رأيتني في الحلم يوما أطير فلا أرض تشدّ ولا وعثاء الكيان تهدّ واستوى لي الوجود جمالا يغري وتجلّت القيعان زلالا تجري وعشقت عيني عيني ثمّ أفقت .. آه .. آه ..آه .. أفلا سبيل إلى الحلم ؟.. وعيني أعشيت يوم رأت أم عنها توارت كتائب الشمس فانهارت؟ ..وحلمي أيهزأ بي أم هو صدأ الغرّ مخدوعا يغرّر بي ؟ .. يا ويلتى ..استوت الأنــــوار والظّــُــلـَــــمُ ..رأيتني فيك فرأيتك فيّ كيانا مشلولا وعزما مفلولا..أفآنس بعد اليوم بك؟..
وما أنت ؟ ..
إذا كنت فيّ وكنت فيك فلا أنا ولا أنت..
أأبحث عنك وأنت العجز؟.. أولا أكون بذاتي حتّى لاأنت ..
" لا يا أيّها المتقادر.. انظر حولك تر ثمّ أمسك بالأفق واحتلب الزّمن الغابر" كذا دوّى في أعماقي صوت شجيّ فقلت : " هو ذا .. لأنت هو ..
لك وحدك .. وحدك .. وحدك .. أحني هامتي ..
فامتدّت تشدو قامتي : أنا الإنسان ..
يا فرحتى .. الآن عَرَفـْـتـُـنِــي .. لولاك ما عرفت .. الآن أقسم أن لا إيمان بالإنسان ..
أنت .. أنت .. أنت ..
فهل تراك قبلت ؟
معذرة .. أستثني من استثنيت ..
