من أيام وأنا ألحظ على أمي تغير مفاجئ ..تجلس في حجرتها وتعيد ترتيب الأشياء..حاولت ذات يوم التلصص عليها
فأبصرتها من فرجة الباب وهي ترتب بعض الملابس , فتحت الباب ووقفت أمام أمي وقلت ببراءة :
-ماما هل هذه الملابس لي ؟
لم أترك أمي لتجيبني أخذت بعض الملابس حاولت لبسها لكنها تصغرني ..
-ماما إنها صغيرة !
أمسكت أمي بكفي وقالت :
-إنها لأخيك الذي سيأتي خلال أيام .
-ماذا أخي الصغير وكيف شكله يا ماما ؟!
-إنه يشبهك .
اقتربت من المرآة ,حدقت في وجهي "هل يعقل أن يأتي أخ صغير ..ويكون مشابها لي ..لست أدري"
مرت الأيام ..ولم أعدها بالطبع ..ونسيت ذلك الأخ الصغير الذي سيزورنا,و في صباح أحد الأيام أتت أمي من الخارج , تحمل بين ذراعيها شيئا أبيضا ,يظهر منه ما يشبه الكرة السوداء ,أمسكت بعباءة أمي وهمست بفضول:
-أمي ماهذا الذي تحمليه؟
-إنه أخوك الصغير ..الذي حدثتك عنه.
ياللفاجعة ..لقد جاء هذا الأخ بسرعة,وهذا مالم أفكر به أبدا ..ولم أرتب له ,انزويت جانبا بعدما أبصرت ذلك الوجه الوردي,ذو العينين المغمضتين,والشعر الأسود.
أشعر بالحنق عندما أرى أمي وأبي يقبلانه ..وكذلك جدتي التي كانت تحبني ..آهـ ..أظن أن هذا الصغير ماجاء إلا ليفسد علي عائلتي .
-خالد .. تعال ياحبيبي..
كان هذا صوت والدي يناديني , وهو يجلس أمام التلفاز , اقتربت منه فاحتواني بذراعه وقبلني :
-هل رأيت أخاك الصغير؟
-لكنه ليس أخي..فأمي قالت لي إن أخي القادم يشبهني..
صمت لأرتب جملة جديدة :
والدي أعده من حيث جئت به ,وأبحث عن أخي ..
ضحك والدي وهمس و هو يحملني بين ذراعيه:
-لا يمكننا فعل ذلك..إنه طفلنا..إنه مثلك تماما..
-لكنه لا يشبهني!!
صمت والدي وعاد ليتابع التلفاز,وصمت أنا وفكرت في حيلة لتخلص من هذا الصغير ..ولكن يالشدة حزني ..فقد تخلصت مني أمي وجعلتني أنام مع الخادمة,أشعر بالألم والوحدة وأنا أنام بعيدا عن حضن أمي الذي استولى عليه هذا الصغير, أشعر بالحزن ودموعي تنفرط على خدي في كل ليلة ..والأحلام المزعجة تلاحقني ..وتطاردني فيها الخادمة والأخ الصغير..
ليلتها شعرت بجسد دافئ يحتويني ,وقبلة تطبع على جبيني ,أتشبث بها ..تردد "نم ..حبيبي "أغمغم بتثاقل "ماما لا تتركيني ..فأنا أحبك"
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم محمد
