يا للقصائـد هيجـت أشجانـي
أيعود لي وهج مضى مـن ثـانِ
عجبـا لقلـب جمدتـه ثلوجـه
من بعد أن عانـى مـن الغليـان
والآن عاد لمـا مضـى بخيالـه
فجرت بمـا قـد ذوّب العينـان
أكفف دموعـك لا تفيـد فإنهـا
توقيعـه فـي دفتـر الأحـزان
تبقـى وحيـدا والمكـان ملبّـدٌ
بالنـاس لكـن ليـس بالإنسـان
يا ويح نفسي إذ تحـاور ذاتهـا
فتصدهـا كتحـاور الطرشـان
هي نفثة لك يـا أخيـة صغتهـا
كم بيننا مـن وحـدة الوجـدان
لولا مقامـك لـم أكلفْـك العنـا
في شرح بل في ذكر ما أعناني
فأنا الوحيد ولا سمير هنا سـوى
طيفٍ جميل غاب مـن أزمـان
واليـوم عـاد فمرحبـا بنسائـم
يحملن عبق الورد فـي نيسـان
في رقـة لكنهـا قـد وصّلـت
تيّار حـبٍّ قـد سـرى بكيانـي
هو لم يغب، بعض التناسي حيلةٌ
هيهـات مـا إن ذاك بالنسيـانِ
عشرٌ مـررن سريعـة وبطيئـةً
عجبا كـذا! وكلاهمـا فـي آن؟
أنفاسها تلغـي الزمـان وفقدهـا
يثنـي عقاربـه عـن الـدوران
أفدي التي رحلت وأفدي طيفهـا
إن لـم أُفَدّهمـا فمـا أشقانـي
عهدي بها في اللحد إذ أنزلتهـا
ووددت لـو أكفانهـا أكفـانـي
كم ذا نهلت الشهد من (أقدامهـا)
لا شيء بعد رحيلهـا أروانـي
كم ذا يضيق الشعر عن ولهي بها
فالصمت في حبي لهـا ديوانـي
مُدّي يديك إلـى وحيـد متعَـبٍ
ودعيهما حولـي فـلا يدَعانـي
ولتُسمعيني مـا ألفـت سماعـه
" يرضى عليك الله قدر حنانـي
وبقدر ما نظرت عيـون للسّمـا
ومشت على وجه الثرى رِجلانِ
وبقدر ما رمشت جفونٌ رمشـةً
أو وُحّـدَ الرحمـن عنـد أذان"
أمّاه والذكرى تهيّج بـي الأسـى
فيفيض مخزوني من الأشجـان
حُلم به عمـري أبيـع، ببعضـه
من فاز مثلي ليـس بالخَسـران
يا أيها الحلم الكريـم غمرتنـي
بالودق بعـد تصحـر أضنانـي
أخشى أفيق على الحياة وضنكها
في نومتي يا صاحبـيّ دعانـي
أدعو لها الرحمن واسـع جنـةٍ
ما خاب من يرجو جَدا الرحمـن