تلُمني بعدما رحلتَ
وجعلتَ قلبي بين الناسِ مهزوماً
تائهاً.. عاجزاً عن السعادةِ دوما...ً
لا..لا تلُمني يا عزيزاً كنتَ زمانَ,
لا تكلمني عن الشوقِ و الهمِ و الحرمانَ,
عن عاطفةٍ ..عن حبٍ في قلبي كانَ,
لأنك من أختار البعدَ و الهجرانَ,
تأتي إليَّ لتُعذبني و تنسى بأنني إنسانة,
تنسى قلبي الذي كم من أجلكَ عانى,
رحلتَ ... رحلتَ عني
وظلَ حبكَ ينبضُ في قلبي
وصورتكَ تراوضني في كلِ دربِ
لكنكَ نسيتني و تركتني أتعذب في كلَ حين.
و أنادي : يا ربِ أسألكَ بقلبي الحزين.
أين حبيبي... أين حبيبي؟
أرحل بعيداً و ضيعته السنين؟.
أهو معذبٌ و بأسمي ينادي و يستعين؟.
أم رحل و نسيني و أضاع عنونَ الحب و الحنين؟.
لا..لا يا حبيباً كنتَ زمانَ.
لا.. لا تلُمني
وعن الشوق لا تكلمني
عذبتني برحيلكَ و تأتي ألان لتُعَاتِبَني
بعدما جعلتَ عينايَّ تنزفُ دمعاً
و أُذُنايَّ تنتظرُ من صوتكَ سمعاً
كفاكَ ... كفاكَ تجريحاً بي
و قول أنتِ من سعيتِ لهجري
بكلامكِ القاسي
و تصرفكِ المُبين بقلبكِ الناسي
لا ... لا تلُمني ...
وعن الشوق لا تكلمني
فأنت من اختارَ الرحيلَ..
وترك قلبي بين الناس ذليلَ..
وأذبلَ الزهرٍ الجميلَ..
أرحل ... أرحل
يا من تخيلتُ داري بكَ يكتملُ...
يا من رسمتَ لي عالماً للعشاقِ يبتهلُ...
يامن كانت عينايَّ برؤيتكَ تكتحلُ...
كفاكَ لوماً فقلبي ما عادَ يحتملُ...
لأنك من بدأ بيننا الخصامَ و الزعلْ....
من جعلني من الناسِ مهزومةً بما فعلْ....
ضعيفةً بعدما كنتُ كصخرٍ في أعالي الجبلْ....
فلا ..لا تلُمني أ مِن اللومِ لم تمُلْ.؟!..
لأنني لن أرجع إليكَ بالفعلْ....
وجرحكَ باقٍ .. وعن قلبي لن يزلْ....
حتى الدموع التي نزلتْ من أجلكَ ستظلُ للأجلْ....
فأرجع حيثما عُدتَ و أنسى ما بيننا حصلْ ....
و أبحث عن حبيبةً تسمعُ منكَ كلَ ما تْقُلْ....
لكنني سأحتفظ بكبريائي ما دام جسدي يظلْ....
و سأنسى ما مريتُ بهِ من حزنٍ وهمٍ و فشلْ....
لتنمو السعادةُ في داخلي و ليبدأ الأمل....
فأرحل .. ارحل و لا تعُد إليَّ ملاماً
من حبيبٍ لا يتقنُ فنَ الغزلْ....
لا يعرف الخداعَ و النكران و يملأُ وجههُ الخجلْ....
لأنني حينها سألومكَ وأقول مات الحب و رحلْ....
لأنني حقاً سألومكَ و أقول الحب ماتَ و رحلْ....

نارين شيخ شمو