وليد جنبلاط ..
ان العلاقه بين سوريا العربيه ولبنان , تأخذ هذه الأيام شكل صراعين مختلفين ..
الاول .. بين الأكثريه السياسيه الحريريه , وبين سوريا , لاسقاط النظام في سوريا ..
الثاني .. بين هذه الاكثريه نفسها , وبين حزب الله , في ما يتعلق بموضوع نزع سلاحه ..
يقود الان هذين الصراعين اعلاميا السيد وليد جنبلاط , في الصراع الثاني , انه صراع يتعلق بالشأن الداخلي اللبناني , ومستقبل هذا الكيان , وربما أعود لاحقا للحديث عنه .
في محاولة اسقاط النظام في سوريا, قال السيد وليد جنبلاط , ان السوريين قتلوا أباه , وهذه حقيقه , ولكنهم قتلوه لأنه أمر ميليشيات الحزب التقدمي الاشتراكي بمهاجمة قوات الجيش العربي السوري العامله في لبنان , لأنها أفشلت مشروعه السياسي والذي على أساسه أشعل الحرب الأهليه اللبنانيه , للوصول الى السلطه ..
والحقيقه ان وليد جنبلاط يعمل مأجورا لصالح المشروع الذي يدعمه صقور الاداره الأمريكيه , في الضغط على النظام السوري وبعد خروجه من لبنان , بدون ان يساعدهم جميعا على نزع سلاح حزب الله , ليساعدهم في الملف العراقي ..
قال السيد وليد جنبلاط , لا يمكن ان يتم اغتيال الحريري بدون معرفة الامن السوري في لبنان , وهذه حقيقه ناقصه , لقد عرف بالأغتيال بعض الامن السوري المتأمر على السلطه في سوريا بما يجب أن يعرف " مشروع الحريري الشرق أوسطي وتداعياته " , أما ان يقول جنبلاط , ان الامن الاسرائيلي لم يكن يعرف بالأغتيال , فهذا كلام يدينه ويدل بوضوح على أرتباطاته الاستخباراتيه , أعتقد أنها الاشاره التي كنت أبحث عنها في موضوع " العينه الصوتيه " , ولننتظر رد حزب الله على هذه النقطه , وبالسياق عينه , قال جنبلاط ان عدو حزب الله اسرائيل , وعدوه نظام سوريا , وهذا يكفينا ..
قال السيد وليد جنبلاط , ان من أعظم رجالات سوريا , الساده " حكمت الشهابي , عبد الحليم خدام , غازي كنعان " , انهم رجالات التآمر في سوريا , واثرياء السلطه , والقاده الحقيقيون لكامل مرحلة الوجود السوري في لبنان ..
انهم المسؤولون المباشرون عن كل ما فعله السوريون في لبنان وبأوامر مباشره منهم , وكانوا جميعا يقبضون الاموال ثم يستثمرونها في لبنان , وشاركوا في نهبه مع شركائهم في السلطه اللبنانيه وعلى رأس الجميع السيد رفيق الحريري , ثم تصاعدت امالهم واحلامهم في مزيد من المال والسلطه , ليقبلوا العمل في مشروع الحريري الشرق أوسطي ومن ثم تداعياته , ليسقطوا جميعا , الواحد تلو الاخر ..
الهدف من الضغط الاعلامي الهائل من لبنان باتجاه سوريا , ليس اسقاط النظام السوري فعليا الان , وانما الساحه البديله للصراع اللبناني الاسرائيلي مع حزب الله في موضوع سلاحه , بحيث يتم تصعدي الموقف واطلاق المواقف الجديده تحت غطاء العداء لسوريا , فقد انتقل السيد وليد جنبلاط وعلى وقع عدائه لسوريا , الى القول ان عدوه النظام السوري وليس اسرائيل , وان الصراع مذهبي بين سوريا والحريري , أي ان السوريون قتلوا الحريري من باب مذهبي , والحقيقه ان الحريري في مشروعه الشرق أوسطي , كان يريد تغيير النظام في سوريا على اساس مذهبي , لينتقل السيد جنبلاط الى القول مواربة على الاقل حتى الان , انه الحلف الشيعي من ايران الى سوريا , وضد الاسلام السنّه , وليس في مواجهة اسرائيل , اذا السلاح في يد حزب الله هو مجرد سلاح شيعي لا أكثر ولا أقل ..
لقد كانت هذه المقابله معدّه باسئلتها واجوبتها ووثائقها وموجهة بالكامل الى السيد حسن الله ..
الغريب أنه ورغم التصريحات الواضحه للأمير طلال بن عبد العزيز , " والد الأمير الوليد " , في مهاجمة السيد وليد جنبلاط مباشرة والعتب الشديد والمعبر لهذا التيار العاقل في الأسرة المالكه السعوديه , على ال الحريري وأتباعهم في لبنان , فان المقابله والاسئله والسيد وليد جنبلاط , لم يشيروا الى كلام الأمير ولو بكلمه .
ما يهمنا من كلام الامير الطيب القلب " طلال بن عبد العزيز " , وبغض النظر مبدئيا عن ما كتبته سابقا عن رأيي في تورط ولده وقائد التيار الامريكي في العائله المالكه السعوديه , الامير بندر , الا ان هذه التصريحات تشير بوضوح الى ان السعوديين لا يريدون اسقاط النظام في سوريا , ولا يريدون ان تستخدم اراضيهم منطلقا لهذه الحمله , ولا يريدون مصطلحات مذهبيه .