انا رأيتهما معا في لحظات قليلة من حياتي البائسة ولكن كل مرة تحمل معنيا وبتسامة خاطفة تكاد ان لا تراهة ولكن ان امعنت النظر لن تنساها اول مرة كنت رضيعا في حضن امي اقترب منها بهدوء وتلامسا وتبادلا القبل
ونطلق بعيدا وهي مكانها تبكي وتنحني ومرت الايام وانا كبرت قليلا كنت خارجا من المنزل فضبطتهما معا في اجزاء من الثانية اقترب منها
همس في اذنها ونطلق ولكن لم افهم ماالذي جرى كنت صغيرا لا اعرف لما هي حزينة ولا احد يعيرني انتباها ليفهمو ما اقول ومضت الايام والسنين ولكن لم انسا وهي بقيت واقفة تتمايل وتنتظر ان يأتي ليهمس في أذنها قصتا حزينة يخبرها عن البلاد الفارغة والبلاد التي سكنت بغير سكانها وعن اهلها في زكريا واقاربها في يافا وكثيرون من اخوتها موزعون بجانب الطرقات والمنازل ولكنها شامخة لا تشكو ولكن ترى حزنها ان امعنت النظر وتسمع بكائها في الليل العاصف فقط عليك ان تسمع وتوسع افاقك فربما يوجد مثلها في بيتك ولاتعرف ولو كبر حجمها
انا من صغري عشقتها واحببت لونها الاخضر وشخصيتها الشامخة واحساسها العميق اه كم لعبت على اغصانها وكم ضحكت معي رغم الالم
وفي يوم كنت جالسا يشغلني التفكير في نفسي فسمعت تلك الصرخة ركضت خارج المنزل فرأيت نسيم الريح يبتعد وهي تبكي فبكيت لبكائها اخي يركض مسرعا من امامي ضربو غزة قصفو غزة ذهبت للتلفاز واذ بالشهداء يسقطون مثل ورق الخريف وتعلو وجوههم ابتسامة ما اجملها فربما شاهدو الجنة قبل موتهم بقليل هذا ما خطر ببالي ففرحت من خلف الدموع وركضت لشجرتي وسألتها ما نفعل قالت سمعت العرب يعدون العدة فالننتظر انتظرت يوما بعد يوم ولكن الصنوبرة اصبح لونها اصفر فقد عرفت قبلي ولكني ما زلت انتظر فربما.........