مفتاح مريم


" يا مريم أنى لك هذا "
- قرآن كريم -



- كاف -


للكاف كنز كامن في قول " كن " ، وبه يكون طلب ما سيكون ، على قول أهل الكشف المنتجبين في كلام عالم الغيب ، مثل والدتي وأبي ، وكل صاحب كرامة تكلم بسر الكاف تكليما ، وكلمة الكريم ذو الجلال والإكرام أولها كاف ، لا يدعو بها الداعي إلا وخرج من دار الحرمان إلى دار العطايا .. وكان أبواي عاقرين فكلموا الله في طلب الذرية ، وكان كلاما لا يؤتاه إلا الذين اتكأوا على عصا اليقين في طريق الأنس بأحديته ، فاكتمل الكلام بحدوث التدبير وكنت في كلمة سبقت من ربك في كتاب ، ثم كنت في ظلمة بطن والدتي أنتظر نور " فيكون " ، وترقبوا ليلة مولدي حتى إذا جئتهم والإمام يقول " أليس الله بكاف عبده " صرخت لا لنزغة الشيطان بل للكلام الكريم الذي يكتسيه الكون حلة كاملة به غير منقوصة ، وسموني تبركا بالكاف " عبد الكريم الأكرم بن الأكرمين" .

- ها -


للهاء همة الحسن والهداية .. وها قد كبرت في بحورهما مهدي حسن .. متزود بأهبة الهدي من مخازن الهتاف بالله ، واتخذت من هيئة الهم بالآخرة هنداما بهيا .. أما والداي فقد ألهاهما هم الحمد عن مهمة صوني من صنوف الهلاك ما دمت هبة الله إليهما ، فهمت بالرحمان هياما .. وهزمت هم الهوى شر الهزيمة.. وهمت في أسفار الهدهد علني أدرك منطق الطير.. حتى إذا هزني هاتف اسم الله الهادي هببت من نعيم الاشتغال بالهداية إلى نعيم الهجوم على هلال الدعاء .. وصحت مع الصائحين
" اللهم اهدنا فيمن هديت " .


- يا -


إياك ثم إياك أن تغفل ياء النداء ، وقل يا رب ياسين .. يمم قلبي كعبة اليسر في طريقك .. أنا اليتيم المتيم في ذات ما يرى ولا يرى .. يربيني والداي في جانب اليمين الأيمن قدر ما يكون بهما من يم الحياة حتى توفتهما المنية بيد اليمن الرفيقة .. وتبين من هذا أن الياء مطلوبة في رفع اليدين أن " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية " فحل ما لم يكن يجتلب بالصبر، وأناخ صاغرا من قول " يا حي".

- عين -

عندي عصير العلم عذب عريق في العجب .. كيف لا أشربه وقد عزفت عمن سواه من ماء الأغيار.. فبصرت بعد العمى .. وعملت بعد العيلة .. فعمرت بالطاقة أرزاقي دون السوى .. ونازعت المعية عينا بعين .. يا عيني ويح العبد .. عدد نعماء الله وانشغل عنه بها .. وعندي عنوان العليم فوق العرش أعلم عليائه .. فألقيت في عبير ذكره عبء عيوبي .. وانتظرت عفوه .. عقرت عشار العمر أعبده .. من عثرات الصبا حتى عتيا العتبة شيخا معدما .. أطلب العون والبعد عن المعصية فعرفت بدائع العالم .. ومتعة العليم علمتها علم اليقين .

- صاد -


صليت صافي القلب للصمد صلاة الصادق الصاحب المشتاق ..
صوبت الوجهة للصوم عن الدنيا قرب لحدي .. وصديت الصبوة عن صفاتي وجوارحي .. صنت آخر المنصب عن صوت الصغائر .. ثم صار الصغير كبيرا صاغرا .. يطلب صلة الصبور وصون الموصوف بالعظمة ..
وقلت له يا إلهي وحرزي وموئلي أوصلني إليك..
أوصلني إليك .. أوصلني إليك ..
واجعل من نصيبي من صفقة الصلة أن تقبل علي إقبال الناصر بالمنصور .. واجعل آخر قولي قبل الشهادة ..
صاد
والقرآن ذي الذكر.