سَـفَر
*****
إني بعَينيـكِ مَمنـوعٌ مِـنَ السَّفَـرِ
وسَوفَ آتي مَساءَ اليَـومِ فانتظـري
طَالَ الفرَاق ُوزَهـرُ العُمـرِ يَسبِقُنَـا
وأنتِ في سَفَرٍ.. والقَلـبُ فـي كَـدرِ
مَا عُدتُ أُخفيـكِ سِـراً يَـا مُعَذِّبَتـي
ونَبْضُ حُبِّكِ مِلءُ السَمْـعِ والبَصَـرِ
عَامَـانِ مَـرا وفـي أعمَاقِنَـا وَلَـهٌ
وأنتِ مِني .. كدَمـعِ العُـودِ للوَتَـرِ
وأنـتِ قَـارورَةٌ فـي كُـلِ أُمسِّيـةٍ
يَنسَابُ عِطْرُكِ بَينَ الـدِفءِ والمَطَـرِ
وأنـتِ دُرَّاقَـةٌ تَخْتَـالُ فـي غَنَـجٍ
ويرقُصُ الغُصنُ في شَدْوٍ علَى الشَجَرِ
للرِمْشِ سِحرٌ..وفَوقَ الثَّغْـرِ خَارِطَـةٌ
نَهرٌ مِن الخَمرِ..عُنقُـودٌ مِـن الثَمَـرِ
شَرارةٌ العِشقِ مِـن كَفَّيـكِ أوقدُهَـا
(ومعظَمُ النَارِ مِن مُستَصْغَرِ الشَرَرِ) !!
وأنتِ لي يـا سُلَيْمَـى روحُ مُلْهِمَـةٍ
كمُبتَدَا ذَابَ في شَـوْقٍ مـعَ الخَبَـرِ
أزورُ عينَـكِ يـا سَلْمَـى فتَحمِلُنـي
بَحراً وأسْبَحُ في هَمْـسٍ مَـع القَمَـرِ
أُلَمْلِمُ الشَّعـرَ عَـن خَدَّيـكِ أَحسَبُـهُ
لَيلاً.. وطيبُكِ مِثـلُ العَنبَـرِ العَطِـرِ
أُدَاعِـبُ الثَغـرَ ظمآنـاً فيَمنَحُـنـي
شَهداً ونَدْخُلُ في شَيءٍ مِنَ الخَـدَرِ !!
للتيـنِ وَزْنٌ . ..وللرُمَّـانِ قَافِـيَّـةٌ
وهَا هُنَا يا سُلَيْمَى مَكْمَنُ الخَطَـرِ !!
أعودُ طِفلاً إذا مـا العِشـقُ حَرَّكنـي
واَحتَسي عَسَلَ الإبريقِ في كِبَـري !!
للحُبِ سِحـرٌ يَزيـدُ الشِّعـرَ أخْيِّلَـةً
وللجُنونِ فُنـونٌ .. سَاعَـةَ السَحَـرِ
يا أنتِ يا أنتِ يا سَلْمَـى وشَاعرتـي
لَولَا هَـواكِ لكـانَ القَلـبُ كالحَجَـرِ
سَافرتُ في صَدْرِكِ المجنونِ مُخْتَبئـاً
خَلفَ الغِلَالَةِ مَنقُوشَاً علَـى الأثَـرِ!!
بَعضُ القصائِـدِ أتلوهـا فيَسمَعُنـي
نَهدٌ أُغَنِّـي فَيَبكـي شَـوْقَ مُنكَسِـرِ
كُفِّي سُلَيْمَى عَن التَرحـالِ والْتَمِسـي
عُذْرَا لقلبين مِن بُعـدٍ ومِـن ضَـرَرِ
فقَد تَضَـاءَلَ جِسمـي بَعـدَ عَافيَـةٍ
وقَد تَعِبتُ مِـن الأشـوَاقِ والسَهَـرِ
ثروت سليم