صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 12 من 17

الموضوع: الشام بيرقنا-قراءةُ شاعر لتحفة فنية

  1. #1 الشام بيرقنا-قراءةُ شاعر لتحفة فنية 
    مربدي الصورة الرمزية الباز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    723
    معدل تقييم المستوى
    18
    :bism:






    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته




    هي قراءة بسيطة من شاعر ليس له خبرة بالنقد
    لرائعة من روائع الشعر و هي قصيدة أخي الحبيب
    الشاعر المطبوع يوسف أبو سالم ..


    و القصيدة تستحق الوقوف عندها أكثر من مرة



    و لهذا أرجو أن تعذروني إن شابها نقص ..
    و يكفي القصيدة جمالا و روعة أنها حركتني
    لأكتب عنها مع أني لم يسبق أن فتحت موضوعا من هذا النوع
    و ما دفعني إلى ذلك هو روعة القصيدة و قوة مبانيها و معانيها
    و صدق شاعرها و غنى ألفاظها ..






    القصيدة:


    مَنْ أطلَقَ المَوْجَ في سربِ العصافيـرِ
    وصاحَ زُخّـي سعيـراً يا نواعيـريِ
    ومِـنْ سمـاءٍ بقاسيّـونَ أقْسَـمَ أنْ
    لا ينْحني النخْلُ في الفيحاءِ والجوري
    ولا تُضـامُ الدمشقيـاتُ من مطــرٍ
    ولا الأزاهيرُ تشكـو في القواريــرِ
    ففـي دمشـقَ جُـذورٌ من كرامتنـا
    فَزّتْ لهـا لُجَـجُ الحـارات والـدورِ
    وفي تقاسيمهـا عَصْـفٌ و عاصفـةٌ
    وبارقٌ نَـــزَّ أفْلاجـاً من النــورِ
    وفي ضُحاهـا يميـدُ الفجرُ متّقِــداً
    يفّتّـقُ الشمسَ من ثَغـْرِ الحواكيـرِ
    وليس يحلو سوى رمّـانِ غوطتهــا
    حبّـاتِ لؤلـؤٍ فـي أقـواسِ بلّــور
    مسكونةٌ بصبـاحِ الخـيرِ قهوتُهــأ
    وبالحَكايــا الطليــاتِ المعاطيــرِ
    بالشــامِ أرواحنــا باتتْ معلقــةً
    يا سِدْرةَ المنتهى طيري بنـا طيـري
    هنا دمشق هنـا حمـصٌ وخالــدُها
    مهنّـدٌ قُــدّ مـن سيـفِ المقاديـر
    والخيل في صاهلِ الشهبـاء جامحـةٌ
    فيهـا النواصـي و إيقـاعُ الحوافيـر
    ثوري على الظلمِ والعدوانِ واشتعلـي
    وجَنْدلـي رأسَ أبنــاءِ الخنازيــرِ
    يا يوسفَ العظمَ قُمْ وارشقْ قوافلنـا
    بمَيْسلونَ وبالجُنْـــدِ المغاويــرِ
    صَليلُ سيف صـلاح الدّينِ منهمـرٌ
    وبَرقُــهُ وَمَضـاتٌ مِـنْ أساطيـرِ
    ويا هَنانو امْتشقْ ما شئتِ من شُهُبٍ
    واحْصُدْ زَوانَهُـمُ بالمِنْجَلِ السـوري
    داري معتقـةُ الأحـواشِ ما انكسفتْ
    فيها شمـوسٌ ولا هـذرُ النوافيــر
    والشامُ بيرقنـا العالـي وعِزوَتنــا
    نـارٌ على علـمٍ في زنـدِ منصـورِ
    مازالَ فوقَ ذُرَى القٍمَّـاتٍ يخْفٍقُــهُ
    ومْضُ النجومِ وأرتـالٌ من الحُــور
    ويستفـيقُ علـى أصدائــه فـلقٌ
    زاهٍ يزقـزقُ في نعمائـهٍ الـدوري
    قولـي لهمْ بلسانٍ غيرٍ ذي عِــوجٍ
    أنَّ السديـمَ سراجُ البرزَخِ السـوري

    الشاعر يوسف أبو سالم






    مَنْ أطلَقَ المَوْجَ في سربِ العصافيـرِ
    وصاحَ زُخّـي سعيـراً يا نواعيـريِ
    ومِـنْ سمـاءٍ بقاسيّـونَ أقْسَـمَ أنْ
    لا ينْحني النخْلُ في الفيحاءِ والجوري
    ولا تُضـامُ الدمشقيـاتُ من مطــرٍ
    ولا الأزاهيرُ تشكـو في القواريــرِ


    صيحة مجلجلة ربطت بين كل كنايات الحرية و الإنطلاق
    ربطا شاعريا عميقا أطلقها الشاعر تاركا لقلوبنا بل و حتى لعقولنا
    البحث عن هذا الذي حرك هذا المخزون الهائل من القوة و العنفوان .
    فمن يستطيع تخيل مشهد الموج في سرب من العصافير ؟؟
    الموج قوة و عنفوان و العصافير حرية و انطلاق
    مَنْ هنا لعبت دورا قويا في ترك معرفة على من تعود للمتلقي..
    فالشاعر هنا لا يسأل و إنما يقرر و يخبر في صيغة ملؤها العنفوان
    عن مجد و عظمة هيهات أن تخنع أو تخضع أو تتضعضع ..
    ثم ينتقل الشاعر من الموج و العصافير إلى لهيب تطلقه النواعير
    (و هذا البيت وحده كاف لنعرف أنه يقصد الشام ..)
    كيف استطاع أن يجعل من انسياب الماء بين النواعير
    جمرا و سعيرا يلهب كل معتد أثيم؟؟
    و كل هذا دون أن نحس أن في هذا غرابةً
    و إنما اطمأنت نفوسُنا للمعنى و قبلته و فهمتْه و تفاعلت معه ..
    إنه الحرف حين يعرف الشاعر كيف يروضه و يخضعه لخدمة المعنى ..
    و لعمري ما يستطيع فعل ذلك إلا شاعر شاعر ..
    ثم ينطلق الشاعر متحررا من كل القيود و كأن الألفاظ و المعاني عجين
    في يديه يعجنه كيفما يريد فينحت بها أبهى و أجمل الصور ..
    فيؤكد على القسم من سماء قاسيون الذي أطلقه النخل
    الذي يمثل الشموخ و التاريخ
    ليعلم الناس جميعا أنه لا و لن ينحني في الفيحاء و الجوري ..
    و ما هذه الاسماء للمناطق و المدن إلا أمثلة للأرض كل الأرض
    العربية و لا يقصد بها الشاعر الحصر .
    ثم ينتقل إلى عزة و مجد الدمشقيات و بأنهن لا و لن يضمن..
    و لا حظ معي هنا المقابلة اللطيفة التي أرى أنها عفوية غير مقصودة من الشاعر و ذلك بالمقابلة بين الدمشقيات و الأزاهير و هو تشبيه عفوي لطيف لا يكاد يتأتى إلا لشاعر مطبوع .
    ثم لاحظ معي أخي القارئ في ما سبق من أبيات المقابلة و المطابقة
    بين السماء و الأرض .. و كأن بينهما علاقة ود و حب و تعاون:
    فالعصافير قابلتها النواعير
    و سماء قاسيون قابلها النخل
    و الدمشقيات و المطر الذي ينزل من السماء قابلته الأزاهير التي في القوارير .
    و كل ما تقدم أتى به الشاعر في قالب عذب فتان و إيقاع مطرب قوي
    يحرك المشاعر و العواطف و يربكها و يجبرها على الوقوف مسمّرة
    في انتظار ما تجود به بقية الابيات ..


    ففـي دمشـقَ جُـذورٌ من كرامتنـا
    فَزّتْ لهـا لُجَـجُ الحـارات والـدورِ
    وفي تقاسيمهـا عَصْـفٌ و عاصفـةٌ
    وبارقٌ نَـــزَّ أفْلاجـاً من النــورِ
    وفي ضُحاهـا يميـدُ الفجرُ متّقِــداً
    يفّتّـقُ الشمسَ من ثَغـْرِ الحواكيـرِ
    وليس يحلو سوى رمّـانِ غوطتهــا
    حبّـاتِ لؤلـؤٍ فـي أقـواسِ بلّــور
    مسكونةٌ بصبـاحِ الخـيرِ قهوتُهــأ
    وبالحَكايــا الطليــاتِ المعاطيــرِ

    و هنا تجد الشاعر و كأنه واحد من سكان الشام فعلا يعرف حاراتها
    و شمسها و رياحها و رمانها و قهوتها فيمضي متجولا بنا في حاراتها
    و بساتينها و مقاهيها ..
    أبيات تجعل من لا يعرف الشام يتعرف عليها و كأنه زارها ..
    لقد جعلتني هذه الابيات أتعرف على الشام برغم أنه لم يسبق لي
    أن زرتها من قبل و جعلتني أتذوق طعم رمانها و نكهة قهوتها ..
    و انظر هنا إلى التشبيه البديع للرمان بحبات اللؤلؤ و البلور ..
    لكني آخذ على الشاعر هنا لجوءه إلى ضرورة شعرية مستقبحة
    بل و مرفوضة عند كثير من المدارس و ذلك بمنعه صرف المنصرف في قوله:
    حباتِ لؤلؤَ عوَض حباتِ لؤلؤٍ.
    غير أن ما أتحفنا و أطربنا به يشفع له و لا يعيب قصيدته بأي حال.



    بالشــامِ أرواحنــا باتتْ معلقــةً
    يا سِدْرةَ المنتهى طيري بنـا طيـري

    هذا البيت أعلق عليه منفردا لأنه تحفة فنية و تكفيه روعته
    لتعلق عن نفسها إذ ليس لدي ما أضيفه لإظهار جماله ..


    هنا دمشق هنـا حمـصٌ وخالــدُها
    مهنّـدٌ قُــدّ مـن سيـفِ المقاديـر
    والخيل في صاهلِ الشهبـاء جامحـةٌ
    فيهـا النواصـي و إيقـاعُ الحوافيـر
    ثوري على الظلمِ والعدوانِ واشتعلـي
    وجَنْدلـي رأسَ أبنــاءِ الخنازيــرِ
    يا يوسفَ العظمَ قُمْ وارشقْ قوافلنـا
    بمَيْسلونَ وبالجُنْـــدِ المغاويــرِ
    صَليلُ سيف صـلاح الدّينِ منهمـرٌ
    وبَرقُــهُ وَمَضـاتٌ مِـنْ أساطيـرِ
    ويا هَنانو امْتشقْ ما شئتِ من شُهُبٍ
    واحْصُدْ زَوانَهُـمُ بالمِنْجَلِ السـوري
    داري معتقـةُ الأحـواشِ ما انكسفتْ
    فيها شمـوسٌ ولا هـذرُ النوافيــر
    والشامُ بيرقنـا العالـي وعِزوَتنــا
    نـارٌ على علـمٍ في زنـدِ منصـورِ
    مازالَ فوقَ ذُرَى القٍمَّـاتٍ يخْفٍقُــهُ
    ومْضُ النجومِ وأرتـالٌ من الحُــور
    ويستفـيقُ علـى أصدائــه فـلقٌ
    زاهٍ يزقـزقُ في نعمائـهٍ الـدوري
    قولـي لهمْ بلسانٍ غيرٍ ذي عِــوجٍ
    أنَّ السديـمَ سراجُ البرزَخِ السـوري

    ينتقل الشاعر لاستنطاق التاريخ و استحضار الشخصيات البارزة في مسيرة عزة الامة
    و جهادها و انتصاراتها و يناديها مناداة الواثق بالنصر تحريكا للهمم و الضمائر
    و ليس مناداة اليائس الذي يستحضرها للبكاء على أطلالها ..
    و من هنا نخرج بفائدة جليلة هي أن ثقافة الشاعر
    (التي لا تتأتى إلا بالمطالعة و في كل المجالات)
    تمثِّلُ مَعينًا لا ينضب لتطريز قصائده و إبداعاته و تزيينها ..

    و ما زالت المطابقة و المقابلة بين السماء و الارض قائمة
    في جل أبيات القصيدة بطريقة عفوية غير مقصودة ..
    و ما زالت التشبيهات و الكنايات مختلفة و متنوعة و رائعة
    في كل أبيات القصيدة بطريقة لا تتأتى إلا لشاعر مطبوع متمكن ..



    أخي الشاعر يوسف أبو سالم

    أرجو أن تعذرني على هذه القراءة السريعة التي قد تكون سطحية
    و غير علمية ..
    لكن عذري في ذلك أني قرأتها كشاعر ليس له باعٌ في النقد أو التحليل.
    و شكرا لك على هذا الفيض الشعري المتفرد..


    تحيتي و تقديري للجميع .
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: الشام بيرقنا-قراءةُ شاعر لتحفة فنية 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,531
    معدل تقييم المستوى
    19
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصقر مشاهدة المشاركة
    :bism:







    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته




    هي قراءة بسيطة من شاعر ليس له خبرة بالنقد
    لرائعة من روائع الشعر و هي قصيدة أخي الحبيب
    الشاعر المطبوع يوسف أبو سالم ..


    و القصيدة تستحق الوقوف عندها أكثر من مرة



    و لهذا أرجو أن تعذروني إن شابها نقص ..
    و يكفي القصيدة جمالا و روعة أنها حركتني
    لأكتب عنها مع أني لم يسبق أن فتحت موضوعا من هذا النوع
    و ما دفعني إلى ذلك هو روعة القصيدة و قوة مبانيها و معانيها
    و صدق شاعرها و غنى ألفاظها ..






    القصيدة:


    مَنْ أطلَقَ المَوْجَ في سربِ العصافيـرِ
    وصاحَ زُخّـي سعيـراً يا نواعيـريِ
    ومِـنْ سمـاءٍ بقاسيّـونَ أقْسَـمَ أنْ
    لا ينْحني النخْلُ في الفيحاءِ والجوري
    ولا تُضـامُ الدمشقيـاتُ من مطــرٍ
    ولا الأزاهيرُ تشكـو في القواريــرِ
    ففـي دمشـقَ جُـذورٌ من كرامتنـا
    فَزّتْ لهـا لُجَـجُ الحـارات والـدورِ
    وفي تقاسيمهـا عَصْـفٌ و عاصفـةٌ
    وبارقٌ نَـــزَّ أفْلاجـاً من النــورِ
    وفي ضُحاهـا يميـدُ الفجرُ متّقِــداً
    يفّتّـقُ الشمسَ من ثَغـْرِ الحواكيـرِ
    وليس يحلو سوى رمّـانِ غوطتهــا
    حبّـاتِ لؤلـؤٍ فـي أقـواسِ بلّــور
    مسكونةٌ بصبـاحِ الخـيرِ قهوتُهــأ
    وبالحَكايــا الطليــاتِ المعاطيــرِ
    بالشــامِ أرواحنــا باتتْ معلقــةً
    يا سِدْرةَ المنتهى طيري بنـا طيـري
    هنا دمشق هنـا حمـصٌ وخالــدُها
    مهنّـدٌ قُــدّ مـن سيـفِ المقاديـر
    والخيل في صاهلِ الشهبـاء جامحـةٌ
    فيهـا النواصـي و إيقـاعُ الحوافيـر
    ثوري على الظلمِ والعدوانِ واشتعلـي
    وجَنْدلـي رأسَ أبنــاءِ الخنازيــرِ
    يا يوسفَ العظمَ قُمْ وارشقْ قوافلنـا
    بمَيْسلونَ وبالجُنْـــدِ المغاويــرِ
    صَليلُ سيف صـلاح الدّينِ منهمـرٌ
    وبَرقُــهُ وَمَضـاتٌ مِـنْ أساطيـرِ
    ويا هَنانو امْتشقْ ما شئتِ من شُهُبٍ
    واحْصُدْ زَوانَهُـمُ بالمِنْجَلِ السـوري
    داري معتقـةُ الأحـواشِ ما انكسفتْ
    فيها شمـوسٌ ولا هـذرُ النوافيــر
    والشامُ بيرقنـا العالـي وعِزوَتنــا
    نـارٌ على علـمٍ في زنـدِ منصـورِ
    مازالَ فوقَ ذُرَى القٍمَّـاتٍ يخْفٍقُــهُ
    ومْضُ النجومِ وأرتـالٌ من الحُــور
    ويستفـيقُ علـى أصدائــه فـلقٌ
    زاهٍ يزقـزقُ في نعمائـهٍ الـدوري
    قولـي لهمْ بلسانٍ غيرٍ ذي عِــوجٍ
    أنَّ السديـمَ سراجُ البرزَخِ السـوري

    الشاعر يوسف أبو سالم






    مَنْ أطلَقَ المَوْجَ في سربِ العصافيـرِ
    وصاحَ زُخّـي سعيـراً يا نواعيـريِ
    ومِـنْ سمـاءٍ بقاسيّـونَ أقْسَـمَ أنْ
    لا ينْحني النخْلُ في الفيحاءِ والجوري
    ولا تُضـامُ الدمشقيـاتُ من مطــرٍ
    ولا الأزاهيرُ تشكـو في القواريــرِ


    صيحة مجلجلة ربطت بين كل كنايات الحرية و الإنطلاق
    ربطا شاعريا عميقا أطلقها الشاعر تاركا لقلوبنا بل و حتى لعقولنا
    البحث عن هذا الذي حرك هذا المخزون الهائل من القوة و العنفوان .
    فمن يستطيع تخيل مشهد الموج في سرب من العصافير ؟؟
    الموج قوة و عنفوان و العصافير حرية و انطلاق
    مَنْ هنا لعبت دورا قويا في ترك معرفة على من تعود للمتلقي..
    فالشاعر هنا لا يسأل و إنما يقرر و يخبر في صيغة ملؤها العنفوان
    عن مجد و عظمة هيهات أن تخنع أو تخضع أو تتضعضع ..
    ثم ينتقل الشاعر من الموج و العصافير إلى لهيب تطلقه النواعير
    (و هذا البيت وحده كاف لنعرف أنه يقصد الشام ..)
    كيف استطاع أن يجعل من انسياب الماء بين النواعير
    جمرا و سعيرا يلهب كل معتد أثيم؟؟
    و كل هذا دون أن نحس أن في هذا غرابةً
    و إنما اطمأنت نفوسُنا للمعنى و قبلته و فهمتْه و تفاعلت معه ..
    إنه الحرف حين يعرف الشاعر كيف يروضه و يخضعه لخدمة المعنى ..
    و لعمري ما يستطيع فعل ذلك إلا شاعر شاعر ..
    ثم ينطلق الشاعر متحررا من كل القيود و كأن الألفاظ و المعاني عجين
    في يديه يعجنه كيفما يريد فينحت بها أبهى و أجمل الصور ..
    فيؤكد على القسم من سماء قاسيون الذي أطلقه النخل
    الذي يمثل الشموخ و التاريخ
    ليعلم الناس جميعا أنه لا و لن ينحني في الفيحاء و الجوري ..
    و ما هذه الاسماء للمناطق و المدن إلا أمثلة للأرض كل الأرض
    العربية و لا يقصد بها الشاعر الحصر .
    ثم ينتقل إلى عزة و مجد الدمشقيات و بأنهن لا و لن يضمن..
    و لا حظ معي هنا المقابلة اللطيفة التي أرى أنها عفوية غير مقصودة من الشاعر و ذلك بالمقابلة بين الدمشقيات و الأزاهير و هو تشبيه عفوي لطيف لا يكاد يتأتى إلا لشاعر مطبوع .
    ثم لاحظ معي أخي القارئ في ما سبق من أبيات المقابلة و المطابقة
    بين السماء و الأرض .. و كأن بينهما علاقة ود و حب و تعاون:
    فالعصافير قابلتها النواعير
    و سماء قاسيون قابلها النخل
    و الدمشقيات و المطر الذي ينزل من السماء قابلته الأزاهير التي في القوارير .
    و كل ما تقدم أتى به الشاعر في قالب عذب فتان و إيقاع مطرب قوي
    يحرك المشاعر و العواطف و يربكها و يجبرها على الوقوف مسمّرة
    في انتظار ما تجود به بقية الابيات ..


    ففـي دمشـقَ جُـذورٌ من كرامتنـا
    فَزّتْ لهـا لُجَـجُ الحـارات والـدورِ
    وفي تقاسيمهـا عَصْـفٌ و عاصفـةٌ
    وبارقٌ نَـــزَّ أفْلاجـاً من النــورِ
    وفي ضُحاهـا يميـدُ الفجرُ متّقِــداً
    يفّتّـقُ الشمسَ من ثَغـْرِ الحواكيـرِ
    وليس يحلو سوى رمّـانِ غوطتهــا
    حبّـاتِ لؤلـؤٍ فـي أقـواسِ بلّــور
    مسكونةٌ بصبـاحِ الخـيرِ قهوتُهــأ
    وبالحَكايــا الطليــاتِ المعاطيــرِ

    و هنا تجد الشاعر و كأنه واحد من سكان الشام فعلا يعرف حاراتها
    و شمسها و رياحها و رمانها و قهوتها فيمضي متجولا بنا في حاراتها
    و بساتينها و مقاهيها ..
    أبيات تجعل من لا يعرف الشام يتعرف عليها و كأنه زارها ..
    لقد جعلتني هذه الابيات أتعرف على الشام برغم أنه لم يسبق لي
    أن زرتها من قبل و جعلتني أتذوق طعم رمانها و نكهة قهوتها ..
    و انظر هنا إلى التشبيه البديع للرمان بحبات اللؤلؤ و البلور ..
    لكني آخذ على الشاعر هنا لجوءه إلى ضرورة شعرية مستقبحة
    بل و مرفوضة عند كثير من المدارس و ذلك بمنعه صرف المنصرف في قوله:
    حباتِ لؤلؤَ عوَض حباتِ لؤلؤٍ.
    غير أن ما أتحفنا و أطربنا به يشفع له و لا يعيب قصيدته بأي حال.



    بالشــامِ أرواحنــا باتتْ معلقــةً
    يا سِدْرةَ المنتهى طيري بنـا طيـري

    هذا البيت أعلق عليه منفردا لأنه تحفة فنية و تكفيه روعته
    لتعلق عن نفسها إذ ليس لدي ما أضيفه لإظهار جماله ..


    هنا دمشق هنـا حمـصٌ وخالــدُها
    مهنّـدٌ قُــدّ مـن سيـفِ المقاديـر
    والخيل في صاهلِ الشهبـاء جامحـةٌ
    فيهـا النواصـي و إيقـاعُ الحوافيـر
    ثوري على الظلمِ والعدوانِ واشتعلـي
    وجَنْدلـي رأسَ أبنــاءِ الخنازيــرِ
    يا يوسفَ العظمَ قُمْ وارشقْ قوافلنـا
    بمَيْسلونَ وبالجُنْـــدِ المغاويــرِ
    صَليلُ سيف صـلاح الدّينِ منهمـرٌ
    وبَرقُــهُ وَمَضـاتٌ مِـنْ أساطيـرِ
    ويا هَنانو امْتشقْ ما شئتِ من شُهُبٍ
    واحْصُدْ زَوانَهُـمُ بالمِنْجَلِ السـوري
    داري معتقـةُ الأحـواشِ ما انكسفتْ
    فيها شمـوسٌ ولا هـذرُ النوافيــر
    والشامُ بيرقنـا العالـي وعِزوَتنــا
    نـارٌ على علـمٍ في زنـدِ منصـورِ
    مازالَ فوقَ ذُرَى القٍمَّـاتٍ يخْفٍقُــهُ
    ومْضُ النجومِ وأرتـالٌ من الحُــور
    ويستفـيقُ علـى أصدائــه فـلقٌ
    زاهٍ يزقـزقُ في نعمائـهٍ الـدوري
    قولـي لهمْ بلسانٍ غيرٍ ذي عِــوجٍ
    أنَّ السديـمَ سراجُ البرزَخِ السـوري

    ينتقل الشاعر لاستنطاق التاريخ و استحضار الشخصيات البارزة في مسيرة عزة الامة
    و جهادها و انتصاراتها و يناديها مناداة الواثق بالنصر تحريكا للهمم و الضمائر
    و ليس مناداة اليائس الذي يستحضرها للبكاء على أطلالها ..
    و من هنا نخرج بفائدة جليلة هي أن ثقافة الشاعر
    (التي لا تتأتى إلا بالمطالعة و في كل المجالات)
    تمثِّلُ مَعينًا لا ينضب لتطريز قصائده و إبداعاته و تزيينها ..

    و ما زالت المطابقة و المقابلة بين السماء و الارض قائمة
    في جل أبيات القصيدة بطريقة عفوية غير مقصودة ..
    و ما زالت التشبيهات و الكنايات مختلفة و متنوعة و رائعة
    في كل أبيات القصيدة بطريقة لا تتأتى إلا لشاعر مطبوع متمكن ..



    أخي الشاعر يوسف أبو سالم

    أرجو أن تعذرني على هذه القراءة السريعة التي قد تكون سطحية
    و غير علمية ..
    لكن عذري في ذلك أني قرأتها كشاعر ليس له باعٌ في النقد أو التحليل.
    و شكرا لك على هذا الفيض الشعري المتفرد..



    تحيتي و تقديري للجميع .
    أخي الشاعر المبدع
    الصقر
    مساء الورد


    كان غدقك علي وعلى قصيدتي كبيرا وكثيرا

    وكانت قراءتك لها
    ( حتى وإن كانت سريعة كما تقول )

    لكنها لم تخل من عمق وأصالة في كثير من مراحلها

    ولعل وقوفك وإشارتك للمكان في القصيدة هي إشارة لافتة حقا

    ثلك أننا كأردنيين ومن شمال الأردن تحديدا ( مدينة إربد ) عاصمة الشمال

    تربطنا بالشام علاقات تاريخية وشيجة

    فالمنطقة التي تتألف الآن من

    ( درعا وبصرى الشاميتان وما حولهما ) ...و( إربد وعجلون ) الأردنيتان وما حولهما

    و( طبريا..الفلسطينية وما حولها ) ...كل هذه المنطقة كانت قبل أقل من ثمانين عاما

    إقليما سوريا واحدا يدعى ( حوران )

    وكان هذا الإقليم هو سلة غذاء الوطن العربي

    وبالذات القمح ...

    لذلك لا عجب أن يعبق المكان في القصيدة ويسمو

    فدمشق بالنسبة لنا هي عمان ..ولا فرق بينهما

    وعمان هي دمشق

    أخي الصقر

    أن تفرد موضوعا لقراءة قصيدتي هذه أمر كبير ومعطاء

    لا أدري كيف أشكرك عليه

    وخصوصا أنك تفعل هذا للمرة الأولى

    وهذا ما يدل ويعبر على أصالتك وذوقك

    أما ( واعذرني هنا ) بمثل ما أخذت علي استعمالي ( لأمر مستقبح ) كما تقول

    فإنني آخذ عليك استعمالك لهذه الكلمة ( مستقبح )

    والله يا أخي العزيز إن اللغة العربية فيها من المرونة الكثير الكثير

    كان أمامك كلمات ( مكروهة ...غير متداولة ....لا تجوز ...غير مفضلة )

    أليست أجمل وقعا من كلمة مستقبحة ...السيئة المخارج واللفظ هذه

    ثم ألا يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره لضرورات شعرية

    اعذرني أخي فكما قلت أن هذا الإستعمال لا يقلل من جماليات القصيدة

    وأكرر أنا أن هذا العتب لا يقلل أبدا من أهمية قراءتك الجميلة والرائعة في آن معا

    وهنا تعال معي واسمع هذه القصة ....

    عندما أصدر القاص الكبير ( يوسف إدريس ) مجموعته القصصية ( أرخصْ ليالي )

    احتار في الإسم الذي يطلقه عليها

    كان في ذهنه إسم ( أرخص ليال ) وهو النطق اللغوي الصحيح كما قال له النحويون

    لكنه وجد نطق العنوان ليس موسيقيا ولا رخيما كما يريد

    فعدّله إلى ( أرخصْ ليالي ) ...رغم الخطأ النحوي أو اللغوي

    وقال سأعتمد هذا العنوان رغم أنف سيبويه

    أخي الصقر

    لا يسعني إلا أن أشكرك كل الشكر على قراءتك الرائعة هذه

    وأن أثمن مبادرتك جدا

    وأن يكون لها وقع أثير في نفسي

    ولا تتوقف عند العتب الأخوي فما هو إلا دعابات

    وفي هذا المربد ..نريد لكثير من القصائد

    أن يتم إلقاء الضوء عليها كما فعلت

    ففي ذلك إنصاف للقصيدة وشاعرها وتفرد للمربد وتجربة جديدة وغنية لدارسها

    كل الشكر

    وتحياتي




    يوسـف أبوسالم - الأردن
    الموسيقى هي الجمال المسموع


    مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: الشام بيرقنا-قراءةُ شاعر لتحفة فنية 
    شاعر وأديب مصري الصورة الرمزية ثروت سليم
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    مصر أرضُ الكِنانة
    المشاركات
    2,453
    معدل تقييم المستوى
    23
    الصقر الجميل
    قراءة بعمق الحب وحروفٌ بنبض القلب
    تُحلِّقُ صقراُ إذا قُلتَ شِّعراً
    تُحلِّقُ نَسراً إذا قُلتَ نثراً
    جميل أيها الحبيب
    ورائعة أخي يوسف تستحق الثناء
    لك
    وليوسف
    ولدمشق
    وعمَّان
    كلُ الحب والتحية
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: الشام بيرقنا-قراءةُ شاعر لتحفة فنية 
    مربدي الصورة الرمزية الباز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    723
    معدل تقييم المستوى
    18
    أخي الحبيب الشاعر يوسف ابو سالم

    أشكر لك هذا المرور العبق الجميل
    أما قراءتي لقصيدتك فلا تمثل سوى
    غيض من فيض ما فيها من الجماليات و الروعة ..

    و قد يكون لي مستقبلا إن شاء الله عزو جل
    عودة إليها فهي حقا قصيدة لا تُمل بجمالها
    و جرسها المطرب و كثافة ألفاظها و معانيها ..

    أما مؤاخذتك لي على كلمة مستقبحة فعلى عيني راسي
    و أعتذر إن كانت قد ضايقتك ..


    مع أن المفروض أن لا تضايقك لأنك تعرف أخي ابو سالم أن كل النقاد
    أو العروضيين حين يشيرون إلى ما هو مقبول يقولون حسن أو صالح
    و حين يشيرون إلى ما هو مرفوض أو فيه عيب يقولون قبيح غالبا..
    و قليلا ما يقولون مستقبح .
    الحمد لله أني لم أقل قبيحة مثلما يقولون
    و إلا لكنتَ غضبت مني حقا
    و أنا لا أقدر على زعلك أخي أبو سالم
    (فمستقبحة على الأقل تشير إلى قول العروضيين عنها أنها قبيحة).

    أما الكاتب الكبير يوسف إدريس
    فلا ضير إن خالف قواعد اللغة و اختار عنوانا عاميا
    لأنه أصلا يخالفها داخل نصوصه و قصصه
    و ذلك بتجوزه في استخدام كثير من الالفاظ
    و العبارات العامية و خصوصا في الحوارات ..

    المهم اخي أبو سالم أنه قال برغم أنف سيبويه
    ولم يأت على ذكر أنفي ههههههههه
    وأشكرك على هذه المعلومة الجديدة بالنسبة لي

    أشكرك من كل قلبي أخي الشاعر الكبير
    طيب القلب يوسف أبو سالم

    ولن نتوقف عند العتب الأخوي فما هو إلا دعابات
    و تبادل خبرات و معلومات





    تحيتي و تقديري
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: الشام بيرقنا-قراءةُ شاعر لتحفة فنية 
    في إجازة
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    في قلب من يحبني
    المشاركات
    283
    معدل تقييم المستوى
    0
    الأخ العزيز الصقر
    مساؤك سعيد
    لا أخفيك أني أسعد كثيرا جدا عندما أرى مثل تلك القراءات التي تظهرلنا جماليات عدة .
    جمال النص " المقروء " وجمال الذائقة " القارئقة " وجمال التعبير في كتابة القراءة .
    وهذا مما يعطي زخما للعمل الأدبي الجيد ويحدث تواصلا بين المتذوق المحترف وبين المبتدئ .
    قراءة رائعة وجهد تشكر عليه .
    بوركت وبورك قلمك . العابر
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: الشام بيرقنا-قراءةُ شاعر لتحفة فنية 
    مربدي الصورة الرمزية الباز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    723
    معدل تقييم المستوى
    18
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثروت سليم مشاهدة المشاركة
    الصقر الجميل

    قراءة بعمق الحب وحروفٌ بنبض القلب
    تُحلِّقُ صقراُ إذا قُلتَ شِّعراً
    تُحلِّقُ نَسراً إذا قُلتَ نثراً
    جميل أيها الحبيب
    ورائعة أخي يوسف تستحق الثناء
    لك
    وليوسف
    ولدمشق
    وعمَّان
    كلُ الحب والتحية

    ثروت سليم

    أخي الحبيب الشاعر ثروت الشعر سليم
    ما أسعدني بهذا المرور العبق بكل معاني الجمال و الحب
    ألف شكر لك
    محبتي و تقديري


    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد: الشام بيرقنا-قراءةُ شاعر لتحفة فنية 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,531
    معدل تقييم المستوى
    19
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثروت سليم مشاهدة المشاركة
    الصقر الجميل

    قراءة بعمق الحب وحروفٌ بنبض القلب
    تُحلِّقُ صقراُ إذا قُلتَ شِّعراً
    تُحلِّقُ نَسراً إذا قُلتَ نثراً
    جميل أيها الحبيب
    ورائعة أخي يوسف تستحق الثناء
    لك
    وليوسف
    ولدمشق
    وعمَّان
    كلُ الحب والتحية

    ثروت سليم

    والله يا أخي ثروت

    لقد غمرتموني بالكثير الكثير

    وشكل هذا وسيشكل دافعا لي وجذوة حافز

    نتمنى أن نبدع فيه أنا وأنت وكل شعراء المربد

    أحسن ما يستطيعون

    شكرا
    لذوقكم الرفيع وكلماتكم الرائعة

    وتحياتي



    يوسـف أبوسالم - الأردن
    الموسيقى هي الجمال المسموع


    مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 رد: الشام بيرقنا-قراءةُ شاعر لتحفة فنية 
    مربدي الصورة الرمزية الباز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    723
    معدل تقييم المستوى
    18
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابر سبيل مشاهدة المشاركة
    الأخ العزيز الصقر
    مساؤك سعيد
    لا أخفيك أني أسعد كثيرا جدا عندما أرى مثل تلك القراءات التي تظهرلنا جماليات عدة .
    جمال النص " المقروء " وجمال الذائقة " القارئقة " وجمال التعبير في كتابة القراءة .
    وهذا مما يعطي زخما للعمل الأدبي الجيد ويحدث تواصلا بين المتذوق المحترف وبين المبتدئ .
    قراءة رائعة وجهد تشكر عليه .
    بوركت وبورك قلمك . العابر

    و مساؤك أسعد أخي الحبيب عابر سبيل
    (و كلنا ذلك العابر)

    مرور عبق بكل الود و الحب نثرته كالورد و العطر بين أخوانك

    أسعدتني كلماتك الطيبة الكريمة ..

    و الجمال ما كان ليشعّ لولا مرورك الكريم ..

    و جمال قراءتي مستوحى من جمال القصيدة ..

    فكل ما عملته هو أني عبرت عن جمالها بقليل من النثر ..


    أشكر لك هذا المرور العبق أخي العابر


    تحيتي و تقديري

    رد مع اقتباس  
     

  9. #9 رد: الشام بيرقنا-قراءةُ شاعر لتحفة فنية 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,531
    معدل تقييم المستوى
    19
    [quote=الصقر;66946]





    أما مؤاخذتك لي على كلمة مستقبحة فعلى عيني راسي
    و أعتذر إن كانت قد ضايقتك ..


    مع أن المفروض أن لا تضايقك


    أخي الصقر
    مساء الورد

    ليس هناك لا زعل ولا مضايقة
    كانت مجرد ملاحظة فضلت فيها استعمال كلمة أخرى فقط
    مرة أخرى شكرا لك على هذه القراءة
    التي أسعدتني وأضاءت أبعاد جديدة في القصيدة

    تحياتي



    يوسـف أبوسالم - الأردن
    الموسيقى هي الجمال المسموع


    مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10 رد: الشام بيرقنا-قراءةُ شاعر لتحفة فنية 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية روان أم المثنى
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    أرض الحرمين
    المشاركات
    625
    معدل تقييم المستوى
    18



    الأستاذ الشاعر


    الصقر



    أشكرك على إمتاعنا بهذه القراءة الجميلة

    أعجبتني فكرة المطابقة بين السماء والأرض

    وإلقاؤك الضوء عليها

    ففي هذه القصيدة الكثير من المعاني العميقة

    للأستاذ يوسف أبي سالم

    وفي قولك:



    فمن يستطيع تخيل مشهد الموج في سرب من العصافير ؟؟
    الموج قوة و عنفوان و العصافير حرية و انطلاق


    أحسنت تصور المشهد الرائع

    ووفقت إلى لفت أنظارنا إلى جماليته

    وبقولك:

    أتى به الشاعر في قالب عذب فتان و إيقاع مطرب قوي


    تكون قد لمست روعة جديدة تفردت بها القصيدة

    هي قوة نغمها وتأليف حروفها ومخارج موسيقاها

    ويتضح هذا جليا في كثير من المقاطع كقول أبي سالم:

    فزّت لها لجج الحارات والدور

    مركزا على صوت الجيم والدال القويتان

    والزاي المشدد الصافرة

    والراء ذات الرنين

    عجز البيت هذا وحده فيه نغم معبر بشكل جميل مدروس

    وأكاد أقسم من ملاحظتي لشعر أبي سالم

    أنه من الشعراء الذين يدرسون إيقاعاتهم

    وينقحون القصيدة مرات ومرات حتى تظهر بالشكل الذي يرضيهم

    وهو أمر نفتقده كثيرا إذا تسرع الشاعر في النشر

    ...

    اقبل خالص احترامي لقراءتك الجميلة


    رد مع اقتباس  
     

  11. #11 رد: الشام بيرقنا-قراءةُ شاعر لتحفة فنية 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,531
    معدل تقييم المستوى
    19
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روان يوسف مشاهدة المشاركة




    الأستاذ الشاعر


    الصقر



    أشكرك على إمتاعنا بهذه القراءة الجميلة


    أعجبتني فكرة المطابقة بين السماء والأرض



    وإلقاؤك الضوء عليها



    ففي هذه القصيدة الكثير من المعاني العميقة



    للأستاذ يوسف أبي سالم



    وفي قولك:





    فمن يستطيع تخيل مشهد الموج في سرب من العصافير ؟؟
    الموج قوة و عنفوان و العصافير حرية و انطلاق


    أحسنت تصور المشهد الرائع

    ووفقت إلى لفت أنظارنا إلى جماليته

    وبقولك:

    أتى به الشاعر في قالب عذب فتان و إيقاع مطرب قوي


    تكون قد لمست روعة جديدة تفردت بها القصيدة

    هي قوة نغمها وتأليف حروفها ومخارج موسيقاها

    ويتضح هذا جليا في كثير من المقاطع كقول أبي سالم:

    فزّت لها لجج الحارات والدور

    مركزا على صوت الجيم والدال القويتان

    والزاي المشدد الصافرة

    والراء ذات الرنين

    عجز البيت هذا وحده فيه نغم معبر بشكل جميل مدروس

    وأكاد أقسم من ملاحظتي لشعر أبي سالم

    أنه من الشعراء الذين يدرسون إيقاعاتهم

    وينقحون القصيدة مرات ومرات حتى تظهر بالشكل الذي يرضيهم

    وهو أمر نفتقده كثيرا إذا تسرع الشاعر في النشر

    ...

    اقبل خالص احترامي لقراءتك الجميلة




    روان
    صباح الورد

    شكرا لك على هذه المداخلة

    ولعلي أقول جازما

    أن أي عمل إبداعي لا يمكنه التطور مالم ترافقه حركة نقدية ناشطة

    ذلك أن المبدع يرى الأمور دائما من زاويته وهو منغمس فيها

    بينما الناقد ينظر إليها بحياد أكبر وموضوعية

    ومن هنا فإن النقد يضيء الجوانب الإبداعية ويثري القراءات

    ويشير إلى الإيجاب والسلب في النص

    الأمر الذي ينبه المبدع

    أين عليه أن يركز وأين عليه أن يعدل وهكذا

    النقد تقييم للعمل الإبداعي بكافة جوانبه

    ولكن لا زالت معظم المنتديات تتخوف من هذه العملية وتتدخل الإدارات

    بين حين وآخر بإيقاف هذه العملية حفاظا ( من وجهة نظرهم ) على منتدياتهم

    وربما نجد لهم العذر ..ذلك أننا لم نتعود بعد على التغريد خارج السرب

    وإلى أن يتوسع هامش الحرية النقدية

    آمل بمزيد من القراءات لنصوص كثيرة ما زالت بحاجة إلى ذلك

    تحياتي




    يوسـف أبوسالم - الأردن
    الموسيقى هي الجمال المسموع


    مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم
    رد مع اقتباس  
     

  12. #12 رد: الشام بيرقنا-قراءةُ شاعر لتحفة فنية 
    مربدي الصورة الرمزية الباز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    723
    معدل تقييم المستوى
    18
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روان يوسف مشاهدة المشاركة




    الأستاذ الشاعر
    الصقر
    أشكرك على إمتاعنا بهذه القراءة الجميلة


    أعجبتني فكرة المطابقة بين السماء والأرض



    وإلقاؤك الضوء عليها



    ففي هذه القصيدة الكثير من المعاني العميقة



    للأستاذ يوسف أبي سالم



    وفي قولك:





    فمن يستطيع تخيل مشهد الموج في سرب من العصافير ؟؟
    الموج قوة و عنفوان و العصافير حرية و انطلاق


    أحسنت تصور المشهد الرائع

    ووفقت إلى لفت أنظارنا إلى جماليته

    وبقولك:

    أتى به الشاعر في قالب عذب فتان و إيقاع مطرب قوي


    تكون قد لمست روعة جديدة تفردت بها القصيدة

    هي قوة نغمها وتأليف حروفها ومخارج موسيقاها

    ويتضح هذا جليا في كثير من المقاطع كقول أبي سالم:

    فزّت لها لجج الحارات والدور

    مركزا على صوت الجيم والدال القويتان

    والزاي المشدد الصافرة

    والراء ذات الرنين

    عجز البيت هذا وحده فيه نغم معبر بشكل جميل مدروس

    وأكاد أقسم من ملاحظتي لشعر أبي سالم

    أنه من الشعراء الذين يدرسون إيقاعاتهم

    وينقحون القصيدة مرات ومرات حتى تظهر بالشكل الذي يرضيهم

    وهو أمر نفتقده كثيرا إذا تسرع الشاعر في النشر

    ...

    اقبل خالص احترامي لقراءتك الجميلة




    الأديبة الأريبة روان يوسف

    سعدت بهذا المرور و التعليق الجميل و المثري..
    ألف شكر لك و لنبض حروفك المبدعة البناءة

    تحيتي و تقديري

    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مقال: شاعر عراقي :مرحى لكم يا رجال الشام
    بواسطة محمد الكبيسي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16/05/2011, 09:15 PM
  2. فنية السرد فى نص الرحيل لفيصل الزوايدى
    بواسطة فيصل محمد الزوايدي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24/08/2009, 10:28 AM
  3. الشامُ بيرقنا .....جديد يوسف أبوسالم
    بواسطة يوسف أبوسالم في المنتدى الشعر
    مشاركات: 55
    آخر مشاركة: 10/12/2008, 11:14 PM
  4. إلماحات فنية في ظلال قصيدة: عاشق الزنبق
    بواسطة رضوان حمدان في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03/07/2007, 05:36 PM
  5. لوحات فنية
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى الواحة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 14/04/2006, 09:46 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •