لم تزده العشرون سنة إلا ضخامة وخشونة ،إنه ..بوكتاف كما كانوا يلقبونه ...وجد نفسه غريب بعد أن قذفته الأمواج خارج عالمه المألوف ،فسئم كل شيء، وقادته رجلاه إلى غابة كانت الأشجار تتراقص فيها كالعرائس ، أخذه التعب فهوى أرضا ونام حتى الصباح...
استيقظ على أغاني فتيات جئن من أجل جمع الحطب ،أثاره جمال فاطمة الفتان ،فأراد التحدث إليها وتبعها ،فسابقت الفتيات الريح بعد أن رأينه ،حث السير وجرى كالأسد نحو الفريسة ،انقض عليها بوحشية كاسرة ،و استباح عذريتها و قدسيتها على أوراق ...الأكلبتيس، وقد امتد صراخها مزمجرا عبر أرجاء الغابة...
ثبت أن أوصاف الفتيات للمتهم، تنطبق بالفعل على بوكتاف ،الذي لم يعد إلى عالمه ، لأن فاطمة هي من نفت عنه التهمة وبرأته...