النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: العقل و الدين اليوم .رؤئ اسلامية

  1. #1 العقل و الدين اليوم .رؤئ اسلامية 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    736
    معدل تقييم المستوى
    19

    العقل و الدين اليوم. رؤئ أسلامية
    د.برونو اسماعيل عبد الحق كيدردوني
    تعريب .رزاق الجزائري

    اسمحولي في البداية ان اقص عليكم هاته القصة التي يرددها رفاقي الفلكيين كثيرا في الملتقيات العلمية.انها قصة استاذ في علم الفلك.كان اقام ملتقى عام لآخر الاكتشافات العلمية في علم الكونيات.لقد شرح نظرية "بيغ بان" .التوسع الكوني وتشكل المجرات....الخ.في نهاية الملتقى.سيدة عجوز تقدمت منه وقالت"استاذي العزيز.كل ما قلته جد معقد فنحن نعلم بان العالم كله متوضع فوق ظهر سلحفاة كبيرة"ابتسم البروفيسور وسال بدوره السيدة العجوز"جيد سيدتي الفاضلة.لكن فوق ماذا تتموضع هاته السلحفاة اذن" .اجابت السيدة العجوز *بديهيا هي تتموضع فوق سلحفاة اخرى"و استمر الاستاذ يعيد نفس السؤال وهي تعيد نفس الاجابة. "سلحفاة فوق سلحفاة بدون نهاية".
    عندما يردد زملائي الفلكيين هاته القصة لا استطيع ان اجزم ان هاته القصة هي حقيقية او من نتاج خيال.فينتابني احساس بانهم يمزجون بين التهكم والاستياء .التهكم من جهل هاته المراة العجوز و الاستياء من عدم معرفتها ايضا "اين يتموضع العالم" فالسيدة العجوز.هي جاهلة من وجهة النظر العلمية لكنها محقة من وجهة النظر الميتافيزيقية.من هذا المعنى هي تدري ان كل شيء يتموضع على اساس.على قاعدة. على ركيزة.و البروفيسور محق من وجهة نظر علمية.لكنه مخطئ من وجهة نظر ميتافيزيقية.فهو ينفي وجود هاته الركيزة اللامتناهية من السلاحف.التي بشكل او آخر تعبير عن وجود كوني.
    نستطيع ان نقول بان العلم يهتم بوجود هاته "السلاحف"تماما مثلما يهتم بالاسباب المترابطة و العوامل التي تتحكم بهذا العالم.لكنها بقيت مغيبة داخل القاعدة.التي تتباعد عن رآها.هاته القاعدة التي تسمح لنا بالاجابة عن سؤال "ليبينز"لماذا توجد اشياء من العدم"لهذا السؤال فالمعتقد يجيبنا ان هاته القاعدة ليست الا الله الفرد الصمد المتحرر من كل العالم ومن كل شيء .الحق.الشيء الحقيقي في كل شيء.المحيط الذي يحيط بكل شيء.سبحان الله عما يصفون .فرحمته وسعت كل شيء.المجيد .الذي هو فوق كل باطل.العظيم.فلولا رحمة الله لما كان الكون موجودا.
    لدي انطباع ان هاته القصة تجعلنا نستشف ان العلاقة بين العلم والدين هي جد مهمة.لان هاته المسألة هي اقدم حتى من عمر الفلسفة نفسها.التي حاولت في بدايتها ربط التوقعات الوضعية بين المنطق و الايمان.الحقيقة والحق.الحرية و القدر.
    في تتبعنا لآثار هاته البدايات في المعالجات العقائدية التوراتية.و المسيحية.ثم الاسلام.حقبة كان الغرب يعيش القرون الوسطى.كانت هاته المسالة مطروحة ايضا بعد ولادة العلم الحديث في القرنين .نهاية بتحرر المنطق موازاة مع الاكتشافات .و المجتمعات وعلاقاتها بالكنائس.بقي الخيط الاحمر الذي تعدى كل حقبة .حتى مجيء المفكرين امثال"ماركس ونيتشه وفرويد"الذين فتحو الباب على الشك الحالي.من ان الرأي الغالب كان يرى ان بين العلم والدين طلاقا أبديا حيث بقيت حادثة غاليلو السمة التي وصمت تلك العلاقة..
    فضلا على انه لا شيء هو قطعي في التفكير الإنساني.و هو شيء غير مبالغ فيه إذا قلنا ان دراسة العلاقة بين العلم و الدين تناولها شيء من التحفظ حتى بدايات الألفية حيث كان هناك اهتمام أكيد ظاهر في هذا المجال خلق ثورة في من القرائن ذات صبغة عالمية في خضم ثورة التبادل ألمعلوماتي و التحديات .في إبراز كل الإشكاليات الجديدة التي ساعدت في إعادة ظهور كل الأسئلة القديمة .التي أعيد تجديدها بديكور جديد معاصر لتبرز بقوة مسجلة ان مسألة "الحوار بين العلم و الدين "هو في الطريق ليعرف انطلاقة سريعة بأدواته و أدبياته و مراكز البحوث المتعلقة به .
    وهذا الموضوع تمحور خاصة في العالم الغربي في محيط تميز بأصوله المسيحية (كاثوليكية و بروتستانتية) وفي قلب مجتمع مهدد بخراب العالم و زوال وهم الحداثة.كما انه حتى الثقافات الأخرى كانت لها اهتماماتها بهذا المجال خصوصا المسيحيون الشرقيون في الهند و الصين .
    و نحن نريد هنا دراسة انه لماذا انه يجب علينا نحن المسلمين المشاركة في هذا المشروع و كيف يمكننا ذلك. فالحوار بين العلم و الدين لا يمكن أن يكون إلا في إطار معايير منهجية مضبوطة.فشروط هذا الحوار تحتاج إلى أولوية تحرر كل ما هو بين العلم و الدين. بدءا بأولويتبن .
    أولا بعيدا عن الاختلاف في الأدبيات هناك اتفاق عام على أسس التطبيقات العلمية." نركز هنا بالخصوص على العلوم الطبيعية" لانطلاقة لفهم العوالم التي تركز على المنطق في محاولة للربط بين النظرية و التجريب و (الملاحظة).
    ثانيا .و هنا ليس للتأكيد على التوافق.نضع بأنه هناك أيضا شبه اتفاق لدى كل الديانات في كونها ترجمة للتجربة الإنسانية..زيادة على أنها شريعة لكل نواح الحياة "تعاليم أصلية" ما نسميه في الإسلام "الدين القيم".وما يتناول في هذا الحوار .هو الخطاب التأويلي من طبيعته الفلسفية التي تكون على أساس يرتكز على المناهج و التطبيقات و النتائج العلمية مع خطاب ديني او عقائدي مبني على معطيات تظهر تجربة الإيمان من خلال المعرفة الروحية .
    وهذا الحوار يصطدم بعدة مفاهيم لعدة ديانات.لعدة مذاهب عقائدية و نظرات لهذا العالم.فهو بحاجة ماسة لمفاهيم وسطية تعتمد أساسا على المفردات الفلسفية .الفلسفة اليونانية و فلسفة القرون الوسطى قد خلقت مثل هكذا مفردات .وفي الغرب اليوم وفي العالم العربي و الإسلامي .الحديث عن العلاقة بين الإيمان و المنطق .هذه الجملة ربما لا زالت تستعمل .لكنها ليست متماشية مع واقعنا الحالي لان العالم تغير منذ القرون الوسطى .
    فقد كانت ذات منطلق استنتاجي يعتمد المنطق أساسا لكن عليها من اليوم ان تعتمد على الاستقراء و الاستنتاج معا و تستعمل المنطق و التجريب معا لاستخلاص قوانين عامة من خلال دراسة الظواهر و تجربة هاته القوانين في حالات أخرى.
    أخيرا بعيدا حتى عن المشاكل البسيطة للترجمة في الانجليزية (لغة العلم المعاصر) الى العربية و العكس بالعكس علينا ان نعلم ان المفردات العلمية لا تقبل المجاملة خصوصا في الميادين التقنية المضبوطة و التي هي نتاج نظريات معقدة لا يجوز ترجمتها من طرف عديمي الاختصاص .
    كما نه ينبغي ايضا التسائل هل هذا الحوار هو شيء جوهري .ففي الغرب كثيرون يدافعون عن النظرة المادية للعالم نظرة تعتمد على العقل. مؤكد ان العقل هو السيد في البحث عن التفسيرات الطبيعية للظواهر الطبيعية وقد نجح في ذلك ما يحلو للبعض تسميته "المنهجية المادية للعلم" بالمقابل الكثيرون استخلصوا ان هذا هو واقع فقط في المجال المحسوس في واقع التفسيرات الطبيعية ما نسميه "المادية الانطولوجيةmatérialisme ontologique"" الوجودية المادية"وهي قفزة لا أهمية لها فلدى المتدينين الله هو من وضع قواعد اللعبة و دفع الإنسان للسعي في البحث عن الكمال "فأرجع البصر هل ترى من فطور"
    طبعا لدينا الحق في اعتبار المادية الانطولوجية هي نتاج المنهجية المادية للعلم ما يجعلنا نستخلص الإجابة قبل السؤال لو أننا آخذنا بان العلم لا يمكن ان يتجاوز ماهية المادة و فلسفتها فلن يكون للدين أي مشروعية و الحوار بين العلم و الدين لن يقودنا سوى إلى أخطاء متكررة و بالعكس الآراء الدينية المتعصبة تقول أن علم البشر ليس له اي أهمية مع التعاليم الإلهية و ان الإنسان لا يمكنه ان يفهم شيئا عن هذا العالم لذا فإنه ليس للبحث عن تفسير هذا العالم عن طريق العلم أي مشروعية .
    ما نريده هنا هو طرح رأي لا يتحدد في الرأي المادي او اللاهوتي رأي ثالث أكثر شمولية ذلك الذي يقود العلم بكل عوالمه الفلسفية في مواجهة معانيه المجردة للواقع و المعرفة مع الديانات الكبرى و تفسيراتها مع عدم التعصب لأي نظرة او إيديولوجية
    لان المهم في هذا المشروع هو المحافظة على هذا الحوار وهذا يخلق و يسجل الحدود المشتركة و النقاط الغير مشتركة التعارض و التوافق و نقط التقارب. يتعلق الامر هنا في النهاية بمحاولة رسم مفهوم شامل يتوسع بالخصوص في المقاربة بين التقدم المتسارع للعلم و انفتاح الديانات في العالم مع الحداثة مع الأخذ بالاعتبار تعدد الديانات.
    لماذا هناك اليوم بعث جديد لجدل قديم بين الأيمان و المنطق في شكل "حوار بين العلم و الدين" ببساطة نستطيع استخلاص على الأقل أربع أسباب لذلك.
    أولا ثورة العلم الحديث في مطلع القرن العشرين ما جعل نوعا من ظهوربعض المفاهيم بان العلم يحقق الكمال المنشود بينما حتى في العلم نفسه هناك حدود للمعرفة الإنسانية لهذا العالم فحتى في الرياضيات و الفيزياء و علم الكونيات تتجلى مظاهر القصور و الشك و اللاتناهي و التنبؤ .كخلاصة فالعلم يقر بان هناك حدود راسخة لمعرفته للعالم.
    بعيدا عن اعتبار ذلك إخفاقا للمنطق فتقدم العلم دليل على قوته فهناك مظاهر ذات طبيعة فلسفية ليس لها تفسير الا في العلم اين يكون العلم هو المدخل لكل حقيقة. مؤكد هو ممكن إذا استثنينا طرح المسائل الفلسفية الكبرى و اعتبرنا العلم هو "الخلاصة كل الوصفات التي تنجح دوما" على حد تعبير"بول فاليري"
    لكن الكثير من العلماء المعاصرون الذين يرفضون هذا المبدأ "ألعملياتي" ويؤمنون حقا ان هناك إرادة حرة بذاتها وهم بذلك في بحث عن مغزاها عم معنى لممارساتها و نتائجها باحثين في النهاية عن أسباب نجاح و محدودية العلم مدخلين هذا في منظور أكثر شمولية.
    ثانيا الحوار عليه ان يكون أيضا مهتما بالمسائل اللاهوتية و بالمفكرين الدينيين نفسهم على الأقل أولئك الذين يقرون بأنه علينا التفكر في الكون لمعرفة الطريق الى الله المفكرون الذين يدركون بان التعاليم اللاهوتية لا تتوافق فيما بينها و لا تتطابق دائما مع ما نعرفه عن هذا العالم.
    إذن فقط العلماء و المفكرون الدينيون المهتمون بحقيقة هذا الوجود يستطيعون ان يكونوا في مكان واحد لدراسة ما يستطيع العقل و الدين ان يعطونا و بناءا على ما نستطيع ان نتعلمه تكون الاهتمام بدراسة الواقع هذا المعطى الجلي الموجود بغير إرادتنا.
    بالمعطى كثير من الفاعلين الكثر في الفكر المعاصر المنشغلون بالبناء الإنساني مهتمون بإعطاء أساس لفكر لنبذ فكرة عالم يناقض القيم.
    ثالثا هذا اللقاء بين العلماء و الدينيين هو مهم في إطار عولمة المشاكل الإنسانية التي تصادفنا كل يوم على الصفحات و اخذ القرارات التي تخص كوكبنا في ما يخص الاحتباس الحراري و أزمة المياه و تقاسم الثروة الطبيعية والتعديل الوراثي و حفظ التنوع البيولوجي و تصريف النفايات.
    انه من البديهي ان مثل القرارات إذا أردناها ان تكون قابلة للحياة عليها ان تكون مثارة بجدل علمي مع احترام الطبيعة الثقافية لمختلف الثقافات التي تكون في الغالب على قاعدة دينية و تقبل هاته النقاشات المعقدة و القرارات الصعبة و التي هي ضرورية علينا ان نكون معا. لهذا فالنقاش بين العلم و الدين يتطلب توضيح النصوص الدينية لإزاحة الجليد و جعلها تعتمد نفس اللغة.
    أخيرا العامل الرابع وهو الأكثر أهمية الحوار بين العلم و الدين بشكله الجديد أخذا بعين الاعتبار تعدد الديانات يوجب حوار داخليا بين هاته الديانات نفسها مع مراعاة منطق العلم في هذا العالم "عالم اين نحن معا " وإمكانية تماشي هذا المنطق او لا مع كل ديانة علينا ان نتعلم و نتقبل و نتعاون الحديث هنا عن واقع فيزيائي محسوس طرق المعرفة التي على الإنسان ان يبحث عنها بشغف للاقتراب من المسائل الميتافيزيقية عن الطبيعة النهائية للوجود و المعرفة الشاملة و الانفتاح على المعرفة الحقيقة للإرث الروحي الإنساني .
    الحوار بين العلم و الدين تدفعه رياح قوية في بداية هاته الألفية لكنه امر حتمي ان نتقبل احتمال خيبة قوية لهذا الحوار. ان كل من يتشارك في هذا الحوار لا يتفق على ما نسميه نهاية الرحلة "الامل من هذا الحوار" لأننا نستطيع ان نستشف مباشرة ان الكثيرين لهم أهداف مسبقة في إثبات و جهة نظر في صالح الدين او العلم.
    بالنسبة لهاته الفئة الاولى هذا الحوار سيقود حتما الى خسران احد الطرفين ففي رأيهم الاثنين لا يمكنهم التعايش طويلا. رأي مستغرب. ففي الحقيقة بالنسبة لآخرين الأمر يتعلق بإثبات حقيقة ديانتهم نفسها استخدام العلم كدليل هكذا مواقف علينا ان ندركها وهي شائعة بكثرة عندنا نحن المسلمين اين الكثير يتفقون ان الإسلام هو الدين الوحيد الذي يتوافق مع المنطق. لكن باي شكل من المنطق ؟
    فئة ثالثة التزمت بمشروع و الذي له أهدافه النبيلة في غربلة كل المبادئ المتعصبة او ما يسمون ب "اللاهوتيون الطبيعيون".« théologie naturelle ».
    اللاهوتية الطبيعية هي منهج يعتمد على محاولة إثبات وجود الله عن طريق موضوعية وجود الكون اي ان وجود الله يستطيع ان يكون منطلقا لمشروعية علمية او على الأقل الله يستطيع ان يكون عاملا مساعدا في الدرجة الثانية بعد العلم وينظرون الى ذلك كاختيار موضوعي.
    أخيرا فئة رابعة و قد تكون أقلية كل ما يهمها هو أهمية تطور هذا الحوار على المبتغى منه فالحوار أصبح محركا لمدخل في فك الغاز العلم التي تعود بنا إلى لغزين أساسيين الوجود و الإنسان و هو الأمل المنظور الذي نريد رسم خطوطه هنا خصوصا من اجل الإسلام.
    فالمفكرون الإسلاميون الذين يدرسون العلاقة بين العقل و الدين يركزون بالأساس على الطابع الابستومولوجي للإسلام فالنصوص الإسلامية تركز على البحث عن المعرفة "العلم" كلمة ترددت اكثر من 800 مرة في القرآن وفي الأحاديث النبوية بمعنى "البحث عن المعرفة" وهي واجب ديني "ابحث عن العلم ولو بالصين"صدق الرسول الأكرم. ولهذه المعرفة ثلاث جوانب
    -المعرفة الدينية المستقاة من الوحي
    -معرفة الوجود انطلاقا من التحقق و التأمل
    -العلم من أرادة روحية مرتبطة بالله
    وللإحاطة بكل ما تعنيه كلمة علم. هي الإلمام بكل علم ممكن اين العلوم المعاصرة يمكن ان تكون إحدى السبل لمثل تلك المعرفة .الافتراضات البحث عن ابسط التفسيرات الطبيعية عن المنهج ربطا بالنظرية و التجريب و قياس الظواهر و استعما الرياضيات في وصفها و شرحها.
    و هاته المواقف المتباينة السابقة بين العلم و الدين تعطي تفسيرات مختلفة لتلك الجوانب الثلاثة .الا ان جوهر الاسلام هو التأكيد على وحدانية الله "التوحيد" الذي يكفل و وحدانية المعرفة أي ان كل معرفة حقيقية تقود الى الله.وهي في روح كلمة "آية" التي تعني مظاهر هذا الخلق في نص القرآن الكريم.و ما يسمى بالآيات الكونية لجذب الانتباه الى المظاهر الطبيعية لفهم الغاز الكون التي وضعها الخالق .و بناء على ذلك لا يجب ان يكون هناك خلاف بين البيانات التي تنتجها المعرفة و تلك التي يقوم بها الوحي او ما يسمى بالحقيقة المزدوجة كما وجدت في كتابات لاتينية ادانتها القرون الوسطى و نسبت زورا الى الفلاسفة المسلمين.
    فالحقيقة ان الفكرة الاساسية لوحدانية المعرفة انعكست في فلسفة اثنين من كبار القلاسفة المسلمين "أبو حامد الغزالي و ابو الوليد محمد ابن رشد"في كتاباتهم التي لا تزال تتناول الى اليوم .فقد درسو على حد سواء العلاقة بين العقيدة الاسلامية من جهة و الفلسفة و العلوم اليونانية من جهة اخرى. وقد بنت اعمالهم على المسألة التي تؤرقنا اليوم العلاقة بين العقل و الدين.
    الغزالي في كتابه "المنقد من الضلال"يقول ان "إمكانية الوصول الى الحقيقة اليقينية هي مرتبطة بمعطى الهي .فإذا كان هناك خلاف ظاهر بين نتائج الفلسفة و النصوص الدينية فلأن الفلاسفة طبقوا تحقيقاتهم خارج نطاق المنطق و عمدوا الى صياغة مقترحات كاذبة ".
    فالغزالي يشير بذلك الى الفلاسفة الارتقاء بفلسفتهم و التوصل لكشف و تصحيح أخطائهم وتبين عدم الاتساق"التهافت" من نتائجها في اعتماد فقط العقل من دون حجج دينية.
    قرنا بعد ذلك بين إبن رشد وفي شكل من رأي فقهي طويل "فتوى"في اصل كتابه "فصل المقال"ان الفلسفة و العلم *الحكمة* هي واجب ديني شرعي .
    في نظره اذا كان هناك خلاف واضح بين نصوص الوحي و الفلسفة فالنصوص الدينية هي التي بحاجة الى تفسير"تأويل"بدل الوقوع تحت طائلة القول على الله كذبا.
    فعندما يتكلم المنطق الكرة ترمى في مرمى المفكرون الدينيون و على المفسرين العودة عن فهم افضل و تفسير للنص .
    و بالنسبة للغزالي مثل ابن رشد لايمكن ان يكون هناك خلاف جوهري بين العقل و الدين فالخلاف في الاصل هو سوء فهم.
    يتبع.....

    أصل المقال في المربد

    التعديل الأخير تم بواسطة رزاق الجزائري ; 12/11/2008 الساعة 04:12 PM
    قد تهزم الجيوش لكن لن تهزم الأفكار إذا آن أوانها
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. ق.ق.ج كرامة العقل
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 22/06/2010, 12:22 AM
  2. العقل الغربي لا يتفوق على العقل غير الغربي
    بواسطة د. تيسير الناشف في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20/10/2009, 04:27 PM
  3. ذات العقل البهيميّ
    بواسطة نوف في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11/04/2008, 06:26 PM
  4. العقل و الدين في الفلسفة الاسلامية
    بواسطة رزاق الجزائري في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06/10/2006, 08:09 PM
  5. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 24/01/2006, 01:35 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •