ضمّدْ جراحك
ضمّد جراحك واترك ذكر من قذفوا
وما يسوءك من حقــد لمن سخُفوا
ولست تُرضى البرايا فى مشاربهم
شـتى مآربهم , تََرضى وتخـتلف
لئن أصـبتُ بقولى كان ذا شــرف
وإن تعــثّر حظى خــانـه الشـرف
يا ربَّ يــوم ضمرت الحـب أنظمـه
ومـا رمـيت إلـى ذنـب فـأقــترف
بيـض ضــمائرنا مـن كـل شـائـبة
وقد يؤازر ذا الإخلاص من عرفوا
أنـام مــلء جفــونٍ فـى قـناعـتها
والله أخـشــى إذا أخطأت أرتـجــف
ومـن تكـــون له الـدنيا مـواتــيـة
تـأتى إلـيـه بيـومٍ كله هـــرف
ومن يعمّـر فــى مـال وفى ســـعة
لابـد يرمـيه فـى أحوالــه خــرف
الناس تبلى فهل فى الناس مــدكر
وما رأيت كما الإحســان أغـترف
إن رام حاسدنا ما رام مـن حســـد
أو إن رمـانا بمــا يهـواه مهترف
يا طالـما قــــصّـرت منى مجاوبة
خوفـا مـن الله لا جـبن ولا صــلف
والشعر ملكى وطوع الكف يعرفنى
وقـد رضعت لها الأشعار أحــترف
إن شئت كنت جحـيما فى طبائعه
أو شئت كنت زلالا جاده الـوطف
لكننى بعــد هــذا العـمر يـربـأ بـى
صـدق المقـال فلا أنـفـكُّ أرتشــف
أخاف يـومـا لـقـاء الله يســـألــنـى
عما فعـلت وعـن ذنبٍ لــه اقترف
ماذا أقـول لــربى فى مـسـائلــــة
والنـار تلقف شـرَّ الناس تخـتـطف
خوفى من الله عن جرم ليعصمنى
ولا أبـالى إذا ما الغـــير يجـترف
إثـمـا وشـتـما وما أكديت أنصحه
إن النصيحة لا تجدى لمن سرفوا
ضمّد جراحك واسأل عن محاذرة
قــاوم بلاءك إن العمــر ينصرف
فالمثمرات من الأشجار يحصبها
قـوم لهـم نفـعـها فى ظلـها ورف
تغــرى بهـم حاجة أو ربما عبث
والله أعـلــم أحوالا بـمن جـنفـوا
إن كان حظى من الدنيا مرارتها
فـمـا أبــدّل مـن أمـر وأعــتـرف
4/12/2008م