لو ننظر الى الغرب بين القرن الخامس والعاشر سنجد ان الغرب كان يعيش في عصر الظلام
عصر مظلم بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معاني
بعد سقوط روما دخل الغرب الى عصر سيطرت عليه الفوضى وغياب المؤسسات والسلطة لكن تأسست بعض الرابطات الدينية هنا وهناك عددها لا يفوت عدد الاصابع مثل مجموعة St Martin av Tours ب Gallien ومجموعة St Patrik بارلندا , جمعت هذه الرابطات بعض المراجع الدينية وفي الحقيقة لعبت هذه الرابطات دورا كبيرا في الحفاظ على التراث الغربي
اصحابها كانوا هم الوحيدين المتعلمين بالغرب , أولوا الدين بطريقتهم حيث كانوا يفتخرون بقذارة اجسامهم وكانوا يقولون ان ** القمل ** باجسامهم هو ** جواهر الله ** ويقولون بافتخار ان اجسامهم لم يمسها الماء طوال حياتهم الا الاقدام ان جبرتهم الطبيعة ان يشقوا وادي من الوديان
كانوا يقولون ان اكبر خطية يقوم بها الانسان هي الدراسة
بدا الغرب يتحرك وقامت الحروب الصليبية واظن مثلما قال طاليس ** ان الحرب وراء كل تطور ** وصعدت مجموعة من الاشخاص الغربيين وبدات تتسائل ما هو سبب تخلف الغرب !!!!
في تاريخ الفكر الغربي هذه المجموعة ملقبة ب Scolastique
بدات هذه المجموعة بدراسة ما وصل اليه العرب , وهذا حاول ان ينسق بين ارسطو او العلامة ابن رشد والدين والاخر اخذ افلاطون والاخر اخذ الرواقيين الخ ....
وقعت هذه المجموعات في مأزق وبقيت عدة قرون تتصارع بين بعضها حيث انها وضعت نفسها في حلقة مغلقة
اربعة نقاط بقوا يدورون حولهم لمدة قرون وهم
( ساحاول هنا الترجمة للعربية واتمنى ان تصل الفكرة الى القارئ )
1- الذي يخلق وهو غير مخلوق
2- الشيء المخلوق ولا يمكن له ان يخلق
3- الذي هو لا يخلق ولم يخلق
4- الذي يخلق وهو مخلوق
نقطة ايجابية قاموا بها هي تفجير عدة مصطلحات لعبت دورا كبيرا في تطوير الفكر الغربي لكن قرن بعد قرن نجدهم يتقاتلون من اجل اربعة نقاط
بالقرن الخامس عشر قامت ثورة ضد Scolastique وبدأ عصر النهضة الحقيقي وبدا الغربيون يتكلمون عن الانسان , وقالوا ان الفرد هو وسط الحلقة وبداوا يتكلمون عن الفرد و علاقته بالمؤسسة والسلطة والنظام الخ....
حاليا نجد ان المسلمين والعرب بالخصوص بقوا يسبحون في حلقة مغلقة هذا ينفي وجود الله والاخر يثبت وجوده وهذا ينفي الدين والاخر يراه الحقيقة وهذا ينادي بالمدنية والاخر ينادي بالماضي, وهذا ينادي بالعقل والاخر بالفطرة الخ ....
اظن ان اجدادنا كتبوا عن هذا منذ قرون ,و المعركة في هذا الميدان انتهت ( لا اعرف من زاويتي لصالح من ) ومن يريد ان يتسلى فليقم بدراسة ابن رشد او الغزالي او ابن تيمية او الفرابي الخ ....
اظن اننا في حاجة ماسة لتطوير المؤسسة , تغيير نظرتنا للفرد ,
يقول ارسطو , قبل القيام باي عمل كان يجب على الانسان ان يرد على اربعة اسئلة وهم
1 – من اين !!
2 – الى اين !!
3 – متى !!!
4 – كيف !!!!
من اين : من وضعنا الحالي المزري
الى اين : حياة افضل
متى : لا اعرف . لكن حسب درجة الوعي عند الفرد والمجموعة
كيف : لنا الغرب امامنا ولندرس كيف تطور وناخذ منه ما نحن في حاجة له ويتماشى ومفاهيمنا
اننا لن نتحرر من الغرب ان لا نعرفه كيف يفكر
مع احترامي لكل الاراء