القوة تزرع في أعماق قلبي.
القوة تزرع في أعماق قلبي.
وأنا أحصد وأجمع السنابل وأعطيها أغمارًا للجائعين.
الروح يُحيي هذه الجفنة الصغيرة,
وأنا أعصر عناقيدها وأسقيها للظامئين.
السماء تملأ هذا السراج زيتا,
وأنا أُنيرُه وأضعه في نافذة بيتي من أجل العابرين في ظلمة الليل.
أنا فاعِلٌ هذه الأشياءَ لأنَّني أحيا بها.
وإذا منعتني الأيام, وغلَّت يدي الليالي, طلبت الموت...
البشر يضجون كالعاصفة,
وأنا أتنهد بسكينة, لأني وجدت عنف العاصفة يزول وتبتلعه لجة الدهر, أما التنهدة فتبقى ببقاء الله.
البشر يلتصقون بالمادة الباردة كالثلج,
وأنا أطلب شعلة المحبة لأضمَّها إلى صدري فتتآكل ضلوعي وتُبرى أحشائي,
لأني ألفيتُ المادَّة تُميت الإنسان بلا ألم والمحبَّة تُحييه بالأوجاع.
البشر ينقسمون إلى طوائف وعشائر,
وينتمون إلى بلاد وأصقاع.
وأنا أرى ذاتي غريبًا في بلد واحد,
وخارجًا عن أمة واحدة...
فالأرض كلها وطني
والعائلة البشرية عشيرتي...
لأني وجدت الإنسان ضعيفًا ومن الصغر أن ينقسم على ذاته,
والأرض ضيقة ومن الجهل أن تتجزَّأ إلى ممالك وإمارات.
البشر يتكاتفون على هدم هياكل الروح,
ويَتَعاوَنُون على بناء معاهد الجسد, وأنا وحدي واقف في موقف الرثاء,
على أنني أصغي فأسمع من داخلي صوت الأمل قائلاً: مثلما تحيي المحبة القلب البشري بالأوجاع
مثلما تحيي المحبة القلب البشري بالأوجاع
كذا تعلّمه الغباوَةُ سُبُلَ المعرفة;
فالأوجاع والغباوة تؤول إلى لذَّةٍ عظيمة ومعرفة كاملة
لأن الحكمة السرمدية لم تخلق شيئًا باطِلاً تحت الشمس
[ من مقال في كتاب "دمعة وابتسامة" ]