استدعي الرازي لعلاج أمير بخارى

والذي كان يشكو من آلام حادة في المفاصل

لدرجة أنه كان لا يستطيع الوقوف ، وعالجه

الرازي بكل ما لديه من أدوية ، ولكن دون جدوى ..!!
وأخيرا استقر رأي الرازي على علاجه نفسياً

فقال للأمير أنه سوف يجرب معه علاجا جديدا غدا
ولكن بشرط أن يضع الأمير أسرع جوادين عنده

تحت تصرف الرازي ، فأجابه الأمير لطلبه

وفي اليوم

التالي ربط الرازي الجوادين خارج حمام بظاهر

المدينة ، ثم دخل هو والأمير غرفة الحمام الساخنة

وأخذ يصب عليه الماء الساخن

ثم جرّعَهُ الدواء ، وكان دواء وهميا
ثم خرج الرازي ولبس ملابسه

وعاد شاهرا سكينا في وجه الأمير ...!!

مهدداً إياه بالقتل .

خاف الأمير وغضب غضبا شديدا

وسرعان ما نهض واقفا على قدميه

بعد أن كان لا يقدر على ذلك ...!

وهنا فرّ الرازي من الحمام إلى حيث ينتظر خادم

الأمير مع الجوادين ، فركبا وانطلقا بسرعة

وعندما وصل الرازي إلى بلده ، أرسل إلى

الأمير رسالة شارحا ما حدث

من أنه لما تعسر علاجه

بما أوحاه إليه ضميره ، وخشي من طول مدة

المرض ، لجأ إلى العلاج النفساني ، واختتم الرسالة

أنه ليس من اللياقة أن يقابل الأمير بعد ذلك .

فلما عزم الرازي على عدم الرجوع ، أرسل الأمير له
مائتي حمل من الحنطة ، وحلّة نفيسة ، وعبدا

وجارية ، وجوادا مطعما وأجرى عليه ألفي دينار سنويا ..!


كتاب الأمة
( دورية تصدر عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر )
بعنوان
علوم وحضارة الإسلام ودورها في الحضارة الإنسانية