أمير عسير يرعى افتتاح فعاليات الملتقى الأدبي الخامس لدول مجلس التعاون
أبها - مريم الجابر:
دشن أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز مساء أمس في مقر نادي أبها الأدبي فعاليات الملتقى الأدبي الخامس لدول مجلس التعاون الخليجي الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية تحت عنوان" المتغيرات في المجتمع الخليجي كما تصورها الأعمال الإبداعية". وقد بدأت الفعاليات بحفل رسمي رعاه أمير المنطقة وبحضور عدد كبير من المثقفين والمثقفات وضيوف الملتقى من داخل المنطقة وخارجها.
وبدأ حفل الافتتاح بكلمة لرئيس نادي أبها الأدبي أنور آل خليل رحب فيها بسمو الأمير والضيوف والمشاركين في الملتقى من داخل وخارج المملكة وتمنى أن يخرج هذا اللقاء بالمأمول منه.
ثم كلمة أخرى لوكيل وزارة الثقافة الإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل، قال فيها: تتشرف وزارة الثقافة والإعلام باستضافة الملتقى الأدبي الخامس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي يأتي في إطار العمل الثقافي المشترك بين الدول، لإتاحة فرص التواصل في مجال النقد والإبداع بين أبناء المنطقة وتعزيز التعارف وفتح مزيد من آفاق التعاون بينهم.
وذكر السبيل أن هذا الملتقى استضاف عددا من الباحثين والباحثات لمناقشات علمية على ضوء المحاور المطروحة وترك لكل منهم حرية الاختيار في الموضوع الذي يتناوله، وذكر أن اختيار مدينة أبها لعقد هذا الملتقى لما تتمتع به من أجواء متميزة وإمكانات متوفرة وأريحية عالية من أهلها مشيدا بدعم سمو أمير منطقة عسير الذي أراد إبراز التعبير الأسمى عن ترحيب أبها بالأشقاء من دول الخليج ودعمه للثقافة والمثقفين كما أشاد بجهود نادي أبها الأدبي في دعم الحراك الثقافي في منطقة عسير.
بعد ذلك كلمة الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي ألقاها ممثل الأمانة نائب الأمين العام المساعد لقطاع شؤون الإنسان والبيئة خالد سالم الغساني،نقل إليهم تحيات الأمين العام لمجلس دول التعاون لدول الخليج العربية الذي أعرب عن اهتمامه بكل تفاصيل الملتقى وشكر وزارة الثقافة والإعلام وعلى رأسها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه على استضافته وإقامته الملتقى في أبها، ثم استعرض الملتقيات الأربعة الماضية .
وقال: نأمل أن تتواصل الدورات القادمة في هذا الاتجاه، بطرح قضايا راهنة ومهمة كما هو الأمر في هذه الدورة التي تعالج قضية حيوية هي المتغيرات في المجتمع الخليجي كما تصورها الأعمال الإبداعية. وأضاف أن هناك العديد من المعوقات التي تجعل من تنفيذ هذه الأنشطة يمر بهذه الكبوات التي تؤخر مشاريعنا الثقافية كثيراً.وختم بأنه على يقين أن أعضاء مجلس التعاون لا يألون جهداً في تشجيع وتفعيل جميع جوانب العمل المشتركة وتقديم الدعم المالي والإداري في سبيل مواصلة المسيرة المباركة التي أرسى دعائمها أصحاب الجلالة والسمو على مدى 28 عاماً.
ثم القي رئيس وفد الإمارات العربية المتحدة سعيد سليم العامري كلمة الدول المشاركة قال فيها: نود أن نعبر عن سعادتنا بالتواجد والمشاركة في هذا الملتقى، ونتقدم بخالص الشكر والتقدير لوزارة الثقافة والإعلام لحسن الاستقبال والإضافة والإعداد والتقديم، وأضاف:ها نحن نلتقي مجددا في هذا الملتقى الأدبي لنواصل مسيرة التعاون بين أبناء دول مجلس التعاون، حيث إن هذه اللقاءات الثقافية متنوعة ومستمرة تساهم بلا شك في إثراء الحركة الثقافية وتعزيز الروابط الأخوية وختم بأهمية إقامة أسابيع ثقافية مختلفة تقام في دول عربية أو أجنبية لما لها من مردود إيجابيي وأثر طيب للتعريف بثقافة وفنون وتراث دول المجلس، كما أنها تساهم في إبراز المدعين وإظهار إنتاجهم الأدبي.
ثم بدأت الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور عبد الله الحيدري و عائشة الشهري في قاعة النساء.
وتحدث في الجلسة من السعودية نايف رشدان من خلال ورقة بعنوان "قراءة في تحولات شخوص القصة الخليجية... قصص الناصر نموذجا" وفي ورقته يخلص رشدان إلى أن بيئة الصحراء هيمنت بشكل كبير على عالم عبد الله الناصر القصصي، بوصفها عالما يتسع لعدد من العوالم التي يتحرك في شساعتها واقعه المتخيل وخياله المعيش.ورأى رشدان أن "بيئة الصحراء تتجاذب الناصر ليس عندما يكتب في مساحات برية فحسب، بل حتى عندما يكتب عن الريف والمدينة، نجد شيئا ما يجذب هذا الرجل إلى ذلك العالم المتسع فتراه يتحدث عن العصفور في الريف ويستدعي معه واحات الصحراء... يستدعي معه الأرض القاحلة".
ويتابع "في مشهد وجودي يعيد لنا الناصر صياغة روح الحياة البكر، ثم نجده فجأة يداهمه شيء يجعله ينصرف عن ذلك السرد الوجودي، وعن ذلك السرد الرومانسي إلى عذابات الإنسان المفاجئة، فإذا بالحنين والوله يتحول إلى فجيعة وألم".أما الدكتورة آسية بوعلي (مستشارة الثقافة والعلوم الإنسانية بمجلس البحث العلمي في سلطنة عمان)، فخصصت ورقتها للحديث عن "أثر العوامل الاجتماعية على موضوعات الرواية الخليجية"، حيث أخذت الرواية السعودية والكويتية والعمانية نموذجا لهذه الدراسة. وركزت في حديثها عن الرواية السعودية على "قضايا المرأة" في الرواية على الرغم من تأكيدها أنها "لا ترتاح" لتقسيم الأدب إلى أدب نسائي وأدب رجالي.ورأت بوعلي في هذا السياق أن التجربة الروائية النسائية في السعودية "بدأت في إرهاصاتها الأولى متصالحة مع المجتمع متسقة مع رؤاه الإصلاحية الدينية، وعلى عكس ذلك فقد أتى الخطاب الروائي النسائي المنشور بعد عام 2000 خطابا يرصد الواقع في جرأة ويخترقه بالكشف عن المسكوت عنه, ويقتحم التابو بضمير الغائب تارة وبصيغة بوح وسيرة شخصية تارة أخرى، وهو ما أكسبها شهرة واسعة خصوصا أن معظمها نشر في دور خارجية".
أما الرواية الكويتية فترى الباحثة أنها وصفت "الشعور بالقمع والإذلال من خلال سياق واقعي وآخر نفسي وثالث رمزي". وعن الرواية النسائية في عمان وأضافت بوعلي أن بعض ما كتبته الروائيات العمانيات "يصر على الخروج بالوضع الشائك للمرأة خارج الآنية الحالية"
يذكر أن فعاليات الملتقى ستتواصل اليوم بجلستين: الأولى تنطلق الساعة الخامسة والنصف عصرا ويتحدث فيها الدكتور حسن مدن من البحرين إلى جانب أميرة الزهراني التي ستلقي ورقة بعنوان "حساسية التحولات الاقتصادية في القصة القصيرة الخليجية" ويدير هذه الجلسة علي فايع وهيلة فنيس.وفي الجلسة الثانية التي تنطلق في الساعة السابعة مساء تلقي الدكتورة هدى النعيمي من قطر ورقة بعنوان "المتغيرات السياسية والاجتماعية في الخليج ودورها في صقل الأجناس الأدبية الجديدة"، ثم ورقة للدكتور مرسل العجمي من الكويت بعنوان "التغير الأخطر والرواية الأطول" كذلك تلقى الدكتور آمنة بوشهاب ورقة عن أحد محاور الملتقى ويدير الجلسة عبد القادر عقيل وعائشة الدرمكية. أما يوم الأربعاء فخصصت جلستاه المسائيتان لممثلي الدول الذين سيتحدثون في عنوان الملتقى.
يذكر أن آخر ملتقى أدبي خليجي لمجلس التعاون أقيم عام 1995 في دولة الكويت تحت عنوان "حول النقد الأدبي" وسبقه ملتقى "عن الشعر" في عمان عام 1994، وملتقى "حول التمثيلية الإذاعية والتلفزيونية" في الإمارات عام 1991، وملتقى "القصة القصيرة" في الكويت عام 1989.
المصدر