الغاشية

الآن حانَ الاختيارُ ولا مفرْ
كنْ للدمِ المِهْراقِ
أم للطائرةْ
للشِلّوِ للطفلِ الممزَّقِ في أتونِ المجزرةْ
أم لاجتراحِ الأمنياتِ الخائرةْ
للمِقصلةْ
أم للحجرْ
بسواعدِ الفتيانِ يجتلبُ المطرْ
كن لانتهابِ الذاكرةْ
والفَتْكِ بالطَلَلِ القتيلْ
أم للهُوّيةِ واحتضانِ المستحيلْ
كن للسماءِ تُطِلُّ تمنحُنا الصفاءْ
أم للجِدارِ يشُقُّ هامتَها ويفترسُ النهارْ
للانفجارِ أمْ الحصارْ
للحكمةِ الصفراءِ تمنحُ قاتليكَ
الحقَّ في سَفْحِ الدماءْ
أم للجنونِ وللتشبُّثِ بالفداءْ
. . . .
يا أيها العربيُّ وَيْكْ
لا زلتَ ترفلُ في الغيابِ
تشُدُّ أستارَ الخبيئةِ بينَ بينْ
تنعي خطيئةََ والديكَ يروعُ قلبُكَ بالوعيدْ
والموتِ لوْ أنْ يأتيَنْ
لا وقتَ لكْ
إذْ لم تبادرْهُ بما ملكتْ يداكْ
. . . .
سقطَ النقابُ ولا مَحيدْ
لتنالَ إحدى الحُسْنَيَيْنْ
أم تستزيدَ من الهوانَ
اخترْ يزيدَ
أوْ الحُسينْ

27 ديسمبر 2008
شعر: أسامة فرحات