المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم خليل الضاني
كان حارسا مخزن الذخيرة يحتسيان الشاي ويتجاذبان أطراف الحديث عندما سمعا طلقة نارية مزقت سكون الليل .
انتفض أحدهما مذعورا وطفق يتلّفت حوله ويهذي :
أين بندقيتي ؟؟ ! .
رشف رفيقه رشفة من كأسه وقال وهو يحك رأسه :
أنت لم تكن تحمل بندقية ! .
طلقتان .. ثلاث .. أربع ... بد أ أزيز الرصاص يزداد كثافة مصحوبا بصراخ وهتافات ، عندئذ ركض الحارس صوب إحدى الصناديق المكسوة بالغبار وأخرج منها بندقية وعبّأها بالرصاص .
صرخ في وجه رفيقه بحنق وذهول :
قم .. ساعدني ، إنهم يهجمون علينا... سيقتلوننا .
ابتسم رفيقه بفتور وأكمل ارتشاف الشاي قائلا :
اهدأ يا صديقي ، لا داعي للسلاح . سنتفاهم معهم .
ـ نتفاهم معهم ! . إنهم يقتحمون المخزن ! .
وضع الحارس فوهة بندقيته في ثقب أسفل باب المخزن وأمطرهم بوابل من الرصاص إلا أن الرصاص كان ينهمر على أجسادهم دون أن يصيبهم بأذى .
صرخ الحارس مغتاظا :
تباً لك ! . إنه رصاص قديم نافق . هيا انهض وائتني بأحدث ذخيرة لدينا ، ماذا تنتظر ؟ ! .
ـ قلت لك سنتفاهم معهم .
صوّب الحارس بندقيته باتجاه رفيقه وأطلق عليه رصاصة فأرداه قتيلا .
المبدعة مريم الضاني
بالسرد السلس الذي عودتنا عليه
وباللغة المنهمرة التي تنظمها حروفك على الدوام
أشعلتِ في منحنيات الحروف لغة الخيانة والغدر
فشبّتْ في أعماقنا آهات بدر شاكر السياب وهو يصيح
أيخون إنسان بلاده ....!؟
نعم يا سياب هناك من يخون
وإلا كيف نفسر تيقن العدو الصهيوني من قال الشهيد سعيد صيام
وقبله المناضل الكبير نزار ريان
وقبل ذلك بكثير يحي عياش
العدو لم يقتل هؤلاء الأبطال
ولكن الخيانة هي التي قتلتهم
تماما كالقضية الفلسطينية ذاتها
ما كان لها أن تضل في دوامتها بين القتل والتشريد ستين عاما
وهي تراوح مكانها
إلا بفعل الخيانة بمستوياتها المتعددة والمتشعبة
لكن رغم ذلك
فإن المقاومة البطلة ستمضي على الطريق
وستكبر بأبنائها الميامين
وتتوهج كلما ازدادت تضحياتهم
وستنتصر على الدوام
ذلك أنها هي الخيار الأول والأخير
رغم أنف كل مؤتمرات القمة العربية
وانحدار بياناتها إلى الحضيض
شكرا لك مريم
وتحياتي