النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الرجلان حضرا ( أو ) حضروا !

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1 الرجلان حضرا ( أو ) حضروا ! 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    تعود الأسماء في أي لغة ؛ إلي بداية الزمن الذي نشأت فيه ، بل إن الأسماء هي أول ما يظهر في أي لغة ، ومن الأسماء أو بعدها تنشأ الأنواع الأخري من الكلمات فيها .. وبنشوء الأسماء ينشأ ما ينوب عنها في الكلام كالضمائر ، ومثلها أسماء الإشارة ، والأسماء الموصولة ، وكل علامة لسانية تدل عليها ، سواء من حيث دلالتها علي العدد ( المفرد والجمع ) ، أو من حيث دلالتها علي الجنس ( المذكر والمؤنث ) .
    وإذا درسنا الأسماء من حيث دلالتها علي العدد ؛ نجد أنها في لغتنا العربية الفصيحة ؛ تختلف عما هي عليه في سائر اللغات المعروفة قديمة وحديثة ، فالأسم في فصيحتنا إما مفرد أو مثني أو جمع ، والإسم في عامة اللغات - غالبا - إما مفرد وإما جمع ، وإذا وجدت في قليل منها آثار للتثنية فهي لا تتسع ولا تطرد في كل الأسماء وما ينوب عنها ، كما في لغتنا الفصيحة .
    فالقاعدة العامة في اللغات ؛ هي أن الأسماء في دلالتها العددية إما أن تدل علي الإفراد أو الجمع ، كذلك ما ينوب عنها ، والقاعدة الخاصة بلغتنا الفصيحة ؛ هي أن هذه الأسماء وما ينوب عنها ذات أحوال ثلاثة : الإفراد والتثنية والجمع ، وهذه بعض الأمثلة :
    * هذا هو الشاعر الذي فاز بالتقدير .
    * هذان هما الشاعران اللذان فازا بالتقدير .
    * هؤلاء هم الشعراء الذين فازوا بالتقدير .
    وهذا ما نقوله حين نقتصر علي حالات التذكير ، فإذا أردنا استيعاب حالات التأنيث أيضا قلنا :
    * هذه هي الشاعرة التي فازت بالتقدير .
    * هاتان هما الشاعرتان اللتان فازتا بالتقدير .
    * هؤلاء هن الشاعرات اللواتي فزن بالتقدير .
    وندع هنا دلالة الجنس من تذكير وتأنيث ، ونحصر كلامنا في دلالة العدد : إفرادا وتثنية وجمعا .
    فالملاحظ في الجمل السابقة ؛ أن حالة التثنية واضحة متميزة في الإسم أو الوصف ، وفي الضمير واسم الإشارة والإسم الموصول ، ثم في ألف الأثنين الملحقة بالفعل ، الدالة علي التثنية . ( ١ )
    ولغتنا الفصيحة لا تخرج في التثنية عن قاعدتها الخاصة بها إلي القاعدة العامة بين سائر اللغات إلا نادرا ، والشرط في هذه الندرة أو هذا التوسع هو أمن اللبس عند السامع اعتمادا علي فهمه ، وذلك حين يوحي إليه المقام بالمقصود ، وكثيرا ما يعتمد الفصحاء علي فهم السامع في مثل هذه الحالة ، إذ لا خوف من اللبس أو الخفاء ، فيقول العربي الفصيح أحيانا : " محمد وعلي حضروا " بدلا من أن يقول : " حضرا " ، وقد يحدث هذا في الفصيحة أحيانا وهو تعبير صحيح ، وقلما يلتفت إليه مع أنه من سنن العربية ، ولهذا يدهش من يفاجأ به إذا لم ينتبه سريعا إليه ، وقد يظنه خطأ أو لحنا .. ومن ذلك ما ذكر من أن الشعبي كان يتحدث في مجلس عبد الملك بن مروان ، فقال : " رجلان جاءوني " فقال له الخليفة " لحنت يا شعبي " فقال الشعبي : " يا أمير المؤمنين ، لم ألحن ، مع قول الله تعالي : { هذان خصمان اختصموا في ربهم } ( ٢ ) فقال عبد الملك : " لله درك يا فقيه العراقيين ، قد شفيت وكفيت " .
    ومثل هذا قليل ، ومنه قول الله تعالي : { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما . فإن بغت احداهما علي الأخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفئ إلي أمر الله } . ( ٣ )
    وقوله تعالي : { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما } ( ٤ ) ولم يقل " يديهما " مع أن هذا هو المقصود ، لأن السارق لا تقطع له في سرقة واحدة إلا يد واحدة .
    وقوله تعالي في خطاب زوجتين من زوجات الرسول صلي الله عليه وسلم : { إن تتوبا إلي الله فقد صغت قلوبكما } ( ٥ ) أي مالت ، ولم يقل " قلباكما " ولكل منهما قلب واحد ، إذ : { ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه } ( ٦ ) ولا لامرأة .
    وتذكر كتب السيرة ، قصة هجرة النبي صلي الله عليه وسلم مع صاحبه ومولاه عامر بن فهيرة ، وفي الطريق إلي المدينة نزلوا خيمة أم معبد فاستضافتهم ، ولما عاد زوجها أخبرته بقصة ضيوفها ، فقالت في وصف بارع للنبي وصحبه : " غصن بين غصنين ، فهو أنضر الثلاثة ، له رفقاء يحفون به ، إن قال أنصتوا لقوله ، وإن أمر تبادروا إلي أمره " فقال زوجها : " هذا صاحب قريش " .. فهي بعد قولها : " غصن بين غصنين ، فهو أنضر الثلاثة " لم تقل : " له رفيقان يحفان به ، إن قال أنصتا لقوله ، وإن أمر تبادرا إلي أمره " .
    معاملة المثني كالمفرد :
    وقد يعامل المثني في العربية معاملة المفرد ، إذا كان الإثنان يقومان بعمل واحد .. كالعينين والأذنين واليدين ، فنقول : عيناي أبصرت شبحا ، وأذناي سمعت غناء ، ويداي أمسكت كتابا .
    وقريب من ذلك أن يذكر شيئان ؛ ثم يعاد الضمير علي أحدهما ، مع أن المقصود هو الشيئان ، ومن ذلك قول الله تعالي { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا اليها وتركوك قائما } ( ٧ ) ، فعاد الضمير إلي التجارة ، مع أن " اللهو " مقصود أيضا .. ومثل قول الله تعالي { والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم } ( ٨ ) ، والمقصود الذهب والفضة .. ومثل قوله تعالي : { والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين } ( ٩ ) ، والمقصود " أن يرضوهما " .
    * * * * *
    المصدر :
    ( أضواء علي لغتنا السمحة )
    للأستاذ :
    محمد خليفة التونسي
    كتاب العربي ( الكويت ) - اكتوبر ١٩٨٥ م .
    ---------------------------------------------------------------
    ( ١ ) لا شأن لنا هنا بالخلاف بين النحويين في ألف الأثنين ، هل هي ضمير أو اسم ، أم مجرد علامة للتثنية ، فهي حرف ، وإن كنا نميل إلي أنها حرف في الفعل كما هي في الاسم ، مثل : " العازفان يعزفان " .
    ( ٢ ) الحج ١٩ .
    ( ٣ ) الحجرات ٩ .
    ( ٤ ) المائدة ٣٨ .
    ( ٥ ) التحريم ٤ .
    ( ٦ ) الأحزاب ٤ .
    ( ٧ ) الجمعة ١١ .
    ( ٨ ) التوبة ٣٤ .
    ( ٩ ) التوبة ٦٢ .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 11/12/2008 الساعة 08:16 PM
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. إن مع العسر يسرا .......محمد محضار
    بواسطة محمد محضار في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19/01/2012, 04:15 PM
  2. قصائـــد الدكتور عبد الرحمان العشماوي ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22/09/2009, 06:16 PM
  3. بعد العسر يسرا..
    بواسطة ابو مريم في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30/08/2008, 03:18 PM
  4. بسم الله الرحمان الرحيم
    بواسطة ماجدة2 في المنتدى English Forum
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 06/04/2008, 07:40 AM
  5. قبة خضرا
    بواسطة مريم احمد في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11/02/2008, 10:44 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •