رِسَالَةٌ مِن الفِردَوس
همسَ بها الطفلُ المرحوم مُصطفى
لوالده دكتور / رضا النحراوي
وسَمِعَها فكتَبها: ثروت سليم
سِــرٌ أبُــوحُ بــهِ قــد كــانَ مَكْـتُـومَـا
واللهُ قَـــد عـلَّــمَ الإنــســانَ تَعـلـيـمَـا
فاسمَـعْ أبـي مَـا أفـاءَ اللهُ مِــن كَــرَمٍ
بفضلِ صَبْرِكَ أضحَى الفَوزُ مَعلُومَـا
سَـمَـتْ لـرَبِّــكَ يَـومــاً رُوحُ سَـامِـيَّـةٍ
بــدَوحَــةِ اللهِ تـشـريـفَــاً وتَـعـظـيـمَـا
ومُصطَفَـى قـد صَفَـا نـوراً برحلَتِـهَـا
يُــرَتِّـــلُ الآيَ تَرتيلاً وتَرنيمَا
مـا المَـوتُ إلا حَـيـاةٌ لـيـسَ يُدرِكُـهَـا
إلا الـذي كــانَ فــي دُنـيَـاهُ مَظلـومَـا
وأنــتَ أنـــتَ رحـيــمٌ قَـلْـبُـهُ وطـــنٌ
وقـد غـدَوتُ بـهـذا القـلـبِ مَرْحُـومَـا
أدري بــأنَّ فـــراقَ الأهـــلِ فَـاجِـعَـةٌ
سَتجـعَـلُ القَـلـبَ مَحْـزونَـاً ومَكْلُـومَـا
أدْرِي وقـلـبُ أبــي أدْرَى بصـاحـبِـهِ
فـلا تَكُـن يـا حبيـبَ الـروحِ مَهمومَـا
هُنـاكَ أختـالُ فـي الفـردوسِ مُنتَشـيـاً
وقـد غَـدا الـكـأسُ كـافـوراً وتسنيـمَـا
فـمَـا هُـنَـالـكَ سُـقْــمٌ فـــي مسَاكِـنَـهـا
ومــا هُـنـاكَ بتـلـكَ الــدَارِ مَحـرومَـا
وهَــا أنــا الـخـادِم الآتـــي لأطلـبـهَـا
بجَنَّـةِ الخُلـدِ قــد أصبَـحـتُ مَخْـدُومَـا
مَـا مِـنْ رحيـقٍ هُنَـا أدعـو فَيسبِقُـنـي
لـقَـصـرِ أُمـــيَّ إلا صـــارَ مَخـتـومَـا
هذي الجنـانُ وهـذي الحُـورُ تَسألُنـي
مــاذا تـريـدُ فَـسَــلْ عِـــزاً وتَنعـيـمَـا
مِن سُندسٍ لو طلَّبْتَ الأرضَ نفرِشُهَا
ولــو أمــرتَ لـكـانَ الــدُرُ مَنـظُـومَـا
أَكُــلُ هــذا جَــزاءٌ كــانَ يَسبِـقُـنـي ؟
وحَاكِـمٌ قَـد جـزَى بالفَضـلِ مَحكُـومَـا
سَألـتُ حَوْلـي فـرَدَّ السَاجِـدونَ بَـلَـى
والـراكـعــونَ لــقَــدْ لَـبَّـيــتَ قَـيّـومَــا
هــذا جــزاءُ أبٍ فـــي صَـبْــرِهِ أَلَـــمٌ
لَـكِـنَّــهُ سَــلَّــمَ الـرحــمــنَ تَـسـلـيـمَـا
هــذا رَضَــا ولَــهُ فــي الله تَـرْضِـيَّـةٌ
وسَـوفَ يُرضـيـهِ إحسَـانَـاً وتَكْريـمَـا
ثروت سليم
الأستاذ الدكتور رضا النحراوي أخ وصديق حبيب
وهوعالمٌ مصري جليل هوطبيبٌ بشري
وهوصاحب مجموعة شركات ومزارع بايوتك
وقد تخصص في الزراعات النظيفة والعضوية التي تحافظ على صحة الانسان فقد ابنه مصطفى في عمر الزهور ورفيقة عمره السيدة سامية
رحمهما الله وقد تقبل هذا الأبُ الصابر والزوج
المصاب الجلل بصبرٍ ورضا رغم الجُرح
قرأتُ إهدائه لهما بمقدمة كتابه (دليل الزراعات النظيفة 2008/2009)
وخلال ندوة جمعتنا بمدينة الإسماعيلية تأثرتُ بالحدث وكتبتُ هذه القصيدة