المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم محمد
تفتح النافذة .. تصطرع فرجاتها لبعض الوقت .. قبل أن تستقر بثبات .. و يهب الهواء و تزهر ندف الثلج في الأجواء .. يرتجف خلفها.. تصطك أسنانه ببعضها..
-"أغلقي النافذة ..أغلقيها .. الموت يشرف منها!!"
تلتفت صوبه تحدق في وجهه بغباء ..
- لن أغلقها ..
تسري الرعشة في جسده..
- إني أرتجف من شدة البرد و من شدة الخوف من الموت القادم نحوي ..انظري إنه يحملق في وجهي!!
تطل من النافذة باحثة عن شيء..
- أيها الموت ابتعد عنا هيا ابتعد ..عد من حيث أتيت..
-أغلقيها سيقتحم الحجرة كما اقتحم بيت جارنا ليلا و أرداه ميتا .. و قيدت القضية ضد مجهول..و أنا أجزم أن الشرطة تتستر عليه..
- سيأتي المطر..
-أي مطر سيأتي الآن ؟
ينفرج صدرها عن زفرة متألمة..
-إني أسمع صوت إيقاع السحب .. هناك من خلف الجبل.. و سيقضي المطر على رائحة الموت الآتية من بعيد..
تشير بيدها لتحتويها العتمة,,
يهز رأسه بنفاد صبر " لا تفعلي ذلك سيلتقطك الموت "
- حينما يهمي المطر سيحيا الوطن..و سيندحر الموت ..
"لقد مات الوطن.." هكذا ردد في دواخله المأهولة بالحزن..
لقد مات الوطن و داسته أقدام كبيرة جدا ملطخة بدماء العالم .. و استاق معه الموت ليقضي على البقية بصمت..و دون أن يلحظ أحد ذلك..
- هناك أسمع نشيد المطر ..
مطر..مطر..مطر..
أتعلمين أي حزن يبعث المطر ..
و كيف تنشج المزاريب إذا انهمر ..
و كيف يشعر الوحيد فيه بالضياع.. *
.
ياللجنون حينما نقود أنفسنا لحافة الجنون ..ياللجنون حينما نُقاد إلى المجهول..
تلتفت ناحيته "هل تصدقني ..صدقني .. يوما سيأتي المطر؟!"
يظل صامتا و في عينيه تفاصيل الدهشة ..تعلوه زرقة بغيضة و في صدره أغمد خنجر الموت ..
* السياب..