر من زمن تكلمه ــ صلى الله عليه وسلم ــ بهذه الجملة إلى قيام الساعة، وبذلك تتحقق أكثرية الهالكين وأقلية الناجين؛ فيتم الإشكال. والحق أن القضية حينية، بمعنى أن ثبوت الافتراق للأمة والهلاك لمن يهلك ثبت في حين من الأحيان، وزمن من الأزمان فحسب. والدليل على ذلك من وجوه منها: قوله: «ستفترق» الدال على الاستقبال لتحلية المضارع بالسين. ومنها: قوله: «ما أنا عليه وأصحابي». فإن أصحابه من مسمى أمته بلا خلاف، وقد حكم عليهم بأنهم أمة واحدة، وأنهم الناجون، وأن من كان على ما هم عليه هم الناجون، فلو جعلنا القضية دائمة من حين التكلم بها؛ للزم أن تكون تلك الفرق كائنة في أصحابه ــ صلى الله عليه وسلم ــ وهلم جرا، وقد صرح الحديث نفسه بخلاف ذلك. فإذا ظهر لك أن الحكم بالافتراق والهلاك إنما هو في حين من الأحيان وزمن من الأزمان؛ لم يلزم أكثرية الهلاك وأقلية الناجين.
    وابن الأمير الصنعاني يرى أن ذلك الحين والزمان هو آخر الدهر الذي وردت الأحاديث بفساده وفشو الباطل فيه وخفاء الحق، وأن القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر؛ فهو الزمان الذي يصبح فيه الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، وهو زمان غربة الدين، وفي الأحاديث الواردة بهذا المعنى في كتب السنة قرائن دالة على أنه زمان كثرة الهالكين وزمان التفرق والتدابر .. راجع ابن الأمير: افتراق الأمة ــ ص 66: 76.
    والله أعلى وأعلم.


    رد مع اقتباس  
     

  5. #17 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,620
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    سلام الله عليك
    أخي الكريم عبد المنعم أول مرة أسمع عن اب الأمير الذي استشهدت به
    ابن الأمير: افتراق الأمة ـ

    ثم لو لاحظت أن الحديث قد ورد بأكثر من صيغة
    صيغة لا تختم ب ( كلها في النار إلا واحدة) وقد قال كثير من العلماء في هذه الخاتمة ومنهم أخيراً الشيخ القرضاوي

    وحديث يختم بها ،ومن رواة هذا الحديث بهذه التتمة هو
    الراوي: عوف بن مالك
    وقد أنكرت كثير من الكتب هذا الحديث كما أوردت


    باعتقادي أن ترك الشبهات أسلم للإنسان المسلم
    وهذه عقيدة المسلم في ترك الشبهات
    وطالما أن هناك شبهة حول صحة هذا الحديث لنأخذ الصحيح

    وهو الوارد بالشكل الأول

    والسؤال ما الغاية من ذلك:
    إن الخاتمة التي يختم بها الحديث كما ورد" كلها في النار إلا واحدة)

    تفسر من كل مذهب بطريقة
    وتأتي على قياس أصحاب المذهب
    سبحانك اللهم

    كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول:
    لو كانت إحدى قدماي في الجنة والأخرى خارجها لما أمنت مكر الله"

    أو بمعنى قوله

    وهذا المنهج هو منهج أهل الصلاح والفلاح
    لا يدّعون أنهم أصحاب الجنان مستنيرين بتفسير ذاتي واشراق نفسي

    هذا النهج هو النهج الصحيح ولن يدخل أحد الجنة بعمله ولا بنسبه ولا بمذهبه
    لن يدخل إلا من رحمه الله
    رد مع اقتباس  
     

  6. #18 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة
    سلام الله عليك
    أخي الكريم عبد المنعم
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
    الحديث صحيح استاذ طارق ...
    واليك آخر ما وصل اليه بحثى :
    صح من حديث أبى هريرة رضى الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتتفرق امتى على ثلاث وسبعين فرقة ) .
    وخرجه الترمذى هكذا.
    وفى رواية أبى داود ، قال : ( افترق اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة ).قال الألبانى.. رحمه الله تعالى:
    ( أخرجه أبو داود والترمذى وابن ماجة وابن حبان والآجرى فى "الشريعة" والحاكم وأحمد وأبو يعلى فى "مسنده" من طرق عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة مرفوعاً به. وقال الترمذى: "حديث حسن صحيح". وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذهبي ) .
    قلت ( أى الألبانى): ( وفيه نظر فإن محمد بن عمرو، فيه كلام ولذلك لم يحتج به مسلم، وإنما روى له متابعة، وهو حسن الحديث، وأما قول الكوثرى فى مقدمة "التبصير فى الدين" (ص5) أنه لا يحتج به إذا لم يتابع، فمن مغالطاته، أو مخالفاته المعروفة، فإن الذى استقر عليه رأى المحدثين من المحققين الذين درسوا أقوال الأئمة المتقدمين فيه أنه حسن الحديث يحتج به، من هؤلاء النووى والذهبى والعسقلانى وغيره. على أن الكوثرى إنما حاول الطعن فى هذا الحديث لظنه أن فيه الزيادة المعروفة بلفظ : (كلها فى النار إلا واحدة) وهو ظن باطل، فإنها لم ترد فى شئ من المصادر التى وقفت عليها من حديث أبى هريرة رضى الله عنه من هذا الوجه عنه ) .
    وقد وردت الزيادة المشار إليها من حديث معاوية رضى الله عنه، وهذا لفظه :
    ( ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون فى النار، وواحدة فى الجنة، وهى الجماعة ) .
    أخرجه أبو داود والدارمى وأحمد وكذا الحاكم والآجرى وابن بطة واللالكائى من طريق صفوان قال : حدثنى أزهر بن عبد الله الهوزنى عن أبى عامر عبد الله بن لحى عن معاوية بن أبى سفيان أنه قام فينا فقال: ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال فذكره. وقال الحاكم وقد ساقه عقب حديث أبى هريرة المتقدم:
    "هذه أسانيد تقام بها الحجة فى تصحيح هذا الحديث". ووافقه الذهبى وقال الحافظ فى "تخريج الكشاف" (ص63): "وإسناده حسن".
    والحديث أورده الحافظ ابن كثير فى تفسيره (1/390) من رواية أحمد، ولم يتكلم على سنده بشىء، ولكنه أشار إلى تقويته بقوله: "وقد ورد هذا الحديث من طرق".
    ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى "المسائل" (83/2) :
    "وهو حديث صحيح مشهور". وصححه أيضاً الشاطبى فى "الاعتصام" (3/3.
    ومن طرق الحديث التى أشار إليها ابن كثير، وفيها الزيادة، ما ذكره الحافظ العراقى فى "تخريج الإحياء" (3/199) قال:
    "رواه الترمذى من حديث عبد الله بن عمرو وحسنه، وأبو داود من حديث معاوية، وابن ماجة من حديث أنس وعوف بن مالك، وأسانيدها جياد".
    قال (الألبانى): قلت: ولحديث أنس طرق كثيرة جداً تَجَمَّعَ عندى منها سبعة، وفيها كلها الزيادة المشار إليها، مع زيادة أخرى يأتى التنبيه عليها.
    فقد تبين بوضوح أن الحديث ثابت لا شك فيه، ولذلك تتابع العلماء خلفاً عن سلف على الاحتجاج به حتى قال الحاكم فى أول كتابه "المستدرك": ( أنه حديث كبير فى الأصول ) ولا أعلم أحداً قد طعن فيه، إلا بعض من لا يعتد بتفرده وشذوذه، أمثال الكوثرى الذى سبق أن أشرنا إلى شئ من تنطعه وتحامله على الطريق الأولى لهذا الحديث، التى ليس فيها الزيادة المتقدمة: "كلها فى النار"، جاهلاً بل متجاهلاً حديث معاوية وأنس على كثرة طرقه عن أنس كما رأيت. وليته لم يقتصر على ذلك، إذن لما التفتنا إليه كثيراً، ولكنه دعم رأيه بالنقل عن بعض الأفاضل، ألا وهو العلامة ابن الوزير اليمنى، وذكر أنه قال فى كتابه: "العواصم والقواصم" ما نصه:
    "إياك أن تغتر بزيادة" كلها فى النار إلا واحدة" فإنها زيادة فاسدة، ولا يبعد أن تكون من دسيس الملاحدة. وقد قال ابن حزم: إن هذا الحديث لا يصح".

    وقفت على هذا التضعيف منذ سنوات. ثم أوقفنى بعض الطلاب فى "الجامعة الإسلامية" على قول الشوكانى فى تفسيره "فتح القدير" (2/56):
    "قال ابن كثير فى تفسيره: وحديث افتراق الأمم إلى بضع وسبعين، مروى من طرق عديدة، قد ذكرناها فى موضع آخر. انتهى. قلت: أما زيادة كونها فى النار إلا واحدة "فقد ضعفها جماعة من المحدثين" (!)، بل قال ابن حزم: إنها موضوعة".
    ولا أدرى من الذين أشار إليهم بقوله: "جماعة ..." فإنى لا أعلم أحداً من المحدِّثين المتقدمين ضعف هذه الزيادة، بل أن الجماعة قد صححوها وقد سبق ذكر أسمائهم، وأما ابن حزم فلا أدرى أين ذكر ذلك ؟! ، وأول ما يتبادر للذهن أنه فى كتابه "الفصل فى الملل والنحل" وقد رجعت إليه، وقلبت مظانه فلم أعثر عليه، ثم إن النقل عنه مختلف، فابن الوزير قال عنه: "لا يصح"، والشوكانى قال عنه: "إنها موضوعة"، وشتان بين النقلين كما لا يخفى، فإن صح ذلك عن ابن حزم، فهو مردود من وجهين:
    الأول: أن النقد العلمى الحديثى قد دل على صحة هذه الزيادة، فلا عبرة بقول من ضعفها.
    والآخر: أن الذين صححوها أكثر وأعلم بالحديث من ابن حزم، لا سيما وهو معروف عند أهل العلم بتشدده فى النقد، فلا ينبغى أن يحتج به إذا تفرد عند عدم المخالفة فكيف إذا خالف؟!

    وأما ابن الوزير، فكلامه الذى نقله الكوثرى يشعر بأنه لم يطعن فى الزيادة من جهة إسنادها، بل من حيث معناها، وما كان كذلك فلا ينبغى الجزم بفساد المعنى لا مكان توجيهه وجهة صالحة ينتفى به الفساد الذى ادعاه. وكيف يستطاع الجزم بفساد معنى حديث تلقاه كبار الأئمة والعلماء من مختلف الطبقات بالقبول وصرحوا بصحته، هذا يكاد يكون مستحيلاً !
    وإن مما يؤيد ما ذكرته أمرين :
    الأول: أن ابن الوزير فى كتاب آخر له قد صحح حديث معاوية هذا، ألا وهو كتابه القيم: "الروض الباسم فى الذب عن سنة أبى القاسم" فقد عقد فيه فصلا خاصاً فى الصحابة الذين طعن فيهم الشيعة وردوا أحاديثهم، ومنهم معاوية رضى الله عنه، فسرد ما له من الأحاديث فى كتب السنة مع الشواهد من طريق جماعة آخرين من الصحابة لم تطعن فيه الشيعة، فكان هذا الحديث منها !
    الأمر الآخر: أن بعض المحققين من العلماء اليمانيين من نقطع أنه وقف على كتب ابن الوزير، ألا وهو الشيخ صالح المقبلى، قد تكلم على هذا الحديث بكلام جيد من جهة ثبوته ومعناه، وقد ذكر فيه أن بعضهم ضعف هذا الحديث فكأنه يشير بذلك إلى ابن الوزير. وأنت إذا تأملت كلامه وجدته يشير إلى أن التضعيف لم يكن من جهة السند، وإنما من قِبَلِ استشكال معناه، وأرى أن أنقل خلاصة كلامه المشار إليه لما فيه من الفوائد. قال رحمه الله تعالى فى "العلم الشامخ فى إيثار الحق على الآباء والمشايخ" (ص414):
    ( حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، رواياته كثيرة يشد بعضها بعضاً بحيث لا يبقى ريبة فى حاصل معناها. (ثم ذكر حديث معاوية هذا، وحديث ابن عمرو ابن العاص الذى أشار إليه الحافظ العراقى وحسنه الترمذى) ثم قال: والإشكال فى قوله: "كلها فى النار إلا ملة"، فمن المعلوم أنهم خير الأمم، وأن المرجو أن يكونوا نصف أهل الجنة، مع أنهم فى سائر الأمم كالشعرة البيضاء فى الثور الأسود حسبما صرحت به الأحاديث، فكيف يتمشى هذا؟ فبعض الناس تكلم فى ضعف هذه الجملة، وقال: هى زيادة غير ثابتة. وبعضهم تأول الكلام. قال: ومن المعلوم أنه ليس المراد من الفرقة الناجية أن لا يقع منها أدنى اختلاف، فإن ذلك قد كان فى فضلاء الصحابة ) .
    ------------------------------------
    المصدر :
    أصول وتاريخ الفرق الاسلامية : للشيخ / مصطفى بن محمد بن مصطفى .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 14/02/2009 الساعة 11:14 AM
    رد مع اقتباس  
     

  7. #19 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    استاذنا الكريم / طارق ..
    السلام علسكم ورحمة الله وبركاته ..
    أشكر لك حضورك الدائم معى ..
    ومناقشتك الهادئة التى أثرت الموضوع .. وتوجيهك الدائم للجميع بضرورة الفهم الصحيح والسليم والبحث المبنى على العلم النافع .. والذى دفعنى الى ضرورة البحث ومواصلة الأطلاع ..
    شكرا جزيلا لك على كل شىء ..
    والى أن تعود الى مربدك .. بين اخوانك وتلاميذك .. أحب أن أواصل ما بدأناه .. بذكر ما يجب أن تكون عليه عقيدة المسلم فى الايمان بالقضاء والقدر .. وهو الركن السادس من أركان الايمان ، فى الأصل الأول من أصول أهل السنة والجماعة ..
    محبتى الدائمة لك .. وتحياتى وتقديرى .
    رد مع اقتباس  
     

  8. #20 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    القضاء والقدر

    والقضاء والقدر ما زال النزاع فيه بين الأمة قديما وحديثا فقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يتنازعون في القدر فنهاهم عن ذلك وأخبر أنه ما أهلك الذين من قبلكم ألا هذا الجدال
    ولكن فتح الله على عباده المؤمنين السلف الصالح الذين سلكوا طريق العدل فيما علموا وفيما قالوا وذلك أن قضاء الله تعالى وقدره من ربوبيته سبحانه وتعالى لخلقه فهو داخل في أحد أقسام التوحيد الثلاثة التي قسم أهل العلم إليها توحيد الله عز وجل :
    القسم الأول : توحيد الألوهية ، وهو إفراد الله تعالى بالعبادة .
    القسم الثاني : توحيد الربوبية وهو إفراد الله تعالى بالخلق والملك والتدبير .
    القسم الثالث : توحيد الأسماء والصفات ، وهو توحيد الله تعالى بأسمائه وصفاته .
    فالأيمان بالقدر هو من ربوبية الله عز وجل ولهذا قال الأمام احمد رحمه الله تعالى : القدر قدرة الله لأنه من قدرته ومن عمومها بلا شك وهو أيضا سرٌ الله تعالى المكتوم الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى .
    مكتوب في اللوح المحفوظ في الكتاب المكنون الذي لا يطٌلع عليه أحد ونحن لا نعلم بما قدّره الله لنا أو علينا أو بما قدَّره الله تعالى في مخلوقاته إلا بعد وقوعه أو الخبر الصادق عنه .
    ان الأمة الإسلامية انقسمت في القدر إلى ثلاثة أقسام :
    القسم الأول : غلوا في إثبات القدر وسلبوا العبد قدرته واختياره وقالوا : أن العبد ليس له قدرة ولا اختيار وإنما هو مسير لا مخير كالشجرة في مهب الريح ، ولم يفرقوا بين فعل العبد الواقع باختياره وبين فعله الواقع بغير اختياره .
    ولا شك أن هؤلاء ضالون لأنه مما يعلم بالضرورة من الدين والعقل والعادة أن الإنسان يفرق بين الفعل الاختياري والفعل الإجباري.
    القسم الثاني : غلوا في إثبات قدرة العبد واختياره حتى نفوا أن يكون الله تعالى مشيئة أو اختيار أو خلق فيما يفعله العبد وزعموا أن العبد مستقل بعمله حتى غلا طائفة منهم فقالوا أن الله تعالى لا يعلم بما يفعله العباد ألا بعد أن يقع منهم وهؤلاء أيضا غلوا وتطرفوا تطرفا عظيما في إثبات قدرة العبد واختياره .
    القسم الثالث: وهم الذين آمنوا فهداهم الله لما اختلف فيه من الحق وهم أهل السنة والجماعة سلكوا في ذلك مسلكاً وسطاً قائماً على الدليل الشرعي وعلى الدليل العقلي وقالوا إن الأفعال التي يحدثها الله تعالى في الكون تنقسم إلى قسمين :
    القسم الأول :
    ما يجريه الله ـ تبارك وتعالى من فعله في مخلوقاته فهذا لا اختيار لأحد فيه كإنزال المطر وإنبات الزرع والإحياء والإماتة والمرض والصحة وغير ذلك من الأمور الكثيرة التي تشاهد في مخلوقات الله تعالى وهذه بلا شك ليس لأحد فيه اختيار وليس لأحد فيها مشيئة وإنما المشيئة فيها لله الواحد القهار .
    القسم الثاني:
    ما تفعله الخلائق كلها من ذوات الإرادة فهذه الأفعال تكون باختيار فاعليها و أرادتهم لان الله تعالى جعل ذلك إليهم قال الله تعالى {لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ }التكوير28 وقال تعالى {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران152 وقال تعالى : ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ( الكهف : 29 ) والإنسان يعرف الفرق بين ما يقع منه باختياره وبين ما يقع منه باضطرار وإجبار
    فالإنسان ينزل من السطح بالسلم نزولاً اختيارياً يعرف انه مختار ولكنه يسقط هاوياً من السطح يعرف انه ليس مختاراً لذلك ويعرف الفرق بين الفعلين وأن الثاني إجبار والأول اختيار وكل إنسان يعرف ذلك .
    وكذلك الإنسان يعرف انه إذا أصيب بمرض سلس البول فإن البول يخرج منه بغير اختياره وإذا كان سليما من هذا المرض فإن البول يخرج منه باختياره .
    ويعرف الفرق بين هذا وهذا ولا أحد ينكر الفرق بينهما . وهكذا جميع ما يقع من العبد يعرف فيه الفرق بين ما يقع اختياراً وبين ما يقع اضطراراً وإجباراً بل إن من رحمة الله عز وجل أن من الأفعال ما هو باختيار العبد ولكن لا يلحقه منه شيء كما في فعل الناسي والنائم ويقول الله تعالى في قصة أصحاب الكهف {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً }الكهف18 وهم الذين يتقلبون ولكن الله تعالى نسب الفعل إليه لان النائم لا اختيار له ولا يؤاخذ بفعله ، فنسب فعله إلى الله عز وجل ويقول صلى الله عليه وسلم ( من نسى وهو صائم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه )
    فنسب هذا الإطعام وهذا الإسقاء إلى الله عز وجل لأن الفعل وقع منه بغير ذكر فكأنه صار بغير اختياره وكلنا يعرف الفرق بين ما يجده الإنسان من ألم بغير اختياره وما يجده من خفة في نفسه أحياناً بغير اختياره ولا يدرى ما سببه وبين أن يكون الألم هذا ناشئاً من فعل هو الذي اكتسبه أو هذا الفرح ناشئاً من شي هو الذي اكتسبه وهذا الأمر ولله الحمد واضح لا غبار عليه .
    إننا لو قلنا بقول الفريق الأول الذين غلوا في إثبات القدر لبطلت الشريعة من أصلها لأن القول بأن فعل العبد ليس له فيه اختيار يلزم من أن لا يحمد على فعل محمود ولا يلام على فعل مذموم لانه في الحقيقة بغير اختيار وارادة منه وعلى هذا فالنتيجة إذن أن الله تبارك وتعالى يكون ـ تعالى عن ذلك علواً كبيراً ـ ظالما لمن عصى إذا عذبه وعاقبه على معصيته ، لأنه عاقبة على أمر لا اختيار له فيه ولا إرادة وهذا بلا شك مخالف للقران صراحة يقول الله تبارك وتعالى وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ{23} أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ{24} مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ{25} الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ{26} قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ{27} قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ{28} مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ{29} [ ق :23- 29 ] .
    فبين سبحانه أن هذا العقاب منه ليس ظلما بل هو كمال العدل لانه قد قدم إليهم بالوعيد وبين لهم الطرق وبين لهم الحق وبين لهم الباطل ولكنهم اختاروا لانفسهم أن يسلكوا طريق الباطل فلم يبق لهم حجة عند الله عز و وجل ولو قلنا بهذا القول الباطل لبطل قول الله تعالى : {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }النساء165 فإن الله تبارك وتعالى نفى أن يكون للناس حجة بعد إرسال الرسل لأنهم قامت عليهم الحجة بذلك فلو كان القدر حجة لهم لكانت هذه الحجة باقية حتى بعد بعث الرسل لان قدر الله تعالى لم يزل ولا يزال موجودا قبل إرسال الرسل وبعد إرسال الرسل أذن فهذا القول تبطله النصوص ويبطله الواقع كما فصلنا بالأمثلة السابقة .
    أما أصحاب القول الثاني فانهم أيضا ترد عليهم النصوص والواقع ذلك لان النصوص صريحة في أن مشيئة الإنسان تابعة لمشيئة الله عز وجل لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ{28} وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ{29} [ التكوير : 28 ، 29 ] {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }القصص68 وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{25} يونس.
    والذين يقولون بهذا القول هم في الحقيقة مبطلون لجانب من جوانب الربوبية وهم أيضا مدعون بان في ملك الله تعالى ما لا يشاء ولا يخلقه والله تبارك وتعالى شاء لكل شي خالق لكل شي مقدر لكل شي وهم أيضا مخالفون لما يعلم بالاضطرار من أن الخلق كله ملك لله عز وجل ذواته وصفاته لا فرق بين الصفة والذات ولا بين المعنى وبين الجسد أذن فالكل لله عز وجل ولا يمكن أن يكون في ملكه ما لا يريد تبارك وتعالى ولكن يبقى علينا إذا كان الأمر راجعا إلى مشيئة الله تبارك وتعالى وأن الأمر كله بيده فما طريق الإنسان أذن وما حيلة الإنسان إذا كان الله تعالى قد قدر عليه أن يضل ولا يهتدي ؟
    فنقول الجواب عن ذلك . أن الله تبارك وتعالى إنما يهدى من كان أهلاً للهداية ، ويضل من كان أهلاً للضلالة ، يقول الله تبارك وتعالى {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }الصف5
    ويقول تعالى {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة13 فبين الله تبارك أن أسباب إضلاله لمن ضل إنما هو بسبب من العبد نفسه ، والعبد كما أسلفنا آنفاً لا يدرى ما قدر الله تعالى له ، لانه لا يعلم بالقدر إلا بعد وقوع المقدور .
    فهو لا يدرى هل قدر الله له أن يكون ضالا أم أن يكون مهتديا ؟ فما باله يسلك طريق الضلال ثم يحتج بان الله تعالى قد أراد له ذلك أفلا يجدر به أن يسلك طريق الهداية ثم يقول أن الله تعالى قد هداني للصراط المستقيم ؟ أيجدر به أن يكون جبريا عند الضلالة وقدريا عند الطاعة كلا لا يليق بالإنسان أن يكون جبريا عند الضلالة والمعصية فإذا ضل أو عصى الله قال هذا أمر قد كتب علي وقدر علي ولا يمكنني أن أخرج عما قضى الله وقدر وإذا كان في جانب الطاعة ووفقه الله للطاعة والهداية زعم أن ذلك منه ثم منّ به على الله وقال أنا أتيت به من عند نفسي فيكون قدريا في جانب الطاعة جبريا في جانب المعصية هذا لا يمكن أبداً فالإنسان في الحقيقة له قدرة وله اختيار وليس باب الهداية بأخفى من باب الرزق وبأخفي من أبواب طلب العلم . والإنسان كما هو معلوم لدى الجميع قد قدر له ما قدر من الرزق ومع ذلك هو يسعى في أسباب الرزق في بلده وخارج بلده يميناً وشمالاً لا يجلس في بيته ويقول إن قدر لي رزق فانه يأتيني ، بل هو يسعى في أسباب الزرق مع أن الرزق نفسه مقرون بالعمل كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم .من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ( أن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم يكون علقه مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد ).
    فهذا الرزق أيضا مكتوب كما أن العمل من صالح أو سيئ مكتوب فما بالك تذهب يمينا وشمالاً وتجوب الأرض والفيافي طلباً لزرق الدنيا ولا تعمل عملا صالحا لطلب رزق الآخرة والفوز بدار النعيم إن البابين واحد ليس بينهما فرق فكما انك تسعى لرزقك وتسعى لحياتك وامتداد أجلك ، فإذا مرضت بمرض ذهبت إلى أقطار الدنيا تريد الطبيب الماهر الذي يداوى مرضك ومع ذلك فإن لك ما قدر من الأجل لا يزيد ولا ينقص ، ولست تعتمد على هذا وتقول أبقى في بيتي مريضاً طريحاً وإن قدر الله لي أن يمتد الأجل امتد . بل نجدك تسعى بكل ما تستطيع من قوة وبحث لتبحث عن الطبيب الذي ترى أنه أقرب الناس إن يقدر الله الشفاء على يديه فلماذا لا يكون عملك في طريق الآخرة وفى العمل الصالح كطريقك فيما تعمل للدنيا ؟ وقد سبق أن قلنا أن القضاء سر مكتوم لا يمكن أن تعلم عنه فأنت الآن بين طريقين طريق يؤدى بك إلى السلامة وإلى الفوز والسعادة والكرامة وطريق يؤدى بك إلى الهلاك والندامة والمهانة وأنت الآن واقف بينهما ومخير ليس أمامك من يمنعك من سلوك طريق اليمين ولا من سلوك طريق الشمال إذا شئت ذهبت إلى هذا وإذا شئت ذهبت إلى هذا فما بالك تسلك الطريق الشمال ثم تقول أنه قد قدر علي آفلا يليق بك أن تسلك طريق اليمين وتقول إنه قد قٌدٌر لي فلو أنك أردت السفر إلى بلد ما وكان أمامك طريقان إحداهما معبد قصير آمن والآخر غير معبد وطويل ومخوف لوجدنا أنك تختار المعبد القصير الآمن ولا تذهب إلى الطريق الذي ليس بمعبد وليس بقصير وليس بآمن هذا في الطريق الحسي إذن فالطريق المعنوي مواز له ولا يختلف عنه أبداً ولكن النفوس والأهواء هي التي تتحكم أحياناً في العقل وتغلب على العقل والمؤمن ينبغي أن يكون عقله غالبا على هواه وإذا حكم عقله فالعقل بالمعنى الصحيح يعقل صاحبه عما يضره ويدخله فيما ينفعه ويسره .
    بهذا تبين لنا أن الإنسان يسير في عمله الاختياري سيراً اختيارياً ليس إجبارياً وأنه كما يسير لعمل دنياه سيراً اختيارياً وهو إن شاء جعل هذه السلعة أو تلك تجارته ، فكذلك أيضا هو في سيره إلى الآخرة يسير سيراً اختيارياً ، بل إن طرق الآخرة أبين بكثير من طرق الدنيا لأن بيّن طرق الآخرة هو الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم . فلابد أن تكون طرق الآخرة أكثر بيانا أجلى وضوحا من طرق الدنيا . ومع ذلك فإن الإنسان يسير في طرق الدنيا التي ليس ضامنا لنتائجها ولكنه يدع طرق الآخرة التي نتائجها مضمونة معلومة لأنها ثابتة بوعد الله و الله تبارك وتعالى لا يخلف الميعاد .
    بعد هذا نقول : إن أهل السنة والجماعة قرروا هذا وجعلوا عقيدتهم ومذهبهم أن الإنسان يفعل باختياره وانه يقول كما يريد ولكن أرادته واختياره تابعان لإرادة الله تبارك وتعالى ومشيئته ثم يؤمن أهل السنة والجماعة بأن مشيئة الله تعالى تابعة لحكمته وأنه سبحانه و تعالى ليس مشيئته مطلقة مجردة ولكنها مشيئة تابعة لحكمته لأن من أسماء الله تعالى الحكيم والحكيم هو الحاكم المحكم الذي يحكم الأشياء كوناً وشرعاً ويحكمها عملاً وصنعاً والله تعالى بحكمته يقدر الهداية لمن أرادها لمن يعلم سبحانه وتعالى انه يريد الحق وأن قلبه على الاستقامة ويقدر الضلالة لمن لم يكن كذلك لمن إذا عرض عليه الإسلام يضيق صدره كأنما يصعد في السماء فان حكمة الله تبارك وتعالى تأبى أن يكون هذا من المهتدين آلا أن يجدد الله له عزماً ويقلب أرادته إلى إرادة أخرى والله تعالى على كل شي قدير ولكن حكمة الله تأبى إلا أن تكون الأسباب مربوطة بها مسبباتها .
    ومراتب القضاء والقدر عند أهل السنة والجماعة
    المرتبة الأولى : العلم وهي أن يؤمن الإنسان أيمانا جازما بأن الله تعالى بكل شي عليم وأنه يعلم ما في السماوات والأرض جملة وتفصيلاً سواء كان ذلك من فعله أو من فعل مخلوقاته وأنه لا يخفى على الله شي في الأرض ولا في السماء .
    المرتبة الثانية : الكتابة وهي أن الله تبارك وتعالى كتب عنده في اللوح المحفوظ مقادير كل شي .وقد جمع الله تعالى بين هاتين المرتبتين في قوله .( آلم تعلم أن الله يعلم ما في السماوات والأرض أن ذلك في كتاب أن ذلك على الله يسير)[الحج :70] فبدأ سبحانه بالعلم وقال إن ذلك في كتاب أي انه مكتوب في اللوح المحفوظ كما جاء به الحديث عن رسوله الله صلى الله عليه وسلم.(إن أول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال رب ماذا اكتب ؟ قال اكتب ما هو كائن فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة )) .
    ولهذا سئل النبي صلى الله عليه وسلم عما نعمله أشي مستقبل أم شي قد قضي وفرغ منه ؟ قال (( انه قد قضى وفرغ منه )) وقال أيضا حين سئل : أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب الأول قال ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ).
    فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل فأنت يا أخي اعمل وأنت ميسر لما خلقت له .
    ثم تلا صلى الله عليه وسلم قوله تعالى : (( فآما من أعطى واتقى (5) وصدق بالحسنى (6) فسنيسره لليسرى (7) وأما من بخل واستغنى (وكذب بالحسنى (9) فسنيسره للعسرى)) [ الليل: 5 ـ 10]
    المرتبة الثالثة : المشيئة وهى أن الله تبارك وتعالى شاء لكل موجود أو معدوم في السماوات أو في الأرض فما وجد موجود إلا بمشيئة الله تعالى وما عدم معدوم إلا بمشيئة الله تعالى وهذا ظاهر في القران الكريم وقد أثبت الله تعالى مشيئته في فعله ومشيئته في فعل العباد فقال الله تعالى : ( لمن شاء منكم أن يستقيم (2 وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) [ التكوير : 28، 29 ] ( ولو شاء ربك ما فعلوه ) [ الأنعام : 112 ] ( ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ) [ البقرة : 253 ] .
    فبين الله تعالى أن فعل الناس كائن بمشيئته وأما فعله تعالى فكثير قال تعالى ( ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها )[ الأنعام :13] وقوله(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ) [ هود 118] إلى آيات كثيرة تثبت المشيئة في فعله تبارك وتعالى فلا يتم الإيمان بالقدر إلا أن نؤمن بأن مشيئة الله عامة لكل موجود أو معدوم فما من معدوم إلا وقد شاء الله تعالى عدمه وما من موجود إلا وقد شاء الله تعالى وجوده ولا يمكن أن يقع شي في السماوات ولا في الأرض إلا بمشيئة الله تعالى .
    المرتبة الرابعة : الخلق أي أن نؤمن بأن الله تعالى خالق كل شي فما من موجود في السماوات والأرض إلا الله خالقه حتى الموت يخلقه الله تبارك وتعالى وان كان هو عدم الحياة يقول الله تعالى : {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }الملك2 فكل شي في السماوات أو في الأرض فإن الله تعالى خالقه لا خالق إلا الله تبارك وتعالى وكلنا يعلم أن ما يقع من فعله سبحانه وتعالى بأنه مخلوق له فالسماوات والأرض والجبال والأنهار والشمس والقمر والنجوم والرياح والإنسان والبهائم كلها مخلوقات الله وكذلك ما يحدث لهذه المخلوقات من صفات وتقلبات أحوال كلها أيضا مخلوقة لله عز وجل .ولكن قد يشكل على الإنسان كيف يصح أن نقول في فعلنا وقولنا الاختياري انه مخلوق لله عز وجل . فنقول نعم يصح أن نقول ذلك لان فعلنا وقولنا ناتج عن أمرين .
    أحدهما : القدرة
    والثاني الإرادة :
    فإذا كان فعل العبد ناتجا عن إرادته وقدرته فان الذي خلق هذه الإرادة وجعل قلب الإنسان قابلاً للإرادة هو الله عز وجل وكذلك الذي خلق فيه القدرة هو الله عز وجل ويخلق السبب التام الذي يتولد عنه المسبب نقول إن خالق السبب التام خالق للمسبب أي أن خالق المؤثر خالق للأثر فوجه كونه تعالى خالقا لفعل العبد أن نقول فعل العبد وقوله ناتج عن أمرين هما :
    1ـ الإرادة
    2ـ القدرة
    فلولا الإرادة لم يفعل ولولا القدرة لم يفعل لأنه إذا أراد وهو عاجز لم يفعل لعجزه عن الفعل وإذا كان قادرا ولم يرد لم يكن الفعل فإذا كان الفعل ناتجا عن إرادة جازمة وقدرة كاملة فالذي خلق الإرادة الجازمة والقدرة الكاملة هو الله وبهذه الطريق عرفنا كيف يمكن أن نقول إن الله تعالى خالق لفعل العبد وألا فالعبد هو الفاعل في الحقيقة فهو المتطهر وهو المصلي وهو المزكي وهو الصائم وهو الحاج وهو المعتمر وهو العاصي وهو المطيع لكن هذه الأفعال كلها كانت ووجدت بإرادة وقدرة مخلوقتين لله عز وجل والأمر ولله الحمد واضح .
    وهذه المراتب الأربع المتقدمة يجب أن تثبت لله عز وجل وهذا لا ينافى أن يضاف الفعل إلى فاعله من ذوى الإرادة .
    كما أننا نقول النار تحرق والذي خلق الإحراق فيها هو الله تعالى بلا شك فليست محرقة بطبيعتها بل هي محرقة بكون الله تعالى جعلها محرقة ولهذا لم تكن النار التي ألقى فيها إبراهيم محرقة لأن الله قال لها {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ }الأنبياء69 فكانت بردا وسلاماً على إبراهيم فالنار بذاتها لا تحرق ولكن الله تعالى خلق فيها قوة الإحراق وقوة الإحراق هي في مقابل فعل العبد كإرادة العبد وقدرته فبالإرادة والقدرة يكون الفعل وبالمادة المحرقة في النار يكون الإحراق فلا فرق بين هذا وهذا ولكن العبد لما كان له إرادة وشعور واختيار وعمل صار الفعل ينسب إليه حقيقة وحكماً وصار مؤاخذا بالمخالفة معاقبا عليها لأنه يفعل باختيار ويدع باختيار .
    وأخيرا نقول : على المؤمن أن يرضى بالله تعالى رباٌ ومن تمام رضاه بالربوبية أن يؤمن بقضاء الله وقدره ويعلم أنه لا فرق في هذا بين الأعمال التي يعملها وبين الأرزاق التي يسعى لها وبين الآجال التي يدافعها ، الكل بابه سواء والكل مكتوب والكل مقدر وكل إنسان ميسر لما خلق الله .
    أسال الله عز وجل أن يجعلنا ممن ييسرون لعمل أهل السعادة وان يكتب لنا الصلاح في الدنيا والآخرة .
    رد مع اقتباس  
     

  9. #21 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,620
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    ولا أدرى من الذين أشار إليهم بقوله: "جماعة ..." فإنى لا أعلم أحداً من المحدِّثين المتقدمين ضعف هذه الزيادة، بل أن الجماعة قد صححوها وقد سبق ذكر أسمائهم، وأما ابن حزم فلا أدرى أين ذكر ذلك ؟! ، وأول ما يتبادر للذهن أنه فى كتابه "الفصل فى الملل والنحل" وقد رجعت إليه، وقلبت مظانه فلم أعثر عليه، ثم إن النقل عنه مختلف، فابن الوزير قال عنه: "لا يصح"، والشوكانى قال عنه: "إنها موضوعة"، وشتان بين النقلين كما لا يخفى، فإن صح ذلك عن ابن حزم، فهو مردود من وجهين
    في نقدنا لهذه المحاكمة الغير العلمية الواردة عن من كتب هذا الكلام
    ولعمري فيه كثير من الاشراق النفسي والبعد عن العلمية في تناول مادة البحث أياً كانت
    فهو يقول لا أدري أين أتى بها
    وكأن لا أدري هذه فيها شك بأصل القول كله، وهذا الكلام ربما لطلاب علم غير مختص أو باحث يظن الظنون

    وهذا غير مناسب في البحث العلمي
    ثم يقارن بين لفظ موضوع وقول ابن حزم لا يصح
    وما وجه المقارنة بين قولين كل منها لعالم
    ثم ناقل هذا الكلام فيما بحث في الشابكة والكلام المنقول له


    يقول فيما معناه: أن الشيخ القرضاوي الذي تناول بشك هذا الحديث وتكلم عن تتمته المذكورة يحتاج ربما لنظارة جديدة

    وفي هذا القدح من هذا الطالب
    طعن في أخلاقه في تهكمه بعالم جليل مثل القرضاوي

    لذلك نرد كل ما قاله ونضرب به عرض الحائط
    ريثما يعيد لذاته احترامها ولخلقه اتزانها


    ونعود لما ذكرت
    فالواضح أن المشكل هو نهاية هذا الحديث

    وقد ضعفها وشكك بها كثر
    وربما صححها البعض
    بذلك ندخل في باب الريبة

    والفصل كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم

    دع ما يريبك إلى ما لا يريبك

    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    رد مع اقتباس  
     

  10. #22 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة


    ثم ناقل هذا الكلام فيما بحث في الشابكة والكلام المنقول له


    يقول فيما معناه: أن الشيخ القرضاوي الذي تناول بشك هذا الحديث وتكلم عن تتمته المذكورة يحتاج ربما لنظارة جديدة


    حاشا لله أن يكون هذا مقصدى ..
    فما قصدت الا البحث عن الحقيقة .. وبلوغها ..
    والفهم الصحيح .. والعقيدة السوية ..
    والخلاف عندنا - بين العلماء - لا يفسد قضية الود .. ولا يخرج عن اطار : ( الكل يؤخذ من قوله ويرد .. الا صاحب هذا القبر .. ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .. ) .. ولا يتجاوز حد الفروع ..
    وأشهد أنى لم أجد فيما قرأت من البحث المذكور ما يطعن فى العلامة الدكتور القرضاوى .. أو يشير اليه .. أو يقدح فى علمه ..
    والا لما نقلت عنه ..
    والله من وراء القصد ..
    رد مع اقتباس  
     

  11. #23 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المنعم جبر عيسي مشاهدة المشاركة
    يثبت لأهميته ...


    يلغى التثبيت ...
    رد مع اقتباس  
     

  12. #24 رد: أصول أهل السنة والجماعة 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,620
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المنعم جبر عيسي مشاهدة المشاركة
    حاشا لله أن يكون هذا مقصدى ..
    فما قصدت الا البحث عن الحقيقة .. وبلوغها ..
    والفهم الصحيح .. والعقيدة السوية ..
    والخلاف عندنا - بين العلماء - لا يفسد قضية الود .. ولا يخرج عن اطار : ( الكل يؤخذ من قوله ويرد .. الا صاحب هذا القبر .. ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .. ) .. ولا يتجاوز حد الفروع ..
    وأشهد أنى لم أجد فيما قرأت من البحث المذكور ما يطعن فى العلامة الدكتور القرضاوى .. أو يشير اليه .. أو يقدح فى علمه ..
    والا لما نقلت عنه ..
    والله من وراء القصد ..

    أخي الكريم عبد المنعم
    أنا بالطبع لا أقصدك فأنت الكريم الطيب

    لكني أقصد من نقلت عنه وقد قرأت فيما قرأت ما كتب ، وكان قد رد في ذات المقال على الشيخ العلامة القرضاوي وقال ما قال

    بالله عليك هل يؤخذ من رجل يتهم العلامة القرضاوي
    ( سأرسل لك الرابط الذي وجدته فيه التطاول)

    ثم نحن نقر باختلاف الرؤى لدى علماء المسلمين ونرى فيه خيراً كثيراً لهذه الأمة
    لكن حين يصبح الرأي يطال الآخر وينكر عليه ندخل في باب الخلاف لا الاختلاف

    من صميم عقيدي أن الإسلام انتصر فكرياً على كل العقائد والأفكار من حوله
    بمعنى لو أخذ فرصة شريفة في أي ساحة لانتصر في أي حوار فكري
    لأنه دين الله وليس من صنع أيدينا نحن الفقراء
    وقد يأتي يوم نتفكه بهذه الخلافات بين العلماء وبين المذاهب

    لكني أقر أن ما أجده في الساحات لهو من باب المراء ونشر المذهبية

    وقد نصح أغلب العلماء في عدم الدخول في هذا الباب
    كما نهى عنه قبلهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم


    لك كل الشكر أخي الكريم عبد المنعم
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مقال: أصول اعتقاد أهل السنة في معاملة ولي الأمر
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04/05/2012, 07:03 PM
  2. بعض ممن ألف و رد على ابن تيمية من علماء السنة والجماعة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02/05/2012, 08:23 PM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02/05/2012, 07:33 PM
  4. لزوم ما لا يلزم
    بواسطة الباز في المنتدى الشعر
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 24/02/2008, 06:21 PM
  5. : مَنْ أهل السنة والجماعة ؟ وما أبرز صفاتهم ؟
    بواسطة بلقاسم في المنتدى إسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11/04/2007, 05:38 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •