شـرس أنت
بقلم
د / آمال محمود كحيل
شرس أنت
وحبك الإعصار والدمار
الجوع والظمأ
والشوق والأرق
وثورة التيار
يثيره النزق
والرعد والرياح
والشوك والجراح
والموت والاحتضار
شرس أنت ولا تني
تمزق الأستار
وتهدم الأسوار
فكيف أنجو يا حبيب ؟
بات الحنين في دمي
كجمرة من نار
وعيونك البحار
الغرق والدوار
التيه والذنوب
وأنا أجدف يائسة
هربًا من الأقدار
أتلمس الشواطئ
أتحسس الرمال
وأهيم في الدروب
أعدو وراء لحظة مجنونة
يا لهفتي اللعينة
_ يا عبث ما أردت _
وقد تأججت المشاعر في فؤادي
فاحترقت
وفي جنون الحب قد سقطت
فكيف لي أختار ؟
شرس أنت وهادرٌ
كالبحر ِ كالطوفان ِ
كالشلال ِ كالبركان
وأصابعك
كأنها الرماحُ والشفتان شهد دافئ
وعيونك التوهان
وأنا ألملم فوق صدرك
كل رغباتي وأخشى
لحظة الذوبان
والنار تزحف في شراييني ولكن
أرفض الإذعان
شرس أنت وغاضبٌ
لأنني أحببتك
ولأنني انسحبت وراء مخاوفي
وخنقت كل عواطفي
وهربت من ربق الحصار
ولأنني أردت أن
يظل حبنا
كالزهرة البيضاء
أنقى من النقاء
فهل تود الرحيل حقاً
أم تؤثر البقاء ؟