النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: بؤرة توتر ....قصة بقلم بوفاتح سبقاق

  1. #1 بؤرة توتر ....قصة بقلم بوفاتح سبقاق 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية بوفاتح سبقاق
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    40
    معدل تقييم المستوى
    0
    ما إن خرج صالح من مكتب أمانة الأمم المتحدة حتى هرع نحوه مستشاره الخاص .
    - هل من مهمة جديدة هذه المرة ؟
    - و هل زالت من العالم بؤر التوتر ؟ بالطبع مهمة الى إحدى دول العالم الثالث ، الذي لولاه لما إشتغلنا يوما ...
    - لا تنس أننا منه ..
    - كنا ، أما الآن ، فأنا شخصيا ملكني الغرب بتطوره و تقدمه ، لا تفكرني في الماضي التعيس ..
    - على كل دعنا من هذا، هل تكلمت معه حول المستحقات المالية للمهمة الأخيرة ؟
    - لقد أعطى تعليمات صارمة للقسم المالي للإسراع في الإجراءات ..
    - ألم تعثر على ذالك البرازيلي المخادع ؟
    - لقد فتشت كل طوابق الأمم المتحدة و لم أجده ، إنه لا يحضر حتى مع وفد بلده للتصويت في المجلس .
    - ألم ينفذ وعده لحد الساعة ؟
    - كلا ، ما زال يراوغ و يخادع و يطالب بعشرة ملايين دولار في حين أن عائد الصفقة لا يتعدى خمسين مليون دولار ..
    - إعطه إياها ، و لا تطمع أكثر و لا تنس أن أسعار البن في إرتفاع مستمر
    و بإمكانك أن تربح أكثر..
    - على كل حال سوف أجد صيغة لتضييق الخناق عليه ،أنت تعلم بأنني مبعوث دائم للرئيس ، في حين أنه مجرد عضو وفد دولة نامية ... في الوقت الحالي يجب أن نتوجه في أسرع وقت الى البؤرة ، مخافة أن تصل قوات المعارضة الى الحكم ، عندئذ تصبح مساعينا غير ذات جدوى .
    إرتفعت الطائرة فوق المدينة ، حاولت ناطحات السحاب عبثا السمو مع الأجنحة الفولاذية ، في حين تراءى تمثال الحرية قابعا في مكانه لم يتحرر
    منذ سنوات ، تأمل صالح هذه المناظر بملل و رتابة ، لم يكن يتصور أن قدراته على الإقناع و التبرير ، سوف توصله الى ماهو فيه ، مفاوض دولي لا يستهان به ، كان يظن أن قدراته سوف توصله على أقصى تقدير الى مبنى
    رئاسة الحكومة ببلده ، و لكنه سرعان ما إستغل منصبه كوزير خارجية ليوطد علاقاته مع أصحاب الحل و الربط في الأجهزة الدولية ، وعليه فقد أضحت طموحاته و مصالحه أكبر من أن يحققها منصب سام في بلده .
    لقد كان صالح مقتنعا بأن الترقية في المناصب سواء على الصعيد المحلي
    أو الدولي تحكمها نفس المبادئ ، المعارف و إستغلال الفرص ، إنه ينظر الى العالم على أساس أنه قرية صغيرة و هذا بحكم علاقاته و نفوذه .
    بعد ساعتين حطت الطائرة الأممية في المطار المدني الذي تحرسه القبعات
    الزرق ، وجد في إستقباله ممثل الحزب الحاكم ، بعد مجموعة من البروتوكولات المعهودة ، إجتمع حوله مجموعة من الصحافيين محاولين معرفة مضمون مهمته ، غير أن صاحبنا و بحكم معرفته و خبرته الطويلة
    وقف في مواجهة الكاميرات بكل ثبات مدليا بتصريحات جوفاء ليس لها أي دلالة ، و تعمد كثرة الإبتسام لأنه يعلم بان صورته سوف تنقل عبر الأقمار الصناعية وهكذا لن تجد السلطات مشقة في العثور عليه .
    في حوار ثنائي مع الرئيس حول طبيعة الأزمة التي كونت البؤرة ، لم يجد
    صاحبنا أية صعوبة في كتابة تقريره ، لأن صراعات السلطة هي نفسها في دول العالم الثالث و في الأخير طلب منه مضيفه المساعدة للحصول على بعض المواد الغدائية ، فأجابه :
    - إن مهمتي سياسية بالدرجة الأولى و ليست مهمة إغاثة و إذا أردت مساعدة شخصية فبإمكاني أن أنسق لك مع شركة خاصة بأمريكا و بأسعار مغرية ..
    إبتسم الشاكي مبديا موافقته و إستعجاله للأمر .
    - طيب ، سوف أتخد الإجراءات فور عودتي مع بعض معارفي في الشركة .

    إبتسم صالح في أعماقه لأنه يدرك جيدا بأن هذه الشركة وهمية .
    في اليوم الموالي توجه صالح في دبابة عسكرية نحو معسكر المعارضة
    حيث إستعرض مع زعيم المتمردين وجهات النظر المختلفة ، و في حوار
    حميمي عرض صاحبنا على المتمرد صفقة سلاح هامة و وافق هذا الأخير
    بدون تحفظ.
    بعد ثلاثة أيام غادر صالح بؤرة التوتر تاركا إياها أكثر توترا
    حاملا في حقيبته الدبلوماسية تقريرا مفصلا حول الأوضاع و في مفكرته الخاصة ، صفقات بملايين الدولارات .
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: بؤرة توتر ....قصة بقلم بوفاتح سبقاق 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,531
    معدل تقييم المستوى
    19
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوفاتح سبقاق مشاهدة المشاركة
    ما إن خرج صالح من مكتب أمانة الأمم المتحدة حتى هرع نحوه مستشاره الخاص .
    - هل من مهمة جديدة هذه المرة ؟
    - و هل زالت من العالم بؤر التوتر ؟ بالطبع مهمة الى إحدى دول العالم الثالث ، الذي لولاه لما إشتغلنا يوما ...
    - لا تنس أننا منه ..
    - كنا ، أما الآن ، فأنا شخصيا ملكني الغرب بتطوره و تقدمه ، لا تفكرني في الماضي التعيس ..
    - على كل دعنا من هذا، هل تكلمت معه حول المستحقات المالية للمهمة الأخيرة ؟
    - لقد أعطى تعليمات صارمة للقسم المالي للإسراع في الإجراءات ..
    - ألم تعثر على ذالك البرازيلي المخادع ؟
    - لقد فتشت كل طوابق الأمم المتحدة و لم أجده ، إنه لا يحضر حتى مع وفد بلده للتصويت في المجلس .
    - ألم ينفذ وعده لحد الساعة ؟
    - كلا ، ما زال يراوغ و يخادع و يطالب بعشرة ملايين دولار في حين أن عائد الصفقة لا يتعدى خمسين مليون دولار ..
    - إعطه إياها ، و لا تطمع أكثر و لا تنس أن أسعار البن في إرتفاع مستمر
    و بإمكانك أن تربح أكثر..
    - على كل حال سوف أجد صيغة لتضييق الخناق عليه ،أنت تعلم بأنني مبعوث دائم للرئيس ، في حين أنه مجرد عضو وفد دولة نامية ... في الوقت الحالي يجب أن نتوجه في أسرع وقت الى البؤرة ، مخافة أن تصل قوات المعارضة الى الحكم ، عندئذ تصبح مساعينا غير ذات جدوى .
    إرتفعت الطائرة فوق المدينة ، حاولت ناطحات السحاب عبثا السمو مع الأجنحة الفولاذية ، في حين تراءى تمثال الحرية قابعا في مكانه لم يتحرر
    منذ سنوات ، تأمل صالح هذه المناظر بملل و رتابة ، لم يكن يتصور أن قدراته على الإقناع و التبرير ، سوف توصله الى ماهو فيه ، مفاوض دولي لا يستهان به ، كان يظن أن قدراته سوف توصله على أقصى تقدير الى مبنى
    رئاسة الحكومة ببلده ، و لكنه سرعان ما إستغل منصبه كوزير خارجية ليوطد علاقاته مع أصحاب الحل و الربط في الأجهزة الدولية ، وعليه فقد أضحت طموحاته و مصالحه أكبر من أن يحققها منصب سام في بلده .
    لقد كان صالح مقتنعا بأن الترقية في المناصب سواء على الصعيد المحلي
    أو الدولي تحكمها نفس المبادئ ، المعارف و إستغلال الفرص ، إنه ينظر الى العالم على أساس أنه قرية صغيرة و هذا بحكم علاقاته و نفوذه .
    بعد ساعتين حطت الطائرة الأممية في المطار المدني الذي تحرسه القبعات
    الزرق ، وجد في إستقباله ممثل الحزب الحاكم ، بعد مجموعة من البروتوكولات المعهودة ، إجتمع حوله مجموعة من الصحافيين محاولين معرفة مضمون مهمته ، غير أن صاحبنا و بحكم معرفته و خبرته الطويلة
    وقف في مواجهة الكاميرات بكل ثبات مدليا بتصريحات جوفاء ليس لها أي دلالة ، و تعمد كثرة الإبتسام لأنه يعلم بان صورته سوف تنقل عبر الأقمار الصناعية وهكذا لن تجد السلطات مشقة في العثور عليه .
    في حوار ثنائي مع الرئيس حول طبيعة الأزمة التي كونت البؤرة ، لم يجد
    صاحبنا أية صعوبة في كتابة تقريره ، لأن صراعات السلطة هي نفسها في دول العالم الثالث و في الأخير طلب منه مضيفه المساعدة للحصول على بعض المواد الغدائية ، فأجابه :
    - إن مهمتي سياسية بالدرجة الأولى و ليست مهمة إغاثة و إذا أردت مساعدة شخصية فبإمكاني أن أنسق لك مع شركة خاصة بأمريكا و بأسعار مغرية ..
    إبتسم الشاكي مبديا موافقته و إستعجاله للأمر .
    - طيب ، سوف أتخد الإجراءات فور عودتي مع بعض معارفي في الشركة .

    إبتسم صالح في أعماقه لأنه يدرك جيدا بأن هذه الشركة وهمية .
    في اليوم الموالي توجه صالح في دبابة عسكرية نحو معسكر المعارضة
    حيث إستعرض مع زعيم المتمردين وجهات النظر المختلفة ، و في حوار
    حميمي عرض صاحبنا على المتمرد صفقة سلاح هامة و وافق هذا الأخير
    بدون تحفظ.
    بعد ثلاثة أيام غادر صالح بؤرة التوتر تاركا إياها أكثر توترا
    حاملا في حقيبته الدبلوماسية تقريرا مفصلا حول الأوضاع و في مفكرته الخاصة ، صفقات بملايين الدولارات .

    أخي بو فاتح

    ما أعمق رمزية هذه القصة
    وما أكثر تطابقها مع واقع كثير من دول العالم الثالث
    الذي تبرم كل أنواع الصفقات حوله وبه وعليه
    وهو لا يدري
    تذكرني قصتك هذه تحديدا
    بصفقات السلاح الذي قررت أمريكا بيعه ( وهما للعراق ) مؤخرا بمليارات الدولارات
    وكذلك تذكرني بصفقات سلاح مماثلة
    عقدت أو تعقد مع دول نفطية بمليارات الدولارات أيضا
    والسلاح ( وهمي لا وجود له )
    في أحد مقالات محمد حسنين هيكل الموثقة قال ....
    إن كميات السلاح وكلفته الذي تم شرائه من بعض الدول النفطية
    خلال فترة زمنية محددة
    كفيل بتحرير عشرين ( فلسطينا )
    وهو يبلغ بكمياته ونوعياته
    مجمل أسلحة العرب جميعا
    وهكذا أخي بو فاتح
    لا أموالنا لنا ولا بترولنا لنا ولا أوطاننا لنا
    نسيت أن أقول أن هذا المفاوض الفذ.....مستنسخ في كثير من حكومات الدول العربية
    وسيظل يتم استنساخه في كل تغيير وزاري
    فحسبنا الله ونعم الوكيل



    يوسـف أبوسالم - الأردن
    الموسيقى هي الجمال المسموع


    مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: بؤرة توتر ....قصة بقلم بوفاتح سبقاق 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية بوفاتح سبقاق
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    40
    معدل تقييم المستوى
    0
    تحياتي و تقديري
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. فرصة العمر ........قصة بقلم بوفاتح سبقاق
    بواسطة بوفاتح سبقاق في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12/09/2008, 09:56 PM
  2. رجل الأفكار..... قصة بقلم بوفاتح سبقاق
    بواسطة بوفاتح سبقاق في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 30/08/2008, 09:28 PM
  3. الشبكة ............فصة بقلم بوفاتح سبقاق
    بواسطة بوفاتح سبقاق في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08/08/2008, 04:53 PM
  4. ثورة مدينة ....قصة بقلم بوفاتح سبقاق
    بواسطة بوفاتح سبقاق في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28/07/2008, 05:46 PM
  5. الشبكة ...قصة بقلم بوفاتح سبقاق
    بواسطة بوفاتح سبقاق في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08/07/2008, 09:17 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •