مسروق بن الأجدع
اسمه :
هو مسروق بن الأجدع الهمداني الوادعي أبو عائشة الكوفي .
قيل سرق وهو صغير ثم وجد فسمي مسروقا .. وولد في السنة الأولي من الهجرة ، أو قبلها بسنة علي خلاف بين الرواة .
قالوا عن مسروق :
قال عنه عامر الشعبي : ( ما علمت أن أحدا أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق ) .
وقال العجلي : ( تابعي ثقة ، كان من أصحاب عبد الله الذين يقرأون ويفتون ، وكان يصلي حتي ترم قدماه ) .
وقال عنه ابن المديني : ( أنا ما أقدم علي مسروق أحدا صلي خلف أبي بكر ) .
وقال الشعبي : لما قدم عبيد الله بن زياد الكوفة قال : من أفضل الناس ؟ قالوا له : ( مسروق ) .
وعن منصور عن ابراهيم ، قال : ( كان أصحاب عبد الله - أي ابن مسعود - الذين يقرؤن الناس ويعلمونهم السنة ( علقمة ، والأسود ، وعبيدة ، ومسروق ، والحارث بن قيس ، وعمرو بن شرحبيل ) .
وقال أحمد بن حنبل : قال بن عيينة ( بقي مسروق بعد علقمة لا يفضل عليه أحد ) .
وعن ابن أبجر ، عن الشعبي قال ( كان مسروق أعلم بالفتوي من شريح ، وكان شريح يستشير مسروقا ) .
وقال عنه ابن سعد : ( وكان ثقة ، وله أحاديث صالحة ) .
وقال أبو نعيم : ( ومنهم العارف بربه ، الهائم بحبه ، الذاكر لذنبه .. في العلم معروق ، وبالضمان موثوق ، ولعبادة ربه معشوق : أبو عائشة المسمي بمسروق ) .
من شيوخه رحمه الله :
قال المزي في " تهذيب الكمال " :
روي عن أبي بن كعب وخباب بن الأرت وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن مسعود وعبيد بن عمير الليثي وهو من أقرانه وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل ومعقل بن سنان الأشجعي والمغيرة بن شعبة وأبو بكر الصديق وسبيعة الأسلمية وعائشة زوج النبي صلي الله عليه وسلم وأمها أم رومان ، يقال مرسل ، وأم سلمة زوج النبي صلي الله عليه وسلم .
ومن تلاميذه :
والكلام أيضا للمزي في التهذيب :
روي عنه : ابراهيم النخعي وأنس بن سيرين وأيوب بن هاني وحبال بن رفيدة وأبو وائل شقيق بن سلمة وعامر الشعبي وعبد الله بن مرة الخارقي وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وعبيد بن نضلة وعمارة بن عمير والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وابن أخيه محمد بن المنتشر بن الأجدع و محمد بن نشر الهمداني وأبو الضحي مسلم بن صبيح ومكحول الشامي ويحي بن الجزار ويحي بن وثاب وأبو الأحوص الجشمي وأبو اسحاق السبيعي وأبو الشعثاء المحاربي وامرأته قمير بنت عمرو .
عبادته وورعه وزهده :
عن شقيق قال : ( كان مسروق علي السلسلة سنتين ، فكان يصلي ركعتين ركعتين ، يبتغي بذلك السنة ) .
عن ابراهيم بن محمد بن المنتشر ، قال : ( كان مسروق يرخي الستر بينه وبين أهله ، ويقبل علي صلاته ، ويخليهم ودنياهم ) .
وروي أنس بن سيرين عن امرأة مسروق ، أنها قالت : ( كان مسروق يصلي حتي تورم قدماه ، فربما جلست خلفه أبكي مما أراه يصنع بنفسه ) .
وعن الشعبي ، قال : ( غشي علي مسروق بن الأجدع في يوم صائف وهو صائم ، وكانت عائشة زوج النبي صلي الله عليه وسلم قد تبنته ، فسمي ابنته عائشة ، وكان لا يعصي ابنته شيئا ، قال : فنزلت إليه فقالت : " يا أبتاه أفطر واشرب " قال : " ما أردت بي يا بنية ؟ " قالت : " الرفق " قال : " يا بنية إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " ) .
وعن أبي اسحاق ، قال : ( حج مسروق فما بات إلا ساجدا ) .
وروي عن أبي الضحي ، أنه قال : ( غاب مسروق عاملا علي السلسلة سنتين ثم قدم ، فنظر أهله في خرجه فأصابوا فأسا ؛ فقالوا : " غبت سنتين ثم جئتنا بفأس بلا عود ! " قال : " إنا لله استعرناها نسينا نردها " ) .
وعن ابراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه ، قال : ( كان - يعني مسروقا - لا يأخذ علي القضاء أجرا ، ويتأول هذه الآية : { إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } .
ومن أقواله رحمه الله :
ما رواه مسلم عن مسروق أنه قال : ( كفي بالمرء علما أن يخشي الله ، وكفي بالمرء جهلا أن يعجب بعمله ) .
وعنه أيضا عن مسروق ، قال : ( إن أحسن ما أكون ظنا حين يقول لي الخادم ليس في البيت قفيز ولا درهم ) .
وقال أيضا : ( المرء حقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر ذنوبه فيستغفر الله ) .
وعن الشعبي أن مسروقا قال : ( لأن أقضي بقضية فأوافق الحق ، أو أصيب الحق أحب الي من رباط سنة في سبيل الله ) .
وعن ابراهيم بن محمد بن المنتشر عن مسروق ، قال : ( ما من شئ خير للمؤمن من لحد قد استراح من هموم الدنيا ، وأمن من عذاب الله ) .
وروي عن أبي وائل أن مسروقا حين حضره الموت قال : ( اللهم لا أموت علي أمر لم يسنه رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ولا أبو بكر ولا عمر ، والله ما تركت صفراء ولا بيضاء عند أحد من الناس ، غير ما في سيفي هذا فكفنوني فيه ) .
مات - رحمه الله - سنة اثنتين وستين ، أو ثلاث وستين .