لقاء في الربيع
فتاتي
اختارت
في الربيع
شروق الشمس
واختارت
كذلك في المساء
فمهد الربيع
هو مسقط رأسي
وعيون الليل
ساحاتها جوفاء
لم الغرق
في بحور التهكم
وسرقة لحظاتنا
أمست كالمومياء
تفاجئنا الأقدار
فنعود أدراجنا
مسرعين
نحو العزلة
بصمت يحوم
في تحر الانتهاء
* * *
كلهم عرفوا
بجنون حبي
والأمل يتلاشى
برياح الأحباء
* * *
من إرث الماضي
وهلوسات المنجمين
إليك أرنو
رافضا كل الزهرة
من وجد سكرها
فتشك في أمرها
وتترك جسدي منهارا
صقر أنا
صقر أنا
الصيد هوايتي
والجبال ملاذي
وقوسي
عيون ظمأى
اتهموني بسكر الخمر
و وحيدا
في البراري
شردوني
ولفوني كسيجارة
منهمكة
من شفاه حيرانة
آه ...آه...
لم حقولي أمست
بخيلة
تتوق لعشق سخي
بأرق اليمامة
تتوه زفراتي
كفتى الأدغال
فتقترب مني
كخيال السنديان
فتفتقد روحي عبقها
وتتلاشى المثل
في كل الفصول
و تخترق الوديان
* * *
عبرت الجداول
وانتقلت
من شجرة الليمون
إلى الزيتون
كما الفراشة
من زهرة لزهرة
ومن زمن الإنس
إلى كهوف الجان
* * *
وفي الشتاء
تذكرت كلمات قائمة
عن رجل حزين
يرتشف
قطران الماء
حزينا هزيلا
بسهم الانفصال
في حجرة
بقرب صخرة
أمام نخيل
يمتد نحو العلا
إلى غيمة تمطر
جمراتها
فتشوي ذاك الوجدان
رغم نداءاتي
توحي سفن الألم
عن اقتراب الأجل
فأغط في بحر الكتمان
أغسل وجهي بماء النبع
من شلالين
معطاءين
فأسبق المكان و الزمان
هو الدخان
يرافقني
وتجف الدماء
في الشرايين
فيصارع قدري
طيف حبيبة
على بساط الأكفان
وأخلد في قبري
أسافر بعيدا
علّني ألقى الأمان....
