كاريكاتير سياسي ..
العظمة والكلب والطوق والرسن ..
من وحي المشهد الغرائبي اللبناني لخطباء 14 شباط 2006 في ساحة " الحرّية " ..
العظم.. .. السيد سمير جعجع .
الكل.. .. السيد وليد جنبلاط .
الطو.. .. السيد سعد الحريري .
الرس.. .. بقية الخطباء " الادباء " .
لنحرّك المشهد قليلا ..
على المسرح الان سبعة عشر كوكبا لا دريّا , مقابل نصب " الحرّية " , المثقوب بمئات الطلقات من ايام الحرب اللبنانية الاهلية " المتجدده " ..
افراد ميليشيات هذه الكواكب السوداء كانت فيما بين جولات الدم , تتدرب على هذا النصب , وفق تغير السيطرة على المنطقة , لقد كان هذا النصب " الرمز " , يشكل النموذج الوحيد الباقي بلا روح على قيد الحياة , من الرموز الصامته للدولة اللبنانية المحتضرة , وكانوا جميعا يريدون " موتهما معا " , في الطريق الى الكانتونات الطائفية .
اسقاط .. لامعقول :
على مدى ثلاثين عاما قدر لهذا " النصب " ان يقتل معنويا وماديا , من ابناء جلدته , ثم قدّر له ان يتسلقه الجميع وان ترفرف فوقه الاعلام الحزبية كلّها , وعندما استراح ورفرف فوقه العلم اللبناني " اخيرا " , كان الموعد مع ..
الرؤيا ..
عظمة تتدلى وتتمايل امام كلب مسعور جائع يثيره المشهد " العظمة " ويفرز لعابه القذر من بين انيابه الملطخة بماضيه , ان ما تعكسه عيناه من وميض " عشق " ونظرة " وله " بالعظمة لا يعبر ولا بأي شكل عن مصير العظمة عندما تقع بين انيابه .
ويمنعه الطوق المشدود حول رقبته , والمصنوع من جلد تمساح امريكي يضرب المثل " بصدق دموعه " , مدموغ عليه توقيع الصانع " نجمة داوود الصدئه " .
يخرج من طوق الكلب , هذا المشدود على رقبة ذلك الكلب , سلسلة نحاسية قديمة مزنجرة مزمجره , كانت يوما معلّقة بجرس يقرع في المدح والتهليل " للسوري " كلما دخل وخرج , ثم خرج نهائيا وأبديا , فكسر الجرس وغيّرت السلسلة مهنتها " اوغيرتها لها " , الى سلسلة تابعة للطوق تساعده من جهة في " رسن " الكلب ومنعه من الوصول الى العظمة , الى حين , اليد التي تدير المشهد كله الان ..
هذا مايشاهده " النصب " وهو يسمع النباح المسعور ..
قد لا يثير اهتمامنا ان نعرف هذه اليد الى من تعود , فتلك ليست قضيتنا , ولكن المهم الان ان نعرف هذا الرمز النصب لو كان ينطق ما الذي كان سيقوله ..
" يا أولاد العاهرااااااااااااااااااااااااا.......... "