مشاهدة نتائج الإستطلاع: مسابقة المربد الأدبية

المصوتون
15. هذا الإستطلاع مغلق
  • ممتازة

    12 80.00%
  • جيدة

    1 6.67%
  • لا بأس

    2 13.33%
إستطلاع متعدد الإختيارات.
النتائج 1 إلى 12 من 18

الموضوع: مشاركات قسم القصة

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #16 رد: مشاركات قسم القصة 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    4
    معدل تقييم المستوى
    0
    قصّة الطائر المجروح

    في يوم من الأيام، عندما كنت صغيرة تعوّدت اللعب مع صديقاتي في حديقة منزلي. وفجأةً، عندما كنت أركض معهم، سمعت صوت عميق يئن، يأتي من تحت الشجرة، حيث رأيتُ طائراً مجروحاً ملقىَ على الأرض. مباشرةَ قلت في نفسي: أنَّه من الضروري مساعدة ذلك الطائر، ثمَّ أخذته بعيداً لأعتني به وأضمّد جناحه المجروح.
    وبسرعة أحضرتُ له بعض الحبوب والقليل من الماء.
    بعد فترة ليست بطويلة عدتُ لأراه واطمئن عليه، حقاً رأيته مستغرقاً في النوم.
    وبعد أيام، في الصباح الباكر، ولحسن الحظ كان يطير ويزغرد ويملأ السماء تهليلاً وتغريداً فرحاً ومرحاً هو وأصدقاؤه.
    نعم كنت سعيدة جداً بهذا المنظر الرائع الجمال، وقد تمنيت لهم السعادة الدائمة. وأخيراً من خلال قصة ذلك الطائر ضرورة الحرية له ولكافة الطيور الجميلة.

    كاتبة القصة: رشا منذر السمكري
    rasha1983_s@yahoo.com



    حنين
    في يوم من الأيام، وبينما كنَّا نلهو ونلعب ونمرح في أرجاء الحديقة أنا و صديقاتي، سمعت صوت طفلة صغيرة تصرخ وتبكي، ركضتُ مسرعة وراء الصوت فوجدتُ طفلة صغيرة لا تتجاوز الأشهر من عمرها، موضوعة في مهدها، رائعة الجمال كبياض الثلج، سوداء الشعر، ذات عينان سوداوان مكحلتان وكبيرتان، فأخذتها إلى منزل عمتي الكبيرة في السن والتي لم ترزق بطفلٍ حتى الآن، ففرحت بها كثيراً وقلت لها: أن تعتني بها وتطعمها وتعاملها منذ هذه اللحظة كابنة وطفلة لها. وأثناء وضعها في السرير كان في جيبها ورقة وكان مكتوب عليها فقط عبارة (( هذه الطفلة أمانة في أعناقكم)) حتى أنَّه لم يُذكر أي شيء عنها وعن اسمها ونسبها. وبعد أيام ذهبت عمتي وقامت بتسجيلها باسم لونا وأنسبتها لكنية زوجها.
    يوماً بعد يوم بدأت هذه الطفلة الصغيرة تكبر والسعادة والفرحة تملآن أجواء المنزل فرحاً ومرحاً بها. وحين دخولها المدرسة بدأت وعمتي في مساعدتها في دراستها، وقد كنت مدرسة في ذات المدرسة، فكان همَّنا الوحيد هو رسم الابتسامة والسعادة على وجه هذه الطفلة، فكانت أيضاً الفرحة تملأ وجوه أصدقاؤها والتعاون والإخاء والمودة والمحبة تكبر بينهم يوماً بعد يوم. و كان من بين أصدقائها فتاة بدأت أولاً بالتقرب من صديقات حنين المقربين والمتعاونين معها لتتعرَّف عليهم عن كثب، فكانت الطفلة حنين من المتفوقات في صفها فبدأت صديقتها لونا تزورها في منزلها بشكل مستمر وقد كانت صديقة كسولة جداً لها حيث كان هدفها الوحيد هو التقرّب منها لمعرفة طرقها في دراستها واتباع أسلوبها المماثل لها أيضاً في كل شيء، وبدأت تراقبها بكل خطواتها وتصرّفاتها ومحادثة صديقتها المقرَّبة لها لمعرفة كل شيء عنها بالتفصيل واستدراجها حول الأحاديث التي تدور بينهما، ولعفوية حنين كانت تبوح عن كل ما بداخلها إلى لونا وقد كانت تجلس لونا بجانبها في كل حصة درسية إلى حين بدء الامتحانات ولونا التي بجوارها بدأت تلهيها بالحديث معها بصوتٍ خافت و حنين المسكينة كانت تجيبها على بعض أسئلتها، والوقت يمرّ بسرعة دون أن تشعر حنين بذلك وصديقتها مستمرة بالكتابة. فعجباً لأمر حنين أريدها فقط أن تهتم بالكتابة وملء ورقة امتحانها دون اللهو مع صديقتها لونا، ومضت على هذا المنوال لحين انتهاء الامتحان بأكمله. وبعد فترة فوجئت حنين بنتائج الامتحان وتدني علاماتها وأنَّ صديقتها الكسولة قد تفوقت عليها.
    أقبلت حنين تخبرني بنتائج الامتحان وتقول لي: أتذكرين صديقتي التي كانت تأتي وتطالع معي، فأجبتها: نعم، وما بها؟ فقالت لي: لقد نجحت بعلامات أعلى منّي. فقلت لها: أروي لي بالتفصيل ما الذي حدث معك بالامتحان يا حنين. ولماذا علاماتك متدنية بهذا الشكل؟ فقالت لي: إنًّني أثناء الامتحان كانت أساعد صديقتي بحل الأسئلة، ونسيت نفسي وأنَّ الوقت قد مرَّ ولم أستطع اجتياز الامتحان كما يجب.
    ومنذ ذلك اليوم نصحتها بالا تصغي لها وإن أرادت أي شيء منك قولي لها: أن تسأل معلمتها وإنَّك لست المسؤولة عنها ويتوجب عليك الاهتمام بدراستك أكثر.
    وفعلاً قد أصغت إلى هذه النصيحة لكي تبقى متفوقة كما عهدتها من قبل، بشرط ألا ترافقها. فعجباً لذكاء صديقتها هذه رغم أنَّها كسولة. رغم كل ذلك لم تتوانى هذه الصديقة عن جلب المشاكل والمتاعب لحنين. حيث بدأت تلهيها عن دراستها كثيراً وحتى عن أصدقائها. ولله الحمد فقد كانت حنين تخبرني بكل شيء وأنا بدوري أقوم بنصحها بشكل مستمر ريثما عادت حنين التي أعرفها، لانا المتفوقة في دروسها وفي صفٌّها أثناء حلها لأسئلة الامتحانات دون مضيعة وقتها في أشياء غير مجدية ومفيدة لها، وحرصها الدائم على انتقاء واختيار الأصدقاء الطيبين الصدوقين والمتفوقين والإبتعاد عن الأصدقاء السوء والكسولين والمسببين مضيعة للوقت وأذىً لبعضهم البعض.
    وبقيت على هذا المنوال إلى أن وصلت إلى أعلى المراتب وإختيارها لمهنة المحاماة لمحبتها بما يسمى بتحقيق مبدأ العدالة والإنسانية ونصرة المظلوم بحق وصدق وأمانة وإخلاص.
    ورغم ذلك كلّه أشعر بها دائمة التفكير والشرود وأنَّه يوجد شيء ما يشعره بنقص ما بداخلها لا تريد الإفصاح عنه أبداً، فلعلّ مشاغلها كثرت، وقد حاولتُ سؤالها مراراً وتكراراً عما يشغل تفكيرها، ولكن بدون أي إجابة من قبلها، إلى أن جاء يوم من الأيام وجلست تحادثني وعمتي، ونحن نشرب القهوة سويةً وهي تقول لي: إنّني الآن وفي متناول يدي قضية تشغل بالي كثيراً قد استلمتها من قبل سيدة تشغل بالها كثيراً، وتريد استشارتي فيها، وهذه السيدة وزوجها قد قاما بوضع طفلتهما منذ صغرها بالقرب من حديقة، ولم تترك بحوزة هذه الطفلة سوى ورقة صغيرة مكتوب عليها عبارة هذه الطفلة أمانة في أعناقكم، وذلك نظراً لظروف الزوجين والخلافات القائمة بينهما، حسب قول هذه السيدة. وسرعان ما عمتي رجفت واندلق فنجان القهوة من يدها، وهي تقول لحنين: بسرعة بسرعة هيا بنا إلى هذه السيدة، وفعلاً تم الاتصال بها لتحديد موعد لمقابلتها مع عمّتي في مكتب حنين. فاستغربت حنين من كل هذا وتقول لعمتي: لمَ تريدين مقابلتها؟ فقط أقوم باستشارتكم في هذه القضية لأنني ولأول مرة استلم مثل هذه قضية، فكيف لي أن أساعدها في إيجاد هذه الطفلة التي ضاعت منهم منذ الصغر. فأجابت عمتي: أرجوكِ يا حنين دعيني أراها وأحادثها وسأروي لكِ كل شيء بالتفصيل ولكن فيما بعد. فعلاً اجتمعت عمتي والسيدة، وعندما سمعت عمتي قصة هذه السيدة، أجابتها: إنَّ حنين هي الطفلة نفسها التي تبحثين عنها، وهي الآن التي تستلم قضيتك في البحث عن هذه الطفلة وفعلاً هي أمانة في أعناقنا منذ وضعها في الحديقة.
    وفجأةً حين سمعت بذلك دخلت مسرعة إليهم والدموع والبكاء تنهمر على وجوههم. حقاً كان ذلك الموقف صعب جداً لحنين وهي واقفة مندهشة ومستغربة عمَّا يدور حولها وهي تبكي وتلومهم على فعلتهم هذه وعدم افصاحهم بحقيقتها. وحينها لم تتمالك حنين أعصابها أثناء ذلك الموقف، فماذا ستفعل؟ هل تترك العائلة التي عاشت وترعرعت معها أم تذهب لتلك السيدة التي هي أمها والتي تركتها بلا عناية واهتمام بها منذ صغرها، لمجرد إثبات هويتها عن طريق ورقة صغيرة ما تزال بحوزة هذه العائلة. ولكنها سرعان ما حكَّمت عقلها وعادت لرشدها وصوابها، وقد كان جوابها: إنَّ الأم ليست التي ولدت وأنجبت فقط، بل الأم التي ربت وتعبت وسهرت على راحة أطفالها.
    ومنذ ذلك الوقت، قررت حنين ألا تترك هذه العائلة مع تواصلها وبقاءها المستمر مع السيدة أمها أيضاً. ولم تلومها نظراً لظروفها الصعبة التي قد مرَّت بها، والأهم من ذلك كلّه أنَّه بالتأكيد لم تشعر بالنقص الذي كان ينتابها كثيراً من ذي قبل، ولنجاحها وتفوقها أيضاً في عملها هو معرفة حقيقة نفسها ما يحفّزها ويساعدها على معرفة وحل قضايا ومشاكل الآخرين.
    أرجوا أن تنال قصتي البسيطة هذه إعجابكم.

    كاتبة القصة: رشا السمكري
    rasha1983_s@yahoo.com



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهيسرّني أن أشارك بمسابقة المربد الأدبية لقسم القصص، وأقدّم لكم ثلاثة قصص على التوالي: ---------- قصّة الطائر المجروح ---------- في يوم من الأيام، عندما كنت صغيرة تعوّدت اللعب مع صديقاتي في حديقة منزلي. وفجأةً، عندما كنت أركض معهم، سمعت صوت عميق يئن، يأتي من تحت الشجرة، حيث رأيتُ طائراً مجروحاً ملقىَ على الأرض. مباشرةَ قلت في نفسي: أنَّه من الضروري مساعدة ذلك الطائر، ثمَّ أخذته بعيداً لأعتني به وأضمّد جناحه المجروح.وبسرعة أحضرتُ له بعض الحبوب والقليل من الماء.بعد فترة ليست بطويلة عدتُ لأراه واطمئن عليه، حقاً رأيته مستغرقاً في النوم.وبعد أيام، في الصباح الباكر، ولحسن الحظ كان يطير ويزغرد ويملأ السماء تهليلاً وتغريداً فرحاً ومرحاً هو وأصدقاؤه.نعم كنت سعيدة جداً بهذا المنظر الرائع الجمال، وقد تمنيت لهم السعادة الدائمة. وأخيراً من خلال قصة ذلك الطائر ضرورة الحرية له ولكافة الطيور الجميلة. ---------- قصّة القط الغيور----------في يوم من الأيام عندما كنت في زيارة عند جدَّتي، وقع نظري على قطة جميلة، بيضاء وسوداء اللون في حديقة المنزل، فقمت وذهبت إلى هذه القطة ووجدت الحزن يملأ عينيها، حيث كانت وحيدة لا أحد يعتني بها أو يطعمها. فأشفقت عليها وذهبت مسرعة لشراء بعض الحليب لإطعام هذه القطة المسكينة. ومباشرةً بعد انتهائها من تناول طعامها قمت بمداعبتها واللعب معها والركض وراءها، ومن محبتي الشديدة لها قد سميتها القطَّة ((سي سي)) و بينما هي جالسة تتأمل ما يدور حولها. فجأةً ظهر قطّ من بعيد يحدّق بها، وكان رمادي اللون، عيناه كبيرتان، مشتعلتان غيظاً،. بدا وكأنه يرغب بالشجار معها، ولكنه عندما دنا منها شيئاً فشيئاً وجدته يحدِّق بطعامها أيضاً فأيقنت في هذه اللحظة أنَّه جائع جداً. فقمت بجلب بعض الطعام له. وفعلاً بعد انتهائه هو أيضاً من تناول طعامه أخذ يلعب معها يرتمي إلى الأرض يميناً ويساراً فقد فرحت لرؤيتهما يلعبان فرحاً كثيراً لرؤية ذلك وظننت أنَّهم أصبحوا صديقين فالفرحة حقاً ملأت قلبي وقد أطلقت عليه اسم القط ((لوتشي))، وبعد فترة نظرت إليهما فلاحظت أنَّ القط لوتشي قد عاود النظر إلى طعامها، فهرع منقضاً على طعامها وركلها بعيدا ًعنه وبدأ شجاراً عنيفاً دار بينهما وكل منهما ينقض ويهجم على الآخر والحقد يملأ عينا هذا القط الشرير فعجبت من أمره، فما به؟ وماذا يريد؟ ولماذا يفعل ذلك كلّه؟ علماً أنَّه تناول طعامه وبدأ اللعب معها، فبدأت حينها أفسَر حركاتهما هذه. إذ تبين لي أنَّ القط لوتشي يريدني أن ألاعبه وأكثر من إطعامه وأبعدُ هذه القطة عنه وعن الحديقة التي تقيم فيها. لكي يسرح ويمرح كما يشاء. فكأنَّه يريد أن يقتلها ويحلّ محلها في كل شيء. فغيرته منها ملأت قلبه فماذا أفعل بهما؟ فقد أحببت هذه القطة الصغيرة ((سي سي)) وشفقت عليها كثيراً فيجب على هذا القط الماكر المخادع أن يبتعد عنها. ولكن كيف لي أن أساعدها في فعل ذلك؟ وخاصةً أنني أراها وكأنها تطلب المساعدة، ففجاةً تبدَّل هذا القط وأصبح يلعب معها كأنَّ شيئاً لم يحصل وعادت الفرحة لمقلتي هذه القطة. فتركتهما وذهبت للنوم أفكّر في تصرفات هذا القط الغريب. فما عالم القطط هذا؟وفي اليوم التالي عندما استيقظت من النوم أردت أن أتناول الفطور في الحديقة. فرأيت القطط هرعة نحوي مسرعة فوضعت بعض الطعام لكليهما فنظرت إليهما ووجدت القط يلتهم بشدة الطعام كلّه ولم يبقى شيء لهذه القطة فعاد الشجار بينهما من جديد، وبقي على هذا المنوال لعدة ساعات، كلما أضع بعض الطعام يلتهمه لوحده دون أن يترك أي شيء منه. يا إلهي على هذا القط فبدأت بالتفكير بطريقة ما لإبعاده نهائياً عنها بأي وسيلة ممكنة، أعيدها كما كانت قطتي الصغيرة التي ألاعبها واعتني بها كل يوم. ولحسن حظي دنا من الحديقة قطتان كبيرتان، القطة الأولى تشبه تماماً القط لوتشي، بينما القطة الثانية تشبه كثيراً القطة سي سي، مباشرةً تراود في ذهني وأيقنت بأنَّ كلا القطتين والدة للآخر، ولكنني انتظرت قليلاً لأرى ماذا ستفعلان هذه القطط الكبيرة، رأيتهما تحدّقان بعمق شديد بالهررة الصغيرة فاقتربت القطة الكبيرة شبيهة القط لوتشي بأخذه بعيداً عن البقية، وجلبت القليل من الماء للقطة سي سي ووالدتها، فارتشقا القليل منه وذهبتا بعيداً عن الحديقة حزينتين.وبقيت وحيدة من دون وجود أي قطة في الحديقة. وبعد فترة ليست بطويلة وجدت القطة سي سي قد عادت تلعب وتمرح في الحديقة كما كانت عليه في بداية الأمر. والحركة والنشاط ملأ جو الحديقة بأكملها، والفرحة ملأت قلبي أيضاً.فالمغزى من هذه القصة أنًّ غيرة القط لوتشي أشدّ عنفاً وغيرةً وكرهاً لهذه القطة الصغيرة ليس محبةً بها، ولكنَّه يريد أن يقضي عليها ويحل مكانها، فغيرته أعمته ولم ينل أي شيء مما كان يفكر ويخطط له حيال هذه القطة، فكم حزنت حزناً شديداً عليها إذ أنها لا تستحق أن يحدث كل هذا بها فقط لمجرد غيرته الشديدة منها.فيا أصدقائي وصديقاتي الصغار: فعلأ أنَّ عالم الحيوان وخاصةً "عالم القطط" هذا من خلال هذه الحادثة التي شاهدتها والتي رغبت جداً بنقلها إليكم بطريقة مبسطة أنّه عالم أيضاً مليء بالشجار والعنف وأيضاً مليء بالألفة والتعاطف التي تكنّه هذه القطة اللطيفة لهذا القط الغيور رغم كلّ محاولاته التي باءت بالفشل لسبب وحيد هو طيبة هذه القطة في هذه القصة، ولذكائها بالرجوع إلى الحديقة التي كانت تعيش فيها.وأخيراً السؤال الذي يطرح نفسه هل في يوم من الأيام ستتبدل هذه القطة الطيبة إلى قطة سيئة.ستترك حرية وإبداء الرأي للقارئ.أرجو أن تنال هذه القصة إعجابكم. ---------- قصة حنين----------في يوم من الأيام، وبينما كنَّا نلهو ونلعب ونمرح في أرجاء الحديقة أنا و صديقاتي، سمعت صوت طفلة صغيرة تصرخ وتبكي، ركضتُ مسرعة وراء الصوت فوجدتُ طفلة صغيرة لا تتجاوز الأشهر من عمرها، موضوعة في مهدها، رائعة الجمال كبياض الثلج، سوداء الشعر، ذات عينان سوداوان مكحلتان وكبيرتان، فأخذتها إلى منزل عمتي الكبيرة في السن والتي لم ترزق بطفلٍ حتى الآن، ففرحت بها كثيراً وقلت لها: أن تعتني بها وتطعمها وتعاملها منذ هذه اللحظة كابنة وطفلة لها. وأثناء وضعها في السرير كان في جيبها ورقة وكان مكتوب عليها فقط عبارة (( هذه الطفلة أمانة في أعناقكم)) حتى أنَّه لم يُذكر أي شيء عنها وعن اسمها ونسبها. وبعد أيام ذهبت عمتي وقامت بتسجيلها باسم لونا وأنسبتها لكنية زوجها.يوماً بعد يوم بدأت هذه الطفلة الصغيرة تكبر والسعادة والفرحة تملآن أجواء المنزل فرحاً ومرحاً بها. وحين دخولها المدرسة بدأت وعمتي في مساعدتها في دراستها، وقد كنت مدرسة في ذات المدرسة، فكان همَّنا الوحيد هو رسم الابتسامة والسعادة على وجه هذه الطفلة، فكانت أيضاً الفرحة تملأ وجوه أصدقاؤها والتعاون والإخاء والمودة والمحبة تكبر بينهم يوماً بعد يوم. و كان من بين أصدقائها فتاة بدأت أولاً بالتقرب من صديقات حنين المقربين والمتعاونين معها لتتعرَّف عليهم عن كثب، فكانت الطفلة حنين من المتفوقات في صفها فبدأت صديقتها لونا تزورها في منزلها بشكل مستمر وقد كانت صديقة كسولة جداً لها حيث كان هدفها الوحيد هو التقرّب منها لمعرفة طرقها في دراستها واتباع أسلوبها المماثل لها أيضاً في كل شيء، وبدأت تراقبها بكل خطواتها وتصرّفاتها ومحادثة صديقتها المقرَّبة لها لمعرفة كل شيء عنها بالتفصيل واستدراجها حول الأحاديث التي تدور بينهما، ولعفوية حنين كانت تبوح عن كل ما بداخلها إلى لونا وقد كانت تجلس لونا بجانبها في كل حصة درسية إلى حين بدء الامتحانات ولونا التي بجوارها بدأت تلهيها بالحديث معها بصوتٍ خافت و حنين المسكينة كانت تجيبها على بعض أسئلتها، والوقت يمرّ بسرعة دون أن تشعر حنين بذلك وصديقتها مستمرة بالكتابة. فعجباً لأمر حنين أريدها فقط أن تهتم بالكتابة وملء ورقة امتحانها دون اللهو مع صديقتها لونا، ومضت على هذا المنوال لحين انتهاء الامتحان بأكمله. وبعد فترة فوجئت حنين بنتائج الامتحان وتدني علاماتها وأنَّ صديقتها الكسولة قد تفوقت عليها.أقبلت حنين تخبرني بنتائج الامتحان وتقول لي: أتذكرين صديقتي التي كانت تأتي وتطالع معي، فأجبتها: نعم، وما بها؟ فقالت لي: لقد نجحت بعلامات أعلى منّي. فقلت لها: أروي لي بالتفصيل ما الذي حدث معك بالامتحان يا حنين. ولماذا علاماتك متدنية بهذا الشكل؟ فقالت لي: إنًّني أثناء الامتحان كانت أساعد صديقتي بحل الأسئلة، ونسيت نفسي وأنَّ الوقت قد مرَّ ولم أستطع اجتياز الامتحان كما يجب.ومنذ ذلك اليوم نصحتها بالا تصغي لها وإن أرادت أي شيء منك قولي لها: أن تسأل معلمتها وإنَّك لست المسؤولة عنها ويتوجب عليك الاهتمام بدراستك أكثر. وفعلاً قد أصغت إلى هذه النصيحة لكي تبقى متفوقة كما عهدتها من قبل، بشرط ألا ترافقها. فعجباً لذكاء صديقتها هذه رغم أنَّها كسولة. رغم كل ذلك لم تتوانى هذه الصديقة عن جلب المشاكل والمتاعب لحنين. حيث بدأت تلهيها عن دراستها كثيراً وحتى عن أصدقائها. ولله الحمد فقد كانت حنين تخبرني بكل شيء وأنا بدوري أقوم بنصحها بشكل مستمر ريثما عادت حنين التي أعرفها، لانا المتفوقة في دروسها وفي صفٌّها أثناء حلها لأسئلة الامتحانات دون مضيعة وقتها في أشياء غير مجدية ومفيدة لها، وحرصها الدائم على انتقاء واختيار الأصدقاء الطيبين الصدوقين والمتفوقين والإبتعاد عن الأصدقاء السوء والكسولين والمسببين مضيعة للوقت وأذىً لبعضهم البعض.وبقيت على هذا المنوال إلى أن وصلت إلى أعلى المراتب وإختيارها لمهنة المحاماة لمحبتها بما يسمى بتحقيق مبدأ العدالة والإنسانية ونصرة المظلوم بحق وصدق وأمانة وإخلاص.ورغم ذلك كلّه أشعر بها دائمة التفكير والشرود وأنَّه يوجد شيء ما يشعره بنقص ما بداخلها لا تريد الإفصاح عنه أبداً، فلعلّ مشاغلها كثرت، وقد حاولتُ سؤالها مراراً وتكراراً عما يشغل تفكيرها، ولكن بدون أي إجابة من قبلها، إلى أن جاء يوم من الأيام وجلست تحادثني وعمتي، ونحن نشرب القهوة سويةً وهي تقول لي: إنّني الآن وفي متناول يدي قضية تشغل بالي كثيراً قد استلمتها من قبل سيدة تشغل بالها كثيراً، وتريد استشارتي فيها، وهذه السيدة وزوجها قد قاما بوضع طفلتهما منذ صغرها بالقرب من حديقة، ولم تترك بحوزة هذه الطفلة سوى ورقة صغيرة مكتوب عليها عبارة هذه الطفلة أمانة في أعناقكم، وذلك نظراً لظروف الزوجين والخلافات القائمة بينهما، حسب قول هذه السيدة. وسرعان ما عمتي رجفت واندلق فنجان القهوة من يدها، وهي تقول لحنين: بسرعة بسرعة هيا بنا إلى هذه السيدة، وفعلاً تم الاتصال بها لتحديد موعد لمقابلتها مع عمّتي في مكتب حنين. فاستغربت حنين من كل هذا وتقول لعمتي: لمَ تريدين مقابلتها؟ فقط أقوم باستشارتكم في هذه القضية لأنني ولأول مرة استلم مثل هذه قضية، فكيف لي أن أساعدها في إيجاد هذه الطفلة التي ضاعت منهم منذ الصغر. فأجابت عمتي: أرجوكِ يا حنين دعيني أراها وأحادثها وسأروي لكِ كل شيء بالتفصيل ولكن فيما بعد. فعلاً اجتمعت عمتي والسيدة، وعندما سمعت عمتي قصة هذه السيدة، أجابتها: إنَّ حنين هي الطفلة نفسها التي تبحثين عنها، وهي الآن التي تستلم قضيتك في البحث عن هذه الطفلة وفعلاً هي أمانة في أعناقنا منذ وضعها في الحديقة.وفجأةً حين سمعت بذلك دخلت مسرعة إليهم والدموع والبكاء تنهمر على وجوههم. حقاً كان ذلك الموقف صعب جداً لحنين وهي واقفة مندهشة ومستغربة عمَّا يدور حولها وهي تبكي وتلومهم على فعلتهم هذه وعدم افصاحهم بحقيقتها. وحينها لم تتمالك حنين أعصابها أثناء ذلك الموقف، فماذا ستفعل؟ هل تترك العائلة التي عاشت وترعرعت معها أم تذهب لتلك السيدة التي هي أمها والتي تركتها بلا عناية واهتمام بها منذ صغرها، لمجرد إثبات هويتها عن طريق ورقة صغيرة ما تزال بحوزة هذه العائلة. ولكنها سرعان ما حكَّمت عقلها وعادت لرشدها وصوابها، وقد كان جوابها: إنَّ الأم ليست التي ولدت وأنجبت فقط، بل الأم التي ربت وتعبت وسهرت على راحة أطفالها.ومنذ ذلك الوقت، قررت حنين ألا تترك هذه العائلة مع تواصلها وبقاءها المستمر مع السيدة أمها أيضاً. ولم تلومها نظراً لظروفها الصعبة التي قد مرَّت بها، والأهم من ذلك كلّه أنَّه بالتأكيد لم تشعر بالنقص الذي كان ينتابها كثيراً من ذي قبل، ولنجاحها وتفوقها أيضاً في عملها هو معرفة حقيقة نفسها ما يحفّزها ويساعدها على معرفة وحل قضايا ومشاكل الآخرين.أرجوا أن تنال قصتي البسيطة هذه إعجابكم. الكاتبة: رشا السمكريمواليد: دمشق 18-04-1983عنوان الإيميل: rasha1983_s@yahoo.com************************************





    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 27/11/2008 الساعة 11:10 PM
     

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات قسم القصة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 15/03/2010, 04:15 AM
  2. مشاركات قسم الشعر
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 14/03/2010, 04:26 PM
  3. مشاركات قسم الشعر
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 05/12/2008, 11:18 AM
  4. نقد مشاركات المسابقة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 22/12/2007, 12:05 AM
  5. مشاركات مسابقة المربد (( قسم القصة))
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01/12/2007, 04:11 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •