سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
قرأت في تفسير الطبري فيما يتعلق بمعنى المعرّة ما يأتي :
اختلف أهل التأويل في المعرّة التي عناها الله في هذا الموضع فقال بعضهم :
عني بها الإثم ذكر من قال ذلك : حدثني يونس قال :
أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله تعالى : { وَلَوْلَا رِجَال مُؤْمِنُونَ وَنِسَاء
مُؤْمِنَات لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّة بِغَيْرِ عِلْم } ..
إثم بغير علم .
وقال آخرون : عني بها غرم الدية .
ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد قال :
ثنا سلمة عن ابن اسحاق { فَتُصِيبكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّة بِغَيْرِ عِلْم } فتخرجوا ديته ، فأما
إثم فلم يحسبه عليهم .
والمعرّة : هي المفعلة من العرّ وهو الجَرَب وإنما المعنى :
فتصيبكم من قبلهم معرّة تعرّون بها يلزمكم من أجلها كفارة قتل الخطأ وذلك عتق
رقبة مؤمنة من أطاق ذلك ، ومن لم يطق فصيام شهرين .
وإنما اخترت هذا القول دون القول الذي قاله ابن اسحق ؛ لأن الله إنما أوجب على
قاتل المؤمنين في دار الحرب إذا لم يكن هاجر منها ولم يكن قاتله عَلِم إيمانه الكفارة
دون الدية فقال : { فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْم عَدُوّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِن , فَتَحْرِير رَقَبَة مُؤْمِنَة }
لم يوجب على قاتله خطأ دية فلذلك قلنا :
(( عني بالمعرّة في هذا الموضع الكفّارة )) ..