وداعاً صديقي
كلمات في رثاء المغفور له بإذنه تعالى الشاعر الدكتور خالد البرادعي
شعر الدكتور مانع سعيد العتيبة ـ جنيف 14/12/2008
أحقاً مضـيتَ أخـيراً صـديـقي
وهل خـبـرُ الموتِ هذا حقـيقي
أُكـذَبُ سَـمعي وأَمـنَعُ دَمـعي
فلا يطفئُ الشكَ نــارَ الحريـقِ
مَضى عنكَ أوفى صـديقٍ فَصَدِّق
وقـل يا دُموعَ العيونِ اسـتَفيقي
أخـالدُ لا أسـتـطيعُ الرثـــاءَ
ثقـيلٌ هو اليَّومَ هَـمي وضـيقي
فقد كُنتَ في عَتـمتي كالـسِّـراجِ
وفي الشِّعرِ كُنتَ رفيـقَ الطّـريقِ
تَهـزُّ القلـوبَ بشـعرٍ رصـيـنٍ
تَشـعُّ الحـروفَ بهِ كالـبُـروقِ
ويبـرودُ كانت لديـكَ عَـروسـاً
تَصونُ هَـواهـا بِعـهدٍ وَثـيـقِ
هيَ اليومَ تبكي غـيابَ الحبـيبِ
وهَمسةِ حَرفِ المحِـبِّ الرَّقـيق
أيبرودُ يبرود يا سـفرَ عـشـقٍ
لِخـالدَ. رِفـقاً بِذاك العـشـيقِ
ولا تُغـرقي بالدمـوعِ الحروفَ
فما عـاد مِن مُنـقِذٍ للغَـريـقِ
وليسَ لدينا سِوى الصَّـبرِ حتى
يَتِم الـشـفـاءُ لِجُرحٍ عَمـيقِ
ويا شِعرُ يا شِعرُ صَبراً جَمـيلاً
على فَقدِ فـارسِ إرثٍ عريـقِ
فقد كان صَوتـاً شُجاعاً لِحَرفٍ
غَــنيٍّ قـَويٍّ طَلِيٍّي أنيـقِ
دَواوينُـهُ سَـوفَ تَبقى تُراثـاً
لِجـيلٍ جَـديدٍ وَفـيٍّ صَـدوقِ
سَـنَقرأُهـا مِن جَـديـدٍ لِنَمحو
دُموعَ الأسى أو جَفاف الحُـلوق
أخـالِدُ كُنتَ الرَّفـيـقَ لِـدَربي
وَمَا أصعَبَ الدَّربَ دون الرَّفـيقِ
رَحَلتَ إلى الحَـقِّ رَبّ الوجـودِ
إلى الله حـافـظَ كل الحـقـوقِ
وما عُدتَ تَشكو جُحودَ الصَّديـقِ
وَظُـلمَ الحَبـيب وجورَ الشـقيقِ
أخـيراً وَصَـلـتَ لِراحـةِ روحٍ
ولله عُــدتَ كَـطـيرٍ طَـلـيقِ
وَداعـاً يَقولُ فـؤادي المـحِـب
وَداعـاً وَداعـاً وَداعـاً صَـديقي