النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: دقت نواقيس الوداع

  1. #1 دقت نواقيس الوداع 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية عبدالعزيز جويدة
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    12
    معدل تقييم المستوى
    0
    شعر عبدالعزيز جويدة



    دقَّتْ نواقيسُ الوداعْ
    والوقتُ ليلٌ والشتاءْ
    والهاربونَ من البلاءِ
    إلى البلاء
    يُرددونَ تحيةَ العَلَمِ المُهانِ
    ويهتفونَ الآنَ ضدَّ بلادِهِمْ
    من قالَ إنَّ الانتماءَ ضريبةٌ
    تأتي قضاءً أو قدرْ
    ماذا أخذتَ من البلادِ
    لكي تصونَ عفافَها ؟
    ماذا جنيتْ
    لتكونَ أنتَ الديدبانَ
    وواقفًا خلفَ الحدودِ مدافعًا
    عمن تُدافعُ يا تُرى ؟
    أعن اللصوصِ مدافعٌ ؟
    أعن البغايا والزناةِ
    وعِليةِ الأقوامِ
    تُجارِ البشرْ ؟
    الشمسُ في هذا الوطنْ
    ليستْ لنا
    ليسَ الهواءُ ، ولا السماءُ
    ولا القمرْ
    حتى الشجرْ
    حتى الثمرْ
    وطني حجرْ
    وقلوبُ من فيهِ
    أشدُّ من الحجرْ
    ***
    ماذا يُفيدُ الانتماءْ
    إن كنتَ أنتَ المنتمي
    نحو الذي لا ينتمي
    في الأصلِ لكْ
    وطنٌ وتشعرُ دائمًا
    بِتَبرُّئِه ..
    مني ومنكْ
    ماذا إذا كانَ الوطن
    خَصمًا عنيدًا يَرفُضُكْ
    وهناكَ أرضٌ تَلفِظُكْ
    وهناكَ ناسٌ تَجزُرُكْ
    وهناكَ ناسٌ تُحبِطُكْ
    وهناكَ ناسٌ في حياتِكَ تُقبِرُكْ
    والقتلُ في الأوطانِ أصبحَ حرفةً
    وطني أنا من علَّمَكْ ..
    فنَّ اغتيالِ الحُلمِ في مهدِ الشّخوصْ
    أو فنَّ تقطيرِ السمومِ ودسِّها
    في شهدِ آلافِ النصوصْ
    أوخدعةَ البسطاءِ بالشرفِ الرفيعْ
    من أجلِ تسمينِ اللصوصْ
    ما أهونَكْ
    قد قلتَ لي :
    كانَ الوطنْ
    حلمًا جميلاً عذَّبَكْ
    وطنٌ غريبٌ سيدي
    قد حلَّلَ الغرباءَ فيهِ
    وحرَّمَكْ
    والشمسُ لا تَهَبُ الشتاءَ الدفءَ إلا عندما
    في نارِها كلُّ المشاعرِ تَنصهِرْ
    كي تصهرَكْ
    ستمُرُّ مكسورَ الخُطى
    وخُطاكَ أثقلُ من جبلْ
    هي لحظةُ الإحساسِ بالعجزِ المُهينْ
    في إثرِ فقدانِ الأملْ
    هي لحظةُ الإحباطِ في حِضنِ الفشلْ
    وهي الجروحُ بداخلِكْ
    لا تندمِلْ
    نوعٌ من الموتِ البطيءْ
    ستمرُّ مكسورَ الخُطى
    وتسيرُ مثلَ السلحِفاةِ
    إلى الأجلْ
    ***
    هذي البلادُ مِن الذين نُحبُّهم ..
    كانوا كثيرًا يَحلُمونَ لأجلِنا
    ماتَ الحنينُ ولم نَعُدْ
    نشتاقُ دومًا أهلَنا
    أو أرضَنا
    من ذُلِّنا
    صِرنا عبيدًا كلُّنا
    والعبدُ شخصٌ ما له يومًا وطنْ
    العبدُ يسكنُهُ الأسيرُ وحُلمُهُ
    إما الهُروبْ
    أو ينتقمْ
    هو ليسَ يملِكُ هذهِ أو هذهِ
    هو ليسَ إلا الانتهاءُ إلى العدمْ
    العبدُ دومًا ينتظرْ
    لقدومِ سيدِهِ الجديدْ
    ليجُرَّهُ جرًّا
    ككبشٍ من غنمْ
    هلكَ الهلاكُ وما هلكْ
    يأيها العبدُ السجينُ تحيتي
    دُرْ في الفلَكْ
    لتكونَ مخصيًّا جديدًا هاهنا
    وغدًا ستركعُ في بلاطِ المُلْكِ
    إن مرَّتْ هنا بنتُ المَلِكْ
    إياكَ ترفعُ حاجبيكْ
    "مسرورُ" خلفَكَ
    ربما إن أمهلَكْ ..
    في المرةِ الأولى
    مُحالٌ بعدَها أن يُمهِلَكْ
    سيُطيحُ بكْ
    ويَسُرُّهُ أن يَقتُلَكْ
    ما أنتَ غيرُ الشمعدانْ
    أو واقفٌ في البهوِ دومًا ديدبانْ
    ويُكافئونَكَ لو يَرَونَ تَحَمُّلَكْ
    سيُناقشونكَ في فِراشِ الموتِ
    في جدوى انتِمائِكْ
    ليُعلِّموكِ الحبَّ للأوطانِ
    رغمًا عنكْ
    وتكونَ مضطرًّا لذلكْ
    ويعلِّموكَ فربَّما بالحبِّ
    تتسعُ المداركْ
    هذا جهازٌ في يدِكْ
    كجهازِ ضغطِكَ
    قِسْ بهِ
    قدْرَ انتمائِكْ
    وسيعرفونَ حقيقةً
    وبأيِّ قدرٍ يا فتى
    أحببتَ يا كلبًا بلادَكْ
    أتُحبُّ حاكمَها ، وزوجتَهُ
    وليَّ العرشِ ..
    أكثَرَ من عيالِكْ ؟
    سيُحاسبونكَ ، سوفَ تدفعُ جِزيَةً
    من حُرِّ مالِكْ
    وتَمُرُّ من أحدِ المعابرِ مرَّةً في العامِ
    تدفعُ درهمينْ
    ثمنَ الرصاصاتِ التي ..
    كانتْ تُعجِّلُ باغتيالِكْ
    الآنَ أصبحتَ المحبَّ المنتمي
    فاذهبْ لصندوقِ اقتراعٍ
    عاجلٍ أو آجلٍ
    وسيعرفونَ حقيقةً
    ما كان يجري في خيالِكْ
    سيحاسبونَ بكلِّ خاطرةٍ
    هنالِكَ أو هنا
    مرَّتْ ببالِكْ
    أما التقاعُسُ دائمًا
    فهو الهلاكُ لمنْ أرادْ
    فاربأْ بنا من فتنةِ المحيا
    وطوفانِ المهالِكْ
    ***
    قلْ لي بربِّكَ يا أخي
    هل ينتمي عبدُ القصورِ إلى القصورْ
    أو ينتمي عبدُ القصورِ
    إلى الخدمْ ؟
    حتى وإن سلَّمْتَهُ
    سيفًا يُدافعُ عنكَ بهْ
    فإن استدارَ
    فمنكَ أنتَ سينتقمْ
    هو ليسَ يملكُ من دوافعِهِ التي
    في العمقِ
    غيرَ اليأسِ ، أو طولِ الندمْ
    هو ليسَ إلا وجهَ جُرحٍ
    كُلَّما مَسَّتْهُ كَفٌّ
    صارَ يَصرُخُ في ألمْ
    هو ليسَ إلا فارسًا
    جاءَ الوجودَ لينهزمْ
    صعبٌ يكونُ الانتماءُ على الورقْ
    قلْ ما تشاءُ
    فأنتَ حرٌ
    عندَ تعريفِ الرموزِ
    وعندَ تبريرِ الغرقْ
    من قالَ إنَّ الانتماءْ
    دِينٌ جديدٌ يُعتنَقْ ؟
    هو ليسَ إلا فكرةً
    لتكونَ فلسفةَ المحبِّ
    إذا عَشقْ
    هو ليسَ أكثرَ من جزيلِ الشكرِ
    نَمنحُهُ لمن ..
    قطعَ العهودَ إذا صدَقْ

    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: دقت نواقيس الوداع 
    أديب وقاص الصورة الرمزية محمدذيب علي بكار
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    منبج /سوريا
    المشاركات
    849
    معدل تقييم المستوى
    16
    الأخ الكريم والشاعر الكبير بلا أي مجاملة نعم دقت نواقيس الوداع وداع الظلم للمظلومين وداع الغربة وداع القهر وداع الكبت الذي طال واستطال في كل حرف نصل يجرحنا علنا نصحو ونصرخ في صوت واحد دقت نواقيس الخلاص حانت مواعيد القصاص . دمت مبدعا واخا كريما اخوك محمد
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: دقت نواقيس الوداع 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية احمد ال رشراش
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    456
    معدل تقييم المستوى
    17
    الاستاذ ......... عبد العزيز جويدة

    تحية عطرة

    عشت مع القصيدة من البداية وحتى النهاية

    لعلك تقول لا تنسو هذا الواقع المرير

    واقع عشته انا وكنت معه ليومي هذا

    متى ستطلع الشمس وتنجلي الغمة

    نص في غاية الروعة والجمال

    سلمت اناملك

    تقبل مني احترامي وتقديري

    دمت بخير

    اخوك
    احمد ال رشراش
    يا ارض عنه جئت اليوم ازجيها
    تحية الود .... من مسرى نبييها
    اليك احمد .... يا اغلى غواليها
    لولا وجودك ..اشعاري سألغيها
    ان العراق له في القلب منزلة
    لا تستطيع علوج الغرب تلغيها
    عراق صدام موطن عزنا وبه
    كانت قيادتنا ... والرب راعيها
    بقلم | الشاعر لطفي الياسيني
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: دقت نواقيس الوداع 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية أحمد عبد الرحمن جنيدو
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    270
    معدل تقييم المستوى
    16
    الأستاذ الكبير عبد العزيزقصيدة من ألم الصدر باحت بخباياها صوراً دامعة ولغة في حريقشجناً وبكاء العصافيرما أروعها
    أسكنت الليل المجنون بعينيك،
    سرقت النجم المسحورْ.
    ووضعت خلاصة أحلامي في حلم مكسورْ.
    وفتحت دفاتر أشواقي
    فرأيت بعينيك منابع نورْ.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
    ajnido@gmail.com
    ajnido1@hotmail.com
    ajnido2@yahoo.com
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مقال: هل تقرع حوادث الشغب في بريطانيا نواقيس الخطر في أوروبا ؟
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19/08/2011, 01:17 AM
  2. قيل الوداع ....
    بواسطة الجمانة في المنتدى إسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20/09/2009, 06:50 PM
  3. مكتبة حجة الوداع ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 09/08/2009, 01:36 PM
  4. كلمات بعد الوداع
    بواسطة عباس الدليمي في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 31/03/2009, 08:51 PM
  5. نواقيس
    بواسطة وسيم عباس في المنتدى الشعر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14/12/2008, 04:15 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •