قد كنت أنت فأين أنت الآن ؟
بقلم
د / آمال محمود كحيل
أمي إذا جاءت تقول ليَ ابنتي :
أين السبيل ؟
ماذا أجيب وكيف أشبعُ
في حناياها الفضول ؟
كيف أفهمها حقيقةَ
هذه الدنيا اللعوب ؟
كيف أفهمها نوازعَ
هذه النفس الملول ؟
كيف أحميها وقلبي
ملؤه الشك اللعين ؟
أمي إذا أخبرتها
أن المرايا خادعة
أن الحقيقة قد تكون مقنعة
أترى ستجفل أم تراها
لن تصدق ؟
أترى ستسخر بي
وترفض كل منطق ؟
أم أنها
ستشيح عني في نفور وجهها ؟
أم تتهمني بالسذاجة والغباء ؟
وتسير في درب الحياة وخلفها
أشلاء قلب ٍ حطمته يد الشقاء
أمي إذا عادت إليَّ ودمعها
فوق الخدود
ورنت إليَّ بنظرة
تشكو عذابات الوجود
أألومها ؟
أألوم ضعفي من جديد ؟
أأعاتب الأيامَ هل يجدي العتاب ؟
أماه كيف أزيل حيرة قلبها ؟
أماه كيف إذن أخفف ما بها
وأنا التي يا طالما
جدفت في بحر العذاب ؟
وأنا التي زلت وأغراها السراب
وأنا التي ما زلت أغرق في الضباب
أمي إذا لاذت إلى حضني ابنتي
إن عانقتني ذات يوم
كيف أخنق دمعتي ؟
كيف أمنحها السعادة والأمان ؟
كيف أمنحها الشعور بالانتماء
كيف أخبرها بأني ذات يوم
كدت أسقط في دياجير العناء ؟
أن صوتك قد دعاني
فالتفتُّ إلى الوراء
قد كنت أنت فأين أنت الآن يا
معنى الوفاء ؟
قد كنت أنت فأين أنت الآن ؟
في أعلى سماء
قد كنت أنت وويح قلبي
لن يكف عن النداء
